عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 07:21 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المعارج

[ من الآية (1) إلى الآية (7) ]
{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) }

قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ (1).
قرأ نافع وابن عامر " سال " غير مهموز " سائل " مهموز.
وقرأ الباقون " سأل سائل " بالهمز فيهما.
قال أبو منصور: من قرأ (سال) بغير همز فالمعنى: جرى وادٍ بعذاب من الله، من سال يسيل، كأنه قال: سال وادٍ بعذاب واقع.
ومن قرأ (سأل سائل) فإن الفراء قال: تأويله: دعا داعٍ بعذاب واقع.
وقيل: الباء في قوله (بعذاب) بمعنى (عن)، أراد: سأل سائل عن عذاب واقع.
وقيل: إن النضر بن الحارث بن كلدة قال: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.
فأسر يوم بدرٍ وقتل صبرًا.
قال أبو منصور: وجائز أن يكون (سال) غير مهموز ويكون بمعنى (سأل) فخفف همزه.
وهو أحب إليّ من قول من ذهب به إلى سيل الوادي.
لتتفق القراءتان). [معاني القراءات وعللها: 3/88]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: أول هذه السورة جواب لقوله تعالى:- حكاية عن المشركين-: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج} [1، 2، 3].
فقال النحويون: الباء ها هنا بمعنى «عن» والتقدير: سأل سائل عن عذاب واقع، قال الشاعر:
دع المعمر لا تسأل بمصرعه = وأسأل بمصقلة البكري ما فعلا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/389]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله: {سأل سائل} [1].
قرأ نافع وابن كثير: {سال} بغير همز، فيجوز ان يكون أراد سأله بالهمز فترك الهمز تخفيفًا، ويجوز أن يكون جعله من السيل سال يسيل، وسائل: واد في جهنم، كما قال تعالى: {فسوف يلقون غيا} والغي: واد في جهنم، وكما قال: {قل أعوذ برب الفلق} والفلق: جب في جهنم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/389]
وأجمع القراء على همز {سائل} لأنه إن كان من سأل فعين الفعل همزة، وإن كان من سال بغير همز فالهمزة بدل من الياء، كما يقال: باع فهو بائع وسار فهو سائر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/390]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وابن عامر: سال [1] غير مهموز، وقرأ الباقون:
سأل مهموز.
قال أبو علي: من قال: سال جعل الألف منقلبة عن الواو التي هي عين مثل: قال، وخاف. وحكى أبو عثمان عن أبي زيد أنه سمع:
هما يتساولان، فمن قال: سال كان على هذه اللغة، ومن قال:
سأل فعلى قول من قال: سأل، فجعل الهمزة عين الفعل، فإن حقّق قال: سأل مثل سعل، وإن خفّف جعلها بين الألف والهمزة، فأما قول الشاعر:
سالت هذيل رسول الله فاحشة ضلّت هذيل بما قالت ولم تصب فيمكن أن يكون من قول: من قال: يتساولان، ويمكن أن يكون
[الحجة للقراء السبعة: 6/317]
من قول من جعل الهمزة عينا، فقلب في الشعر كما قال:
لا هناك المرتع
إلا أن سيبويه زعم أن هذا الشاعر ليست لغته سلت، فإذا كان كذلك حمل على: لا هنأك. وقد قيل: إن ذلك واد في جهنم، فتكون الألف في سال مثل التي في باع). [الحجة للقراء السبعة: 6/318]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلهم همز: سائل [المعارج/ 1] لا خلاف بينهم في ذلك.
لا يكون غير الهمز في اسم الفاعل لأنه لا يخلو من أن يكون الفاعل من يتساولان، أو من اللغة الأخرى، فإن كان من قوله:
يتساولان لم يكن فيه إلا الهمز، كما لا يكون في: قائل وخائف، إلا ذلك لأنها إذا اعتلّت في الفعل اعتلت في اسم الفاعل، وإعلالها لا يكون بالحذف للإلباس، فإذا لم يكن بالحذف كان بالقلب إلى الهمزة، وإن كانت من لغة من همز لم يكن فيه إلا الهمز، كما لا يكون في ثائر وشاء في فاعل من شأوت إلا التحقيق للهمزة، إلا أنك إن شئت خفّفت الهمزة فجعلتها بين بين، وكذلك في الوجه الآخر). [الحجة للقراء السبعة: 6/318]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [سَالَ سَيْلٌ] - ابن عباس.
قال أبو الفتح: السيل هنا: الماء السائل، وأصله المصدر من قولك: سال الماء سيلا، إلا أنه أوقع على الفاعل كقوله: {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا}، أي: غائرا. يؤكد ذلك عندك ما أنشدناه أبو علي من قوله:
فلينك حال البحر دونك كله ... فكنت لقى تجري عليك السوائل
قال أبو علي فتكسيره سيلا على ما يكسر عليه سائل، وهو قولك؛ السوائل - يشهد بما ذكرناه.
ومثل ذلك مما كسر من المصادر تكسير اسم الفاعل لكونه في معناه ما أنشدناه أيضا من قوله:
وإنك ياعام بن فارس قرزل ... معيد على قيل الخنا والهواجر
فكسر الهجر، وهو الفحش على الهواجر، حتى كأنه إنما كسر هاجرا، ولا هجر. فاعرف ذلك إلى غيره، مما يدل على مشابهة المصدر لاسم الفاعل). [المحتسب: 2/330]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سأل سائل بعذاب واقع} 1
قرأ نافع وابن عامر {سأل} غير مهموز أراد سأل بالهمز فترك الهمز للتّخفيف قال محمّد بن يزيد المبرد من لم يهمز فعلى أحد وجهين إمّا أن يأخذها من سال يسيل من السّيل والوجه الثّاني أن يكون من سلت أسال كما تقول خفت أخاف ونمت أنام وسلت أسال في معنى سألت أسأل وهي لغة معروفة والعرب تقول سألت أسأل ويقوّي الوجه الأول ما روي عن ابن عبّاس أنه قال
[حجة القراءات: 720]
من قرأها بلا همز فإنّه واد في جهنّم ومن قرأها مهموزة يريد النّضر فعلى هذا القول سائل واد في جهنّم كما قال {فسوف يلقون غيا} والغي واد
وقرأ الباقون {سأل} بالهمز أي دعا داع وهو النّضر ابن الحارث بن كلدة وأجمع القرّاء على همز {سائل} لأنّه إن كان من سأل بالهمز فعين الفعل همزة وإن كان من سال بغير همز فالهمزة بدل من الياء كما تقول سار فهو سائر). [حجة القراءات: 721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {سأل سائل} قرأه نافع وابن عامر «سال» بغير همز، وقرأ الباقون بالهمز، إلا حمزة إذا وقف فإنه يبدل من الهمزة ألفًا سماعًا في هذا، على غير قياس، وكان القياس أن يجعل الهمزة بين بين، أي بين الهمزة والألف كما يفعل في الوقف على «رأى ونأى» ولكن ذكر سيبويه في تخفيف الهمزة في {سأل} البدل سماعًا، وأنشد على ذلك أبياتًا منها قول الشاعر:
= سالت هذيل رسول الله فاحشة=
قوله:
= فارعي فزارة لا هناك المرتع =
وعلى ذلك أتت «المنساة» في قراءة نافع وأبي عمرو بالألف أبدلا من الهمزة المفتوحة ألفًا، وعلى ذلك كلام العرب في «المنسأة» إذا خففوا.
وحجة من ترك الهمز أنه تحتمل قراءته ثلاثة أوجه: الأول أن يكون جعله من السؤال، لكن أبدل من الهمزة ألفًا، على ما ذكرنا من اللغة المسموعة فيه، وتكون الهمزة في {سائل} بدلًا من واو كـ «خائف» والثالث أن يكون جعله من «السيل»، من: سال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/334]
يسيل، فتكون الألف في «سال»، بدلًا من ياء كـ «كال يكيل»، وتكون الهمزة في {سائل} بدلًا من ياء، فقد روي أنه واد في جهنم اسمه {سائل}، فالمعنى: سال هذا الوادي الذي في جهنم بعذاب، فالباء في موضعها، وإذا جعلته من «السؤال» فالباء بمعنى «عن».
