عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:11 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}


تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {سيقول الّذين أشركوا لو شاء اللّه ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرّمنا من شيء كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلّا الظّنّ وإن أنتم إلّا تخرصون}
زعم سيبويه أن العطف بالظاهر على المضمر المرفوع قبيح، يستقبح قمت وزيد، وقام وزيد، فإن جاءت "لا" حسن الكلام فقلت: لا قمت ولا زيد، كما أنه إذا أكد فقال قمت أنت وزيد حسن، وهو جائز في الشعر.
فأما معنى الآية فإن اللّه جل ثناؤه أخبر عنهم بما سيقولونه، وقولهم: {لو شاء اللّه ما أشركنا} جعلوا هذا القول حجة في إقامتهم على شركهم فأعلم اللّه عزّ وجلّ أنّ {كذلك كذّب الّذين من قبلهم حتّى ذاقوا بأسنا}.
والحجّة عليهم في هذا أنهم إذا اعتقدوا أن كل من كان على شيء.
والأشياء تجري بمشيئة الله تعالى - فهو على صواب فلا معنى إذن – على قولهم - للرسالة والأنبياء، فيقال لهم: فالذين على دين يخالفكم، أليس هو على ما شاء اللّه، فينبغي ألا تقولوا إنهم ضالّون، وهو عزّ وجلّ يفعل ما يشاء، وهو قادر على أن يهدي الخلق أجمعين، وليس للعباد على الله أن يفعل بهم كل ما يقدر عليه، فقال عزّ وجلّ: {قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}). [معاني القرآن: 2/ 302-303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}
قال مجاهد: يعني كفار قريش أي لو شاء الله ما حرمنا البحيرة ولا السائبة.
وقال غيره: فأنكر الله جل وعز عليهم هذا القول وقال {كذلك كذب الذين من قبلهم} لأنه ليس لهم أن يحتجوا بأنه من كان على معصية قد شاء الله أن تكون فهو له عذر لأنه لو كان هكذا لكان لمن خالفهم في دينهم عذر لأن الله لو شاء أن يهديه هداه). [معاني القرآن: 2/ 513-514]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قل فللّه الحجّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}
فحجته البالغة تبيينه أنّه الواحد وإرساله الأنبياء بالحجج التي يعجز عنها المخلوقون). [معاني القرآن: 2/ 303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {قل فلله الحجة البالغة} أي بإرساله الرسل وإظهاره البينات). [معاني القرآن: 2/ 514]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قل هلمّ شهداءكم}
"هلّم" في لغة أهل العالية للواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء.
قال الأعشى:
وكان دعا قومه بعدها ....... هلمّ إلى أمركم قد صرم
وأهل نجد يقولون للواحد هلمّ، وللمرأة هلمّى، وللاثنين هلمّا، وللقوم: هلمّوا، وللنساء هلمن، يجعلونها من هلممت.
وأهل الحجاز لا يجعلون لها فعلاً). [مجاز القرآن: 1/ 208]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون}
وقال: {هلمّ شهداءكم} لأن "هلمّ" قد تكون للواحد والاثنين والجماعة). [معاني القرآن: 1/ 253]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((هلمَّ): بمعنى تعالى، وأهل الحجاز لا يثنّونها ولا يجمعونها. وأهل نجد يجعلونها من هلممت، فيثنّون ويجمعون ويؤنّثون. وتوصل باللام فيقال: هلمّ لك، وهلمّ لكما.
قال الخليل: أصلها (لمّ) زيدت الهاء في أوّلها.
وخالفه الفراء فقال: أصلها (هل) ضمّ إليها (أمّ) والرّفعة التي في اللام من همزة (أمّ) لمّا تركت انتقلت إلى ما قبلها.
وكذلك (اللهم) نرى أصلها: (يا الله أمّنا بخير) فكثرت في الكلام فاختلطت، وتركت الهمزة). [تأويل مشكل القرآن: 557]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {قل هلمّ شهداءكم الّذين يشهدون أنّ اللّه حرّم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآياتنا والّذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربّهم يعدلون}
زعم سيبويه أنها " ها، ضمت إليها "لمّ" وجعلتا كالكلمة الواحدة.
فأكثر اللغات أن يقال هلمّ للواحد والاثنين والجماعة.
بذلك جاء القرآن نحو قولهم: (هلمّ إلينا).
ومعنى {هلمّ شهداءكم} أي فهاتوا شهداءكم، وقربوا شهداءكم، ومن العرب من يثني ويجمع ويؤنث، فيقول للذكر هلمّ، وللاثنين هلمّا وللجماعة هلمّوا، وللمرأة هلمّي وللاثنتين هلمّا، وللنسوة هلممن.
وفتحت الميم، لأنها مدغمة كما فتحت ردّ في الأمر لالتقاء السّاكنين.
ولا يجوز هلم إلينا للواحد بالضم. كما يجوز في رد الفتح؛ والضم والكسر، لأنها لا تتصرف). [معاني القرآن: 2/ 303]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا}
والأصل عند الخليل "ها" ضمت إليها "لم" ثم حذفت الألف لكثرة الاستعمال.
وقال غيره الأصل "هل" زيدت عليها "لم".
وقيل هي على لفظها تدل على معنى هات وأهل الحجاز يقولون للواحد والاثنين والجماعة هلم وأهل نجد يأتون بالعلامة كما تكون في سائر الأفعال). [معاني القرآن: 2/ 514-515]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهم بربهم يعدلون}
أي يجعلون له عدلا فيعبدون غيره جل وعز). [معاني القرآن: 2/ 515]


رد مع اقتباس