عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 ربيع الثاني 1434هـ/5-03-2013م, 11:35 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({الذّكرى} والذّكر واحد). [مجاز القرآن: 1/ 194]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يخوضون في آياتنا} بالاستهزاء). [تفسير غريب القرآن: 155]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}،
روى شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هم الذين يستهزئون بكتاب الله نهاه الله أن يجلس معهم إلا أن ينسى فإذا ذكر قام قال تعالى: {فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}.
وروى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هم الذين يقولون في القرآن غير الحق). [معاني القرآن: 2/ 442]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا} بالاستهزاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]

تفسير قوله تعالى:{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولكن ذكرى...}
في موضع نصب أو رفع؛ بفعل مضمر؛ {ولكن}نذكرهم {ذكرى} والرفع على قوله {ولكن} هو {ذكرى}). [معاني القرآن: 1/ 339]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما على الّذين يتّقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلّهم يتّقون}أي: وما عليك أيها النبي وعلى المؤمنين من حسابهم أي من كفرهم ومخالفتهم أمر اللّه.
{ولكن ذكرى}أي: ولكن عليكم أن تذكروهم.
و {ذكرى}:
1- يجوز أن يكون في موضع رفع ونصب، فمن نصب فالمعنى ولكن ذكروهم ذكرى، ومن رفع فعلى وجهين، أحدهما ولكن عليكم أن تذكروهم، كما قال: {إن عليك إلاّ البلاغ}.
2- وجائز أن يكون: ولكن الذين تأمرون به ذكرى.
{لعلّهم يتّقون} أي: لترجى منهم التقوى). [معاني القرآن: 2/ 261]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء}،
قال مجاهد: أي لو جلسوا ولكن لا يجلسوا أي لأن الله قد نهاهم). [معاني القرآن:2/ 443]


تفسير قوله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وذر الّذين اتّخذوا دينهم لعباً ولهواً...}
يقال: ليس من قوم إلاّ ولهم عيد فهم يلهون في أعيادهم، إلا أمّة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن أعيادهم برّ وصلاة وتكبير وخير.
وقوله: {وذكّر به أن تبسل نفسٌ} أي: ترتهن .
(والعرب تقول: هذا عليك بسل أي: حرام.
ولذلك قيل: أسد باسل أي: لا يقرب)
والعرب تقول: أعط الراقي بسلته، وهو أجر الرقية). [معاني القرآن: 1/ 339]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أن تبسل نفسٌ} أي: ترتهن وتسلم،
قال عوف ابن الأحوص بن جعفر:
وإبسالي بنيّ بغير جرمٍ ....... بعوناه ولا بدمٍ مراق
بعوناه، أي: جنيناه، وكان حمل عن غنيٍّ لبنى قشيرٍ دم ابنى السّجفيّة، فقالوا: لا نرضى بك، فرهنهم بنيه، قال النابغة الجعديّ:
ونحن رهنّا بالافاقة عامراً ....... بما كان في الدّرداء رهناً فأبسلا
وقال الشّنفري:
هنالك لا أرجو حياةً تسرّني ....... سمير الليالي مبسلا بالجزائر
أي: أبد الليالي.
وكذلك في آية أخرى: {أولئك الّذين أبسلوا}.
{وإن تعدل كلّ عدلٍ لا يؤخذ منها} مجازه: إن تقسط كل قسطٍ لا يقبل منها. لأنّما التوبة في الحياة). [مجاز القرآن: 1/ 194-195]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وذر الّذين اتّخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرّتهم الحياة الدّنيا وذكّر به أن تبسل نفسٌ بما كسبت ليس لها من دون اللّه وليٌّ ولا شفيعٌ وإن تعدل كلّ عدلٍ لاّ يؤخذ منها أولئك الّذين أبسلوا بما كسبوا لهم شرابٌ مّن حميمٍ وعذابٌ أليمٌ بما كانوا يكفرون}
وقال: {أن تبسل نفسٌ بما كسبت} وهي من "أبسل" "إبسالاً".
وقال: {أولئك الّذين أبسلوا}). [معاني القرآن: 1/ 241]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أن تبسل نفس بما كسبت} وقوله عز وجل {أولئك الذين أبسلوا} فإنهم يقولون: أبسل إبسالاً؛ أي خذل وترك، وأبسلت الرجل أسلمته؛ وقالوا أيضًا: بسلا وأسلاً؛ أي حرامًا محرمًا؛ وبسلا وحسلا في الدعاء عليه.
وقال عوف بن الأحوص:
وإبسالي بني بغير جرم = بعوناه ولا بدم مراق
[معاني القرآن لقطرب: 542]
بعوناه: كسبناه.
وقال النابغة الجعدي:
حتى يظل لديه أهل قاضية = يلقون أولادهم في كفه بسلا
وقال الأغلب:
قد علمت ضبة حيث أبسلوا = حيث احتوى ذو اللمعة المخذل
وقوله عز وجل {وإن تعدل كل عدل} فقالوا: عدل يعدل؛ أي فدي؛ فكأنه قال: تفدي بكل فداء.
وقوله عز وجل {شراب من حميم} فالحميم الحار؛ وكان الحسن يقول: الذي انتهى حره.
والحميم: العرق أيضًا، والحميم: القريب.
قال أبو ذؤيب:
تأبى بدرتها إذا ما استكرهت = إلا الحميم فإنه يتبضع
وقال المرقش:
في كل ممسى لها مقطرة = فيها كباء معد وحميم). [معاني القرآن لقطرب: 543]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لهم شراب من حميم} كان الحسن يقول: هو الحار الذي قد انتهى حره.
وقال أبو ذؤيب:
تأبى بدرتها إذا ما استغضبت = إلا الحميم فإنه يتبضع
يريد: العرق هاهنا، وكان ذلك لحره). [معاني القرآن لقطرب: 665]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أن تبسل نفس بما كسبت}: تسلم وترتهن، ومنه {أبسلوا بما كسبوا}). [غريب القرآن وتفسيره:138-137]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أن تبسل نفسٌ} أي: تسلم للهلكة.
قال الشاعر:

