عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 10:31 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لأنذركم به ومن بلغ...}: يريد ومن بلغه القرآن من بعدكم، و(بلغ) صلة لـ (من). ونصبت (من) بالإنذار.
وقوله: {آلهةً أخرى} ولم يقل أخر؛ لأن الآلهة جمع، (والجمع) يقع عليه التأنيث؛
كما قال الله تبارك وتعالى: {وللّه الأسماء الحسنى}
وقال الله تبارك وتعالى: {فما بال القرون الأولى} ولم يقل: الأول والأوّلين. وكلّ ذلك صواب). [معاني القرآن: 1/ 329]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {أئنكم لتشهدون}. أبو عمرو والأعرج {أائينكم لتشهدون} يفصل بين الهمزتين بألف؛ وقد فسرناه في سورة البقرة). [معاني القرآن لقطرب: 509]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}، وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، فهذا إرسال جبريل بالقرآن). [تأويل مشكل القرآن: 489](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {قل أيّ شيء أكبر شهادة قل اللّه شهيد بيني وبينكم وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنّكم لتشهدون أنّ مع اللّه آلهة أخرى قل لا أشهد قل إنّما هو إله واحد وإنّني بريء ممّا تشركون} والشاهد هو المبيّن لدعوى المدعي، فأمر الله جل ثناؤه نبيه بأن يحتج عليهم باللّه الواحد الذي خلق السموات الأرض وخلق الظلمات والنور، وخلقهم أطوارا على ما بين في كتابه، وأمر أن يعلمهم أن شهادة اللّه بأنه واحد، وإقامة البراهين في توحيده أكبر شهادة، وأن القرآن الذي أتى به يشهد له بأنه رسوله فقال: {قل اللّه شهيد بيني وبينكم}، الذي اعترفتم بأنه خالق هذه الأشياء {وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به}.
ففي الإنذار دليل على نبوته، لأنه لم يأت أحد بمثله، ولا يأتي بمثله لأن فيه أخبار الأمم السالفة، جاء بها عليه السلام.
وهو أمّيّ لا يقرأ الكتب، وأنبأ بما سيكون، وكان ما أنبأ به حقا،
ثم قال: {واللّه يعصمك من النّاس} وكان -صلى الله عليه وسلم- معصوما منهم.
وقال: {ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون}: فأظهر الله دين الإسلام على سائر الأديان بالحجة القاطعة.وغلبة المسلمين على أكثر أقطار الأرض
وقال في اليهود وكانوا في وقت مبعثه أعز قوم وأمتنه {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة} فهم أذلّاء إلى يوم القيامة.
فأنبأ الله في القرآن بما كان وما يكون، وأتى به مؤلّفا تأليفا لم يقدر أحد من العرب أن يأتي بسورة مثله، وهو في الوقت الذي قيل لهم ليأتوا بسورة من مثله، خطباء شعراء لم يكن عندهم أوجز من الكلام المنثور والموزون فعجزوا عن ذلك). [معاني القرآن: 2/ 233-234]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}
المعنى: ومن بلغه القرآن ثم حذف الهاء لطول الاسم
وقال مجاهد: «ومن أسلم من فصيح وأعجم».
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بلغوا القرآن عن الله جل وعز ومن بلغته آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله».
وقيل المعنى: ومن بلغ الحلم كما يقال قد بلغ فلان). [معاني القرآن: 2/ 406]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ومن بلغ}: أي ومن بلغه القرآن إلى يوم القيامة). [ياقوتة الصراط: 218]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم...} ذكر أنّ عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام: «ما هذه المعرفة التي تعرفون بها محمد -صلى الله عليه وسلم؟ قال: والله لأنا به إذا رأيته أعرف مني بابني وهو يلعب مع الصبيان؛ لأني لا أشكّ فيه أنه محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ ولست أدري ما صنع النساء في الابن. فهذه المعرفة لصفته في كتابهم».
- وجاء التفسير في قوله: {خسروا أنفسهم} يقال: ليس من مؤمن ولا كافر إلا له منزل في الجنة وأهل وأزواج، فمن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه (ومن كفر صار منزله وأزواجه) إلى من أسلم وسعد.
فذلك قوله: {الذين يرثون الفردوس} يقول: يرثون منازل الكفار، وهو قوله: {الذين خسروا أنفسهم وأهليهم}). [معاني القرآن: 1/ 329-330]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الّذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}: أي يعرفون محمدا -صلى الله عليه وسلم- أنّه نبي كما يعرفون أبناءهم.
ويروى عن عمر بن الخطاب أنه قال لعبد اللّه بن سلام: «يا أبا حمزة هل عرفت محمدا كما عرفت ابنك؟ قال نعم، لأن الله بعث أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته، فأمّا ابني فما أدري ما أحدثت أمّه. فقال صدقت يا حمزة».
وقوله: {الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون} رفع على نعت {الذين آتيناهم الكتاب} وجائز أن يكون على الابتداء ويكون {فهم لا يؤمنون} خبره، والذين خسروا أنفسهم الأشبه أن يكون ههنا يعني به أهل الكتاب.
وجائز أن يكون يعني به: جملة الكفار من أهل الكتاب وغيرهم). [معاني القرآن: 2/ 234-235]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} ويجوز أن يكون المعنى القرآن والحديث يدل أن المعنى يعرفون النبي -صلى الله عليه وسلم.
وروي أن عمر قال لعبد الله بن سلام: «أتعرف محمدا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك فقال نعم وأكثر بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته وابني لا أدري ما كان من أمه»). [معاني القرآن: 2/ 407]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({يعرفونه}: أي يعرفون محمدا - صلى الله عليه وسلم - في التوراة بصفته ونعته، بشرعه وشرائعه.
قال ابن الأعرابي: ومنه قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لعبد الله بن سلام: «ما هذه المعرفة، التي وصفها الله -عز وجل- في صفة محمد -صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعرفه كما نعرف أبناءنا، ونعرفه بعد هذا معرفة أبين من معرفة أولادنا، قال: فقال عمر: كيف ؟ قال: يا أمير المؤمنين إن أحدنا ليشك في ولده، حتى يقول: هو ابني، ليس هو ابني، ونحن لا نشك في محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه صادق مصدق»). [ياقوتة الصراط: 218-219]


رد مع اقتباس