عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 04:40 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الصافات
[ من الآية (149) إلى الآية (157) ]

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157) }


قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149)}
قوله تعالى: {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150)}
قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151)}
قوله تعالى: {وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152)}

قوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لكاذبون (152) أصطفى البنات (153)
روى عن نافع (لكاذبون اصطفى) بإسقاط الألف في الوصل، كسرها في الابتداء.
وروى ذلك إسماعيل بن جعفر وابن جماز عن نافع.
وقرأ سائر القراء ونافع معهم (لكاذبون (152) أصطفى) بقطع الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (اصطفى) بإسقاط الألف وكسرها فالابتداء، فهي ألف وصل، وليس فيها استفهام.
ومعناها: أن الله جلّ وعزّ حكى عن كفار قريش أنهم زعموا أن الملائكة بنات الله، وأنهم من إفكهم ليقولون: اصطفى الله البنات على البنين. وهم كاذبون.
فهذا وجه هذه القراءة وليست بالجيدة، والقراءة التي اتفق عليها القراء (أصطفى) بقطع الألف على الاستفهام. والدليل على ذلك قوله: (أم لكم سلطان مبينٌ).
[معاني القراءات وعللها: 2/323]
وكان في الأصل: أأصطفى. ثم تحذف ألف الوصل، وعلى هذا كلام العرب إذا اجتمعت هاتان الألفان، أن يحذفوا ألف الوصل، ويدعوا ألف الاستفهام مفتوحة). [معاني القراءات وعللها: 2/324]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {وإنهم لكاذبون * أصطفى} [152، 153].
أجمع القراء على قطع هذه الألف، لأنها ألف توبيخ على لفظ الاستفهام دخلت على ألف الوصل، والتقدير: أأصطفي فسقطت ألف الوصل، وكذلك: {أطلع الغيب} {أفترى على الله كذبًا} {اتخذتم عند الله عهدً} {أتخذناهم سخريا} و{بيدي أستكبرت} فإنما ذكرته لأن إسماعيل بن جعفر روى عن نافع {لكاذبون اصطفى} موصولا بحذف الألف ويجعله كلفظ الخبر، وذلك ردئ، لأن ألف الاستفهام لا تحذف إذا لم يكن عليها دليل.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/253]
وقال بعضهم: لما أتي بألف بعده في قوله: {أفلا تعقلون} أجزئ بها عن ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/254]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ: لكاذبون. أصطفى [الصافّات/ 152، 153] مهموزا.
واختلف عن نافع فروى المسيبي وقالون وأبو بكر بن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 6/63]
أويس: لكاذبون أصطفى مهموز، وروى ابن جماز وإسماعيل عن نافع وأبي جعفر وشيبة لكاذبون اصطفى غير مهموز ولا ممدود ورأيت من أصحاب ورش من يرويه: لكاذبون اصطفى غير مهموز ممدود مثل رواية إسماعيل. أخبرني بذلك محمد بن عبد الرحيم الأصفهاني عن أصحابه عن ورش فإذا ابتدأت في قراءة نافع في رواية إسماعيل وابن جماز فبالكسر.
الوجه الهمز على وجه التقريع لهم بذلك والتوبيخ، ويقوّي ذلك قوله: أم اتخذ مما يخلق بنات [الزخرف/ 16] وقوله: أم له البنات ولكم البنون [الطور/ 39] ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا [النجم/ 21، 22] فكما أنّ هذه المواضع كلّها استفهام كذلك قوله: أصطفى البنات وغير الاستفهام ليس باتجاه الاستفهام.
ووجه ما روي عن نافع أنّه على وجه الخبر، كأنّه: اصطفى البنات فيما يقولون، كقوله: ذق إنك أنت العزيز الكريم [الدخان/ 49] أي عند نفسك وفيما كنت تقوله، وتذهب إليه ومثله قوله: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر [الحجر/ 6] أي فيما يقول هو ومن يتّبعه، ويجوز أن يكون المعنى: وإنّهم لكاذبون، قالوا اصطفى البنات، فحذف: قالوا، وقوله بعد: ما لكم كيف تحكمون [الصافّات/ 154] توبيخ لهم على قولهم الكذب. ويجوز أن يكون قوله: اصطفى البنات بدلا من قوله: ولد الله [الصافّات/ 152]، لأنّ
ولادة البنات واتخاذهنّ اصطفاء لهنّ، فيصير اصطفى بدلا من المثال الماضي، كما أنّ قوله: يضاعف له العذاب [الفرقان/ 69]
[الحجة للقراء السبعة: 6/64]
بدل من قوله: يلق أثاما [الفرقان/ 68]، ويجوز أن يكون اصطفى* في رواية من كسر الهمزة عن نافع: تفسيرا لكذبهم الذي نسب إليهم في قولهم، ولد الله وإنهم لكاذبون [الصافّات/ 152]، كما أن لهم مغفرة [المائدة/ 9] تفسير للوعد ويجوز أن يكون قوله: اصطفى متعلقا بالقول على أنه أريد حرف العطف فلم يذكر، واستغنى بما في الجملة الثانية من الاتصال بالأولى عن حرف العطف، كقوله: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم [الكهف/ 22] ونحو ذلك مما حذف حرف العطف فيه لالتباس الثانية بالأولى). [الحجة للقراء السبعة: 6/65]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولد الله وإنّهم لكاذبون * أصطفى البنات على البنين} 152 و153
قرأ إسماعيل {لكاذبون * أصطفى البنات} بوصل الألف على أن يكون حكاية عن قولهم ليقولون اصطفى ويجوز أن يكون المعنى {وإنّهم لكاذبون} قالوا اصطفى البنات فحذف قالوا
وقرأ الباقون {اصطفى} بفتح الألف وهو الاختيار لأن المعنى سلهم هل اصطفى البنات على البنين فالألف ألف استفهام ومعناها التوبيخ دخلت على ألف وصل والأصل أاصطفى فسقطت ألف الوصل). [حجة القراءات: 612]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {لَكَاذِبُونَ * اصْطَفَى} [آية/ 152 و153] بوصل الألف:
رواها يل- عن نافع.
والوجه أنه على الخبر، والمعنى: اصطفى البنات بزعمهم وفي اعتقادهم، كما قال تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}، والمراد عندك وفي زعمك.
ويجوز أن يكون بدلًا من قوله {وَلَدَ الله} فيكون فعلًا ماضيًا بدلًا من فعل ماضٍ، إذ المعنى فيهما واحدٌ؛ لأن ولادة البنات واصطفاءَهُن واحدٌ ههنا، ومثل هذا البدل قوله تعالى {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ}.
ويجوز أن لا يكون على البدل لكنه على إضمار القول، والتقدير: وإنهم لكاذبون قالوا اصطفى البنات.
وقرأ الباقون ونافع ش- و-ن- {لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى} بقطع الألف.
والوجه أن ألف الاستفهام دخلت على {اصْطَفَى} فسقطت ألف الوصل لمكان المتحرك، وهو ألف الاستفهام، والاستفهام ههنا بمعنى التوبيخ والإنكار، كما قال الله تعالى {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} ). [الموضح: 1095]

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154)}
قوله تعالى: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155)}
قوله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ (156)}
قوله تعالى: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس