عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:54 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين} [النمل: 27] قال الحسن: فابتلي، أي: فاختبر منه ذلك، فوجده صادقًا}). [تفسير القرآن العظيم: 2/541]

تفسير قوله تعالى: (اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم} [النمل: 28] يقول: ثمّ انصرف عنهم.
{فانظر ماذا يرجعون} [النمل: 28] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّها امرأةٌ من أهل اليمن كانت في بيت مملكةٍ، يقال لها بلقيس ابنة شرحبيل، فهلك قومها، فملكت.
- قال يحيى: وحدّثني المبارك، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لن يفلح قومٌ تملكهم امرأةٌ».
سعيدٌ، قال قتادة: وأنّها كانت إذا رقدت غلّقت الأبواب، وأخذت المفاتيح فوضعتها تحت رأسها، فلمّا غلّقت الأبواب وآوت إلى فراشها أتاها الهدهد حتّى دخل من كوّة بيتها، فقذف الصّحيفة على بطنها أو بين ثدييها، فأخذت الصّحيفة فقرأتها فـ {قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ} [النمل: 29] أي:
[تفسير القرآن العظيم: 2/541]
حسنٌ، حسنٌ ما فيه، تفسير السّدّيّ}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ تولّ عنهم فانظر...}

يقول القائل: كيف أمره أن يتولّى عنهم وقد قال {فانظر ماذا يرجعون} وذلك في العربيّة بيّن أنه استحثّه فقال: اذهب بكتابي هذا وعجّل ثم أخّر {فانظر ماذا يرجعون} ومعناها التقديم. ويقال: إنه أمر الهدهد أن يلقى الكتاب ثم يتوارى عنها ففعل: ألقى الكتاب وطار إلى كوّة في مجلسها. والله أعلم بصواب ذلك). [معاني القرآن: 2/291]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {اذهب بّكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون}
قال: {ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} فـ{ثمّ تولّ عنهم} مؤخرة لأن المعنى "فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثمّ تولّ عنهم"). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وفي قوله تعالى: (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون)
(ألقه إليهم ثمّ تولّ عنهم) - خمسة أوجه:
فالقهي إليهم بإثبات الياء - وهو أكثر القراءة، ويجوز فألقه - إليهم بحذف الياء وإثبات الكسرة، لأن أصله فألقيه إليهم.
فحذفت الياء للجزم، أعني ياء ألقيه، ويجوز فالقهو إليهم بإثبات الواو.
ويجوز فألقه إليهم بالضمّ، وحذفت الواو، وقد قرئ فألقه إليهم بإسكان الهاء، فأمّا إثبات الياء فهو أجودها فألقهي، فإن الياء التي تسقط للجزم قد سقطت قبل الهاء، لأن الأصل فألقيه إليهم، ومن حذف الياء وترك الكسرة بعد الهاء فلأنّه كان إذا أثبت الياء في قولك أنا ألقيه إليهم كان الاختيار حذف الياء التي بعد الهاء.
وقد شرحنا ذلك في قوله (يؤدّه إليك) شرحا كافيا.
ومن قرأ (فألقهو إليهم) ردّه إلى أصله، والأصل إثبات الواو مع هاء الإضمار. تقول ألقيتهو إليك.
ومعنى قولنا إثبات الواو والياء أعني في اللفظ ووصل الكلام، فإذا وقفت وقفت بهاء، وإذا كتبت كتبت بهاء. ومن قرأ بحذف الواو وإثبات الضمة فذلك مثل حذف الياء وإثبات الكسرة، ومن أسكن الهاء فغالط، لأن الهاء ليست بمجزومة ولها وجه من القياس، وهو أنه يجري الهاء في الوصل على حالها في الوقف، وأكثر ما يقع هذا في الشعر أن تحذف هذه الهاء وتبقي كسرة.
قال الشاعر:
فإن يك غثا أو سمينا فإنني=سأجعل عينيه لنفسه مقنعا
وقوله تعالى: (ثمّ تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون)
فيه قولان:
قال بعضهم: كل معناه التقديم والتأخير، معناه اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم،
وقال هذا لأنّ رجوعه من عندهم والتولي عنهم بعد أن ينظر ما الجواب.
وهذا حسن، والتقديم والتأخير كثير في الكلام، وقالوا معنى (ثمّ تولّ عنهم) تول عنهم مستترا من حيث لا يرونك، فانظر ماذا يردون من الجواب). [معاني القرآن: 4/117-116]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}
قيل المعنى فألقه إليهم فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم
وقيل إنما أدبه بأدب الملوك أي فألقه إليهم ولا تقف منتظرا ولكن تول ثم ارجع). [معاني القرآن: 5/128]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّي ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ...}
جعلته كريماً ؛ لأنه كان مختوما، كذلك حدّثت، ويقال: وصفت الكتاب بالكرم لقومها ؛ لأنها رأت كتاب ملكٍ عندها ، فجعلته كريماً لكرم صاحبه،
