عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:54 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم}.
يقول تعالى ذكره: لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين العادلين بربّهم الأوثان والأصنام، والمنكرين عليك إخلاص التّوحيد لربّك، الدّاعين إلى عبادة الآلهة والأوثان: أشياء غير اللّه تعالى أتّخذ وليًّا وأستنصره وأستعينه على النّوائب والحوادث؟.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا} قال: أمّا الوليّ: فالّذي يتولّونه ويقرّون له بالرّبوبيّة.
{فاطر السّموات والأرض} يقول: أشيئًا غير اللّه فاطر السّموات والأرض أتّخذ وليًّا؟ فـ{فاطر السّموات والأرض} من نعت {اللّه} وصفته، ولذلك خفض.
ويعني بقوله: {فاطر السّموات والأرض} مبتدعهما ومبتدئهما وخالقهما.
- كالّذي حدّثنا به ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن سفيان، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، قال: سمعت ابن عبّاسٍ، يقول: «كنت لا أدري ما فاطر السّموات والأرض، حتّى أتاني أعرابيّان يختصمان في بئرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها».
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فاطر السّموات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {فاطر السّموات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
يقال من ذلك: فطرها اللّه يفطرها ويفطرها فطرًا وفطورًا، ومنه قوله: {هل ترى من فطورٍ} يعني: شقوقًا وصدوعًا، يقال: سيفٌ فطارٌ: إذا كثر فيه التّشقّق، وهو عيبٌ فيه، ومنه قول عنترة:
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي ....... سلاحي لا أفلّ ولا فطارا
ومنه يقال: فطر ناب الجمل: إذا تشقّق اللّحم فخرج، ومنه قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} أي: يتشقّقن ويتصدّعن.
وأمّا قوله: {وهو يطعم ولا يطعم} فإنّه يعني: وهو يرزق خلقه ولا يرزق.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وهو يطعم ولا يطعم} قال: يرزق، ولا يرزق.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه كان يقول ذلك: {وهو يطعم ولا يطعم} أي: أنّه يطعم خلقه، ولا يأكل هو. ولا معنى لذلك لقلّة القراءة به.

القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {قل} يا محمّد للّذين يدعونك إلى اتّخاذ الآلهة أولياء من دون اللّه ويحثّونك على عبادتها: أغير اللّه فاطر السّموات والأرض، وهو يرزقني وغيري، ولا يرزقه أحدٌ، أتّخذ وليًّا هو له عبدٌ مملوكٌ وخلقٌ مخلوقٌ؟ وقل لهم أيضًا: إنّي أمرني ربّي {أن أكون أوّل من أسلم}، يقول: أوّل من خضع له بالعبوديّة وتذلّل لأمره ونهيه وانقاد له من أهل دهري وزماني. {ولا تكوننّ من المشركين} يقول: وقل: وقيل لي لا تكوننّ من المشركين باللّه الّذين يجعلون الآلهة والأنداد شركاء وجعل قوله: {أمرت} بدلاً من (قيل لي)، لأنّ قوله: {أمرت} معناه: قيل لي، فكأنّه قيل: قل إنّي قيل لي: كن أوّل من أسلم، {ولا تكوننّ من المشركين}، فاجتزئ بذكر الأمر من ذكر القول، إذ كان الأمر معلومًا أنّه قولٌ). [جامع البيان: 9/ 175-177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا فاطر السّماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ من المشركين (14)}
قوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا}
- وبه عن السّدّيّ قوله: {قل أغير اللّه أتّخذ وليًّا} أمّا الوليّ: فالّذي يتولاه، ويقرّ له بالرّبوبيّة.
قوله: {فاطر السماوات والأرض}
- حدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عمرو بن أبي قيسٍ، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباس قال:{فاطر السماوات والأرض} قال: بديع السّموات والأرض.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {فاطر السّماوات والأرض} قال: خالق السّموات والأرض.
قوله تعالى: {وهو يطعم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وهو يطعم قال: فيرزق.
قوله عزّ وجلّ: {ولا يطعم}.
- وبه عن السّدّيّ قوله: {ولا يطعم} قال: ولا يرزق.
قوله: {قل إنّي أمرت أن أكون أول من أسلم ... الآية}
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: «أوّل من أسلم أوّل المصدّقين»). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1269-1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {وله ما سكن في الليل والنهار} يقول: ما استقر في الليل والنهار، وفي قوله: {قل أغير الله أتخذ وليا} قال: أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية.
- وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس: {فاطر السماوات والأرض}، قال: بديع السموات والأرض.
-وأخرج أبو عبيدة في فضائله، وابن جرير، وابن الأنباري في الوقف والابتداء، عن ابن عباس قال: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها.
- وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فاطر السماوات والأرض} قال: خالق السموات والأرض.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن السدي في قوله: {وهو يطعم ولا يطعم} قال: يرزق ولا يرزق.
- وأخرج النسائي، وابن السني والحاكم والبيهقي في الشعب، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فانطلقنا معه فلما طعم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وغسل يده قال:« الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ومن علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربي ولا مكفأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام وسقانا من الشراب وكسانا من العرى وهدانا من الضلال وبصرنا من العمى وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا الحمد لله رب العالمين»). [الدر المنثور: 6/ 26-27]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: قل لهؤلاء المشركين العادلين باللّه الّذين يدعونك إلى عبادة أوثانهم: إنّ ربّي نهاني عن عبادة شيءٍ سواه، وإنّي أخاف إن عصيت ربّي، فعبدتها عذاب يومٍ عظيمٍ، يعني عذاب يوم القيامة. ووصفه تعالى بالعظم لعظم هوله وفظاعة شأنه). [جامع البيان: 9/ 177]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15)}
قوله: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي}
- وبه عن ابن عبّاسٍ عذاب يقول: نكالٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {فاطر السموات والأرض}، قال: خالق السماوات والأرض وقال في قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه}: قال: من يصرف عنه العذاب وقال في قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا}: يقول: يسمعونه بآذانهم ولا يعون منه شيئا كمثل البهيمة التي تسمع القول ولا تدري ما يقال لها). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 208-209] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين}.
اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والمدينة والبصرة: {من يصرف عنه يومئذٍ} بضمّ الياء وفتح الرّاء، بمعنى: من يصرف عنه العذاب يومئذٍ. وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (من يصرف عنه) بفتح الياء وكسر الرّاء، بمعنى: من يصرف اللّه عنه العذاب يومئذٍ.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب عندي، قراءة من قرأه: (يصرف عنه) بفتح الياء وكسر الرّاء، لدلالة قوله: {فقد رحمه} على صحّة ذلك، وأنّ القراءة فيه بتسمية فاعله. ولو كانت القراءة في قوله: {من يصرف} على وجه ما لم يسمّ فاعله، كان الوجه في قوله: {فقد رحمه} أن يقال: (فقد رحم) غير مسمًّى فاعله، وفي تسمية الفاعل في قوله: {فقد رحمه} دليلٌ بيّنٌ على أنّ ذلك كذلك في قوله: (من يصرف عنه).
وإذا كان ذلك هو الوجه الأولى بالقراءة، فتأويل الكلام: (من يصرف عنه) من خلقه {يومئذٍ} عذابه {فقد رحمه وذلك الفوز المبين}، ويعني بقوله: {ذلك}: صرف اللّه عنه العذاب يوم القيامة، ورحمته إيّاه، {الفوز}: أي النّجاة من الهلكة والظّفر بالطّلبة، {المبين} يعني الّذي بيّنٌ لمن رآه أنّه الظّفر بالحاجة وإدراك الطّلبة.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {من يصرف عنه يومئذٍ} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله: {من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه} قال: من يصرف عنه العذاب). [جامع البيان: 9/ 178-179]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه وذلك الفوز المبين (16)}
قوله: من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا ابن أبي عمر، ثنا بشر بن السّريّ، ثنا هارون النّحويّ قال: في قراءة أبيٍّ: من يصرفه اللّه.
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: من يصرف عنه يومئذٍ فقد رحمه قال: من يصرف عنه العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {من يصرف عنه يومئذ} قال: من يصرف عنه العذاب.
- وأخرج ابن أبي حاتم من طريق بشر بن السرى عن هارون النحوي قال: في قراءة أبي (من يصرفه الله) ). [الدر المنثور: 6/ 27]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) }

