عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22 جمادى الأولى 1441هـ/17-01-2020م, 03:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

[الحث على تعلم العربية]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( [الحث على تعلم العربية]
قال أبو عبد الله: وأنا أبتدئ الآن في تعليل حروف هؤلاء الأئمة سورة سورة؛ إذ كان القارئ لا يجد من معرفته بدًا؛ وإذ كان قد نُدبَ إلي تعليم العربية والنحو.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الآفاق أن لا يقرئ إلا صاحب عربية. حدثني بذلك محمد بن حفص القطان، قال: حدثنا أحمد بن موسى، قال: حدثنا عفان بن مخلد، قال: حدثنا عمر بن هارون، قال: حدثنا شعبة، عن أبي رجاء. قال: سألتُ الحسن عن المصحف يُنقط بالنحو، فقال الحسن: أو ما علمت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب: «تفقهوا في الدين، وتعلموا العربية، وأحسنوا عبارة الرؤيا» قال: وحدثنا أحمد بن محمد النيسابوري، قال: حدثنا الوركاني أبو عمران قال: أخبرنا [جرير] عن إدريس قال: قيل للحسن: إن لنا إمامًا يلحن؟ فقال: أخروه».
وحدثنا أبو حفص القطان، قال: حدثنا الحساني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عقبة الأسدي، عن أبي العلاء، قال: قال عبد الله: «أعربوا القرآن فإنه عربي».
قال: وحدثنا الحساني، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن أبي هارون إبراهيم بن العلاء الغنوي عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أُبَيِّ كعب، قال: «تعلموا اللحن كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/27]
تعلمون القرآن». سئل يزيد بن هارون: ما أراد باللحن؟ قال: النحو.
وحدثنا محمد بن حفص القطان، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عيسى بن إبراهيم، عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري عن سالم، عن أبيه، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رحم الله امرأً أصلح من لسانه».
قال: وحدثنا عبد الملك بن محمد بن مروان يعني: العقيلي عن المعارك بن عباد، عن سعيد المقرئ عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه؛ وغرائبه: فرائضه وحدوده فإن القرآن نزل على خمسة وجوهٍ؛ حلالٍ وحرامٍ، ومحكمٍ ومتشابهٍ، وأمثالٍ. فخذوا الحلال ودعوا الحرام واعملوا بالمُحكم وقفوا عند المتشابه واعتبروا بالأمثال».
قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا ابن نمير، عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه سمع بعض ولده يلحن فضربه.
قال: وحدثني إبراهيم بن عبد السلام، قال: حدثنا فضل، قال: حدثنا قراد أبو نوح، قال: سمعت شعبة يقول: «من طلب الحديث ولم يتعلم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/28]
النحو فمثله كمثل رجل ليس له برنس وليس له رأس».
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: «كنت يومًا عند شعبة فأملى في مجلسه: ذأى العود يذأى فرد عليه بعض من في المجلس، فرفع رأسه حتى رأني، فقلت: القول كما قلت، فقال لمخالفه: امش من هاهنا. قال: وهي كلمة من كلام الفتيان».
قال الأصمعي: وكان شعبة صاحب شعر وعربية قبل الحديث وكان يُحسن.
وحدثني أبو حفص القطان قراءة عليه: قال: حدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس قال: «إذا قرأتم شيئًا من القرآن فلم تردوا تفسيره فالتمسوه من الشعر فإنه ديوان العرب».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/29]
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: سئل ابن عباس عن {الليل وما وسق} قال: وما جمع، ألم تسمع قول الشاعر:
* مستوسقات لو يجدن سائقا *
وحدثنا القطان أيضًا، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا ثابت بن أبي صغيرة، عن شيخ يكنى أبا عبد الرحمن عن ابن عباس في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: الزنيم: الدعي الملزق، وقال الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال زيادة ....... كما زيد في عرض الأديم الأكارع
وحدثنا أبو عبد الله القطان، الشيخ الصالح أملاه علي من أصله قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/30]
حدثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال: حدثنا عثمان بن زفر قال: حدثنا حيان بن علي عن ابن شبرمة قال: ما لبس الرجال لباسا أحسن من العربية، ولا لبس النساء لباسًا أحسن من الشَّحم، وفي غير الحديث: «وما للمرأة ستر إلا ستران: زوجها وقبرها».
