عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 ربيع الثاني 1434هـ/3-03-2013م, 12:12 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلًّا هدينا ونوحًا هدينا من قبل ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}.
يقول تعالى ذكره: فجزينا إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم على طاعته إيّانا، وإخلاصه توحيد ربّه، ومفارقته دين قومه المشركين باللّه بأن رفعنا درجته في علّيّين، وآتيناه أجره في الدّنيا، ووهبنا له أولادًا خصصناهم بالنّبوّة، وذرّيّةً شرّفناهم منّا بالكرامة وفضّلناهم على العالمين، منهم ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب. {كلًّا هدينا} يقول: هدينا جميعهم لسبيل الرّشاد، فوفّقناهم للحقّ والصّواب من الأديان. {ونوحًا هدينا من قبل} يقول: وهدينا لمثل الّذي هدينا إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الحقّ والصّواب فوفّقناه له، نوحًا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب. {ومن ذرّيّته داود}، والهاء الّتي في قوله: {ومن ذرّيّته} من ذكر نوحٍ، وذلك أنّ اللّه تعالى ذكر في سياق الآيات الّتي تتلو هذه الآية لوطًا فقال: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطًا وكلًّا فضّلنا على العالمين}، ومعلومٌ أنّ لوطًا لم يكن من ذرّيّة إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم أجمعين. فإذا كان ذلك كذلك، وكان معطوفًا على أسماء من سمّينا من ذرّيّته، كان لا شكّ أنّه لو أريد بالذّرّيّة ذرّيّة إبراهيم لما دخل يونس ولوطٌ فيهم، ولا شكّ أنّ لوطًا ليس من ذرّيّة إبراهيم، ولكنّه من ذرّيّة نوحٍ، فلذلك وجب أن تكون الهاء في (الذّرّيّة) من ذكر نوحٍ.
فتأويل الكلام: ونوحًا وفّقنا للحقّ والصّواب من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وهدينا أيضًا من ذرّيّة نوحٍ داود وسليمان.
وداود: هو داود بن إيشا. وسليمان هو ابنه، سليمان بن داود. وأيّوب هو أيّوب بن موص بن روح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم. ويوسف: هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وموسى: هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب. وهارون: أخو موسى.
{وكذلك نجزي المحسنين} يقول تعالى ذكره: جزينا نوحًا بصبره على ما امتحن به فينا بأن هديناه فوفّقناه لإصابة الحقّ الّذي خذلنا عنه من عصانا فخالف أمرنا ونهينا من قومه، وهدينا من ذرّيّته من بعده من ذكر تعالى ذكره من أنبيائه لمثل الّذي هديناه له. وكما جزينا هؤلاء بحسن طاعتهم إيّانا وصبرهم على المحن فينا، كذلك نجزي بالإحسان كلّ محسنٍ). [جامع البيان: 9/ 381-382]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلًّا هدينا ونوحًا هدينا من قبل ومن ذرّيّته داوود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين (84)}
قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا}
- حدّثنا سهل بن بحرٍ العسكريّ، ثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، ثنا عليّ بن عابسٍ، عن عبد اللّه بن عطاءٍ المكّيّ، عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: أرسل الحجّاج إلى يحيى بن يعمر فقال: بلغني أنّك تزعم أنّ الحسن والحسين من ذرّيّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، تجده في كتاب اللّه، وقد قرأته من أوّله إلى آخره فلم أجده.
قال: أليس تقرأ سورة الأنعام: ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيّوب حتّى بلغ: ويحيى وعيسى؟ قال: بلى. قال: أليس من ذرّيّة إبراهيم وليس له أبٌ؟
قال: صدقت). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود قال: أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية النّبيّ صلى الله عليه وسلم تجده في كتاب الله وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده، قال: ألست تقرأ سورة الأنعام {ومن ذريته داود وسليمان} حتى بلغ {ويحيى وعيسى} قال: أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب قال: صدقت.
- وأخرج أبو الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير قال: دخل يحيى بن يعمر على الحجاج فذكر الحسين فقال الحجاج: لم يكن من ذرية النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فقال يحيى: كذبت، فقال: لتأتيني على ما قلت ببينة، فتلا: {ومن ذريته داود وسليمان} إلى قوله: {وعيسى وإلياس} فأخبر تعالى أن عيسى من ذرية إبراهيم بأمه، قال: صدقت.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب قال: الخال والد والعم والد نسب الله عيسى إلى أخواله قال: {ومن ذريته} حتى بلغ إلى قوله: {وزكريا ويحيى وعيسى}.
- وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل} ثم قال في إبراهيم {ومن ذريته داود وسليمان} إلى قوله: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين} ثم قال في الأنبياء الذين سماهم الله في هذه الآية: {فبهداهم اقتده}). [الدر المنثور: 6/ 121-122]

تفسير قوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ من الصّالحين}.
يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضًا لمثل الّذي هدينا له نوحًا من الهدى والرّشاد من ذرّيّته زكريّا بن أزن بن بركيا، ويحيى بن زكريّا، وعيسى ابن مريم ابنة عمران بن أشيم بن أمور بن حزقيا، وإلياس. واختلفوا في إلياس، فكان ابن إسحاق يقول: هو إلياس بن يسّي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران ابن أخي موسى نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
وكان غيره يقول: هو إدريس، وممّن ذكر ذلك عنه عبد اللّه بن مسعودٍ.
13570- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: إدريس هو إلياس، وإسرائيل هو يعقوب.
وأمّا أهل الأنساب فإنّهم يقولون: إدريس جدّ نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ، وأخنوخ: هو إدريس بن يرد بن مهلائيل، وكذلك روي عن وهب بن منبّهٍ.
والّذي يقول أهل الأنساب أشبه بالصّواب، وذلك أنّ اللّه تعالى نسب إليه في هذه الآية إلى نوحٍ، وجعله من ذرّيّته، ونوحٌ ابن إدريس عند أهل العلم، فمحالٌ أن يكون جدّ أبيه منسوبًا إلى أنّه من ذرّيّته.
