عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 10:21 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق} [العنكبوت: 19] بلى قد رأوا أنّ اللّه تبارك وتعالى خلق العباد.
قال: {ثمّ يعيده} [العنكبوت: 19]، يعني: البعث، يخبر أنّه يبعث العباد، والمشركون على خلاف ذلك لا يقرّون بالبعث.
قال: {إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ} [العنكبوت: 19] خلقهم وبعثهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/623]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ أولم يروا كيف يبدي اللّه الخلق }, مجازه: كيف استأنف الخلق الأول.

{ ثمّ بعيده}, بعد، يقال: رجع عوده على بدئه , أي : آخره , وعلى أوله، وفيه لغتان , يقال: أبدأ , وأعاد, وكان ذلك مبدئاً , ومعيداً , وبدأ , وعاد, وكان ذلك ادئاً , وعائداً.). [مجاز القرآن: 2/115]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}

وقال: {كيف يبدئ اللّه} , وقال: {كيف بدأ الخلق} ؛ لأنهما لغتان , تقول: "بدأ الخلق" , و"أبدأ".). [معاني القرآن: 3/25-26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسير (19)}, وتقرأ : تروا بالتاء.). [معاني القرآن: 4/165]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال للنّبيّ عليه السّلام: {قل} لهم.
{سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} [العنكبوت: 20] حيثما ساروا رأوا خلق اللّه الّذي خلق.
[تفسير القرآن العظيم: 2/623]
قال اللّه: {ثمّ اللّه ينشئ} [العنكبوت: 20] يخلق.
{النّشأة الآخرة} [العنكبوت: 20] الخلق الآخر، يعني: البعث، أي: أنّه خلقهم وأنّه يبعثهم.
{إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {النّشأة...}

القراء مجتمعون على جزم الشين , وقصرها، إلا الحسن البصريّ ؛ إنه مدّها في كل القرآن فقال : {النشاءة}, ومثلها مما تقوله العرب الرأفة، والرآفة، والكأبة والكآبة , كلّ صواب.). [معاني القرآن: 2/315]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النّشأة الآخرة }, مجاز { ينشيء }: يبدئ.). [مجاز القرآن: 2/115]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيء قدير (20)}
{ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة}: أي: ثم إن الله يبعثهم ثانية ينشئهم نشأة أخرى، كما قال:{وأنّ عليه النّشأة الأخرى (47)}
وأكثر القراءة : {النّشأة}بتسكين الشين , وترك لمدّه.
وقرأ أبو عمرو : {النشاءة الأخرى} بالمدّ.). [معاني القرآن: 4/165]


تفسير قوله تعالى: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء} [العنكبوت: 21] يعذّب الكافر بالنّار، ويرحم المؤمن فيدخله الجنّة.
قال: {وإليه تقلبون} [العنكبوت: 21]، أي: وإليه ترجعون يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وإليه تقلبون}:أي : ترجعون.).
[مجاز القرآن: 2/115]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإليه تقلبون} : أي : ترّدون.). [تفسير غريب القرآن: 337]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} [العنكبوت: 22] أي فتسبقونّا حتّى لا نقدر عليكم فنعذّبكم، يقوله للمشركين.
وقال السّدّيّ: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} [العنكبوت: 22]، يعني: ما أنتم بسابقي اللّه بأعمالكم الخبيثة، فتفوتوه هربًا.
قال: {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ} [العنكبوت: 22]، يعني: من قريبٍ يمنعكم، يعني: الكفّار، تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يقول: {من وليٍّ} [العنكبوت: 22] يمنعكم من عذابه.
{ولا نصيرٍ} [العنكبوت: 22] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/624]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء...}

يقول: القائل: وكيف وصفهم أنهم لا يعجزون في الأرض , ولا في السماء، وليسوا من أهل السّماء؟ , فالمعنى - والله أعلم - : ما أنتم بمعجزين في الأرض , ولا من في السّماء بمعجزٍ, وهو من غامض العربيّة للضمير الذي لم يظهر في الثاني.
ومثله قول حسّان:

أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواءٌ
أراد: ومن ينصره , ويمدحه , فأضمر (من) وقد يقع في وهم السّامع أن المدح و, النصر لمن هذه الظاهرة, ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك، وأكرم من أتاك ولم يأت زيداً، تريد: ومن لم يأت زيداً.). [معاني القرآن: 2/315]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم مّن دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}
وقال: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}: أي: لا تعجزوننا هرباً في الأرض , ولا في السّماء.). [معاني القرآن: 3/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}: أي : ولا من في السماء بمعجز.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء}. أراد: ولا من في السماء بمعجز). [تأويل مشكل القرآن: 217]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليّ ولا نصير (22)}


أي : ليس يعجز اللّه خلق في السماء , ولا في الأرض.
وفي هذا قولان:
أحدهما : معناه ما أنتم بمعجزين في الأرض , ولا أهل السماء معجزين في السّماء، أي: من في السّماوات , ومن في الأرض غير معجزين .
ويجوز - والله أعلم -: وما أنتم بمعجزين في الأرض، ولا لو كنتم في السماء، أي : لا ملجأ من الله إلا إليه.). [معاني القرآن: 4/165]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء}
قال محمد بن يزيد : المعنى :ولا من في السماء , ومن نكرة , وأنشد غيره:
فمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواء
وقال غير أبي العباس : المعنى : وما أنتم بمعجزين في الأرض , ولو كنتم في السماء , وخوطب الناس على ما يعرفون , وهذا أولى , والله أعلم.). [معاني القرآن: 5/218]


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي} [العنكبوت: 23]، يعني: من جنّتي.
{وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ} [العنكبوت: 23]، يعني: موجعٌ، يعني: به عذاب جهنّم، وهو تفسير السّدّيّ.
عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بن أبي سلامٍ الشّاميّ قال: قال رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 2/624]
صلّى اللّه عليه وسلّم: خمسٌ من لقي اللّه تبارك وتعالى بهنّ مستيقنًا دخل الجنّة: من شهد أن لا إله إلا اللّه وأنّ محمّدًا رسول اللّه، وأيقن بالموت، والبعث والحساب.
- الخليل بن مرّة، وأبو أميّة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد بن سلامٍ، عن أبي سلامٍ، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «خمسٌ من أثقل شيءٍ في الميزان»، فقال رجلٌ: يا نبيّ اللّه ما هنّ؟ قال: «لا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، والحمد للّه، وسبحان اللّه، والولد الصّالح يتوفّى فيحتسبه والده».
وخمسٌ من لقي اللّه تبارك وتعالى بهنّ موقنًا دخل الجنّة: من شهد أن لا إله إلا اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه، وأيقن بالموت، والبعث والحساب.
- سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حراشٍ، عن عليٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا يؤمن عبدٌ حتّى يؤمن بأربعةٍ: يشهد أن لا إله إلا اللّه، وأنّي رسول اللّه بعثني بالحقّ، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر "). [تفسير القرآن العظيم: 2/625]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم (23)}

روي عن قتادة : أنه قال: (إن الله ذمّ قوما هانوا عليه , فقال: أولئك يئسوا من رحمتي), وقال: (إنّه لا ييأس من روح اللّه إلّا القوم الكافرون)
وينبغي للمؤمن ألا ييئس من روح الله، ولا من رحمته، ولا يأمن من عذابه وعقابه، وصفة المؤمن : أن يكون راجيًا للّه، خائفاً.). [معاني القرآن: 4/165]

رد مع اقتباس