وحدثني ابن دريد رحمه الله عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: العرب تقول: جمال الرجل الفصاحة، وجمال المرأة الشحم، وليس للمرأة ستر إلا ستران زوجها وقبرها.
ذاكرت أبا عمران القاضي بما حدثني به ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: تقول العرب: جمال الرجل الفصاحة وجمال المرأة الشحم، وليس للمرأة ستر إلا ستران زوجها وقبرها. فقال القاضي حدثني أ[ي، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المُقرئ، قال: سمعت أبي يقول: حياء الرجل في عينيه وحياء المرأة في أنفها.
وكان ابن شبرمة أحد العلماء بكلام العرب، وكان مع ذلك فقيهًا أديبًا، وكان قاضيًا ثم صار قاضي القضاة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/31]
حدثني محمد بن الحسن، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: حدثنا المهلبي قال: حدثنا ابن المعذل عن غيلان. [عن أبيه عن جده].
قال: قدم ذو الرمة الكوفة فأنشدنا قصيدته الحائية، فلما بلغ قوله:
إذا غير الناىُ المحبين لم يكد ....... رسيس الهوى من حب مية يبرح
فقال له ابن شبرمة: فقد برح يا غيلان، ففكر ساعة ثم قال: «لم أجد رسيس الهوى» قال فانصرفت إلى أبي [الحكم بن البختري بن المختار فأخبرته الخبر]، فقال: أخطأ ابن شبرمة إذ رد عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث رجع. قال الله تعالى: {إذا أخرج يده لم يكد يريها} أي: لم يرها ولم يكد. ويقال: لم يكد هاهنا بمعنى لم يرد، وهذا غلط؛ لأن ذا الرمة لا يذهب عليه هذا؛ لأنه كان قدريًا، وكان يقول بالقدر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/32]
قرأت على محمد بن جعفر الكاتب عن العباس بن ميمون عن المازني عن الأصمعي عن عنبسة النحوي، قال: سمعت ذا الرمة ينشد:
وعينان قال الله كونا فكانتا = فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
قلت له: قل: فعولين، قال: قل أنت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كأن ذا الرمة، أراد: العينان فعولان، وقال النحويون: فعولين؛ أي: قال الله لهما: كونا فعولين أو جعلهما الله.
وحدثني محمد بن عبد الله الإخباري، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي، قال: سقط ابن شبرمة عبد الله عن دابته فوثبت رجله فدخل عليه يحيى بن نوفل الحميري يعوده فأنشأ يقول:
أقول غداة أتاني الرسول ...... يدسس أخباره هينمه
بحق وقد خفت جهد البلاء ....... وخفت المجللة المعظمه
لك الويل من مخبر ما تقول....... أبن لي وعد عن الحمحمه
فقال خرجت وقاضي القضاة ........ منفكة رجله مؤلمه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/33]
فغزوان حر وأم الوليد = إن الله عافى أبا شبرمة
فقيل: والله ما نعرف له غلامًا ولا جارية، فقال: أم الوليد سنورتي وغزوان ذكرها، وقد أعتقتها، وكان ابن شبرمة مع فضله وفقهه يقول الشعر.
حدثنا ابن دريد رحمه الله عن أبي حاتم عن الأصمعي، عن سفيان قال: لم يرفع كرز رأسه إلى السماء أربعين سنة، فكان ابن شبرمة يقول:
لو شئت كنت ككرز في تعبده = أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ....... وسارعا في طلاب الفوز والكرم
وقرأت على محمد بن عبد الله الكاتب، قال: قال: طلحة بن قيس الواسطي: حدثني بعض أصحابنا عن أبي عمرو بن العلاء، قال: من أراد العز فعليه بتقوى الله، ومن أراد الرئاسة فعليه بالقرآن، ومن أراد الفصاحة فعليه بالعربية، ومن أراد الأدب فعليه بالشعر، ومن أراد الرواية والجمع فعليه بالحديث ومن أراد القضاء فعليه بالفقه، ومن أراد السلامة فعليه بالصمت.
وحدثني محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا فياض بن زهير، قال: حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا الموقري
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/34]
عن الزهري عن القاسم، قال: سمعتُ عمتي زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب فإني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي».
