عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 ربيع الثاني 1434هـ/4-03-2013م, 11:30 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي


{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}



تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)}:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل لا أقول لكم عندي خزائن اللّه ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنّي ملك إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكّرون}
هذا متصل بقوله: {لولا نزّل عليه آية من ربّه}. فأعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يملك خزائن الله التي بها يرزق ويعطي، وأنه لا يعلم الغيب فيخبرهم بما غاب عنه ممّا مضى، وما سيكون إلا بوحي من اللّه جلّ وعزّ.
{ولا أقول لكم إنّي ملك} أي: الملك يشاهد من أمور الله عزّ وجلّ ما لا يشاهده البشر،
فأعلمهم أنه يتبع الوحي فقال: {إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ} أي: ما أنبأتكم به من غيب فيما مضى، وفيما سيكون فهو بوحي من اللّه، فأمّا الإنباء بما مضى، فإخبار بقصص الأمم السالفة، والإخبار بما سيكون كقوله: {غلبت الرّوم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين}، فوجد من ذلك ما أنبأ به،
ونحو قوله: {واللّه يعصمك من النّاس} فاجتهدوا في قتله، فلم يصلوا إلى ذلك.
وقوله: {ليظهره على الدّين كلّه} وما يروى من الأخبار عنه بما يكون أكثر من أن يحصى). [معاني القرآن: 2/ 250-251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب} هذا متصل بقوله جل وعز: {لولا نزل عليه آية من ربه} أي: لا أقول لكم عندي خزائن الله التي يرزق منها ويعطي {ولا أعلم الغيب} فأخبركم بما غاب عنكم إلا بوحي {ولا أقول لكم اني ملك} لأن الملك يشاهد من أمر الله جل وعلا ما لا يشاهد البشر). [معاني القرآن: 2/ 427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل هل يستوي الأعمى والبصير}
قال مجاهد: يعني المسلم والكافر). [معاني القرآن: 2/ 428]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وأنذر به الّذين يخافون أن يحشروا إلى ربّهم...}
يقول: يخافون أن يحشروا إلى ربهم علما بأنه سيكون.
ولذلك فسّر المفسرون {يخافون}: يعلمون). [معاني القرآن: 1/ 336]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(خشيت) بمعنى: (علمت)، قال عز وجل: {فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}، أي: علمنا.
وفي قراءة أبيّ: فخاف ربك.
ومثله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}.
وقوله: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا} أي: علم.
وقوله: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ}، لأنّ في الخشية والمخافة طرفا من العلم). [تأويل مشكل القرآن: 190-191](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {وأنذر به الّذين يخافون أن يحشروا إلى ربّهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلّهم يتّقون}
قوله: {وأنذر به} أي: بالقرآن،
وإنما ذكر الذين يخافون الحشر، دون غيرهم وهو -صلى الله عليه وسلم- منذر جميع الخلق، لأن الذين يخافون الحشر الحجة عليهم أوجب، لأنهم أفهم بالميعاد.
فهم أحد رجلين:
- إما رجل مسلم فيؤدي حق اللّه في إسلامه.
- وإما رجل من أهل الكتاب، فأهل الكتاب أجمعون معترفون بأن اللّه جل ثناؤه خالقهم، وأنّهم مبعوثون.
وقوله: {ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع}لأن النصارى، واليهود ذكرت أنّها أبناء اللّه وأحباؤه، فأعلم اللّه أنّه لا ولي له إلّا المؤمنون، وأنّ أهل الكفر ليس لهم عن دون اللّه ولي ولا شفيع). [معاني القرآن: 2/ 251]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم} أي: بالقرآن وخص من يخاف الحشر لأن الحجة عليهم أوكد فإن كان مسلما أنذر ليترك المعاصي وإن كان من أهل الكتاب أنذر ليتبع الحق). [معاني القرآن: 2/ 428]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع} لأن اليهود والنصارى قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه). [معاني القرآن: 2/ 428]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم...}
يقول القائل: وكيف يطرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدعوا ربه حتى ينهى عن ذلك؟ فإنه بلغنا أن عيينة بن حصن الفزاريّ دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده سلمان وبلال وصهيب وأشباههم، فقال عيينة: يا رسول الله لو نحّيت هؤلاء عنك لأتاك أشراف قومك فأسلموا، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ}). [معاني القرآن: 1/ 336]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم مّن شيءٍ وما من حسابك عليهم مّن شيءٍ فتطردهم فتكون من الظّالمين}
