عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:48 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء} [العنكبوت: 41]، يعني:
[تفسير القرآن العظيم: 2/630]
أوثانهم الّتي عبدوها.
وقال السّدّيّ: {أولياء}، يعني: آلهةً وهو أحدٌ.
قال: {كمثل العنكبوت اتّخذت بيتًا وإنّ أوهن البيوت} [العنكبوت: 41] أضعف البيوت.
{لبيت العنكبوت} [العنكبوت: 41]، أي: أنّ أوثانهم لا تغني عنهم شيئًا كما لا يغني بيت العنكبوت من حرٍّ ولا بردٍ.
{لو كانوا يعلمون} [العنكبوت: 41] يعلمون لعلموا أنّ أوثانهم لا تغني عنهم شيئًا كبيت العنكبوت). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً...}

ضربه مثلاً لمن اتّخذ من دون الله وليّاً, أنه لا ينفعه , ولا يضرّه، كما أن بيت العنكبوت , لا يقيها حرّاً , ولا برداً, والعنكبوت أنثى, وقد يذكّرها بعض العرب, قال الشاعر:
على هطّالهم منهم بيوتٌ = كأنّ العنكبوت هو ابتناها).[معاني القرآن: 2/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (المَثَل: بمعنى الشَّبَه، يقال: هذا مَثَلُ الشَّيءِ وَمِثْلُهُ، كما يقال: شَبَهُ الشَّيءِ وَشِبْهُهُ، قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} [العنكبوت: 41] أي شَبَه الذين كفروا شبه العنكبوت). [تأويل مشكل القرآن: 496]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ:{مثل الّذين اتّخذوا من دون اللّه أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتا وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون (41)}
(لو) متصلة بقوله : {اتّخذوا}, أي: لو علموا أن اتخاذهم الأولياء كاتخاذ العنكبوت، ليس أنهم لا يعلمون أن بيت العنكبوت ضعيف, وذلك أن بيت العنكبوت لا بيت أضعف منه، فيما يتّخذه الهوام في البيوت، ولا أقل وقاية منه من حرّ , أو برد.
والمعنى : أن أولياءهم لا ينقصونهم، ولا يرزقونهم و, لا يدفعون عنهم ضررا، كما أن بيت العنكبوت غير موق للعنكبوت.). [معاني القرآن: 4/169]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا} قال قتادة : هذا مثل ضربه الله عز وجل, أي: إنه لا ينفع لضعفه كما أن بيت العنكبوت لا ينفع, ولا يقي.
ثم قال جل وعز: {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون}
لو متعلقة بقوله: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت}, لو كانوا يعلمون أن أولياءهم لا يغنون عنهم شيئا , وأن هذا مثلهم.). [معاني القرآن: 5/227-228]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إنّ اللّه يعلم ما يدعون من دونه من شيءٍ} [العنكبوت: 42] يقوله للمشركين، يعني: ما تعبدون من دونه.
{وهو العزيز} [العنكبوت: 42] في نقمته.
{الحكيم} في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]

تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس} [العنكبوت: 43]، يعني: نصفها للنّاس، فنبيّنها للنّاس، تفسير السّدّيّ.
قال: {وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43]، يعني: المؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ وتلك الأمثال نضربها للنّاس}, مجازها: هذه الأشباه والنظائر نحتج بها، يقال اضرب لي مثلاً: قال الأعشى:

هل تذكر العهد في تنمّص إذ= تضرب لي قاعداً بها مثلا).[مجاز القرآن: 2/116]

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق اللّه السّموات والأرض بالحقّ} [العنكبوت: 44]، أي: للبعث والحساب كقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا} [ص: 27]، أي: خلقناهما للبعث والحساب، قال: {ذلك ظنّ الّذين كفروا} [ص: 27] ألا يبعثوا ولا يحاسبوا.
قال: {إنّ في ذلك لآيةً} لعبرةً، ويقال: لمعرفةً.
{للمؤمنين} في خلق السّموات والأرض يعلمون أنّ الّذي خلق السّموات والأرض يبعث الخلق يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/631]