والاشتغال بتعلم القرآن وتعليمه والبحث عن علومه ليس كالاشتغال بسائر أصناف العلوم؛ لأن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
حدثنا ابن مجاهد رضي الله عنه قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن جراح بن الضحاك الكندي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من تعلم القرآن وعلمه» قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد، قال أبو عبد الرحمن: وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
قال أبو عبد الله: كتب إلي محمد بن زكريا المحاربي يذكر أن عباد بن يعقوب جد لهم قال: حدثنا محمد بن مروان، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شغله قراءة القرآن في أن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/35]
يتعلمه أو يعلمه عن دعائي أو مسألتي أعطيته ثواب السائلين، وذلك أن فضل كلامي على غيره كفضلي على خلقي».
حدثنا ابن مجاهد رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرنا الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».
وحدثنا الفضل بن صالح قال: حدثنا شيبان قال: حدثنا هارون قال: حدثنا شبعة أن أبا عبد الرحمن قال: لولا أني سمعت عثمان يقول: أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ما جلست لكم هذا المجلس قال هارون: وكان إمامًا.
حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا عبد الواحد أبو بحر قال: حدثنا الفضل بن ميمون قال: حدثنا منصور بن زاذان عن أبي عمر زاذان الكندي أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة نفر يوم القيامة على كثيب مسلك أسود، لا يهولهم فزع ولا ينالهم حساب حتى يفرغ مما بين الناس، رجل قرأ القرآن وآمن فصدع به ابتغاء وجه الله، ورجل أذن، دعا إلى الله تعالى ابتغاء وجه الله، ورجل ابتلى بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة».
وحدثنا أحمد بن عباس قال: حدثنا أحمد بن النضر قال: حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا معاوية بن حفص، عن شريك، عن عاصم، عن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/36]
أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من قرأ القرآن وأقرأه».
قال: وحدثنا الرمادي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن المبارك. عن عوف قال: بلغني عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإني امرؤ مقبوض، فتعلموا القرآن وعلموه الناس: وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا العلم وعلموه الناس».
وحدثنا أبو عبد الله الفقيه قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا حسين بن واقد قال: حدثني أبو غالب قال: قلت لأبي أمامة: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، كان يكثر الذكر، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يستنكر أن يمشي مع المسكين الضعيف حتى يفرغ من حاجته».
وحدثني الحسين بن إسماعيل قال: حدثنا يعقوب، عن هشيم، عن حميد، عن أنس قال: كانت الأمة تلقى النبي صلى الله عليه وسلم، فتأخذ بيده فتنطلق به إلى حاجتها.
وحدثني محمد بن العبيد الفقيه قال: حدثنا الخزاز أحمد بن علي قال: حدثنا النعمان بن شبل قال: حدثنا يحيى بن أبي روق. عن أبيه، عن الضحاك في قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال: هم حملة القرآن.

[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/37]
قال: وحدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: «ضمن الله لمن قرأ القرآن أن لا يشقيه في الدنيا ولا في الآخرة، ثم قرأ: {فمن ابتع هداي فلا يضل ولا يشقى}»
حدثنا أحمد بن العباس قال: حدثنا علي بن العباس قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد قال: حدثنا يحيى بن آدم عن عبد العزيز عن الأعمش قال: «مر رجل على عبد الله بن مسعود وحوله ناسٌ من ضعفاء الناس يقرئهم القرآن، فقال يا أبا عبد الرحمن ما هؤلاء حولك قال: هؤلاء يقسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم».
قال: حدثنا علي بن الصباح قال: حدثنا فلان بن مسلم الخولاني قال: حدثنا أبو محمد الألهاني، وسماه، من أهل اللاذقية قال: «كنا عند أزهر بن عقيل بن راشد وهو يقرئ القرآن، قال: فمر به إسماعيل بن عياش فقال له: يا أزهر كم مولى لك اليوم؟!».
حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من علم رجلاً آية من كتاب الله فهو مولى له حقًا عليه أن لا يخذله ولا يكفره».
وحدثني محمد بن عبيد الفقيه قال: حدثنا الكجي إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/38]
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».