ويقال: إنها قالت{كريم} قبل أن تعلم أنه من سليمان، وما يعجبني ذلك لأنها كانت قارئةً ، قد قرأت الكتاب قبل أن تخرج إلى ملئها.). [معاني القرآن: 2/291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ} : أي: شريف: بشرف صاحبه، ويقال: بالخاتم). [تفسير غريب القرآن: 324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الكريم: الشريف الفاضل، وقال:{إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ}أي شريف لشرف كاتبه، ويقال: شريف بالختم)
[تأويل مشكل القرآن: 494]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالت يا أيّها الملأ إنّي ألقي إليّ كتاب كريم}
فمضى الهدهد ، فألقى الكتاب إليهم ، فسمعها تقول: {يا أيها الملأ}، فحذف، هذا لأن في الكلام دليلاً عليه.
ومعنى : {كتاب كريم}: حسن ما فيه ). [معاني القرآن: 4/117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالت يا أيها الملأ}
في الكلام حذف ، والمعنى : فذهب، فألقاه إليهم ، فسمعها تقول :{يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم }
قيل : قالت كريم ؛ لكرم صاحبه ، وشرفه ، وقيل: لأنه كان مختوماً.
وقيل : قالت كريم من أجل ما فيه ، وكان فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله سليمان إلى بلقيس :{ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين }، وكانت كتب الأنبياء مختصرة ، واحتذى الناس عليه : من عبد الله .
قال عاصم ، عن الشعبي قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كتب ، كان يكتب باسمك اللهم ، فلما نزلت :{بسم الله مجريها ومرساها }، كتب بسم الله ،
فلما نزلت :{قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن }، كتب بسم الله الرحمن ، فلما نزلت :{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم }، كتب بسم الله الرحمن الرحيم .
قال عاصم : قلت للشعبي : أنا رأيت كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال: ذاك الكتاب الثالث.). [معاني القرآن: 5/127-129]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {كتاب كريم }، قال: كان مختوماً.). [ياقوتة الصراط: 392]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم...}
مكسورتان أعني إنّ وإنّ. ولو فتحتا جميعاً كان جائزاً، على قولك: ألقي إليّ أنه من سليمان وأنّه بسم الله الرحمن الرحيم فموضعهما رفع على التكرير على الكتاب: ألقي إليّ أنه من سليمان وإن شئت كانتا في موضع نصب لسقوط الخافض منهما. وهي في قراءة أبيّ (وأن بسم الله الرحمن الرحيم) ففي ذلك حجّة لمن فتحهما؛ لأنّ (أن) إذا فتحت ألفها مع الفعل أو ما يحكى لم تكن إلاّ مخفّفة النون.
وقوله: {ألاّ تعلوا...}
فألفها مفتوحة لا يجوز كسرها. وهي في موضع رفع إذا كررتها على {ألقي} ونصب على: ألقي إليّ الكتاب بذا، وألقيت الباء فنصبت. وهي في قراءة عبد الله (وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فهذا يدلّ على الكسر؛ لأنها معطوفة على: إني ألقي إليّ وإنه من سليمان. ويكون في قراءة أبيّ أن تجعل (أن) التي في بسم الله الرحمن الرحيم هي (أن) التي في قوله: {أن لا تعلوا عليّ} كأنها في المعنى. ألقي إليّ أن لا تعلوا عليّ. فلمّا وضعت في (بسم الله) كرّرت على موضعها في {أن لا تعلوا} كما قال الله {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم} فأنكم مكررة ومعناها واحد والله أعلم. ألا ترى أن المعنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا كنتم تراباً وعظاماً). [معاني القرآن: 2/292-291]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرحمن الرّحيم}
وقال: {إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرحمن الرّحيم} على {إنّي ألقي إليّ كتابٌ} {إنّه من سليمان} و{وإنّه بسم اللّه} و"بسم الله" مقدمة في المعنى). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى (كتاب كريم) حسن ما فيه، ثم بيّنت ما فيه فقالت:
(إنّه من سليمان وإنّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم (30) ألّا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين (31)
فهذا ما كان في الكتاب، وكتب الأنبياء صلوات اللّه عليهم جارية على الإيجاز والاختصار، وقد روي أن الكتاب كان من عبد اللّه سليمان إلى بلقيس بنت سراحيل، وإنما كتب الناس من عبد اللّه احتذاء بسليمان). [معاني القرآن: 4/117-118]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ألّا تعلوا عليّ} [النمل: 31]، أي: لا تمتنعوا عليّ.
{وأتوني مسلمين} [النمل: 31] وقال بعضهم في الأمر: ألا تخلّفوا عنّي {وأتوني مسلمين} [النمل: 31].
قال: وكذلك كانت تكتب الأنبياء جملا لا يطنبون ولا يكثرون.
قوله عزّ وجلّ: {وأتوني مسلمين} [النمل: 31] تفسير قتادة، يعني: الإسلام.
وتفسير الكلبيّ: وأتوني مقرّين بالطّاعة، أي: مستسلمين ليس، يعني: الإسلام}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ تعلوا...}