وقال: {فتطردهم فتكون من الظّالمين} فالأولى أن ينصب جواباً لقوله: {ما عليك من حسابهم مّن شيءٍ وما من حسابك عليهم مّن شيءٍ فتطردهم}
والأخرى [أن] ينصب بقوله: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم} {فتكون من الظّالمين}). [معاني القرآن: 1/ 239]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومما يزاد في الكلام: (الوجه)، يقول الله عز وجل: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} أي: يريدونه بالدعاء.
و{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} أي: إلا هو.
و{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: فثمّ الله.
و{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} أي: لله). [تأويل مشكل القرآن: 254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظّالمين}
كان قوم من المشركين أرادوا الحيلة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا لو باعدت عنك هؤلاء السفلة والعبيد لجلس إليك الكبراء والأشراف وكانوا عنوا بالذين قدروا أن يباعدهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صهيبا وخبّابا، وعمّار بن ياسر وسلمان الفارسي وبلالا، فأعلم اللّه عزّ وجلّ، أن أمر الدّين هو المقدّم، ونهاه أن يباعد هؤلاء، وأعلمه أنهم يريدون ما عند الله فشهد لهم بصحة النيات وأنهم مخلصون في ذلك لله، فقال: {يريدون وجهه}أي: يريدون اللّه ويقصدون الطرق التي أمرهم بقصدها وإنما قدروا بهذا أن يباعدهم فتكون لهم حجة عليه، واللّه قد أعلم .
في قصة نوح إنّه اتبع نوحا من كان عندهم من أراذلهم فقال:{قالوا أنومن لك واتبعك الأرذلون}، وقالوا: {ما نراك اتبعك إلا الّذين هم أراذلنا}
وقوله عزّ وجل: {فتكون من الظّالمين} جواب {ولا تطرد}
وقوله {فتطردهم} جواب {ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم}). [معاني القرآن: 2/ 251-252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
قال سعد: «نزلت في ستة أنا وعبد الله بن مسعود وأربعة قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم إنا نستحيي أن نكون تبعا لهؤلاء فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى قوله: {أليس الله بأعلم بالشاكرين}»
قال مجاهد: نزلت في بلال وعبد الله بن مسعود.
وقال غيره: إنما أراد المشركون بهذا أن يحتجوا على النبي صلى الله عليه وسلم لأن أتباع الأنبياء الفقراء فطلبوا أن يطردهم فيحتجوا عليه بذلك فعصمه الله مما أرادوا منه). [معاني القرآن: 2/ 429-430]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين}
المعنى: ولا تطرد الذين يدعون ربهم فتكون من الظالمين وما من حسابك من شيء فتطردهم؛ على التقديم والتأخير). [معاني القرآن: 2/ 430]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): {وكذلك فتنّا بعضهم ببعضٍ} أي: ابتلينا بعضا ببعض). [تفسير غريب القرآن: 154]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: العبرة، كقوله: {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
وفي موضع آخر: {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}أي: يعتبرون أمرهم بأمرنا، فإذا رأونا في ضرّ وبلاء ورأوا أنفسهم في غبطة ورخاء- ظنّوا أنهم على حق، ونحن على باطل.
وكذلك قوله: {فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 473-474](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {كذلك فتنّا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه بأعلم بالشّاكرين} أي: اختبرنا وابتلينا، {ليقولوا أهؤلاء منّ اللّه عليهم من بيننا}أي: ليكون ذلك آية أنّهم اتبعوا الرسول وصبروا على الشدة، وهم في حال شديدة). [معاني القرآن: 2/ 252]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض} أي: اختبرنا وابتلينا لأن الفقراء صبروا على الجهد مع فقرهم فكان ذلك أوكد على الأغنياء في الحجة). [معاني القرآن: 2/ 430]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا}
أي: ليقول الأغنياء). [معاني القرآن: 2/ 430]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَكَذَلِكَ فَتَنَّا} أي: ابتلينا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]


رد مع اقتباس