وقوله: {كلٌّ من الصّالحين} يقول: من ذكرناه من هؤلاء الّذين سمّينا من الصّالحين، يعني: زكريّا، ويحيى، وعيسى، وإلياس صلّى اللّه عليهم). [جامع البيان: 9/ 382-384]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ من الصّالحين (85)}
قوله تعالى: {وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كلٌّ من الصّالحين}.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن موسى بن عبيدة قال: سمعت محمّد بن كعبٍ يقول: الخال والدٌ، والعمّ والدٌ، نسب اللّه عيسى إلى أخواله، قال: ومن ذرّيّته، حتّى بلغ إلى قوله: وزكريّا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين.
قوله: {وإلياس}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة قال: قال عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه: إنّ إلياس هو إدريس).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1336]

تفسير قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86)}

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(باب قوله: {ويونس، ولوطًا وكلًّا فضّلنا على العالمين}
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا ابن مهديٍّ، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدّثني ابن عمّ نبيّكم، يعني ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى»
- حدّثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدّثنا شعبة، أخبرنا سعد بن إبراهيم، قال: سمعت حميد بن عبد الرّحمن بن عوفٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى »). [صحيح البخاري: 6/ 57]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله باب قوله: {ويونس ولوطًا} ذكر فيه حديثي بن عبّاسٍ وأبي هريرة ما ينبغي لعبدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن متّى وقد تقدم شرحه في أحاديث الأنبياء).[فتح الباري: 8/ 294]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (4 - (باب قوله: {ويونس ولوطا وكلاًّ فضلنا على العالمين}
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ويونس} إلى آخره. قال الله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى أن قال: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا} الآية. قوله: (ويونس) ، عطف على قوله: وإسماعيل واليسع، وهما معطوفان على ما قبله من قوله: {وزكريا ويحيى} وهذا معطوف على قوله: (ومن ذريّته داود وسليمان) ، والضّمير في: ذريّته، يرجع إلى نوح عليه السّلام، لأنّه أقرب المذكورين وهو اختيار ابن جرير، ولا إشكال عليه في عوده إلى إبراهيم في قوله: {ووهبنا له إسحاق} أي: وهبنا لإبراهيم إسحاق ولدا لصلبه، ويعقوب ولدا لإسحاق. فإن قلت: يشكل على ذلك لوط فإنّه ليس من ذرّيّة إبراهيم بل هو ابن أخيه هاران. قلت: دخل في الذّرّيّة هاران تغليبًا كما في قوله تعالى: {قالوا أنعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم ... الآية}. فإسماعيل عليه السّلام، عم يعقوب عليه السّلام، ودخل في آبائه تغليبًا.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ حدّثنا ابن مهدي حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية قال حدّثني ابن عمّ نبيّكم يعني ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ما ينبغي لعبدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن متّى» .

مطابقته للتّرجمة ظاهرة، وابن مهدي هو عبد الرّحمن، وأبو العالية ضد السافلة اسمه رفيع، بضم الرّاء وفتح الفاء ابن مهران الرياحي، والحديث قد مضى في كتاب الأنبياء في: باب قوله عز وجل: {وإن يونس لمن المرسلين} [الأنعام: 139] فإنّه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عبّاس، ومضى الكلام فيه هناك.
- حدّثنا آدم بن أبي إياسٍ حدّثنا شعبة أخبرنا سعد بن إبراهيم قال سمعت حميد ابن عبد الرحمان بن عوفٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ينبغي لعبدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن متّى».
مضى هذا الحديث أيضا في كتاب الأنبياء في الباب المذكور فإنّه أخرجه هناك عن أبي الوليد عن شعبة إلى آخره). [عمدة القاري: 18/ 225-226]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (4 - باب قوله: {ويونس ولوطًا وكلاًّ فضّلنا على العالمين}
(باب قوله) جل وعلا: {ويونس ولوطًا} هو ابن هاران ابن أخي إبراهيم الخليل عليه السلام {وكلاًّ فضلنا على العالمين }أي عالمي زمانهم، وتمسك به من قال: إن الأنبياء أفضل من الملائكة لدخولهم في عموم الجمع المحلى.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا ابن مهديٍّ، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، قال: حدّثني ابن عمّ نبيّكم يعني ابن عبّاسٍ -رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «ما ينبغى لعبدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى».
وبه قال: (حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد (محمد بن بشار) بندار العبدي قال: (حدّثنا ابن مهدي) عبد الرحمن قال: (حدّثنا شعبة) بن الحجاج (عن قتادة) بن دعامة (عن أبي العالية) رفيع بضم الراء وفتح الفاء وبعد التحتية الساكنة عين مهملة ابن مهران الرياحي أنه (قال: حدّثني) بالإفراد (ابن عم نبيكم يعني ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): «ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» بفتح الميم والفوقية المشددة وضمير المتكلم يحتمل أن يعود إلى كل قائل، أي: لا يقول بعض الجاهلين من المجتهدين في العبادة أو العلم أو غير ذلك من الفضائل فإنه ولو بلغ لم يبلغ درجة النبوة، ويؤيده ما في بعض الروايات ما ينبغي لعبد أن يقول: وقيل يعود إلى الرسول -صلّى اللّه عليه وسلّم- أي لا ينبغي لأحد أن يفضلني عليه قاله على سبيل التواضع أو قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم وفيه نظر من جهة معرفة المتقدم تاريخيًّا.
- حدّثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدّثنا شعبة، أخبرنا سعد بن إبراهيم، قال: سمعت حميد بن عبد الرّحمن بن عوفٍ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «ما ينبغي لعبدٍ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن متّى».