فألفها مفتوحة لا يجوز كسرها. وهي في موضع رفع إذا كررتها على {ألقي} ونصب على: ألقي إليّ الكتاب بذا، وألقيت الباء فنصبت. وهي في قراءة عبد الله (وإنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فهذا يدلّ على الكسر؛ لأنها معطوفة على: إني ألقي إليّ وإنه من سليمان. ويكون في قراءة أبيّ أن تجعل (أن) التي في بسم الله الرحمن الرحيم هي (أن) التي في قوله: {أن لا تعلوا عليّ} كأنها في المعنى. ألقي إليّ أن لا تعلوا عليّ. فلمّا وضعت في (بسم الله) كرّرت على موضعها في {أن لا تعلوا} كما قال الله {أيعدكم أنّكم إذا متّم وكنتم تراباً وعظاماً أنّكم} فأنكم مكررة ومعناها واحد والله أعلم. ألا ترى أن المعنى: أيعدكم أنكم مخرجون إذا كنتم تراباً وعظاماً). [معاني القرآن: 2/292-291]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألّا تعلوا عليّ} من «العلو» أي: لا تتكبروا). [تفسير غريب القرآن: 324]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ومعنى (ألّا تعلوا عليّ) ألا تترفعوا عليّ وإن كنتم ملوكا). [معاني القرآن: 4/118] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: (أَوْ لا أَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) بزيادة ألف.
وكذلك (وَلا أَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ) بزيادة ألف بعد لام ألف.
وهذا أكثر في المصحف من أن نستقصيه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين}
أي أن لا تتكبروا
ويجوز أن يكون المعنى بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو
ويجوز على مذهب الخليل وسيبويه أن تكون أن بمعنى أي مفسرة كما قال وانطلق الملأ منهم أن امشوا
ويجوز أن يكون المعنى إني ألقي إلي أن لا تعلوا علي). [معاني القرآن: 5/130]

تفسير قوله تعالى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قالت يا أيّها الملأ أفتوني في أمري} [النمل: 32] استشارتهم.
{ما كنت قاطعةً أمرًا حتّى تشهدون {32}}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يا أيّها الملأ أفتوني...}

جعلت المشورة فتيا. وذلك جائز لسعة العربية.
وقوله: {ما كنت قاطعةً أمراً} وفي قراءة عبد الله (ما كنت قاضيةً أمراً) والمعنى واحد تقول لا أقطع أمراً دونك، ولا أقضي أمراً دونك). [معاني القرآن: 2/292]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (قالت يا أيّها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتّى تشهدون)
أي بيّنوا لي ما أعمل، والملأ وجوه القوم، الذين هم ملاء بما يحتاج إليه). [معاني القرآن: 4/118]
تفسير قوله تعالى: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا نحن أولو قوّةٍ} [النمل: 33] يعني: عددًا كثيرًا، في تفسير السّدّيّ.
{وأولو بأسٍ شديدٍ} [النمل: 33]، يعني: القتال.
{والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين} [النمل: 33] سعيدٌ عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّه كان لها ثلاث مائةٍ وثلاثة4 عشر رجلا هم أهل مشورتها، كلّ رجلٍ منهم على عشرة آلافٍ.
قال يحيى: فجميعهم ثلاثة آلاف ألفٍ ومائة ألفٍ وثلاثون ألفا}). [تفسير القرآن العظيم: 2/542]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والبأس: الشدّة بالقتال، قال الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}
وقال تعالى: {نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} وقال: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} وقال: {وَحِينَ الْبَأْسِ}). [تأويل مشكل القرآن: 505] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا نحن أولو قوّة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين}
ويروى أنه كان معها ألف قيل والقيل الملك، ومع كل قيل ألف رجل، وقيل مائة ألف رجل، وأكثر الرواية مائة ألف رجل.
وقوله: (حتى تشهدون).
بكسر النون، ولا يجوز فتح النون لأن أصله حتى (تشهدونني) فحذفت النون الأولى للنّصب وبقيت النون والياء للاسم، وحذفت الياء لأنّ الكسرة تدل عليها، ولأنه آخر آية،
ومن فتح النون فلاحن، لأنّ النون إذا فتحت فهي نون الرفع، وليس هذا من التي ترفع فيه حتى.
ويجوز أنه من سليمان وأنه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، بفتح الألف فيكون موضع أن الرفع على معنى: ألقي إليّ أنه من سليمان.
ويجوز أن تكون (أن) في موضع نصب على معنى كتاب كريم لأنه من سليمان ولأنه بسم اللّه الرحمن الرحيم.
فأمّا (ألّا تعلوا عليّ) فيجوز أن يكون أن في موضع رفع وفي موضع نصب، فالنصب على معنى كتاب بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو، ويجوز على معنى: ألقي إليّ ألّا تعلوا عليّ، وفيها وجه آخر حسن على معنى قال لا تعلوا عليّ.
وفسر سيبويه والخليل " أنّ " أن، في هذا الموضع في تأويل أي، على معنى أي لا تعلوا عليّ، ومثله من كتاب الله عزّ وجلّ:
{وانطلق الملأ منهم أن امشوا}
وتأويل أي ههنا تأويل القول والتفسير، كما تقول فعل فلان كذا وكذا، أي إني جواد كأنك قلت: يقول إني جواد). [معاني القرآن: 4/119-118]

