عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 11:40 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وقولوا حطّةٌ}؛
- حدّثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن همّام بن منبّهٍ، أنّه سمع أبا هريرة رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول اللّه -صلّى الله عليه وسلّم-:
«قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجّدًا، وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم} [البقرة: 58] ، فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم، وقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ »). [صحيح البخاري: 6/ 60]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله: {حطّةٌ}؛
حدّثني إسحاق هو بن إبراهيم الحنظلي بن راهويه قوله قيل لبني إسرائيل ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ.
قال عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وقولوا حطّةٌ}، قال الحسن: أي احطط عنّا خطايانا وهذا يليق بقراءة من قرأ (حطّةً) بالنّصب وهي قراءة إبراهيم بن أبي عبلة وقرأ الجمهور بالرّفع على أنّه خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي مسألتنا حطّةٌ وقيل أمروا أن يقولوا على هذه الكيفيّة فالرّفع على الحكاية وهي في محلّ نصبٍ بالقول وإنّما منع النّصب حركة الحكاية وقيل رفعت لتعطي معنى الثّبات كقوله سلامٌ واختلف في معنى هذه الكلمة فقيل هي اسمٌ للهيئة من الحطّ كالجلسة وقيل هي التّوبة كما قال الشّاعر فاز بالحطّة الّتي صيّر اللّه بها ذنب عبده مغفورا وقيل لا يدرى معناها وإنّما تعبّدوا بها وروى بن أبي حاتم عن بن عبّاسٍ وغيره قال قيل لهم قولوا مغفرةٌ قوله فبدّلوا أي غيّروا وقوله سبحانه وتعالى فبدّل الّذين ظلموا قولًا غير الّذي قيل لهم التّقدير فبدّل الّذين ظلموا بالّذي قيل لهم قولًا غير الّذي قيل لهم ويحتمل أن يكون ضمّن بدّل معنى قال قوله فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبّةٌ في شعرةٍ كذا للأكثر وكذا في رواية الحسن المذكورة بفتحتين وللكشميهنيّ في شعيرةٍ بكسر المهملة وزيادة تحتانيّة بعدها والحاصل أنّهم خالفوا ما أمروا به من الفعل والقول فإنّهم أمروا بالسّجود عند انتهائهم شكرًا للّه تعالى وبقولهم حطّةٌ فبدّلوا السّجود بالزّحف وقالوا حنطةٌ بدل حطّةٌ أو قالوا حطّةٌ وزادوا فيها حبّةً في شعيرةٍ.
وروى الحاكم من طريق السّدّيّ عن مرّة عن بن مسعودٍ قال: قالوا هطى سمقا وهي بالعربيّة حنطةٌ حمراء قويّةٌ فيها شعيرةٌ سوداء ويستنبط منه أنّ الأقوال المنصوصة إذا تعبّد بلفظها لا يجوز تغييرها ولو وافق المعنى وليست هذه مسألة الرّواية بالمعنى بل هي متفرّعةٌ منها وينبغي أن يكون ذلك قيدًا في الجواز أعني يزاد في الشّرط أن لا يقع التّعبّد بلفظه ولا بدّ منه ومن أطلق فكلامه محمول عليه). [فتح الباري: 8/ 304]

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (4 - (بابٌ قوله: {وقولوا حطّةٌ}
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا} وليس لفظ: باب، مذكورا في بعض النّسخ.
- حدّثنا إسحاق أخبرنا عبد الرّزّاق أخبرنا معمرٌ عن همّام بن منبّهٍ أنّه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
«قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجّداً وقولوا حطّةٌ تٍ غفر لكم خطاياكم فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبّةٌ في شعرةٍ». (انظر الحديث 3402 وطرفه) .
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وإسحاق هو ابن إبراهيم الحنظلي بن راهويه، ومعمر، بفتح الميمين: ابن راشد، وهمّام بتشديد الميم الأولى ابن منبّه على وزن اسم الفاعل من التّنبيه. والحديث مضى في أوائل تفسير سورة البقرة فإنّه أخرجه هناك عن محمّد عن عبد الرّحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: {فبدلوا}؛ أي: غيروا. قوله: {في شعرة}: بفتحتين في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميهني: في شعيرة، بكسر العين وسكون الياء آخر الحروف). [عمدة القاري: 18/ 242]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (4 - باب قوله: {حطّةٌ}
باب قوله: {حطة} كذا لأبي ذر ولغيره {وقولوا حطة} بغير ذكر باب وبزيادة وقولوا وحطة رفع خبر مبتدأ محذوف أي مسألتنا حطة، والأصل حط عنا ذنوبنا.