وبه قال: (حدّثنا آدم بن أبي إياس) بكسر الهمزة وتخفيف التحتية قال: (حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: (أخبرنا سعد بن إبراهيم) بسكون العين قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- أنه قال: «ما ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» فيه الكف عن الخوض في التفضيل بين الأنبياء بالرأي فيوقف عند المروي من ذلك والدلائل متظافرة على تفضيل نبينا -صلّى اللّه عليه وسلّم- على جميع الأنبياء، وخص يونس بالذكر خوفًا من توهم حط مرتبته العلية بقصة الحوت.
وهذا الحديث قد سبق مرارًا وقد ثبت باب قوله لأبي ذر عن المستملي وسقط لغيره). [إرشاد الساري: 7/ 119-120]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (
قوله تعالى: {ويونس ولوطًا وكلًّا فضّلنا على العالمين}
- أخبرنا محمود بن غيلان، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: « لا ينبغي لأحدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى »). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطًا وكلًّا فضّلنا على العالمين}.
يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضًا من ذرّيّة نوحٍ إسماعيل، وهو إسماعيل بن إبراهيم، واليسع: هو اليسع بن أخطوب بن العجوز.
واختلف القرّاء في قراءة اسمه، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق: {واليسع} بلامٍ واحدةٍ مخفّفةٍ.
وقد زعم قومٌ أنّه (يفعل)، من قول القائل: وسع يسع، ولا تكاد العرب تدخل الألف واللاّم على اسمٍ يكون على هذه الصّورة، أعني: على (يفعل)، لا يقولون: رأيت اليزيد، ولا أتاني التّجيب، ولا مررت باليشكر، إلاّ في ضرورة شعرٍ، وذلك أيضًا إذا تحرّي به المدح، كما قال بعضهم:
وجدنا الوليد بن اليزيد مباركًا = شديدًا بأعباء الخلافة كاهله
فأدخل في (اليزيد) الألف واللاّم، وذلك لإدخاله إيّاهما في الوليد، فأتبعه اليزيد بمثل لفظه.
وقرأ ذلك جماعةٌ من قرّاء الكوفيّين: (واللّيسع) بلامين وبالتّشديد، وقالوا: إذا قرئ كذلك كان أشبه بأسماء العجم. وأنكروا التّخفيف وقالوا: لا نعرف في كلام العرب اسمًا على (يفعل) فيه ألفٌ ولامٌ.
والصّواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بلامٍ واحدةٍ مخفّفةٍ، لإجماع أهل الأخبار على أنّ ذلك هو المعروف من اسمه دون التّشديد، مع أنّه اسمٌ أعجميّ، فينطق به على ما هو به. وإنّما لا يستقيم دخول الألف واللاّم فيما جاء من أسماء العرب على (يفعل)، وأمّا الاسم الّذي يكون أعجميًّا فإنّما ينطق به على ما سمّوا به، فإن غيّر منه شيءٌ إذا تكلّمت العرب، فإنّما يغيّر بتقويم حرفٍ منه من غير حذفٍ ولا زيادةٍ فيه ولا نقصانٍ، واليسع إذا شدّد لحقته زيادةٌ لم تكن فيه قبل التّشديد. وأخرى أنّه لم يحفظ عن أحدٍ من أهل العلم علمنا أنّه قال: اسمه (ليسع)، فيكون مشدّدًا عند دخول الألف واللاّم اللّتين تدخلان للتّعريف.
{ويونس} هو يونس بن متّى، {ولوطًا وكلًّا فضّلنا} من ذرّيّة نوحٍ ونوحًا، لهم بيّنّا الحقّ ووفّقناهم له. وفضّلنا جميعهم {على العالمين} يعني: على عالم أزمانهم). [جامع البيان: 9/ 384-385]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإسماعيل واليسع ويونس ولوطًا وكلًّا فضّلنا على العالمين (86)}
قوله: {وإسماعيل واليسع ويونس}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحًا هدينا من قبل ثمّ قال في إبراهيم: ومن ذرّيّته داود وسليمان إلى قوله: وإسماعيل واليسع ويونس ولوطًا وكلًّا فضلنا على العالمين، ثمّ قال في الأنبياء الّذين سمّاهم اللّه في هذه الآية: فبهداهم اقتده صلّى اللّه عليهم).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1336]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87)}

قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (بركة الذّرّيّة
- أخبرنا محمّد بن سلمة، أخبرنا ابن القاسم، عن مالكٍ، قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزمٍ، عن أبيه، عن عمرو بن سليمٍ الزّرقيّ، قال: أخبرني أبو حميدٍ السّاعديّ أنّهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلّي عليك؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « قولوا: اللهمّ صلّ على محمّدٍ وأزواجه وذرّيّته، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّدٍ وأزواجه وذرّيّته، كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ »). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 93]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن آبائهم وذرّيّاتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: وهدينا أيضًا من آباء هؤلاء الّذين سمّاهم تعالى ذكره ومن ذرّيّاتهم وإخوانهم آخرين سواهم لم يسمّهم للحقّ والدّين الخالص الّذي لا شرك فيه، فوفّقناهم له. {واجتبيناهم} يقول: واخترناهم لديننا وبلاغ رسالتنا إلى من أرسلناهم إليه، كالّذي اخترنا ممّن سمّينا، يقال منه: اجتبى فلانٌ لنفسه كذا: إذا اختاره واصطفاه، يجتبيه اجتباءً.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما:
- حدّثني به محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تعالى ذكره: {واجتبيناهم} قال: أخلصناهم.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
{وهديناهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} يقول: وسدّدناهم فأرشدناهم إلى طريقٍ غير معوجٍّ، وذلك دين اللّه الّذي لا عوج فيه، وهو الإسلام الّذي ارتضاه اللّه ربّنا لأنبيائه، وأمر به عباده). [جامع البيان: 9/ 385-386]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ومن آبائهم وذرّيّاتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (87)}
قوله تعالى: {ومن آبائهم وذرّيّاتهم وإخوانهم واجتبيناهم}
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: قوله: {اجتبيناهم}، قال: أخلصناهم.
قوله: {وهديناهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}.
