عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ (19) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (20) يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون (21) وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ (22) والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ (23)}
يقول تعالى مخبرًا عن الخليل عليه السّلام، أنّه أرشدهم إلى إثبات المعاد الّذي ينكرونه، بما يشاهدونه في أنفسهم من خلق اللّه إيّاهم، بعد أن لم يكونوا شيئًا مذكورًا، ثمّ وجدوا وصاروا أناسًا سامعين مبصرين، فالّذي بدأ هذا قادرٌ على إعادته؛ فإنّه سهلٌ عليه يسيرٌ لديه.
ثمّ أرشدهم إلى الاعتبار بما في الآفاق من الآيات المشاهدة من خلق اللّه الأشياء: السّموات وما فيها من الكواكب النّيّرة: الثّوابت، والسّيّارات، والأرضين وما فيها من مهادٍ وجبالٍ، وأوديةٍ وبرارٍ وقفارٍ، وأشجارٍ وأنهارٍ، وثمارٍ وبحارٍ، كلّ ذلك دالٌّ على حدوثها في أنفسها، وعلى وجود صانعها الفاعل المختار، الّذي يقول للشّيء: كن، فيكون؛ ولهذا قال: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ}، كقوله: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم: 27]). [تفسير ابن كثير: 6/ 270]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} أي: يوم القيامة، {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}. وهذا المقام شبيهٌ بقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ} [فصّلت: 53]، وكقوله تعالى: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون * أم خلقوا السّموات والأرض بل لا يوقنون} [الطّور: 35، 36]). [تفسير ابن كثير: 6/ 270]

تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء} أي: هو الحاكم المتصرّف، الّذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا معقّب لحكمه، ولا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون، فله الخلق والأمر، مهما فعل فعدلٌ؛ لأنه المالك الّذي لا يظلم مثقال ذرّةٍ، كما جاء في الحديث الّذي رواه أهل السّنن: "إنّ اللّه لو عذّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذّبهم وهو غير ظالمٍ لهم". ولهذا قال تعالى: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون} أي: ترجعون يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 6/ 270-271]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} أي: لا يعجزه أحدٌ من أهل سماواته وأرضه، بل هو القاهر فوق عباده، وكلّ شيءٍ خائفٌ منه، فقيرٌ إليه، وهو الغنيّ عمّا سواه {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}). [تفسير ابن كثير: 6/ 271]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه} أي: جحدوها وكفروا بالمعاد، {أولئك يئسوا من رحمتي} أي: لا نصيب لهم فيها، {وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ} أي: موجع في الدنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 271]

رد مع اقتباس