- حدّثنا إسحاق أخبرنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ عن همّام بن منبّهٍ أنّه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم} فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ».
وبه قال: حدّثنا ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد إسحاق الحنظلي بن راهويه قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرنا معمر هو ابن راشد، عن همام بن منبه، بتشديد الميم الأولى، ومنبه بتشديد الموحدة المكسورة أخي وهب أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
(قيل لبني إسرائيل) لما خرجوا من التيه: ({ادخلوا الباب}) باب بيت المقدس (سجدًا) شكرًا لله على نعمة الفتح وإنقاذهم من التيه).
وفسر ابن عباس السجود هنا بالركوع {وقولوا حطة} بالرفع {نغفر لكم خطاياكم} وسقط قوله: {نغفر لكم خطاياكم} في رواية سورة البقرة :{فبدلوا} أي غيروا، فدخلوا يزحفون على أستاههم -بفتح الهمزة وسكون المهملة- أوراكهم وقالوا حبة في شعرة بفتح العين وللكشميهني في شعيرة بكسر العين وزيادة تحتية فبدّلوا السجود بالزحف وبدّلوا قول حطة يقول حبة بحاء مهملة مفتوحة فموحدة وزادوا في شعيرة أو شعرة.

وهذا الحديث قد سبق في البقرة). [إرشاد الساري: 7/ 131]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (5 ـ باب {وقولوا حطةٌ}؛
قوله: (شعرة): بفتح العين والراء. وحاصل الأمر أنهم أمروا أن يخضعوا لله تعالى عند فتح بيت المقدس، ودخولهم الباب بعد إخراجهم من التيه بعد أربعين سنة بالفعل، والقول: وأن يغترفوا بذنوبهم، فخالفوا غاية المخالفة فبدلوا السجود بالزحف، وقالوا مستهزئين حبة في شعرة بدل حطة اهـ قسطلاني). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 52]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطّةٌ وادخلوا الباب سجّدًا نغفر لكم خطاياكم سنزيد المحسنين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: واذكر أيضًا يا محمّد من خطإ فعل هؤلاء القوم وخلافهم على ربّهم وعصيانهم نبيّهم موسى عليه السّلام وتبديلهم القول الّذي أمروا أن يقولوه حين قال اللّه لهم: {اسكنوا هذه القرية} وهي قرية بيت المقدس، {وكلوا منها} يقول: من ثمارها وحبوبها ونباتها، {حيث شئتم} منها يقول: أنّى شئتم منها، {وقولوا حطّةٌ} يقول: وقولوا هذه الفعلة حطّةٌ تحطّ ذنوبنا، {نغفر لكم} يتغمّد لكم ربّكم ذنوبكم الّتي سلفت منكم، فيعفو لكم عنها، فلا يؤاخذكم بها. {سنزيد المحسنين} منكم، وهم المطيعون للّه، على ما وعدتكم من غفران الخطايا.
وقد ذكرنا الرّوايات في كلّ ذلك باختلاف المختلفين والصّحيح من القول لدينا فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته). [جامع البيان: 10/ 505]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطّةٌ وادخلوا الباب سجّدًا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين (161)}
قوله تعالى: {إذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية}
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: {هذه القرية} قال: بيت المقدس.
قوله تعالى: {وقولوا حطّةٌ}؛
- حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {وقولوا حطّةٌ}: قال: مغفرةٌ استغفروا. وروي، عن عطاءٍ، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ {وقولوا حطّةٌ} قال: قولوا هذا الأمر حقٌّ كما قيل لكم.
- حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، أنبأ حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة قوله: {وقولوا حطّةٌ}؛ يقول: قولوا لا إله إلا اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا محمود بن خالدٍ الدّمشقيّ، ثنا عمر بن عبد الواحد، قال: سمعت الأوزاعيّ يحدّث قال كتب ابن عبّاسٍ إلى رجلٍ قد سمّاه يسأله، عن قوله: {وقولوا حطّةٌ}؛ فكتب إليه أن أقرّوا بالذّنب.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: {وقولوا حطّةٌ}، قال: قال الحسن وقتادة: أي احطط عنّا خطايانا.
قوله تعالى: {وادخلوا الباب}
- حدّثنا محمّد بن عمّارٍ، قال قرأنا على يحيى بن الضّريس، عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وادخلوا الباب سجّدًا}؛ قال: من بابٍ صغيرٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا ملك بن إسماعيل أبو غسّان، ثنا زهيرٌ قال: سئل خصيفٌ، عن قول اللّه: {ادخلوا الباب سجّدًا}؛ قال: عكرمة قال ابن عبّاسٍ: كان الباب قبل القبلة.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: باب حطّةٍ من باب إيلياء بيت المقدس.