الوجه الأول:
- حدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثني يحيى بن اليمان، عن حمزة الزّيّات، عن سعدٍ الطّائيّ، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث قال: دخلت على عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «الصّراط المستقيم كتاب اللّه عزّ وجلّ».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ أنّ عبد الرّحمن بن جبيرٍ حدّثه، عن أبيه، عن النّوّاس بن سمعان الأنصاريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «ضرب اللّه مثلا صراطًا مستقيمًا، فالصّراط المستقيم الإسلام».
الوجه الثّالث:
- حدّثنا سعدان بن نصرٍ، ثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم، ثنا حمزة بن المغيرة، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي العالية: الصّراط المستقيم، قال: هو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه من بعده. قال عاصمٌ: فذكرنا ذلك للحسن، فقال: صدق أبو العالية ونصح.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا يحيى بن عبدك، ثنا خالد بن عبد الرّحمن المخزوميّ، ثنا عمر بن ذرٍّ، عن مجاهدٍ في قوله: الصّراط المستقيم، قال: الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1336-1337]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد واجتبيناهم يعني أخلصناهم). [تفسير مجاهد: 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {واجتبيناهم} قال: أخلصناهم). [الدر المنثور: 6/ 122-123]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88)}

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {ذلك هدى اللّه}: هذا الهدى الّذي هديت به من سمّيت من الأنبياء والرّسل فوفّقتهم به لإصابة الدّين الحقّ، الّذي نالوا بإصابتهم إيّاه رضا ربّهم وشرف الدّنيا وكرامة الآخرة، هو هدى اللّه، يقول: هو توفيق اللّه ولطفه، الّذي يوفّق به من يشاء ويلطّف به لمن أحبّ من خلقه، حتّى ينيب إلى طاعة اللّه وإخلاص العمل له وإقراره بالتّوحيد ورفض الأوثان والأصنام. {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} يقول: ولو أشرك هؤلاء الأنبياء الّذين سمّيناهم بربّهم تعالى ذكره، فعبدوا معه غيره، {لحبط عنهم} يقول: لبطل فذهب عنهم أجر أعمالهم الّتي كانوا يعملون، لأنّ اللّه لا يقبل مع الشّرك به عملاً). [جامع البيان: 9/ 386]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88)}
قوله: {ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا}
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وقرأ: ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء من عباده، ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون يريد هؤلاء الّذين قال هديناهم وفضّلناهم).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1337]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} قال: يريد هؤلاء الذين قال: هديناهم وفضلناهم).[الدر المنثور: 6/ 123]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) }

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى:{ فإن يكفر بها هؤلاء} يعني قوم محمد ثم قال فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين يعني النبيين الذين قص الله عليهم ثم قال أولئك الذين هدى الله فبهدهم اقتد). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 213]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {أولئك}: هؤلاء الّذين سمّيناهم من أنبيائه ورسله نوحًا وذرّيّته الّذين هداهم لدين الإسلام واختارهم لرسالته إلى خلقه، هم {الّذين آتيناهم الكتاب}، يعني بذلك: صحف إبراهيم وموسى، وزبور داود، وإنجيل عيسى صلوات اللّه عليهم أجمعين. {والحكم} يعني: الفهم بالكتاب ومعرفة ما فيه من الأحكام.
وروي عن مجاهدٍ في ذلك ما:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبان، قال: حدّثنا مالك بن شدّادٍ، عن مجاهدٍ: {والحكم والنّبوّة} قال: الحكم: هو اللّبّ.
وعنى بذلك مجاهدٌ إن شاء اللّه ما قلت، لأنّ اللّبّ هو العقل، فكأنّه أراد: أنّ اللّه آتاهم العقل بالكتاب، وهو بمعنى ما قلنا أنّه الفهم به.
وقد بيّنّا معنى النّبوّة والحكم فيما مضى بشواهدهما، فأغنى ذلك عن إعادته). [جامع البيان: 9/ 387]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}.
يقول تعالى ذكره: فإن يكفر يا محمّد بآيات كتابي الّذي أنزلته إليك، فيجحد هؤلاء المشركون العادلون بربّهم.
- كالّذي حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فإن يكفر بها هؤلاء} يقول: إن يكفروا بالقرآن.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بهؤلاء، فقال بعضهم: عني بهم كفّار قريشٍ، وعني بقوله: {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}: الأنصار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا سليمان، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، عن قتادة، في قول اللّه تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء}، قال: أهل مكّة، فقد وكّلنا بها أهل المدينة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} قال: الأنصار.
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا إسحاق قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن مغراء، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال: إن يكفر بها أهل مكّة، فقد وكّلنا بها أهل المدينة الأنصار، {ليسوا بها بكافرين}.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فإن يكفر بها هؤلاء} يقول: إن يكفر بها قريشٌ فقد وكّلنا بها الأنصار.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {فإن يكفر بها هؤلاء}: أهل مكّة، {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}: أهل المدينة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}، قال: كان أهل المدينة قد تبوّءوا الدّار والإيمان قبل أن يقدم عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فلمّا أنزل اللّه عليهم الآيات جحد بها أهل مكّة، فقال اللّه تعالى: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} قال عطيّة: ولم أسمع هذا من ابن عبّاسٍ، ولكن سمعته من غيره.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {فإن يكفر بها هؤلاء} يعني أهل مكّة. يقول: إن يكفروا بالقرآن {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}، يعني أهل المدينة والأنصار.
وقال آخرون: معنى ذلك: فإن يكفر بها أهل مكّة، فقد وكّلنا بها الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن عوفٍ، عن أبي رجاءٍ: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} قال: هم الملائكة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وابن أبي عديٍّ، وعبد الوهّاب، عن عوفٍ، عن أبي رجاءٍ، مثله.