قال: وحدثنا إبراهيم الكجي قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا مندل، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما تصدق الرجل بصدقة أفضل من علم ينشره».
وحدثنا أبو جعفر بن الهيثم العدل قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبان بن يزيد القطان قال: حدثنا قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها».
وروى شعبة وغيره، عن [أبي] موسى، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحدثنا إبراهيم بن عرفة قال: حدثنا إسحاق العلاف قال: حدثنا روح قال: حدثنا عوف، عن قسام بن زهير، عن أبي موسى قال: يحدث: «إن مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ....» وذكر الحديث
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/39]
حدثني ابن مجاهد قال: حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن مطرف. عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من صدقة أفضل من علم ينشره صاحبه» كذا قال، ليس بين [ابن] مطرف وبين أبي سعيد أحد، قال: وحدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثتنا عيدة بنت خالد، قالت: «إن الذي يقرأ القرآن له أجر، والذي يسمع له أجران».
قال: وحدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا الحكم بن هشام بن أبي عقيل قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن جابر بن يزيد، عن بشر بن غالب، عن علي بن أبي طالب قال: «إنه من قرا القرآن قائمًا كان له بكل حرف عشر حسنات. ومن قرأه في غير الصلاة كان له بكل حرف عشر حسنات».
وحدثنا محمد بن عبد الله البصري قال: حدثنا إبراهيم بن فهد قال: حدثنا إبراهيم بن نافع الجلاب قال: حدثنا عبد القدوس، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: «شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعًا في حلقه فقال: «عليك بقراءة القرآن»».
وحدثني محمد بن الحسن قال: حدثني أبو جعفر بن جعفر بن الهيثم العدل قال: حدثنا مسلم قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن ثابت: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/40]
قال: وحدثنا أبو جعفر قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن حماد، عن علقمة قال: كنت أعطيت حسن الصوت، وكان عبد الله بن مسعود يستقرئني ويقول لي: اقرأ فداك أبي وأمي، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «حسن الصوت تزيين القرآن».
حدثني محمد بن سليمان الباهلي قال: حدثن الحسن بن عبد الرحمن الرمادي قال: حدثنا طلق بن عتام قال: حدثنا قيس بن هلال بن خباب، عن يحيى، عن هبيرة، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: «كنت أسمعُ صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل على فراشي يُرجِّع بالقرآن».
قال: وحدثنا طلق عن حفص بن غياث، عن محمد بن أبي ليلى والأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن دينار، عن علي قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا القرآن على كل حال إلا جنبا».
حدثنا أبو بكر البزاز قال: حدثنا محمد بن إسحاق الخياط قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا عثمان يعني ابن قيس عن ابن أبي مليكة، عن عبيد بن سهل قال: ذكر لنا عند سعد بن أبي وقاص حسن الصوت بالقرآن فقال سعد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
قال أبو عبد الله رضي الله عنه: قد جاء تفسير من لم يتغن بالقرآن في هذا الحديث أنه حسن الصوت.
وحدثنا أبو حفص القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن الزهري، عن معاذ بن جبل قال: «من
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/41]
استظهر القرآن كانت له دعوة إن شاء تعجلها لدنيا وإن شاء تأجلها».
قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن رافع أبو رافع، عن رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمرو قال: «من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه».
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عمران أبو بشر الحلبي، عن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فاقة لعبدٍ بعد القرآن، ولا غنى له بعده».
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع، عن هشام، صاحب الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشام، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران» سألت ابن مجاهد عن هذا الحديث، فقلت أيهما أفضل: فقال الماهر، لأن الذي له أجران له شيء محصي بعينه، والذي مع السفرة فهو نهاية ما يُعطى العبد في الثواب. وروي يزيد بن هارون، عن شُريك، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر القرآن وصاحبه فقال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/42]
«يعطي المُلك بيمينه والخُلد بشماله، ويُوضع على رأسه تاج الوقار» معنى الحديث والملك والخلد يجعلان له لا أن شيئًا يجعل في يمينه، وهذا كما يقال: الدار في يدك أي: في مُلكك، وقال الله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك}.
حدثني محمد بن حفص قال: حدثنا عيسى بن جعفر قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعيد بن هشام، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يتعايا في القرآن له أجران».
