عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1434هـ/2-03-2013م, 11:53 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- مسلّيًا عنه بوعيده المستهزئين به عقوبة ما يلقى منهم من أذى الاستهزاء به والاستخفاف في ذات اللّه: هوّن عليك يا محمّد ما أنت لاقٍ من هؤلاء المستهزئين بك المستخفّين بحقّك في وفي طاعتي، وامض لما أمرتك به من الدّعاء إلى توحيدي والإقرار بي والإذعان لطاعتي فإنّهم إن تمادوا في غيّهم وأصرّوا على المقام على كفرهم، نسلك بهم سبيل أسلافهم من سائر الأمم غيرهم من تعجيل النّقمة لهم وحلول المثلاث بهم، فقد استهزأت أممٌ من قبلك برسلٍ أرسلتهم إليهم بمثل الّذي أرسلتك به إلى قومك، وفعلوا مثل فعل قومك بك، {فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون}. يعني بقوله: {فحاق} فنزل وأحاط بالّذين هزئوا برسلهم و{ما كانوا به يستهزئون} يقول: العذاب الّذي كانوا يهزأون به وينكرون أن يكون واقعًا بهم على ما أنذرتهم رسلهم.
يقال منه: حاق بهم هذا الأمر يحيق بهم حيقًا وحيوقًا وحيقانًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فحاق بالّذين سخروا منهم} من الرّسل، {ما كانوا به يستهزئون} يقول: وقع بهم العذاب الّذي استهزأوا به). [جامع البيان: 9/ 165-166]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون (10)}
قوله: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك}
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل، قال: قال محمّد بن إسحاق: ومرّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - فيما بلغني بالوليد بن المغيرة، وأميّة بن خلفٍ، وأبي جهل بن هشامٍ، فهمزوه واستهزءوا به، فغاظه ذلك، فأنزل اللّه تعالى عليه في ذلك من أمرهم: {ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن}.
قوله: {فحاق بالّذين سخروا منهم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: فحاق بالّذين سخروا منهم من الرسل.
قوله: {ما كانوا به يستهزؤن}
- وبه عن السّدّيّ، قوله: ما كانوا به يستهزؤن، يقول: وقع بهم العذاب الّذي استهزءوا به).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1267-1268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني بالوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وأبي جهل بن هشام فهمزوه واستهزؤا به فغاظه ذلك فأنزل الله {ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون}.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدى في قوله: {فحاق بالذين سخروا منهم} من الرسل، {ما كانوا به يستهزؤون} يقول: وقع بهم العذاب الذي استهزؤا به).[الدر المنثور: 6/ 21]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين}.
يقول تعالى ذكره: {قل} يا محمّد لهؤلاء العادلين بي الأوثان والأنداد المكذّبين بك الجاحدين حقيقة ما جئتهم به من عندي: {سيروا في الأرض} يقول: جولوا في بلاد المكذّبين رسلهم الجاحدين آياتي من قبلهم من ضربائهم وأشكالهم من النّاس. {ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين}، يقول: ثمّ انظروا كيف أعقبهم تكذيبهم ذلك الهلاك والعطب وخزي الدّنيا وعارها، وما حلّ بهم من سخط اللّه عليهم من البوار وخراب الدّيار وعفو الآثار. فاعتبروا به، إن لم تنهكم حلومكم، ولم تزجركم حجج اللّه عليكم، عمّا أنتم مقيمون عليه من التّكذيب، فاحذروا مثل مصارعهم، واتّقوا أن يحلّ بكم مثل الّذي حلّ بهم.
وكان قتادة يقول في ذلك بما:
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين}: دمّر اللّه عليهم وأهلكهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [جامع البيان: 9/ 166-167]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين (11)}
قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: قل سيروا في الأرض ثمّ انظروا كيف كان عاقبة المكذّبين قال: بئس واللّه ما كان عاقبة المكذّبين، دمّر اللّه عليهم وأهلكهم ثمّ صيّرهم إلى النّار).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين} قال: بئس - والله - ما كان عاقبة المكذبين دمر الله عليهم وأهلكهم ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 6/ 21]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (12) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان، في قوله تعالى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أن سلمان قال إنا نجد في التوراة أن الله خلق السماوات والأرض ثم خلق أو جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق ثم خلق الخلق فوضع بينهم رحمة واحدة وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة قال فيها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها يتباذلون وبها يتزاورون وبها تحن الناقة وبها تثج البقرة وبها تيعر الشاة وبها تتابع الطير وبها تتابع الحيتان في البحر فإذا كان يوم القيامة جمع تلك الرحمة إلى ما عنده ورحمته أوسع وأفضل.
عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه: أن الله -تعالى- لما خلق الخلق لم يعطف شيء على شيء حتى خلق الله مائة رحمة فوضع بينهم رحمة واحدة فعطف بعض الخلق على بعض.
عن معمر، عن قتادة، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: «إن لله مائة رحمة فأهبط منها إلى الأرض رحمة واحدة فتراحم بها الجن والأنس والطير والبهائم وهوام الأرض»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 203-204]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن همام بن منبه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي»). [تفسير عبد الرزاق: 1/ 205]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لمن ما في السّموات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {قل} يا محمّد لهؤلاء العادلين بربّهم: {لمن ما في السّموات والأرض}. يقول: لمن ملك ما في السّموات والأرض. ثمّ أخبرهم أنّ ذلك للّه الّذي استعبد كلّ شيءٍ وقهر كلّ شيءٍ بملكه وسلطانه، لا للأوثان والأنداد ولا لما يعبدونه ويتّخذونه إلهًا من الأصنام الّتي لا تملك لأنفسها نفعًا ولا تدفع عنها ضرًّا.
وقوله: {كتب على نفسه الرّحمة} يقول: قضى أنّه بعباده رحيمٌ، لا يعجل عليهم بالعقوبة ويقبل منهم الإنابة والتّوبة.
وهذا من اللّه -تعالى ذكره- استعطافٌ للمعرضين عنه إلى الإقبال إليه بالتّوبة، يقول تعالى ذكره: إنّ هؤلاء العادلين بي الجاحدين نبوّتك يا محمّد، إن تابوا وأنابوا قبلت توبتهم، وإنّي قد قضيت في خلقي أنّ رحمتي وسعت كلّ شيءٍ.
- كالّذي حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «لمّا فرغ اللّه من الخلق كتب كتابًا: إنّ رحمتي سبقت غضبي».
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن أبي عثمان، عن سليمان، قال: إنّ اللّه تعالى لمّا خلق السّماء والأرض، خلق مائة رحمةٍ، كلّ رحمةٍ ملء ما بين السّماء إلى الأرض، فعنده تسعٌ وتسعون رحمةً، وقسم رحمةً بين الخلائق فبها يتعاطفون وبها تشرب الوحش والطّير الماء، فإذا كان يوم القيامة قصرها اللّه على المتّقين وزادهم تسعًا وتسعين.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن أبي عثمان، عن سلمان: نحوه، إلاّ أنّ ابن أبي عديٍّ لم يذكر في حديثه: وبها تشرب الوحش والطّير الماء.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان، عن سليمان، قال: نجد في التّوراة عطفتين: إنّ اللّه خلق السّموات والأرض، ثمّ خلق مائة رحمةٍ أو: جعل مائة رحمةٍ قبل أن يخلق الخلق، ثمّ خلق الخلق فوضع بينهم رحمةً واحدةً، وأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً. قال: فبها يتراحمون، وبها يتباذلون، وبها يتعاطفون، وبها يتزاورون، وبها تحنّ النّاقة، وبها تنأج البقرة، وبها تيعر الشّاة، وبها تتابع الطّير، وبها تتابع الحيتان في البحر، فإذا كان يوم القيامة جمع اللّه تلك الرّحمة إلى ما عنده، ورحمته أفضل وأوسع.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان، في قوله: {كتب على نفسه الرّحمة ... الآية}، قال: إنّا نجد في التّوراة عطفتين، ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه ما قال: وبها تتابع الطّير، وبها تتابع الحيتان في البحر.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال ابن طاووسٍ، عن أبيه: إنّ اللّه -تعالى لمّا خلق الخلق- لم يعطف شيءٌ على شيءٍ حتّى خلق مائة رحمةٍ، فوضع بينهم رحمةً واحدةً، فعطف بعض الخلق على بعضٍ.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن ابن طاووسٍ، عن أبيه بمثله.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: وأخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة، حسبته أسنده قال: إذا فرغ اللّه عزّ وجلّ من القضاء بين خلقه، أخرج كتابًا من تحت العرش فيه: إنّ رحمتي سبقت غضبي، وأنا أرحم الرّاحمين. قال: فيخرج من النّار مثل أهل الجنّة، أو قال مثلا أهل الجنّة، ولا أعلمه إلاّ قال: (مثلا)، وأمّا (مثل) فلا أشكّ مكتوبًا ها هنا، وأشار الحكم إلى نحره، عتقاء اللّه. فقال رجلٌ لعكرمة: يا أبا عبد اللّه، فإنّ اللّه يقول: {يريدون أن يخرجوا من النّار وما هم بخارجين منها ولهم عذابٌ مقيمٌ}، قال: ويلك أولئك أهلها الّذين هم أهلها.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة حسبت أنّه أسنده قال: إذا كان يوم القيامة أخرج اللّه كتابًا من تحت العرش، ثمّ ذكر نحوه، غير أنّه قال: فقال رجلٌ: يا أبا عبد اللّه، أرأيت قوله: {يريدون أن يخرجوا من النّار}، وسائر الحديث مثل حديث ابن عبد الأعلى.
- حدّثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن همّام بن منبّهٍ قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «لمّا قضى اللّه الخلق كتب في كتابٍ فهو عنده فوق العرش: إنّ رحمتي سبقت غضبي».
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي أيّوب، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّه كان يقول: «إنّ للّه مائة رحمةٍ، فأهبط رحمةً إلى أهل الدّنيا يتراحم بها الجنّ والإنس وطائر السّماء وحيتان الماء ودوابّ الأرض وهوامّها وما بين الهواء، واختزن عنده تسعًا وتسعين رحمةً، حتّى إذا كان يوم القيامة اختلج الرّحمة الّتي كان أهبطها إلى أهل الدّنيا، فحواها إلى ما عنده، فجعلها في قلوب أهل الجنّة وعلى أهل الجنّة».
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، قال: قال عبد اللّه بن عمرٍو: «إنّ للّه مائة رحمةٍ، أهبط منها إلى الأرض رحمةً واحدةً يتراحم بها الجنّ والإنس والطّير والبهائم وهوامّ الأرض».
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: أخبرنا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج، قال: حدّثنا صفوان بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو المخارق زهير بن سالمٍ قال: قال عمر لكعبٍ: ما أوّل شيءٍ ابتدأه اللّه من خلقه؟ فقال كعبٌ: «كتب اللّه كتابًا لم يكتبه بقلمٍ ولا مدادٍ، ولكنّه كتب بأصبعه يتلوها الزّبرجد واللّؤلؤ والياقوت: أنا اللّه لا إله إلاّ أنا سبقت رحمتي غضبي».

القول في تأويل قوله تعالى: {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه}.
وهذه اللاّم الّتي في قوله: {ليجمعنّكم} لام قسمٍ.