قوله تعالى: {سجّدًا}
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن همّام بن منبّهٍ أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال: رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«قال اللّه لبني إسرائيل، ادخلوا الباب سجّدًا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم».
- حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله:{ادخلوا الباب سجّدًا}؛ قال: ركّعًا من بابٍ صغيرٍ فدخلوا من قبل أستاههم.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل، ثنا زهيرٌ قال: سئل خصيفٌ، عن قول اللّه: {ادخلوا الباب سجّدًا}؛ قال عكرمة: قال ابن عبّاسٍ: فدخلوا على شقٍّ.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: {سجّدًا} قال: فكان سجود أحدهم على خدّه.
- حدّثنا أبي، ثنا مقاتل بن محمّدٍ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي سعدٍ الأزديّ، عن أبي الكنود، عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال قيل لهم: {ادخلوا الباب سجّدًا} فدخلوه مقنعي رؤوسهم. قال أبو محمّدٍ: اختلف التّابعون.
فروي، عن مجاهدٍ نحو قول عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، وروي، عن عكرمة والسّدّيّ نحوٌ ممّا روي، عن ابن مسعودٍ.
قوله تعالى: {نغفر لكم خطيئاتكم}؛
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قوله: {نغفر لكم خطيئاتكم}؛ من كان خاطئًا غفرت له خطيئته.
قوله تعالى: {سنزيد المحسنين}؛
- وبه، عن قتادة سنزيد المحسنين من كان محسنًا زيد في إحسانه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1594-1596]

تفسير قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فبدّل الّذين ظلموا منهم قولاً غير الّذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزًا من السّماء بما كانوا يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: فغيّر الّذين كفروا باللّه منهم ما أمرهم اللّه به من القول، فقالوا وقد قيل لهم: قولوا: هذه حطّةٌ: حنطةٌ في شعيرةٍ؛ وقولهم ذلك كذلك هو غير القول الّذي قيل لهم قولوه. يقول اللّه تعالى: {فأرسلنا عليهم رجزًا من السّماء} بعثنا عليهم عذابًا أهلكناهم بما كانوا يغيّرون ما يؤمرون به، فيفعلون خلاف ما أمرهم اللّه بفعله ويقولون غير الّذي أمرهم اللّه بقيله.
وقد بيّنّا معنى الرّجز فيما مضى). [جامع البيان: 10/ 506]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({فبدّل الّذين ظلموا منهم قولًا غير الّذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزًا من السّماء بما كانوا يظلمون (162)}
قوله تعالى: {فبدّل الّذين ظلموا منهم قولا غير الّذي قيل لهم}؛
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن همّام بن منبّهٍ أنّه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«قال اللّه تعالى لبني إسرائيل: {ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ... نغفر لكم خطيئاتكم} فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ».
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي سعدٍ الأزديّ، عن أبي الكنود، عن عبد اللّه {وقولوا حطّةٌ} فقالوا: حنطةٌ حبّةٌ حمراء فيها شعرةٌ فأنزل اللّه تعالى: {فبدّل الّذين ظلموا منهم قولا غير الّذي قيل لهم}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ قال: فزعم أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه أنّه قال: أنّهم قالوا: هطى سمقاثا أزبه مزبا فهي بالعربيّة حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبةٌ فيها شعرةٌ سوداء فذلك قوله: {فبدّل الّذين ظلموا منهم قولا غير الّذي قيل لهم}
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن آدم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ادخلوا الباب سجّدًا} قال: ركّعًا من بابٍ صغيرٍ: فجعلوا يدخلون من قبل أستاههم وقالوا: حنطةٌ فهو قوله: {فبدّل الّذين ظلموا منهم قولا غير الّذي قيل لهم} وروي، عن عطاءٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وقتادة، والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ، ويحيى بن رافعٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم رجزا}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقّاصٍ، عن سعد بن مالكٍ وأسامة بن زيدٍ، وخزيمة بن ثابتٍ قالوا: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-:
«الطّاعون رجزٌ عذابٌ عذّب به قومٌ قبلكم».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: الرّجز قال: كلّ شيءٍ في كتاب اللّه من الرّجز يعني به العذاب. وروي، عن الحسن، وأبي مالكٍ، ومجاهدٍ، والسّدّيّ، وقتادة نحو ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: رجزًا قال: الرّجز. الغضب.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ، ثنا أبي، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ قال: الرّجز إمّا الطّاعون، وإمّا البرد). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1596-1597]


رد مع اقتباس