عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 03:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين}
تقدم القول في الحروف التي في أوائل السور بما أغنى عن الإعادة، فمن قال: إن هذه الحروف من أسماء الله تبارك وتعالى قال: إن الطاء من الطول الذي لله سبحانه، والسين من السلام، والميم من المنعم، أو من الرحيم، ونحو هذا.
وقوله: تلك يتقدر موضعها بحسب كل قول من الأقوال في الحروف، فمن جعل "طسم" مثالا لحروف المعجم جاءت الإشارة بـ "تلك" إلى حروف المعجم، ومن قطعها قال: "تلك" في مواضع هذه، وساغ هذا من حيث لم تكن حاضرة عتيدة، بل هي أقوال تقتضي بعضها شيئا فشيئا، فسائغ أن يقال في الإشارة إليها: "تلك".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأصل أن "تلك" إشارة إلى ما غاب، و"هذه" إشارة إلى ما حضر، وقد تتداخل متى كان في الغيبة حصول وثقة به تقوم مقام الحضور، ومتى كان في الحضور بعد ما يقوم مقام الغيبة، فمن ذلك قوله تعالى: {وما تلك بيمينك يا موسى} لما كان موسى لا يرى ربه تعالى، فهو وعصاه في منزل غيب، فساغ ذلك. ومن النقيض قول المؤلف لكتاب: هذا كتاب، وما جرى هذا المجرى فتتبعه، ويشبه في آياتنا هذه أن تكون "تلك" بمنزلة: هذه آيات الكتاب المبين، ويشبه أن تكون متمكنة من حيث الآيات كلها وقت هذه المخاطبة لم تكن عتيدة). [المحرر الوجيز: 6/ 568-569]

تفسير قوله تعالى: {نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"نتلوا" معناه: نقص ونتابع القصص، وخص المؤمنين في قوله تعالى: {لقوم يؤمنون} من حيث هم المنتفعون بذلك دون غيرهم). [المحرر الوجيز: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و علا في الأرض من علو الطغيان والتغلب. وقوله تعالى: {في الأرض} يريد أرض مصر وموضع ملكه، ومتى جاءت الأرض هكذا عامة فإنما يراد بها الأرض التي تشبه قصة القول المسوق; لأن الأنباء التي تعم الأرض كلها قليلة، والأكثر ما ذكرناه، و"الشيع": الفرق، وكان هذا القول من فرعون بأن جعل القبط ملوكا، وبني إسرائيل مستخدمين، وهم كانوا الطائفة المستضعفة، و"يذبح" مضعف للمبالغة والعبارة عن تكرار الفعل، وقال قتادة: كان هذا الفعل من فرعون لأنه قال له كهنته وعلماؤه: إن غلاما لبني إسرائيل يفسد ملكك، وقال السدي: رأى في ذلك رؤيا فأخذ بني إسرائيل بذبح الأطفال سنين، فرأى أنه يقطع نسلهم، فعاد يذبح عاما ويستحيي عاما، فولد هارون عليه السلام في عام الاستحياء، وولد موسى عليه السلام في عام الذبح، وقرأ جمهور القراء: "يذبح" بضم الياء وكسر الباء على التكثير، وقرأ أبو حيوة، وابن محيصن بفتح الياء والباء وسكون الذال. قال وهب بن منبه: بلغني أن فرعون ذبح في هذه المحاولة سبعين ألفا من الأطفال، وقال النقاش: جميع ما قتل ستة عشر طفلا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
طمع بجهله أن يرد القدر، وأين هذا المنزع من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: إن يكنه فلن تقدر عليه يعني ابن صياد. وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 6/ 569-570]

تفسير قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}.
المعنى: يستضعف فرعون، ونحن نريد أن ننعم ونعظم المنة على المستضعفين. و"الأئمة": ولاة الأمور. قال قتادة: ونجعلهم الوارثين يريد: أرض مصر والشام). [المحرر الوجيز: 6/ 570]

تفسير قوله تعالى: {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الأعمش: "ولنمكن" بلام، وقرأ الجمهور: "ونري فرعون" بضم النون وكسر الراء وفتح الياء ونصب "فرعون"، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن مسعود: "ويرى" بالياء وفتح الراء وسكون الياء على الفعل الماضي وإسناد الفعل إلى فرعون ومن بعده، والمعنى: ويقع فرعون وقومه وجنوده فيما خافوه وحذروه من جهة بني إسرائيل وظهورهم. وهامان هو وزير فرعون وأكبر رجاله، فذكر لمحله من الكفر ولنباهته في قومه، فله في هذا الموضع صغار ولعنة لا شرف). [المحرر الوجيز: 6/ 570]

رد مع اقتباس