ثمّ اختلف أهل العربيّة في جالبها، فكان بعض نحويّي الكوفة يقول: إن شئت جعلت {الرّحمة} غاية كلامٍ، ثمّ استأنفت بعدها: {ليجمعنّكم} قال: وإن شئت جعلته في موضع نصبٍ، يعني كتب {ليجمعنّكم} كما قال: {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ} يريد: كتب أنّه من عمل منكم. قال: والعرب تقول في الحروف الّتي يصلح معها جواب كلام الأيمان بأنّ المفتوحة وباللاّم، فيقولون: أرسلت إليه أن يقوم، وأرسلت إليه ليقومنّ. قال: وكذلك قوله: {ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه حتّى حينٍ}. قال وهو في القرآن كثيرٌ، ألا ترى أنّك لو قلت: بدا لهم أن يسجنوه، لكان صوابًا؟
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: نصبت لام {ليجمعنّكم} لأنّ معنى كتابٍ كأنّه قال: واللّه ليجمعنّكم.
والصّواب من القول في ذلك عندي أن يكون قوله: {كتب على نفسه الرّحمة} غايةً، وأن يكون قوله: {ليجمعنّكم} خبر مبتدأٍ، ويكون معنى الكلام حينئذٍ: ليجمعنّكم اللّه أيّها العادلون باللّه ليوم القيامة الّذي لا ريب فيه لينتقم منكم بكفركم به.
وإنّما قلت: هذا القول أولى بالصّواب من إعمال كتب في {ليجمعنّكم} لأنّ قوله: {كتب} قد عمل في الرّحمة، فغير جائزٍ وقد عمل في الرّحمة أن يعمل في: {ليجمعنّكم}، لأنّه لا يتعدّى إلى اثنين.
فإن قال قائلٌ: فما أنت قائلٌ في قراءة من قرأ: كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه بفتح أن؟
قيل: إنّ ذلك إذ قرئ كذلك، فإنّ (أن) بيانٌ عن الرّحمة وترجمةٌ عنها، لأنّ معنى الكلام: كتب على نفسه الرّحمة أن يرحم من تاب من عباده بعد اقتراف السّوء بجهالةٍ ويعفو، والرّحمة يترجم عنها، ويبيّن معناها بصفتها، وليس من صفة الرّحمة {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة} فيكون مبيّنًا به عنها. فإن كان ذلك كذلك، فلم يبق إلاّ أن ينصب بنيّة تكرير كتب مرّةً أخرى معه، ولا ضرورة بالكلام إلى ذلك فتوجّه إلى ما ليس بموجودٍ في ظاهرٍ.
وأمّا تأويل قوله {لا ريب فيه} فإنّه لا يشكّ فيه، يقول: في أنّ اللّه يجمعكم إلى يوم القيامة فيحشركم إليه جميعًا، ثمّ يؤتى كلّ عاملٍ منكم أجر ما عمل من حسنٍ أو سيّئٍ.

القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {الّذين خسروا أنفسهم}: العادلين به الأوثان والأصنام، يقول تعالى ذكره: ليجمعنّ اللّه الّذين خسروا أنفسهم، يقول: الّذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها بادّعائهم للّه النّدّ والعديل، فأبقوها بإيجابهم سخط اللّه وأليم عقابه في المعاد.
وأصل الخسار: الغبن، يقال منه: خسر الرّجل في البيع: إذا غبن، كما قال الأعشى:
لا يأخذ الرّشوة في حكمه ....... ولا يبالي خسر الخاسر
وقد بيّنّا ذلك في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته. وموضع (الّذين) في قوله: {الّذين خسروا أنفسهم} نصبٌ على الرّدّ على الكاف والميم في قوله: {ليجمعنّكم} على وجه البيان عنها. وذلك أنّ الّذين خسروا أنفسهم، هم الّذين خوطبوا بقوله: {ليجمعنّكم}.
وقوله: {فهم لا يؤمنون}، يقول: فهم لإهلاكهم أنفسهم وغبنهم إيّاه حظّها {لا يؤمنون}، أي لا يوحّدون اللّه، ولا يصدّقون بوعده ووعيده، ولا يقرّون بنبوّة محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 9/ 167-174]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({قل لمن ما في السّماوات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة ليجمعنّكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (12) }
قوله تعالى:{ قل لمن مّا في السّماوات والأرض قل للّه كتب على نفسه الرّحمة}
- حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ، ثنا الفريابيّ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «لمّا خلق اللّه الخلق كتب في كتابٍ كتبه على نفسه فهو مرفوعٌ فوق العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي».
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان في قوله عزّ وجلّ: كتب على نفسه الرّحمة، قال: إنّا نجد في التّوراة عطيفتين: أنّ اللّه خلق السّموات والأرض وخلق مائة رحمةٍ، أو جعل مائة رحمةٍ قبل أن يخلق الخلق. ثمّ خلق الخلق، فوضع بينهم رحمةً واحدةً، وأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً. قال: فبها يتراحمون، وبها يتعاطفون، وبها يتباذلون، وبها يتزاورون، وبها تحن الناقة، وبها تتوج البقرة، وبها تثفو الشّاة، وبها تتابع الطّير، وبها تتابع الحيتان في البحر، فإذا كان يوم القيامة، جمع اللّه تلك الرّحمة إلى ما عنده، ورحمته أفضل وأوسع.
قوله تعالى: {ليجمعنّكم إلى يوم القيامة}
- حدّثنا أبي، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهبٍ، ثنا عبد الرّحمن بن ميسرة الحضرميّ، عن أبي هانئٍ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «كيف بكم إذا جمعكم اللّه كما يجمع النّبل في الكنانة، خمسين ألف سنةٍ لا ينظر إليكم».
قوله عزّ وجلّ: {لا ريب فيه الّذين خسروا أنفسهم}
- حدّثنا أبي، حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، ثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن أبي عوفٍ عن عبد الرّحمن بن مسعودٍ الفزاريّ، عن أبي الدّرداء قال: الرّيب: يعني: الشّكّ.
- وروي عن ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وأبي مالكٍ، ونافعٍ مولى، بن عمر، وعطاء بن أبي رباحٍ، وأبي العالية، والرّبيع بن أنسٍ، وقتادة، ومقاتل بن حيّان، والسّدّيّ، وإسماعيل بن أبي خالدٍ قالوا: الرّيب: الشّكّ).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 1268-1269]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ):
(ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن بني إسرائيل قالوا لموسى سل لنا ربك هل يصلي فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى أخبرهم أني أصلي وإن صلاتي أنه سبقت رحمتي غضبي لولا ذلك لهلكوا»). [تفسير مجاهد: 212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سلمان في قوله: {كتب على نفسه الرحمة} قال: إنا نجده في التوراة عطيفتين إن الله خلق السموات والأرض ثم جعل مائة رحمة قبل أن يخلق الخلق ثم خلق الخلق فوضع بينهم واحدة وأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة فيها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها يتباذلون وبها يتزاورون وبها تحن الناقة وبها تنتج البقرة وبها تيعر الشاة وبها تتابع الطير وبها تتابع الحيتان في البحر فإذا كان يوم القيامة جمع تلك الرحمة إلى ما عنده ورحمته أفضل وأوسع.
- وأخرج أحمد ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات عن سلمان عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «خلق الله يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة منها رحمة يتراحم بها الخلق وتسع وتسعون ليوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة».
- وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما قضى الله الخلق كتب كتابا فوضعه عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي».
- وأخرج الترمذي وصححه، وابن ماجه، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لما خلق الله الخلق كتب كتابا بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي».
- وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فرغ الله من القضاء بين الخلق أخرج كتابا من تحت العرش: إن رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين فيقبض قبضة أو قبضتين فيخرج من النار خلق كثير لم يعملوا خيرا: مكتوب بين أعينهم عتقاء الله».
- وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن الله كتب كتابا بيده لنفسه قبل أن يخلق السموات والأرض فوضعه تحت عرشه فيه: رحمتي سبقت غضبي».
- وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، عن طاووس: أن الله لما خلق الخلق لم يعطف شيء منه على شيء حتى خلق مائة رحمة فوضع بينهم رحمة واحدة فعطف بعض الخلق على بعض
- وأخرج ابن جرير عن عكرمة حسبته أسنده قال: إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أخرج كتابا من تحت العرش فيه: إن رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم الراحمين، قال: فيخرج من النار مثل أهل الجنة أو قال مثلا أهل الجنة.
- وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الله بن عمرو قال: «إن لله مائة رحمة فأهبط منها رحمة واحدة إلى أهل الدنيا يتراحم بها الجن والإنس وطائر السماء وحيتان الماء ودواب الأرض وهوامها وما بين الهواء واختزن عنده تسعا وتسعين رحمة حتى إذا كان يوم القيامة اختلج الرحمة التي كان أهبطها إلى أهل الدنيا فحواها إلى ما عنده فجعلها في قلوب أهل الجنة وعلى أهل الجنة».
- وأخرج ابن جرير عن أبي المخارق زهير بن سالم قال: قال عمر لكعب: «ما أول شيء ابتدأه الله من خلقه»، فقال كعب: «كتب الله كتابا لم يكتبه بقلم ولا مدد ولكن كتب بأصبعه يتلوها الزبرجد واللؤلؤ والياقوت: أنا الله لا إله إلا أنا سبقت رحمتي غضبي».
- وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب حسن الظن بالله عن أبي قتادة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «قال الله للملائكة: ألا أحدثكم عن عبدين من بني إسرائيل أما أحدهما فيرى بنو إسرائيل أنه أفضلهما في الدين والعلم والخلق والآخر أنه مسرف على نفسه، فذكر عند صاحبه فقال: لن يغفر الله له، فقال: ألم يعلم أني أرحم الراحمين ألم يعلم رحمتي سبقت غضبي وأني أوجبت لهذا العذاب »فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلا تألوا على الله».
- وأخرج ابن أبي شيبة، وابن ماجه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة فجعل في الأرض منها رحمة فيها تعطف الوالدة على ولدها والبهائم بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة رحمة».
- وأخرج مسلم، وابن مردويه عن سلمان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السموات والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة»). [الدر المنثور: 6/ 22-25]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم}.
يقول تعالى ذكره: لا يؤمن هؤلاء العادلون باللّه الأوثان، فيخلصوا له التّوحيد ويفردوا له الطّاعة ويقرّوا بالألوهيّة جهلاً {وله ما سكن في اللّيل والنّهار} يقول: وله ملك كلّ شيءٍ، لأنّه لا شيء من خلق اللّه إلاّ وهو ساكنٌ اللّيل والنّهار، فمعلومٌ بذلك أنّ معناه ما وصفنا. {وهو السّميع} ما يقول هؤلاء المشركون فيه من ادّعائهم له شريكًا، وما يقول غيرهم من خلاف ذلك. {العليم} بما يضمرونه في أنفسهم وما يظهرونه بجوارحهم، لا يخفى عليه شيءٌ من ذلك، فهو يحصيه عليهم، ليوفي كلّ إنسانٍ ثواب ما اكتسب وجزاء ما عمل.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {سكن} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار} يقول: ما استقرّ في اللّيل والنّهار). [جامع البيان: 9/ 174]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم (13)}
قوله تعالى: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار وهو السّميع العليم}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: {وله ما سكن في اللّيل والنّهار} يقول: ما استقرّ في اللّيل والنّهار). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 1269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن السدي في قوله: {وله ما سكن في الليل والنهار} يقول: ما استقر في الليل والنهار، وفي قوله: {قل أغير الله أتخذ وليا} قال: أما الولي فالذي يتولاه ويقر له بالربوبية). [الدر المنثور: 6/ 26]


رد مع اقتباس