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: يا محمّد، إن يصبك اللّه بضرٍّ، يقول: بشدّةٍ وشظفٍ في عيشك وضيقٍ فيه، فلن يكشف ذلك عنك إلاّ اللّه الّذي أمرك أن تكون أوّل من أسلم لأمره ونهيه، وأذعن له من أهل زمانك، دون ما يدعوك العادلون به إلى عبادته من الأوثان والأصنام، ودون كلّ شيءٍ سواها من خلقه. {وإن يمسسك بخيرٍ} يقول: وإن يصبك بخيرٍ: أي برخاءٍ في عيشٍ وسعةٍ في الرّزق وكثرةٍ في المال، فتقرّ أنّه أصابك بذلك.
{فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: واللّه الّذي أصابك بذلك فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، هو القادر على نفعك وضرّك، وهو على كلّ شيءٍ يريده قادرٌ، لا يعجزه شيءٌ يريده ولا يمتنع منه شيءٌ طلبه، ليس كالآلهة الذّليلة المهينة الّتي لا تقدر على اجتلاب نفعٍ على أنفسها ولا غيرها، ولا دفع ضرٍّ عنها ولا غيرها، يقول تعالى ذكره: فكيف تعبد من كان هكذا؟ أم كيف لا تخلص العبادة، وتقرّ لمن كان بيده الضّرّ والنّفع والثّواب والعقاب وله القدرة الكاملة والعزّة الظّاهرة؟). [جامع البيان: 9/ 179-180]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كلّ شيءٍ قديرٌ (17)}
قوله: وإن يمسسك اللّه بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخير..
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: على كلّ شيءٍ قديرٌ أي: لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، عن السدي في قوله: {وإن يمسسك بخير} يقول: بعافية).[الدر المنثور: 6/ 28]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
يعني تعالى ذكره بقوله: و{هو} نفسه، يقول: واللّه القاهر فوق عباده. ويعني بقوله: {القاهر} المذلّل المستعبد خلقه العالي عليهم. وإنّما قال: {فوق عباده}، لأنّه وصف نفسه تعالى بقهره إيّاهم، ومن صفة كلّ قاهرٍ شيئًا أن يكون مستعليًا عليه.
فمعنى الكلام إذن: واللّه الغالب عباده، المذلّ لهم، العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إيّاهم، فهو فوقهم بقهره إيّاهم، وهم دونه.
{وهو الحكيم} يقول: واللّه الحكيم في علوّه على عباده وقهره إيّاهم بقدرته وفي سائر تدبيره، الخبير بمصالح الأشياء ومضارّها، الّذي لا يخفى عليه عواقب الأمور وبواديها، ولا يقع في تدبيره خللٌ، ولا يدخل حكمه دخلٌ). [جامع البيان: 9/ 180]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير (18)}
قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم أبو جعفرٍ، عن الرّبيع، عن أبي العالية في قوله: الحكيم قال: الحكيم في أمره.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: قوله: الحكيم قال: الحكيم في عذره، وحجّته إلى عباده). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1270-1271]


رد مع اقتباس