عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 09:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم اللّيل سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ أفلا تسمعون (71) قل أرأيتم إن جعل اللّه عليكم النّهار سرمدًا إلى يوم القيامة من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه أفلا تبصرون (72) ومن رحمته جعل لكم اللّيل والنّهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون (73)}.
يقول تعالى ممتنًّا على عباده بما سخّر لهم من اللّيل والنّهار، اللّذين لا قوام لهم بدونهما. وبيّن أنّه لو جعل الليل دائمًا عليهم سرمدًا إلى يوم القيامة، لأضرّ ذلك بهم، ولسئمته النّفوس وانحصرت منه، ولهذا قال تعالى: {من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بضياءٍ} أي: تبصرون به وتستأنسون بسببه، {أفلا تسمعون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 251-252]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ أخبر أنّه لو جعل النّهار سرمدًا دائمًا مستمرًّا إلى يوم القيامة، لأضرّ ذلك بهم، ولتعبت الأبدان وكلّت من كثرة الحركات والأشغال؛ ولهذا قال: {من إلهٌ غير اللّه يأتيكم بليلٍ تسكنون فيه} أي: تستريحون من حركاتكم وأشغالكم {أفلا تبصرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 252]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن رحمته} أي: بكم {جعل لكم اللّيل والنّهار} أي: خلق هذا وهذا {لتسكنوا فيه} أي: في اللّيل، {ولتبتغوا من فضله} أي: في النّهار بالأسفار والتّرحال، والحركات والأشغال، وهذا من باب اللّفّ والنّشر.
وقوله: {ولعلّكم تشكرون} أي: تشكرون اللّه بأنواع العبادات في اللّيل والنّهار، ومن فاته شيءٌ باللّيل استدركه بالنّهار، أو بالنّهار استدركه باللّيل، كما قال تعالى: {وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفةً لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكورًا} [الفرقان: 62]. والآيات في هذا كثيرةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 252]

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الّذين كنتم تزعمون (74) ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أنّ الحقّ للّه وضلّ عنهم ما كانوا يفترون (75)}.
وهذا أيضًا نداءٌ [ثانٍ] على سبيل التّقريع والتّوبيخ لمن عبد مع اللّه إلهًا آخر، يناديهم الرب -تبارك وتعالى- على رؤوس الأشهاد فيقول: {أين شركائي الّذين كنتم تزعمون} أي: في الدّار الدّنيا). [تفسير ابن كثير: 6/ 252]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ونزعنا من كلّ أمّةٍ شهيدًا}: قال مجاهدٌ: يعني رسولًا. {فقلنا هاتوا برهانكم} أي: على صحّة ما ادّعيتموه من أنّ للّه شركاء، {فعلموا أنّ الحقّ للّه} أي: لا إله غيره، أي: فلم ينطقوا ولم يحيروا جوابًا، {وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} أي: ذهبوا فلم ينفعوهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 252]

رد مع اقتباس