2- وحجة من قرأ بالهمز أنه جعله من السؤال، فأتى به على أصله، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، والمعنى به أمكن، وأكثر التفسير عليه، لأن الكفار سألوا تعجيل العذاب، وقالوا: متى هو، وقيل: إن الآية نزلت في النضر ابن الحارث حين علم الله أنه سيقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذابٍ أليم} «الأنفال 32»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/335]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {سَالَ} [آية/ 1] غير مهموزٍ:-
والوجه أنه مما عينه واوٌ نحو قال؛ لأن العرب تقول هما يتساولان مثل يتقاولان، وهو من الواو، ويكون بمعنى سأل المهموز.
ويجوز أن يكون من الياء ويكون من سال يسيل كباع يبيع، وهو من السيل، لما قيل: إن السايل وادٍ في جهنم، ويدل على ذلك قراءة ابن عباس {سَالَ سَيْلٌ}.
وقرأ الباقون {سَأَلَ} بالهمز.
والوجه أنه فعل مما عينه همزةٌ، فحققت منه الهمزة، فقيل {سَأَلَ}.
ويجوز أن يخفف همزه فيُجعل بين بين، أعني بين الألف والهمزة.
وأما {سَائلٌ} فلم يختلفوا في أنها بالهمز، وإنما ذلك لأن الهمزة فيه
[الموضح: 1294]
أًصلٌ، وما كان على فاعلٍ مما عينه واوٌ أو ياءٌ، فإنه يصيرُ واوه أو ياؤه همزةً في فاعل نحو قائلٍ وبائعٍ، فلأن تثبت همزة ما أصله الهمزة أولى). [الموضح: 1295]

قوله تعالى: {لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2)}
قوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)}
قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تعرج الملائكة).
قرأ الكسائي وحده " يعرج " بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلتقدّم فعل الجمع.
ومن قرأ بالتاء فلتأنيث جماعة الملائكة). [معاني القراءات وعللها: 3/89]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده: يعرج الملائكة والروح [المعارج/ 4] بالياء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/318]
وقرأ الباقون: تعرج بالتاء.
قال أبو علي: الوجهان حسنان). [الحجة للقراء السبعة: 6/319]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تعرج الملائكة والروح إليه} 4
قرأ الكسائي (يعرج الملائكة) بالياء وقرأ الباقون بالتّاء الجموع تذكر إذا قدرت بها الجمع وتؤنث إذا أريد بها الجماعة نحو قال الرّجال وقالت الرّجال قال الله {كذبت قوم نوح المرسلين} وقال {إذ قالت الملائكة} فمن قرأ {تعرج} بالتّاء فإنّه ذهب إلى جماعة الملائكة ومن قرأ بالياء فإنّه ذهب إلى جمع الملائكة). [حجة القراءات: 721]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تعرج الملائكة} قرأه الكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وقد مضى له نظائر، وهو في العلة مثل قوله: {فناداه الملائكة}، {فنادته} «آل عمران 39»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/335]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {يَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ} [آية/ 4] بالياء:-
قرأها الكسائي وحده.
والوجه أن الفعل للملائكة، وتأنيث الملائكة تأنيث جمعٍ، فهو غير حقيقي، فحسن تذكير الفعل لذلك.
وقرأ الباقون {تَعْرُجُ} بالتاء.
والوجه أن {الْمَلَائِكَةُ} جماعةٌ، وفيها تاء التأنيث للجمع، فحسن تأنيث الفعل لذلك، فالوجهان كلاهما حسنان). [الموضح: 1295]

قوله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6)}
قوله تعالى: {وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس