عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:02 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء فتأتيهم بآيةٍ...}فافعل، مضمرة، بذلك جاء التفسير،
وذلك معناه: وإنما تفعله العرب في كل موضع يعرف فيه معنى الجواب؛ ألا ترى أنك تقول للرجل: إن استطعت أن تتصدق، إن رأيت أن تقوم معنا، بترك الجواب؛ لمعرفتك بمعرفته به. فإذا جاء ما لا يعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته؛ كقولك للرجل: إن تقم تصب خيرا، لا بدّ في هذا من جواب؛ لأن معناه لا يعرف إذا طرح). [معاني القرآن: 1/ 331-332]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تبتغى نفقاً في الأرض} يريد أهوية ومنه نافقاء اليربوع الجحر الذي ينفق منه فيخرج ينفق نفقاً مصدر.
{أو سلّماً في السّماء} أي: مصعداً.
قال ابن مقبل:

لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا ....... تبنى له في السموات السلاليم).
[مجاز القرآن:1/ 190]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء فتأتيهم بآيةٍ ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين}
وقال {نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء} فـ"النفق" ليس من "النفقة" ولكنه من "النّافقاء"، يريد دخولا في الأرض.
وقال {فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلّماً في السّماء} ولم يقل "فافعل" وذلك أنّه أضمر.
وقال الشاعر:

فبحظٍّ ممّا نعيش ولا تذ ....... هب بك الترّهات في الأهوال
فأضمر "فعيشى"). [معاني القرآن: 1/ 238]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {أن تبتغي نفقا في الأرض} فالنفق من نفق اليربوع ونافقائه: وهو جحر من جحرته، منها: النافقاء والقاصعاء والداماء؛ وقد فسرنا ذلك في سورة آل عمران). [معاني القرآن لقطرب: 540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({نفقا}: مدخلا تحت الأرض ويقال لحجر اليربوع النافقاء.
{سلما في السماء}: مصعدا).[غريب القرآن وتفسيره: 136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({النّفق} في الأرض المدخل، وهو السّرب.
و{السّلم في السماء}: المصعد). [تفسير غريب القرآن: 153]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم الله عزّ وجلّ رسوله أنه يأتي من الآيات بما أحب، وأنه - صلى الله عليه وسلم - بشر لا يقدر على الإتيان بآية إلا بما شاء الله من الآيات فقال: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلّما في السّماء فتأتيهم بآية ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى فلا تكوننّ من الجاهلين}
أي: إن كان عظم عليك أن أعرضوا إذ طلبوا منك أن تنزّل عليهم ملكا.
لأنهم قالوا {لولا أنزل عليه ملك} ثم أعلم اللّه جلّ وعزّ أنهم لو نزلت عليهم الملائكة وأتاهم عظيم من الآيات ما آمنوا.
وقوله: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض}، والنفق: الطريق النافذ في الأرض، والنافقاء: ممدود أحد جحرة اليربوع يخرقه من باطن الأرض إلى جلدة الأرض فإذا بلغ الجلدة أرقها حتى إن رابه دبيب رفع برأسه هذا المكان وخرج منه، ومن هذا سمّي المنافق منافقا، لأنه أبطن غير ما أظهر، كالنافقاء الذي ظاهره غير بين، وباطنه حفر في الأرض.
وقوله: {أو سلّما في السّماء}، والسّلّم: مشتق من السّلامة، وهو الشيء الذي يسلمك إلى مصعدك.
المعنى: فإن استطعت هذا فافعل، وليس في القرآن فافعل لأنه قد يحذف ما في الكلام دليل عليه، ومثل ذلك قولك: إن رأيت أن تمضي معنا إلى فلان.
ولا تذكر فافعل.
فأعلم اللّه نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنّه لا يستطيع أن يأتي بآية إلا بإذن اللّه. وإعلامه النبي هذا هو إعلام الخلق أنهم إنما اقترحوا هم الآيات وأعلم الله جلّ وعزّ أنّه قادر على أن ينزل آية آية، وأنّه لو أنزلت الملائكة وكلمهم الموتى ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء اللّه.
وقوله {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} فيه غير قول:
فأحدها: أنه لو شاء الله أن يطبعهم على الهدى لفعل ذلك.
وقول آخر: {ولو شاء اللّه لجمعهم على الهدى} أي: لو شاء لأنزل عليهم آية تضطرهم إلى الإيمان كقوله جلّ وعزّ: {إن نشأ ننزّل عليهم من السّماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين}
فإنما أنزل الله الآيات التي يفكر الناس معها، فيؤجر ذو البصر، ويثاب على الإيمان بالآيات، ولو كانت نار تنزل على من يكفر أو يرمى بحجر من السّماء لان كل واحد). [معاني القرآن: 2/ 243-245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء}.
قال قتادة: النفق الشرب في الأرض والسلم الدرج وكذلك هو في اللغة ومنه النافقاء أحد جحر اليربوع.
قال أبو إسحاق: والسلم مشتق من السلامة كأنه يسلمك إلى الموضع الذي تريد.
والمعنى: إن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية فافعل ثم حذف هذا لعلم السامع أي ليس لك من الأمر شيء). [معاني القرآن: 2/ 419-420]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى} أي; لأراهم آية تضطرهم إلى الإيمان ولكنه أراد جل وعز أن يثيب من آمن منهم ومن أحسن ويجوز أن يكون المعنى لطبعهم على الإيمان). [معاني القرآن: 2/ 420]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَفَقًا} أي مدخلاً، وهو السرب.
{أَوْ سُلَّمًا} أي مصعداً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 76]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({نَفَقًا}: مدخلاً في الأرض
{سُلَّمًا}: مصعداً). [العمدة في غريب القرآن: 126]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّما يستجيب الّذين يسمعون} أي: يجيبك من يسمع، فأما الموتى فاللّه يبعثهم شبههم بالموتى). [تفسير غريب القرآن: 153]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (القراء {ثم إليه يرجعون}.
أبو عبد الرحمن السلمي وابن محيصن {ثم إليه يرجعون} ). [معاني القرآن لقطرب: 512]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {إنّما يستجيب الّذين يسمعون والموتى يبعثهم اللّه ثمّ إليه يرجعون} أي: الذين يسمعون سماع قابلين، وجعل من لم يقبل بمنزلة الأصم.
قال الشاعر:
أصمّ عمّا ساءه سميع
{والموتى يبعثهم اللّه} أي: يحييهم {ثم إليه يرجعون}). [معاني القرآن: 2/ 245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إنما يستجيب الذين يسمعون}
قال الحسن ومجاهد: يراد به المؤمنون والمعنى الذين يسمعون سماع قبول). [معاني القرآن: 2/ 420-421]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {والموتى يبعثهم الله}
قال الحسن ومجاهد: يراد به الكفار وقال غيرهما يراد به كل ميت). [معاني القرآن: 2/ 421]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)}:

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({لولا نزّل عليه}

مجازها: هلاّ نزل عليه،
قال:
تعدّون عقر النّيب أفضل مجدكم ....... بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا
أي فهلا تعدّون الكميّ). [مجاز القرآن: 1/ 191]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربّه قل إنّ اللّه قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون * قل إنّ اللّه قادر على أن ينزّل آية} أي: آية تجمعهم على الهدى). [معاني القرآن: 2/ 245]


رد مع اقتباس