وقال آخرون: عني بقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} يعني قريشًا، وبقوله: {فقد وكّلنا بها قومًا} الأنبياء الّذين سمّاهم في الآيات الّتي مضت قبل هذه الآية.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} يعني أهل مكّة {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين}: وهم الأنبياء الثّمانية عشر الّذين قال اللّه: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال: يعني قوم محمّدٍ، ثمّ قال: {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} يعني: النّبيّين الّذين قصّ قبل هذه الآية قصصهم، ثمّ قال: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
وأولى هذه الأقوال في تأويل ذلك بالصّواب، قول من قال: عنى بقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} كفّار قريشٍ، {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} يعني به: الأنبياء الثّمانية عشر الّذين سمّاهم اللّه تعالى ذكره في الآيات قبل هذه الآية، وذلك أنّ الخبر في الآيات قبلها عنهم مضى، وفي الّتي بعدها عنهم ذكرٌ، فما بينها بأن يكون خبرًا عنهم أولى وأحقّ من أن يكون خبرًا عن غيرهم.
فتأويل الكلام إذا كان ذلك كذلك: فإن يكفر قومك من قريشٍ يا محمّد بآياتنا، وكذّبوا وجحدوا حقيقتها، فقد استحفظناها واسترعينا القيام بها رسلنا وأنبياءنا من قبلك الّذين لا يجحدون حقيقتها ولا يكذّبون بها، ولكنّهم يصدّقون بها ويؤمنون بصحّتها.
وقد قال بعضهم: معنى قوله: {فقد وكّلنا بها قومًا}: رزقناها قومًا). [جامع البيان: 9/ 388-391]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين (89)}
قوله: {أولئك الذين آتيناهم الكتاب}
الوجه الأول:
- ذكر، عن مسلم بن إبراهيم، ثنا جويرية بن بشيرٍ قال: سمعت رجلا سأل الحسن، عن قوله: الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة، من هم يا أبا سعيدٍ؟ قال: هم الّذين في صدر هذه الآية.
- حدّثنا عليّ بن الحسين قال: قال أبو كريبٍ محمّد بن العلاء، ثنا:
يونس بن بكيرٍ، عن مطر بن ميمونٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الكتاب: الخطّ بالقلم.
وروي، عن مقاتل بن حيّان ويحيى بن أبي كثيرٍ وعثمان بن عطاءٍ مثل ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا أسباط بن محمّدٍ، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن الحسن في قول اللّه: {الكتاب}، قال: الكتاب القرآن.
قوله: {والحكم والنّبوّة}.
الوجه الأول:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن عكرمة قال: الحكم اللّبّ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين قال: قال محمّد بن العلاء ثنا يونس بن بكيرٍ، عن مطر بن ميمونٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: الحكم العلم.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا الأشجّ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ:
الحكم قال هو القرآن.
قوله: {فإن يكفر بها}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: فإن يكفر بها هؤلاء يقول: إن يكفروا بالقرآن.
- وبه، عن ابن عبّاسٍ قوله: فإن يكفر بها هؤلاء يعني أهل مكّة.
وروي، عن سعيد بن المسيّب وقتادة والضّحّاك نحو ذلك.
وروي، عن السّدّيّ قال قريشٌ.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع ثنا عبد الرّزّاق ثنا معمرٌ، عن قتادة قوله فإن يكفر بها هؤلاء يعني محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا يحيى بن عبدك ثنا حسّان بن حسّان ثنا أبو هلالٍ، عن الحسن في قوله: فإن يكفر بها هؤلاء إن يكفر بها أمتك.
قوله: {فقد وكلنا بها قوما}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: قوله: فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين يعني أهل المدينة ولأنصار.
وروي عن سعيد بن المسيّب والضّحّاك والسّدّيّ أنّهم قالوا: الأنصار.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا يحيى بن عبدك، ثنا حسّان بن حسّان ثنا أبو هلالٍ، عن الحسن في قوله: {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال: إن يكفر بها أمّتك فقد وكّلنا بها النّبيّين والصّالحين.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق ، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} يعني النّبيّين الّذين قصّ اللّه تعالى. ثمّ قال: أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ المروزيّ، ثنا النّضر بن شميلٍ، ثنا عوفٌ، عن أبي رجاءٍ العطارديّ في قوله: فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين قال: هم الملائكة.
الوجه الرّابع:
- ذكر عن يحيى بن يمانٍ، عن قيسٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة- يعني قوله: فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين: قال: هي لمن هاجر من مكّة إلى المدينة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1337-1339]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(نا إبراهيم قال نا آدم قال نا أبو هلال الراسبي عن الحسن قال فإن يكفر بها هؤلاء يعني إن تكفر بها أمتك فقد وكلنا بها النبيين والصالحين). [تفسير مجاهد: 219]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن حوثرة بن بشير، سمعت رجلا سأل الحسن عن قوله: {الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة} من هم يا أبا سعيد قال: هم الذين في صدر هذه الآية.
- وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم} قال: الحكم اللب.
- وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} يعني أهل مكة يقول: إن يكفروا بالقرآن {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} يعني أهل المدينة والأنصار.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء} قال: أهل مكة كفار قريش {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وهم الأنبياء الذين قص الله على نبيه الثمانية عشر الذين قال الله: {فبهداهم اقتده}.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي رجاء العطاردي في قوله: {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} قال: هم الملائكة.
- وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان أهل الإيمان قد تبوأوا الدار والإيمان قبل أن يقدم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أنزل الله الآيات جحد بها أهل مكة فقال الله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}.
- وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في الآية قال: إن يكفر بها أهل مكة فقد وكلنا بها أهل المدينة من الأنصار). [الدر المنثور: 6/ 123-124]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90)}

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا شهاب بن خراشٍ، قال: حدّثني العوّام، قال: قال لي مجاهدٌ: فيم السّجدة الّتي في (ص) ؟ قال: إنّ اللّه ذكر الأنبياء، ثمّ قال: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}، فاقتدى رسول اللّه - صلّى الله عليه وسلّم -، واقتدينا نحن برسول اللّه - صلّى الله عليه وسلّم -.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا يزيد بن هارون، عن العوّام بن حوشب، عن مجاهدٍ، قال: قلت لابن عبّاس: إنّا نسجد في (ص) ؟ فقرأ: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}، فكان داود فيمن أمر نبيّكم أن يقتدي به). [سنن سعيد بن منصور: 5/ 38-39]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(باب قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}
- حدّثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشامٌ، أنّ ابن جريجٍ أخبرهم، قال: أخبرني سليمان الأحول، أنّ مجاهدًا أخبره، أنّه سأل ابن عبّاسٍ: أفي ص سجدةٌ؟ فقال: «نعم» ، ثمّ تلا: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى قوله: {فبهداهم اقتده} ، ثمّ قال: «هو منهم» ، زاد يزيد بن هارون، ومحمّد بن عبيدٍ، وسهل بن يوسف، عن العوّام، عن مجاهدٍ، قلت لابن عبّاسٍ، فقال: «نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم ممّن أمر أن يقتدي بهم»). [صحيح البخاري: 6/ 57]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله:{ أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده})
ذكر فيه حديث بن عبّاسٍ في السّجود في ص وسيأتي شرحه في تفسير ص
[4632] قوله زاد يزيد بن هارون ومحمّد بن عبيدٍ وسهل بن يوسف عن العوام هو بن حوشبٍ عن مجاهدٍ قلت لابن عبّاسٍ فقال نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم ممّن أمر أن يقتدي بهم حاصله أنّ الزّيادة لفظيّةً وإلّا فالكلام المذكور داخلٌ في قوله في الرّواية الأولى هو منهم أي داود ممّن أمر نبيّكم أن يقتدي به في قوله تعالى:{ فبهداهم اقتده} وطريق يزيد بن هارون المذكورة وصلها الإسماعيليّ وطريق محمّد بن عبيدٍ وصلها المصنّف في تفسير ص وطريق سهل بن يوسف وصلها المصنّف في أحاديث الأنبياء وقد اختلف هل كان عليه الصّلاة والسّلام متعبّدًا بشرع من قبله حتّى نزل عليه ناسخه فقيل نعم وحجّتهم هذه الآية ونحوها وقيل لا وأجابوا عن الآية بأنّ المراد اتّباعهم فيما أنزل عليه وفاقه ولو على طريق الإجمال فيتبعهم في التّفصيل وهذا هو الأصحّ عند كثيرٍ من الشّافعيّة واختاره إمام الحرمين ومن تبعه واختار الأول بن الحاجب والله أعلم).[فتح الباري: 8/ 294-295]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فيه
عقب حديث 4612 سليمان الأحول عن مجاهد أنه سأل ابن عبّاس أفي ص سجدة فقال نعم ثمّ تلا عليه: {ووهبنا له} إلى قوله: {فبهداهم اقتده}
ثمّ قال هو منهم زاد يزيد بن هارون ومحمّد بن عبيد وسهل بن يوسف عن العوام عن مجاهد قلت لابن عبّاس فقال: نبيكم -صلّى اللّه عليه وسلّم- ممّن أمر أن يقتدي بهم
أما يزيد بن هارون فأخبرناه عبد الله بن عمر عن زينب بنت الكمال عن عجيبة بنت أبي بكر أن مسعود بن الحسن أخبرهم في كتابه أنا أبو القاسم الصيدلاني أنا أبو عمر بن عبد الوهّاب أنا عبد الله بن عبد الله بن عمر رسته أنا عمي عبد الرّحمن ثنا يزيد بن هارون ثنا العوام بن حوشب عن مجاهد قال قلت لابن عبّاس أنسجد في ص فتلا هذه الآية: {ومن ذريّته داود وسليمان} إلى قوله: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} قال كان داود ممّن أمر نبيكم أن يقتدي به
رواه أحمد بن منيع في مسنده عن يزيد
ورواه الإسماعيليّ في مستخرجه من حديث يزيد فوقع لنا عاليا على طريقه
وأما حديث محمّد بن عبيد فأسنده المؤلف في التّفسير أيضا
وأما حديث سهل بن يوسف فأسنده المؤلف في أحاديث الأنبياء). [تغليق التعليق: 4/ 211-212]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (5 - (باب قوله: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}

أي: هذا باب في قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى الله} الآية. قوله: (أولئك) ، أي: الأنبياء المذكورون. قيل هذه الآية هم أهل الهداية لا غيرهم. قوله: (اقتده) ، أي: اقتد يا محمّد بهدي هؤلاء واتبع، والهدي هنا السّنة وقال الزّمخشريّ: اقتد بطريقتهم في التّوحيد والأصول دون الفروع، وفيه دلالة على أن شريعة من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ، أجمع القرّاء على إثبات الهاء في الوقف، وأما في الوصل فقرأ حمزة والكسائيّ اقتد، بحذف الهاء والباقون بإثباتها ساكنة وابن عامر من بينهم كسرها. وروى هشام عنه مدها وقصرها.

- حدّثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشامٌ أنّ ابن جريجٍ أخبرهم قال أخبرني سليمان الأحول أنّ مجاهدا أخبره أنّه سأل ابن عبّاسٍ أفي ص سجدةٌ فقال: نعم ثمّ تلا: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى قوله: {فبهداهم اقتده} ثمّ قال هو منهم.

مطابقته للتّرجمة في آخر الحديث وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء أبو إسحاق الرّازيّ يعرف بالصغير، وهشام هو ابن يوسف الصّنعانيّ اليمانيّ، وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج والحديث من أفراده.
قوله: (أفي ص) ؟ أي: في سورة (ص سجدة) ؟ والهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار. قوله: (هو منهم) ، أي: داود عليه السّلام من الأنبياء المذكورين. في قوله: {ووهبنا له إسحاق} والنّبيّ صلى الله عليه وسلم، أمر أن يقتدى بداود في سجدة. (ص) لأنّه سجدها وسجدها النّبي صلى الله عليه وسلم، أيضا. وقال ابن عبّاس: وكان داود ممّن أمر نبيكم عليه الصّلاة والسّلام أن يقتدى به فسجدها. فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد يزيد بن هارون ومحمّد بن عبيدٍ وسهل بن يوسف عن العوّام عن مجاهدٍ قلت لابن عبّاسٍ فقال:« نبيّكم صلى الله عليه وسلم ممّن أمر أن يقتدي بهم».
أي: زاد على الرّواية الماضية يزيد بن هارون الواسطيّ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي الكوفي، وسهل بن يوسف الأنماطي ثلاثتهم عن العوام، بتشديد الواو، ابن حوشب، بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وبالياء الموحدة أما طريق يزيد فوصله الإسماعيليّ، وأما طريق محمّد بن عبيد فوصله البخاريّ في تفسير (ص) قال: حدثني محمّد بن عبد الله الطنافسي عن العوام. قال: سألت مجاهدًا الحديث وأما طريق سهل بن يوسف فوصله البخاريّ أيضا في أحاديث الأنبياء في: باب (واذكر عبدنا داود الأيدي) فإنّه أخرجه هناك عن سهل بن يوسف عن العوام إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك مستوفى). [عمدة القاري: 18/ 226]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (5 - باب قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}
(باب قوله) سبحانه وتعالى: ({أولئك الذين هدى الله}) قال الزجاج الأنبياء الذين ذكرهم ({فبهداهم اقتده})الهاء من اقتده للوقف ومن أثبتها في الوصل ساكنة. كالحرمين، والبصري وعاصم أجرى الوصل مجرى الوقف وأشبعها ابن عامر على أنها كناية المصدر أي اقتد اقتداء وحذفها الأخوان على أنها هاء السكت وقياسها في الوصل الحذف.
وفي هذه الآية دلالة على فضل نبينا -صلّى اللّه عليه وسلّم- على سائر الأنبياء لأنه سبحانه أمره بالاقتداء بهداهم، ولا بد من امتثاله لذلك الأمر فوجب أن يجتمع فيه جميع فضائلهم وأخلاقهم المتفرقة، فثبت بهذا أنه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أفضل الأنبياء وتقديم قوله: {فبهداهم اقتده} يفيد حصر الأمر في هذا الاقتداء وأنه لا هدى غيره، والمراد أصول الدين وهو الذي يستحق أن يسمى الهدى المطلق فإنه لا يقبل النسخ، وكذا في مكارم الأخلاق والصفات الحميدة المشهورة عن كل واحد من هؤلاء الأنبياء ولو أمر بالاقتداء في مشروع تلك الأديان لم يكن دينًا ناسخًا وكان يجب محافظة كتبهم ومراجعتها عند الحاجة وبطلان اللازم بالاتفاق يدل على بطلان الملزوم، وسقط لغير أبي ذر قوله: باب قوله.
- حدّثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشامٌ أنّ ابن جريجٍ أخبرهم، قال: أخبرني سليمان الأحول أنّ مجاهدًا أخبره أنّه سأل ابن عبّاسٍ أفي (ص) سجدةٌ فقال: نعم، ثمّ تلا: {ووهبنا} إلى قوله: {فبهداهم اقتده} ثمّ قال: هو منهم. زاد يزيد بن هارون، ومحمّد بن عبيدٍ، وسهل بن يوسف، عن العوّام عن مجاهدٍ، قلت لابن عبّاسٍ: فقال نبيّكم -صلّى اللّه عليه وسلّم- ممّن أمر أن يقتدى بهم.
وبه قال: (حدّثني) بالتوحيد (إبراهيم بن موسى) الفراء الرازي الصغير قال: (أخبرنا هشام) هو ابن يوسف الصنعاني (أن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز (أخبرهم قال: أخبرني) بالإفراد (سليمان) بن أبي مسلم (الأحول) المكي قيل اسم أبيه عبد الله (أن مجاهدًا) هو ابن جبر بفتح الجيم وسكون الموحدة المخزومي مولاهم المكي الإمام في التفسير (أخبره أنه سأل ابن عباس) -رضي الله عنهما- (أفي) سورة (ص سجدة؟ فقال: نعم، ثم تلا {ووهبنا} زاد أبو ذر: {له إسحاق ويعقوب} إلى قوله: {فبهداهم اقتده} ثم قال: هو منهم). أبي داود من الأنبياء المذكورين في هذه الآية.
(زاد) على الرواية الماضية (يزيد بن هارون) الواسطي فيما وصله الإسماعيلي (ومحمد بن عبيد) مصغرًا من غير إضافة الطيالسي الكوفي فيما وصله البخاري في سورة ص (وسهل بن يوسف) بسكون الهاء الأنماطي فيما وصله المؤلّف في أحاديث الأنبياء ثلاثتهم (عن العوام) بتشديد الواو ابن حوشب بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح المعجمة آخره موحدة (عن مجاهد) المذكور آنفًا أنه قال: (قلت لابن عباس: فقال: نبيكم -صلّى اللّه عليه وسلّم- ممن أمر أن يقتدي بهم) أي وقد سجدها داود فسجدها رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- اقتداء به، واستدلّ بهذا على أن شرع من قبلنا شرع لنا وهي مسألة مشهورة في الأصول.