وإبسالي بنيّ بغير جرم ....... بعوناه ولا بدم مراق
أي بغير جرم أجرمناه. والبعو: الجناية.
{لهم شرابٌ من حميمٍ} وهو الماء الحار. ومنه سمي الحمام). [تفسير غريب القرآن: 155]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {وذر الّذين اتّخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرّتهم الحياة الدّنيا وذكّر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون اللّه وليّ ولا شفيع وإن تعدل كلّ عدل لا يؤخذ منها أولئك الّذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون (70)}
معنى تبسل - بعملها تكون غير قادرة على التخلص، والمستبسل المستسلم الذي يعلم أنه لا يقدر على التخلص.
قال الشاعر:

وإبسالي بنيّ بغير جرم ....... بعوناه ولا بدم مراق
أي: إسلامي إياهم،
وقيل {أن تبسل} ترهن، والمعنى واحد،
ويقال أسد باسل، وشجاع باسل، وتأويله أن معه من الإقدام ما يستبسل له قرنه.
ويقال هذا بسل عليك أي حرام عليك فجائز أن يكون أسد باسل من هذا، أي لا يقدر عليه، ويقال أعط الرافي بسلته، أي أجرته، وإنما تأويله أنه عمل الشيء الذي قد استبسل صاحبه معه). [معاني القرآن: 2/ 261]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا}،
قال قتادة: هذا منسوخ نسخه قوله تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}). [معاني القرآن:2/ 443]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت}،
قال مجاهد: تسلم.
وقال الكسائي والأخفش: أي: تجزى.
وقال الفراء: أي: ترتهن.
وهذه المعاني متقاربة، وقول مجاهد حسن؛ أي تسلم بعملها، لا تقدر على التخلص؛ لأنه يقال استبسل فلان للموت أي رأى ما لا يقدر على دفعه وينشد:

وإبسالي بنيّ بغير جرم ....... بعوناه ولا بدم مراق
قال أبو جعفر بعوناه أي: جنيناه). [معاني القرآن: 2/ 443-444]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها}،
قال قتادة: العدل الفدية وقد بيناه فيما تقدم). [معاني القرآن: 2/ 444-445]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({أن تبسل} أي: أن تحبس في جهنم). [ياقوتة الصراط: 222]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ} تسلم للهلكة.
{أُبْسِلُواْ} أي: أسلموا وارتهنوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({تبْسِلُ}: ترتهن). [العمدة في غريب القرآن: 128]


رد مع اقتباس