عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:14 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولـمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين (14) ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوّه فاستغاثه الّذي من شيعته على الّذي من عدوّه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشّيطان إنّه عدوٌّ مضلٌّ مبينٌ (15) قال ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنّه هو الغفور الرّحيم (16) قال ربّ بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيرًا للمجرمين (17) }
لـمّا ذكر تعالى مبدأ أمر موسى، عليه السّلام، ذكر أنّه لـمّا بلغ أشدّه واستوى، آتاه اللّه حكمًا وعلمًا -قال مجاهدٌ: يعني النّبوّة {وكذلك نجزي المحسنين}).[تفسير ابن كثير: 6/ 224]

تفسير قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ ذكر تعالى سبب وصوله إلى ما كان تعالى قدّر له من النّبوّة والتّكليم: قضيّة قتله ذلك القبطيّ، الّذي كان سبب خروجه من الدّيار المصريّة إلى بلاد مدين، فقال تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها} قال ابن جريج، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: وذلك بين المغرب والعشاء.
وقال ابن المنكدر، عن عطاء بن يسارٍ، عن ابن عبّاسٍ: كان ذلك نصف النّهار. وكذلك قال سعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، والسّدّي، وقتادة.
{فوجد فيها رجلين يقتتلان} أي: يتضاربان ويتنازعان، {هذا من شيعته} أي: من بني إسرائيل، {وهذا من عدوّه} أي: قبطيٌّ، قاله ابن عبّاسٍ، وقتادة، والسّدّيّ، ومحمّد بن إسحاق. فاستغاث الإسرائيليّ بموسى، عليه السّلام، ووجد موسى فرصةً، وهي غفلة النّاس، فعمد إلى القبطيّ {فوكزه موسى فقضى عليه}.
قال مجاهدٌ: وكزه، أي: طعنه بجمع كفّه. وقال قتادة: وكزه بعصًا كانت معه.
{فقضى عليه} أي: كان فيها حتفه فمات، قال موسى: {هذا من عمل الشّيطان إنّه عدوٌّ مضلٌّ مبينٌ. قال ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنّه هو الغفور الرّحيم}). [تفسير ابن كثير: 6/ 225]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّ بما أنعمت عليّ} أي: بما جعلت لي من الجاه والعزّة والمنعة {فلن أكون ظهيرًا} أي: معينًا {للمجرمين} أي: الكافرين بك، المخالفين لأمرك). [تفسير ابن كثير: 6/ 225]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأصبح في المدينة خائفًا يترقّب فإذا الّذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنّك لغويٌّ مبينٌ (18) فلمّا أن أراد أن يبطش بالّذي هو عدوٌّ لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس إن تريد إلّا أن تكون جبّارًا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين (19) }
يقول تعالى مخبرًا عن موسى، عليه السّلام، لمّا قتل ذلك القبطيّ: إنّه أصبح {في المدينة خائفًا} أي: من معرّة ما فعل، {يترقّب} أي: يتلفّت ويتوقّع ما يكون من هذا الأمر، فمرّ في بعض الطّرق، فإذا ذاك الّذي استنصره بالأمس على ذلك القبطيّ يقاتل آخر، فلمّا مرّ موسى، استصرخه على الآخر، فقال له موسى: {إنّك لغويٌّ مبينٌ} أي: ظاهر الغواية كثير الشّرّ. ثمّ عزم على البطش بذلك القبطيّ، فاعتقد الإسرائيليّ لخوره وضعفه وذلّته أنّ موسى إنّما يريد قصده لـمّا سمعه يقول ذلك، فقال يدفع عن نفسه: {يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس} وذلك لأنّه لم يعلم به إلّا هو وموسى، عليه السّلام، فلمّا سمعها ذلك القبطيّ لقفها من فمه، ثمّ ذهب بها إلى باب فرعون فألقاها عنده، فعلم بذلك، فاشتدّ حنقه، وعزم على قتل موسى، فطلبوه فبعثوا وراءه ليحضروه لذلك).[تفسير ابن كثير: 6/ 225-226]

تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إنّ الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنّي لك من النّاصحين (20) }
قال تعالى: {وجاء رجلٌ} وصفه بالرّجولية لأنّه خالف الطّريق، فسلك طريقًا أقرب من طريق الّذين بعثوا وراءه، فسبق إلى موسى، فقال له: يا موسى {إنّ الملأ يأتمرون بك} أي: يتشاورون فيك {ليقتلوك فاخرج} أي: من البلد {إنّي لك من النّاصحين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 226]

تفسير قوله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فخرج منها خائفًا يترقّب قال ربّ نجّني من القوم الظّالمين (21) ولـمّا توجّه تلقاء مدين قال عسى ربّي أن يهديني سواء السّبيل (22) ولـمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من النّاس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتّى يصدر الرّعاء وأبونا شيخٌ كبيرٌ (23) فسقى لهما ثمّ تولّى إلى الظّلّ فقال ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقيرٌ (24) }
لـمّا أخبره ذلك الرّجل بما تمالأ عليه فرعون ودولته في أمره، خرج من مصر وحده، ولم يألف ذلك قلبه، بل كان في رفاهيةٍ ونعمةٍ ورئاسةٍ، {فخرج منها خائفًا يترقّب} أي: يتلفّت {قال ربّ نجّني من القوم الظّالمين} أي: من فرعون وملئه. فذكروا أنّ اللّه، سبحانه وتعالى، بعث له ملكًا على فرسٍ، فأرشده إلى الطّريق، فاللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 226]

رد مع اقتباس