ويأتي هذا الحديث إن شاء الله تعالى في سورة ص بعون الله تعالى وقوته). [إرشاد الساري: 7/ 120]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (5 ـ باب {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}
قوله: (إلى قوله: فبهداهم اقتده ثم قال: هو) أي: داود منهم، أي: فلا بدّ لنا أن نسجد في ص اقتداء بداود عليه السلام فضرورة أنا نقتدي بمن أمر نبينا عليه الصلاة والسلام بالاقتداء به، وكذا لا بد أن نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم يسجد في ص للأمر بالاقتداء بداود عليه الصلاة والسلام لكن قد يقال: الاقتداء بداود عليه السلام يقتضي أن نسجد عند التوبة كما هو سجد عند التوبة، وأما عند قراءة سورة ص، فلا إذ داود ما قرأ سورة ص، ولا سجد عند ذلك قط إلا أن يقال: ينبغي السجود عند تذكر توبته عليه السلام، والله تعالى أعلم اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 50]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (
قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}
- أخبرنا عبيد الله بن سعدٍ، حدّثنا عمّي، عن شريكٍ، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: " أنّه سجد في ص ثمّ قال: أمر نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يقتدي بالأنبياء، ثمّ قرأ {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده}
- أخبرنا عتبة بن عبد الله، أخبرنا سفيان، عن أيّوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: رأيت النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسجد في ص {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 93]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
يقول تعالى ذكره: {أولئك} هؤلاء القوم الّذين وكّلنا بآياتنا وليسوا بها بكافرين، هم الّذين هداهم اللّه لدينه الحقّ، وحفظ ما وكّلوا بحفظه من آيات كتابه، والقيام بحدوده، واتّباع حلاله وحرامه، والعمل بما فيه من أمر اللّه، والانتهاء عمّا فيه من نهيه، فوفّقهم جلّ ثناؤه لذلك. {فبهداهم اقتده} يقول تعالى ذكره: فبالعمل الّذي عملوا، والمنهاج الّذي سلكوا، وبالهدى الّذي هديناهم، والتّوفيق الّذي وفّقناهم، اقتده يا محمّد: أي فاعمل وخذ به واسلكه، فإنّه عملٌ للّه فيه رضًا، ومنهاجٌ من سلكه اهتدى.
وهذا التّأويل على مذهب من تأوّل قوله: {فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} أنّهم الأنبياء المسمّون في الآيات المتقدّمة، وهو القول الّذي اخترناه في تأويل ذلك.
وأمّا على تأويل من تأوّل ذلك أنّ القوم الّذين وكّلوا بها هم أهل المدينة، أو أنّهم هم الملائكة، فإنّهم جعلوا قوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} اعتراضًا بين الكلامين، ثمّ ردّوا قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده} على قوله: {أولئك الّذين آتيناهم الكتاب والحكم والنّبوّة}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب} إلى قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده} يا محمّد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه} يا محمّد، {فبهداهم اقتده}، ولا تقتد بهؤلاء.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثني أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ثمّ رجع إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
- حدّثنا عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: ثمّ قال في الأنبياء الّذين سمّاهم في هذه الآية: {فبهداهم اقتده}.
ومعنى الاقتداء في كلام العرب بالرّجل: اتّباع أثره والأخذ بهديه، يقال: فلانٌ يقدو فلانًا، إذا نحا نحوه واتّبع أثره، قدةً وقدوةً وقدوةً وقديةً). [جامع البيان: 9/ 391-392]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إن هو إلاّ ذكرى للعالمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء الّذين أمرتك أن تذكّرهم بآياتي أن تبسل نفسٌ بما كسبت من مشركي قومك يا محمّد: لا أسألكم على تذكيري إيّاكم، والهدى الّذي أدعوكم إليه، والقرآن الّذي جئتكم به، عوضًا أعتاضه منكم عليه، وأجرًا آخذه منكم، وما ذلك منّي إلاّ تذكيرٌ لكم ولكلّ من كان مثلكم ممّن هو مقيمٌ على باطلٍ، بأس اللّه أن يحلّ بكم، وسخطه أن ينزل بكم على شرككم به وكفركم، وإنذارٌ لجميعكم بين يدي عذابٍ شديدٍ، لتذّكّروا وتنزجروا). [جامع البيان: 9/ 393]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرًا إن هو إلّا ذكرى للعالمين (90)}
قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن أبي غنيّة، ثنا العوام قال: سمعت مجاهدا، عن السجدة التي في، قال: نعم سألت ابن عباس فقرأ هذه الآية: ومن ذرّيّته داود وسليمان إلى قوله: أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قال: أمر نبيّكم أن يقتدي بداود صلّى اللّه عليه وسلّم.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن يزيد بن أسلم يقول في قول اللّه: {أولئك الّذين ... الآية}: يا محمّد فبهداهم اقتده، ولا تقتد بهؤلاء.
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان، عن قتادة: قوله: أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده قال: قصّ اللّه عليه ثمانية عشر نبيًّا، ثمّ أمر نبيّكم أن يقتدي بهم. قال: وأنتم، فاقتدوا بالصّالحين قبلكم.
قوله: {قل لا أسئلكم عليه أجرًا}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث ثنا بشر بن عمارة عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: قوله: {قل لا أسئلكم عليه أجرًا} قال: قل لهم يا محمّد: لا أسألكم على ما أدعوكم إليه أجرًا.
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهبٍ، أخبرني سعيد بن أبي أيّوب، عن عطاء بن دينارٍ في قول اللّه تعالى: {لا أسئلكم عليه أجرًا} يقول: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرًا.
- أخبرني أبو يزيد القراطيسيّ، ثنا أصبغ بن فرجٍ قال: سمعت عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: قل لا أسئلكم عليه أجرًا يقول: لا أسألكم على القرآن أجرًا.
قوله: {أجرًا}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {قل لا أسئلكم عليه أجرًا} يقول: عرضًا من عرض الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1339-1340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( أخرج سعيد بن منصور والبخاري والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهداهم وكان يسجد في ص، ولفظ ابن أبي حاتم عن مجاهد: سألت ابن عباس عن السجدة التي في ص فقرأ هذه الآية وقال: أمر نبيكم أن يقتدى بداود عليه السلام.
- وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: قص الله عليه ثمانية عشر نبيا ثم أمره أن يقتدي بهم.
- وأخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ (فبهداهم اقتده) بين الهاء إذا وصل ولا يدغمها.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله {قل لا أسألكم عليه أجرا} قال: قل لهم يا محمد لا أسألكم على ما أدعوكم إليه عرضا من عرض الدنيا، والله أعلم).[الدر المنثور: 6/ 124-125]


رد مع اقتباس