عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ (19) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره: أو لم يروا كيف يستأنف اللّه خلق الأشياء طفلاً صغيرًا، ثمّ غلامًا يافعًا، ثمّ رجلاً مجتمعًا، ثمّ كهلاً؟
يقال منه: أبدأ وأعاد، وبدأ وعاد، لغتان بمعنًى واحدٍ.
وقوله: {ثمّ يعيده} يقول: ثمّ هو يعيده من بعد فنائه وبلاه، كما بدأه أوّل مرّةٍ خلقًا جديدًا، لا يتعذّر عليه ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله {أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده} البعث بعد الموت). [جامع البيان: 18/376-377]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، ثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ أنّه سمع وهبًا يقول: خلق اللّه آدم كما شاء وممّا شاء، فكان كذلك فتبارك اللّه أحسن الخالقين، خلق من التّراب والماء- الحديث بطوله قد تقدّم.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده قدّروا كيف يبدي اللّه الخلق، خلق أنفسهم ثمّ يعيدهم إلى التّراب.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق بعد الموت، البعث.
قوله تعالى: إنّ ذلك على اللّه يسيرٌ
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال ابن عبّاسٍ، في قوله: يسير يعني هينا.
- حدّثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: أولم يروا كيف يبدئ اللّه الخلق ثمّ يعيده قال: خلق أنفسهم ثمّ يعيده إلى التّراب، ثمّ قد ساروا في الأرض فرأوا كيف يبدئ اللّه الخلق في قرونٍ قد أتوا عليها قد هلكوا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3045-3046]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده} قال: يبعثه، وفي قوله {فانظروا كيف بدأ الخلق} قال: خلق السموات والأرض {ثم الله ينشئ النشأة الآخرة} قال: البعث بعد الموت، وفي قوله {فما كان جواب قومه} قال: قوم إبراهيم، وفي قوله {فأنجاه الله من النار} قال: قال كعب ما أحرقت النار منه إلا وثاقه، وفي قوله {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا} قال: انخذوها لثوابها في الحياة الدنيا {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا} قال: صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين، وفي قوله {فآمن له لوط} قال: فصدقة لوط {وقال إني مهاجر إلى ربي} قال: هاجرا جميعا من كوثي: وهي من سواد الكوفة إلى الشام، وفي قوله {وآتيناه أجره في الدنيا} قال: عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل إلا يرضي إبراهيم يتولاه). [الدر المنثور: 11/538-539]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قل سيروا في الأرض} يقول تعالى ذكره لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد للمنكرين البعث بعد الممات، الجاحدين الثّواب والعقاب: {سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ} اللّه {الخلق}، وكيف أنشأها وأحدثها؛ وكما أوجدها وأحدثها ابتداءً، فلم يتعذّر عليه إحداثها مبدئًا، فكذلك لا يتعذّر عليه إنشاؤها معيدًا {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} يقول: ثمّ اللّه يبدئ تلك البدأة الآخرة بعد الفناء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} خلق السّماوات والأرض {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} أي البعث بعد الموت.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة} قال: هي الحياة بعد الموت، وهو النّشور.
وقوله: {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه على إنشاء جميع خلقه بعد إفنائه، كهيئته قبل فنائه، وعلى غير ذلك ممّا يشاء فعله قادرٌ لا يعجزه شيءٌ أراده). [جامع البيان: 18/377-378]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (20)
قوله تعالى: قل سيروا في الأرض
- حدّثنا الحسن بن أحمد بن موسى بن محلّمٍ أنبأ أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ سألت الحسن، عن قوله: سيروا في الأرض قال: لم يسيروا في الأرض.
قوله تعالى: فانظروا كيف بدأ الخلق
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة فانظروا كيف بدأ الخلق خلق اللّه السّموات والأرض.
قوله تعالى: ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: اللّه ينشئ النّشّأة الآخرة قال: البعث بعد الموت.
قوله تعالى: إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ
قد تقدّم تفسيره، عن ابن إسحاق). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده} قال: يبعثه، وفي قوله {فانظروا كيف بدأ الخلق} قال: خلق السموات والأرض {ثم الله ينشئ النشأة الآخرة} قال: البعث بعد الموت، وفي قوله {فما كان جواب قومه} قال: قوم إبراهيم، وفي قوله {فأنجاه الله من النار} قال: قال كعب ما أحرقت النار منه إلا وثاقه، وفي قوله {وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا} قال: انخذوها لثوابها في الحياة الدنيا {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا} قال: صارت كل خلة في الدنيا عداوة على أهلها يوم القيامة إلا خلة المتقين، وفي قوله {فآمن له لوط} قال: فصدقة لوط {وقال إني مهاجر إلى ربي} قال: هاجرا جميعا من كوثي: وهي من سواد الكوفة إلى الشام، وفي قوله {وآتيناه أجره في الدنيا} قال: عافية وعملا صالحا وثناء حسنا فلست تلقى أحدا من أهل الملل إلا يرضي إبراهيم يتولاه). [الدر المنثور: 11/538-539] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {النشأة الآخرة} قال: هي الحياة بعد الموت: وهو النشور). [الدر المنثور: 11/540]

تفسير قوله تعالى: (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون (21) وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء وما لكم مّن دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ اللّه ينشئ النّشأة الآخرة خلقه من بعد فنائهم، فيعذّب من يشاء منهم على ما أسلف من جرمه في أيّام حياته، ويرحم من يشاء منهم ممّن تاب وآمن وعمل صالحًا {وإليه تقلبون} يقول: وإليه ترجعون وتردّون). [جامع البيان: 18/378]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه- الآية
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ قال: سمعت سفيان يقول في قوله: يعذّب من يشاء ويرحم من يشاء قال: يغفر لمن يشاء العظيم، ويعذّب من يشاء على الصّغير). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} فإنّ ابن زيدٍ قال في ذلك ما:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} قال: لا يعجزه أهل الأرضين في الأرضين، ولا أهل السّماوات في السّماوات إن عصوه، وقرأ: {مثقال ذرّةٍ في السّموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ في كتابٍ مبينٍ}.
وقال في ذلك بعض أهل العربيّة من أهل البصرة: {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء} أي: لا يعجزوننا مع ذلك، ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء معجزين قال: وهو من غامض العربيّة للضّمير الّذي لم يظهر في الثّاني. قال: ومثله قول حسّان بن ثابتٍ:
أمن يهجو رسول اللّه منكم = ويمدحه وينصره سواء
أراد: ومن ينصره ويمدحه، فأضمر (من). قال: وقد يقع في وهم السّامع أنّ النّصر والمدح لـ (من) هذه الظّاهرة؛ ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك، وأكرم من أتاك ولم يأت زيدًا. تريد: ومن لم يأت زيدًا، فيكتفي باختلاف الأفعال من إعادة (من)، كأنّه قال: أمن يهجو، ومن يمدحه، ومن ينصره. ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {ومن هو مستخفٍ باللّيل وساربٌ بالنّهار}.
وهذا القول أصحّ عندي في المعنى من القول الآخر، ولو قال قائلٌ: معناه: ولا أنتم بمعجزين في الأرض، ولا أنتم لو كنتم في السّماء بمعجزين، كان مذهبًا.
وقوله: {وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ} يقول: وما كان لكم أيّها النّاس من دون اللّه من وليٍّ يلي أموركم، ولا نصيرٍ ينصركم من اللّه إن أراد بكم سوءًا، ولا يمنعكم منه إن أحلّ بكم عقوبته). [جامع البيان: 18/378-379]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وما أنتم بمعجزين
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام بن عروة، عن وهب ابن كنعان، عن ابن الزبير بمعجزين يعني مثبطين.
قوله تعالى: في الأرض ولا في السّماء وما لكم من دون اللّه من وليٍّ ولا نصير
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السّماء قال: لا يعجز أهل الأرضين في الأرضين، ولا أهل السّماوات في السّماوات إن عصوه وقرأ لا يعزب، عنه مثقال ذرّةٍ في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3046-3047]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: والّذين كفروا حجج اللّه، وأنكروا أدلّته، وجحدوا لقاءه، والورود عليه يوم تقوم السّاعة {أولئك يئسوا من رحمتي} يقول تعالى ذكره: أولئك يئسوا من رحمتي في الآخرة لمّا عاينوا ما أعدّ لهم من العذاب، فأولئك لهم عذابٌ فيها موجعٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف اعترض بهذه الآيات من قوله {وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم} إلى قوله {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} وترك ضمير قوله {فما كان جواب قومه} وهو من قصّة إبراهيم. وقوله {إنّ الّذين تعبدون من دون اللّه} إلى قوله {فابتغوا عند اللّه الرّزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون}؟
قيل: فعل ذلك كذلك، لأنّ الخبر عن أمر نوحٍ وإبراهيم وقومهما، وسائر من ذكر اللّه من الرّسل والأمم في هذه السّورة وغيرها، إنّما هو تذكيرٌ من اللّه تعالى ذكره به الّذين يبتدئ بذكرهم قبل الاعتراض بالخبر، وتحذيرٌ منه لهم أن يحلّ بهم ما حلّ بهم، فكأنّه قيل في هذا الموضع: فاعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، فكذّبتم أنتم معشر قريشٍ رسولكم محمّدًا، كما كذّب أولئك إبراهيم، ثمّ جعل مكان: فكذّبتم: وإن تكذّبوا فقد كذّب أممٌ من قبلكم، إذ كان ذلك يدلّ على الخبر عن تكذيبهم رسولهم، ثمّ عاد إلى الخبر عن إبراهيم وقومه، وتتميم قصّته، وقصّتهم بقوله {فما كان جواب قومه} ). [جامع البيان: 18/379-380]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين كفروا بآيات اللّه ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ (23)
قوله تعالى: والّذين كفروا بآيات اللّه
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ، ثنا أحمد بن المفضّل أنبأ أسباطٌ، عن السّدّيّ كفروا بآيات الله ما آيات اللّه إلا محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ولقائه
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير بن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: لقائه قال: البعث في الآخرة.
قوله تعالى: أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ أليمٌ
تقدّم تفسير العذاب الأليم غير مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/3047]


رد مع اقتباس