تفسير قوله تعالى: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها} [النمل: 34] تفسير السّدّيّ، يعني: خرّبوها.
{وجعلوا أعزّة أهلها} [النمل: 34] عظماءها في الشّرف.
[تفسير القرآن العظيم: 2/542]
{أذلّةً} [النمل: 34] قال اللّه: {وكذلك يفعلون} [النمل: 34] }). [تفسير القرآن العظيم: 2/543]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً...}

جواب لقولهم {نحن أولو قوّةٍ وأولو بأسٍ شديدٍ} فقالت: إنهم إن دخلوا بلادكم أذلوكم وأنتم ملوك. فقال الله {وكذلك يفعلون} ). [معاني القرآن: 2/292]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد وهو قولان:
نحو قوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، ثم قال: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، وليس هذا من قولها، وانقطع الكلام عند قوله: {أَذِلَّةً}،
ثم قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
وقوله: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}، هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}،
أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
وقوله: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، وانقطع الكلام، ثم قالت الملائكة: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}.
وقوله حكاية عن ملأ فرعون: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}
هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 295-294] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون}معناه إذا دخلوها عنوة عن قتال وغلبة.
(وكذلك يفعلون) هو من قول اللّه عزّ وجلّ - واللّه أعلم - لأنها هي قد ذكرت أنّهم يفسدون فليس في تكرير هذا منها فائدة). [معاني القرآن: 4/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها} أي: إذا دخلوها عنوة
ويقال لكل مدينة يجتمع الناس فيها قرية من قريت الشيء أي جمعته
وقوله جل وعز: {وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون}
يجوز أن يكون {وكذلك يفعلون} من قول الله جل وعز ويجوز أن يكون من قولها). [معاني القرآن: 5/130-131]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أعزة أهلها أذلة): انقطع كلامها هي،
فقال الله - جل وعز: (وكذلك يفعلون) ثم رجع إلى الإخبار عنها فقال: (وإني مرسلة إليهم بهدية) ). [ياقوتة الصراط:392-393]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّي مرسلةٌ إليهم بهديّةٍ فناظرةٌ بم يرجع المرسلون} [النمل: 35] أي رسلي، إن قبل هديّتنا فهو من الملوك، وليس من أهل النّبوّة كما ينتحل.
سعيدٌ عن قتادة: قال: قالت: {وإنّي مرسلةٌ إليهم بهديّةٍ} [النمل: 35] فمصانعتهم بها عن الملك إن كانوا أهل دنيا، فبعثت إليهم بلبنةٍ من ذهبٍ في حريرةٍ وديباجٍ.
فبلغ ذلك سليمان، فأمر بلبنةٍ من ذهبٍ، فصيغت، ثمّ قذفت تحت أرجل الدّوابّ على طريقهم، تبول عليها وتروث عليها، فلمّا جاء رسلها فرأوا اللّبنة تحت أرجل الدّوابّ صغر في أعينهم الّذي جاءوا به.
وتفسير مجاهدٍ أنّها بعثت إليه بجوارٍ قد ألبستهنّ لبسة الغلمان، وغلمانٍ قد ألبستهنّ لبس الجواري، فخلّص سليمان بعضهم من بعضٍ، ولم يقبل هديّتها}). [تفسير القرآن العظيم: 2/543]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وإنّي مرسلةٌ إليهم بهديّةٍ فناظرةٌ بم يرجع المرسلون...}

نقصت الألف من قوله (بم) لأنها في معنى بأيّ شيء يرجع المرسلون وإذا كانت (ما) في موضع (أيّ) ثم وصلت بحرفٍ خافضٍ نقصت الألف من (ما) ليعرف الاستفهام من الخبر.
ومن ذلك قوله: {فيم كنتم} و{عمّ يتساءلون} وإن أتممتها فصواب. وأنشدني المفضّل:
إنا قتلنا بقتلانا سراتكم=أهل اللواء ففيما يكثر القيل
وأنشدني المفضّل أيضاً:
على ما قام يشتمنا لئيمٌ =كخنزير تمرّغ في رماد
وقوله: {إليهم بهديّةٍ} وهي تعني سليمان كقوله: {على خوفٍ من فرعون وملئهم} وقالت {بم يرجع المرسلون} وكان رسولها - فيما ذكروا - امرأةً واحدةٍ فجمعت وإنما هو رسول، لذلك قال {فلمّا جاء سليمان} يريد: فلما جاء الرسول سليمان، وهي في قرءة عبد الله (فلما جاءوا سليمان) لما قال {المرسلون} صلح {جاءوا} لأن المرسل كان واحداً.
يدلّ على ذلك قول سليمان {ارجع إليهم} ). [معاني القرآن: 2/293]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه جمع يراد به واحد واثنان:
كقوله: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} واحد واثنان فما فوق.
وقال قتادة في قوله تعالى: {إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ} كان رجل من القوم لا يمالئهم على أقاويلهم في النبي صلّى الله عليه وسلم، ويسير مجانبا لهم، فسماه الله طائفة وهو واحد.
وكان «قتادة» يقول في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} هو رجل واحد ناداه: يا محمد، إنّ مدحي زين، وإنّ شتمي شين.
فخرج إليه النبي، صلّى الله عليه وسلم
فقال: «ويلك، ذاك الله جل وعز» ونزلت الآية.
وقوله سبحانه: {فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}، أي أخوان فصاعدا.
قوله سبحانه: {وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ}، جاء في التفسير: أنهما لوحان.
وقوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}، وهما قلبان.
وقوله: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}، يعني عائشة وصفوان بن المعطّل.
وقال: {بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}، وهو واحد، يدلك على ذلك قوله: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ}). [تأويل مشكل القرآن: 284-282] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّي مرسلة إليهم بهديّة فناظرة بم يرجع المرسلون}
جاء في التفسير أنها أهدت سليمان لبنة ذهب في حرير، وقيل لبن ذهب في حرير.
فأمر سليمان بلبنة ذهب فطرحت تحت الدّوابّ، حيث تبول عليها الدّوابّ وتروث، فصغر في أعينهم ما جاءوا به إلى سليمان، وقد ذكر أن الهديّة قد كانت غير هذا،
إلا أن قول سليمان: (أتمدّونن بمال) مما يدل على أن الهديّة كانت مالا.
وقوله عزّ وجلّ: (بم يرجع المرسلون).
حروف الجر مع " ما " في الاستفهام تحذف معها الألف من " ما " لأنهما كالشيء الواحد، وليفصل بين الخبر والاستفهام؛ تقول: قد رغبت فيما عندك، فتثبت الألف،
وتقول: فيم نظرت يا هذا فتحذف الألف). [معاني القرآن: 4/119-120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون}
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وجهت بغلمان عليهم لبس الجواري وبجوار عليهن لبس الغلمان
وروى يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير قال أرسلت بمائتي وصيف ووصيفة وقالت إن كان نبيا فسيعلم الذكور من الإناث فأمرهم فتوضؤوا فمن توضأ منهم فبدأ بمرفقه قبل كفه قال هو من الإناث ومن بدأ بكفه قبل مرفقه قال هو من الذكور
قال أبو جعفر وقيل وجهت إليه بلبنة من ذهب في خرقة حرير فأمر سليمان صلى الله عليه وسلم بلبن من ذهب فألقي تحت الدواب حتى وطأته
وهذا أشبه لقوله: {أتمدونني بمال} ويجوز أن يكون وجهت بهما جميعا ومعنى قوله تعالى: {لا قبل لهم بها} أي لا يطيقونها ولا يثبتون لها). [معاني القرآن: 5/131-132]

رد مع اقتباس