عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 08:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)}

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "يكن" من أكن، وقرأ ابن محيصن وابن السميفع من كن: "تكن"، وهما بمعنى واحد). [المحرر الوجيز: 6/ 556]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين إن ربك يقضي بينهم بحكمه وهو العزيز العليم فتوكل على الله إنك على الحق المبين إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}
التاء في "غائبة" للمبالغة، أي: ما من شيء في غائبة الغيب والخفاء إلا في كتاب عند الله في مكنون علمه).[المحرر الوجيز: 6/ 556-557]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نبه تعالى على أن هذا القرآن أخبر بني إسرائيل بأكثر الأشياء التي كان بينهم اختلاف في صفتها، فجاءت في القرآن على وجهها، ثم وصفه تعالى بأنه هدى ورحمة للمؤمنين، كما أنه عمى على الكافرين المحتوم عليهم، ومعنى ذلك أن كفرهم استتب مع قيام الحجة ووضوح الطريق، فكثر عماهم بهذه الحجة، ثم أخبر أن ذلك كله بقضاء من الله تعالى وحكم قضاه فيهم وبينهم، ثم أمرهم بالتوكل عليه، والثقة بالله، وبأنه على الحق، أي: إنك الجدير بالنصرة والظهور، ثم سلاه عنهم، وشبههم بالموتى من حيث الفائدة بالقول لهؤلاء وهؤلاء معدومة، فشبههم مرة بالموتى ومرة بالصم، قال العلماء: الميت من الأحياء هو الذي يلقى الله تعالى بكفره.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
واحتجت عائشة رضي الله عنها في إنكارها أن النبي صلى الله عليه وسلم أسمع موتى بدر بهذه الآية، ونظرت هي في الأمر بقياس عقلي، ووقفت مع هذه الآية، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أنتم بأسمع منهم، فيشبه أن قصة بدر هي خرق عادة للنبي صلى الله عليه وسلم في أن رد الله تعالى إليهم إدراكا سمعوا به مقاله، ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ على من بقي من الكفرة، وعلى معنى شفاء صدور المسلمين منهم، وقد عورضت هذه الآية بالسلام على القبور، وبما روي في ذلك أن الأرواح تكون في شفير القبور في أوقات، قالوا: فلو لم يسمع الميت لم يسلم عليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كله غير معارض للآية; لأن السلام على القبور إنما هو عبادة، وعند الله الثواب عليها، وهو تذكير للنفس بحالة الموت وبحالة الموتى في حياتهم، وإن جوزنا مع هذا أن الأرواح في وقت على القبور، فإن سمع فليس الروح بميت، وإنما المراد بقوله: {إنك لا تسمع الموتى} الأشخاص الموجودة مفارقة لأرواحها، وفيها نقول: خرقت العادة لمحمد صلى الله عليه وسلم في أهل القليب، وذلك كنحو قوله عليه الصلاة والسلام في الموتى إذا دخل عليهم المكان: إنهم يسمعون خفق النعال.
وقرأ ابن كثير: "ولا يسمع" بالياء من تحت "الصم" رفعا، ومثله في الروم، وقرأ الباقون: "تسمع" بالتاء "الصم" نصبا). [المحرر الوجيز: 6/ 557-558]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "وما أنت بهادي العمي" بالإضافة، وقرأ يحيى بن الحارث، وأبو حيوة: "بهاد العمي" بتنوين الدال ونصب "العمي"، وقرأ حمزة وحده: "وما أنت تهدي العمي" بفعل مستقبل، وهي قراءة طلحة بن وثاب، وابن يعمر، وفي مصحف عبد الله: "وما أن تهدي العمي").[المحرر الوجيز: 6/ 558]

رد مع اقتباس