تقول العرب: عييت بالأمر: إذا لم تعرف جهته، وأنا عيي، وتعايا يتعايا تعاييًا فهو متعايٍ، فأما في الإعياء في المشي، فإنك تقول: أعييت أعيي إعياءً فأنا معيًا. ويقال: فحل عياياء: إذا كان لا يُلقح، وكذلك: رجل عياياء طباقاء: إذا كان أحمق شرسًا، وينشد:
عياياء لم يشهد خصومًا ولم ينخ ...... قلاصًا إلى أوكارها حين تعكف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/43]
فأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدثناه القاضي ابن المحاملي، قال: حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا: يحيى الحماني قال حدثنا: مالك بن مغول وفطر وابن عمارة، عن إسماعيل بن رجاء عن إدريس بن صبيح عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «زينوا القرآن بأصواتكم» فقال أكثر أهل العلم: أي زينوا أصواتكم بالقرآن وكأنه صلى الله عليه وسلم حث على قراءة القرآن ومداومة الدراسة، والقرآن لا يحتاج إلى تزيين، بل يزين من قرأه، وقد سرق بعض الشعراء هذا المعنى فقال:
وعيطاء ما زانها حليها ...... بل الحلى صال بها وأزيان
ومالي بحقف النقا خبرة ....... ومقعد زيارها والعكن
سوى أنها قمر باهر .......تمايل في مشيها كالفنن
وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقرأ الناس؟ قال: من إذا قرأ رأيته يخشى الله» فقد أوضح لك.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/44]
وذهب آخرون إلى حسن الصوت واحتجوا بالحديث الآخر: «ما أذن الله بشيء قط كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن».
وحدثني أبو عبد الله بن الجنيد قال: حدثني ابن عسكر، عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن طلحة بن عبد الرحمن، عن عوسجة، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم».
وحدثني أحمد بن العباس قال: حدثنا العطاردي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: «ما من قوم جلسوا في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله يتعاطون بينهم إلا كانوا أضيافًا لله وأظلتتهم الملائكة بأجنحتها حتى يخوضوا في حديث غيره، وما سلك رجل طريقًا يلتمس فيه العلم إلا سهل الله له طريقًا إلى الجنة».
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: قال أبو هريرة: المساجد سوق من أسواق الآخرة فقراءها المغفرة وتحفها الرحمة.
وحدثني أبو عمر، عن بشر بن موسى قال: سمعت السيلحوني يقول: قال سفيان الثوري: «بلغني أن العبد إذا ختم القرآن قبل الملك بين عينيه».
وحدثني أبو القاسم المروزي قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا جليس بشر بن الحارث يقال له: عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا بشر بن الحارث، عن يحيى بن بيان، عن حبيب بن أبي عمرة قال: «إذا خَتَمَ الرجلُ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/45]
القرآن قبل الملك بين عينيه». قال بشر: فحدثت بهذا الحديث أحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: لعل هذا من محدث سفيان. وهكذا يكثر جدًا، فكذلك اقتصرت على هذا.
وحدثني أبو بكر الخلنجي إمام الجامع قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري قال: حدثنا سعيد بن عبيد قال: سمعت الحسن يقول: «إن هذا القرآن قرأه من الناس نفر ثلاثة: قوم اتخذوه بضاعة ينقلونه من بلد إلى بلد وهؤلاء كثير، لأكثرهم الله، وقوم يراءون به في أعمالهم، وقوم وجدوا فيه دواء قلوبهم فجعلوه على داء قلوبهم، وذكروا به في محاربيهم، وخنوا به في برانسهم فبهؤلاء ينال من العدو وتستنزل بهم القطرة».
سمعت أبا عمر يقول: خنوا: بكوا حتى سمع خنينهم، قال ثعلب: ومنه حديث علي للحسن وقد شاوره في شيء فأشار عليه الحسن أن لا يفعل فأبى علي فبكى الحسن إشفاقًا، فقال: لا تخن خنين الأمة، ولا بد مما لا بد. قال ثعلب: فالخنين صوت البكاء من الأنف، ويقال: الأنف المخنة، وأنشد:
بكى جزعًا من أن يموت وأجهشت = إليه الجرشي وارمعل خنينها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/46]


رد مع اقتباس