تفسير قوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ
[تفسير القرآن العظيم: 2/631]
الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45] تفسير الكلبيّ أنّ العبد المؤمن ما دام في صلاته لا يأتي فحشاء ولا منكرًا.
- الحسن، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «كلّ صلاةٍ لا تنهى عن الفحشاء والمنكر فإنّ صاحبها لا يزداد من اللّه إلا بعدًا».
- وحديث المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من صلّى صلاةً لم تنهه عن الفحشاء والمنكر فإنّها لا تزيده عند اللّه إلا مقتًا».
قوله عزّ وجلّ: {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت: 45] الحسن بن دينارٍ، عن الحسن في تفسيرها قال: قال اللّه: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152] فإذا ذكر العبد اللّه ذكره اللّه، فذكر اللّه للعبد أكبر من ذكر العبد إيّاه.
- قال يحيى: وحدّثني أبو الجرّاح المهديّ أنّ محارب بن دثارٍ قال: قال لي ابن عمر: كيف كان تفسير ابن العبّاس في هذه الآية {ولذكر اللّه أكبر} [العنكبوت: 45]؟ فقلت: كان يقول: إنّ ذكر اللّه العبد عند المعصية، فكيف أكبر من ذكر اللّه باللّسان، فقال ابن عمر: إنّ العبد إذا ذكر اللّه ذكره اللّه، فذكر اللّه العبد أكبر من ذكر العبد إيّاه.
قال يحيى: وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: الذّكر ذكران أحدهما
[تفسير القرآن العظيم: 2/632]
أفضل من الآخر: ذكر اللّه باللّسان حسنٌ، وأفضل منه ذكر اللّه عندما نهاك عنه، والصّبر صبران أحدهما أفضل من الآخر: الصّبر عند المصيبة حسنٌ وأفضل منه الصّبر عمّا نهاك اللّه عنه.
قال: {واللّه يعلم ما تصنعون} [العنكبوت: 45] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/633]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر...}

يقول: ولذكر الله إيّاكم بالثواب خير من ذكركم إيّاه إذا انتهيتم, ويكون: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر }, وأحقّ أن ينهى). [معاني القرآن: 2/317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}, قالوا: المصلّي لا يكون في منكر ولا فاحشة، ما دام فيها.
{ولذكر اللّه أكبر}: يقول: ذكر اللّه العبد - ما كان في صلاته - أكبر من ذكر العبد للّه.
ويقال: {ولذكر اللّه أكبر}, أي: التسبيح والتكبير أكبر , وأحرى بأن ينهي عن الفحشاء والمنكر). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصّلاة إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر اللّه أكبر واللّه يعلم ما تصنعون (45)}
قال الحسن وقتادة: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , فليست صلاته بصلاة، وهي: وبال عليه).
وقوله:{ولذكر اللّه أكبر} فيها أوجه:
- فمنها أن أكبر في معنى كبير، وجاء في التفسير: ولذكر اللّه إياكم إذا ذكرتموه أكبر من ذكركم.
- ووجه آخر: معناه: {ولذكر اللّه أكبر}: النهى عن الفحشاء والمنكر أكبر من الانتهاء عن الفحشاء والمنكر؛ لأن اللّه قد نهى عنها). [معاني القرآن: 4/169-170]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
روى يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر , لم يزدد بها من الله إلا بعدا)).

وروى علي بن طلحة , عن ابن عباس قال: (في الصلاة منتهى, ومزدجر عن المعاصي).
قال أبو جعفر: قيل: معنى هذا: إن العبد مادام في الصلاة, فليس في فحشاء, ولا منكر.
ثم قال جل وعز: {ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون}
روى سفيان, عن ابن مسعود, وروى عن سلمان, وسعيد بن جبير, عن ابن عباس في قوله جل وعز: {ولذكر الله أكبر} قالوا: (ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه).
زاد ابن عباس: (إذا ذكرتموه بعد قوله: إياكم) ). [معاني القرآن: 5/228-229]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}: قيل: ذكر الله تعالى للعبد ما كان في صلاته أكبر من ذكر العبد لله.
وقيل: الذكر هنا: التسبيح, والتكبير, أي: هو أكبر أن ينهى عن الفحشاء والمنكر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 185]

رد مع اقتباس