عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى التّوراة من بعد ما أهلكنا الأمم الّتي كانت قبله، كقوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب مدين. {بصائر للنّاس} يقول: ضياءً لبني إسرائيل فيما بهم إليه الحاجة من أمر دينهم. {وهدى} يقول: وبيانًا لهم ورحمةً لمن عمل به منهم {لعلّهم يتذكّرون} يقول: ليتذكّروا نعم اللّه بذلك عليهم، فيشكروه عليها ولا يكفروا.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّدٌ، وعبد الوهّاب، قالا: حدّثنا عوفٌ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: ما أهلك اللّه قومًا بعذابٍ من السّماء ولا من الأرض بعد ما أنزلت التّوراة على وجه الأرض غير القرية الّتي مسخوا قردةً، ألم تر أنّ اللّه يقول: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون} ). [جامع البيان: 18/258-259]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون (43)
قوله تعالى: ولقد آتينا موسى
تقدم تفسير آتينا أعطينا.
قوله تعالى: الكتاب
- حدّثنا أبي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أوتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سبعًا من المثاني وأوتي موسى ستًّا من المثاني.
- حدّثنا المنذر بن شاذان، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوفٌ، عن أبى نضرة، عن أبى سعيدٍ الخدريّ قال: ما أهلك اللّه أمّةً من الأمم ولا قرنًا من القرون، ولا قريةً من القرى لا من السّماء ولا من الأرض، منذ أنزل التّوراة على وجه الأرض غير القرية الّتي مسخهم اللّه قردةً، ألم تر أنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمة
الآية.
قوله تعالى: بصائر للنّاس
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: بصائر أي بيّنةً.
- حدّثنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: بصائر للنّاس قال: البصائر: الهدى ما في قلوبهم لدينهم وليست ببصائر الرّؤوس وقرأ: فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور وقال: هذا الدّين بصره وسمعه في هذا القلب.
قوله تعالى: هدى ورحمة لعلهم يتذكرون
تقدم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/2981]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ القاضي ببغداد، ثنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوفٌ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " ما أهلك اللّه قومًا، ولا قرنًا، ولا أمّةً، ولا أهل قريةٍ منذ أنزل التّوراة على وجه الأرض بعذابٍ من السّماء غير أهل القرية الّتي مسخت قردةً ألم تر إلى قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للنّاس وهدًى ورحمةً لعلّهم يتذكّرون} [القصص: 43] «صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/442]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون} [القصص: 43].
- عن أبي سعيدٍ رفعه إلى «النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قال: " ما أهلك اللّه - تبارك وتعالى - قومًا بعذابٍ من السّماء ولا من الأرض إلّا بعد موسى "، ثمّ قرأ: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} [القصص: 43]».
رواه البزّار موقوفًا ومرفوعًا ولفظه " «ما أهلك اللّه قومًا قطّ بعذابٍ من السّماء ولا من الأرض إلّا بعد ما أنزلت التّوراة» " يعني ما مسخت قريةٌ. ورجالهما رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/88]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عمرو بن عليٍّ، ثنا يحيى بن سعيدٍ، ثنا عوفٌ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، قال: «ما أهلك اللّه قومًا قطّ بعذابٍ من السّماء ولا من الأرض، إلا بعدما أنزلت التّوراة» - يعني: ما مسخت قريةٌ -.
قال البزّار: هكذا رواه يحيى موقوفًا، ورفعه عبد الأعلى). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/64]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا نصر بن عليٍّ، أبنا عبد الأعلى، ثنا عوفٌ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ رفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: «ما أهلك اللّه تبارك وتعالى قومًا بعذابٍ من السّماء ولا من الأرض، إلا بعد موسى»، ثمّ قرأ: {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} [القصص: 43].
قال البزّار: إن شاء اللّه - يعني: بمثل الحديث الأوّل). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/64-65]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد أتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون.
أخرج البزار، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخت قردة، ألم تر إلى قوله {ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} وأخرجه البزار، وابن جرير، وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سعيد موقوفا). [الدر المنثور: 11/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بصائر للناس} قال: بينة). [الدر المنثور: 11/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: البصائر الهدى، بصائر ما في قلوبهم لذنوبهم). [الدر المنثور: 11/471]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله بجانب الغربي قال يعني جبلا غربيا كان). [تفسير عبد الرزاق: 2/91]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشّاهدين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {وما كنت} يا محمّد {بجانب} غربيّ الجبل، {إذ قضينا إلى موسى الأمر} يقول: إذ فرغنا إلى موسى الأمر فيما ألزمناه وقومه، وعهدنا إليه من عهدٍ، {وما كنت من الشّاهدين} يقول: وما كنت لذلك من الشّاهدين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كنت} يا محمّد {بجانب الغربيّ} يقول: بجانب غربيّ الجبل {إذ قضينا إلى موسى الأمر}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: غربيّ الجبل.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا الضّحّاك بن مخلدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة بن عمرٍو، قال: إنّكم أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجبتم قبل أن تسألوا، وقرأ: {وما كنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر} ). [جامع البيان: 18/259-260]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما كنت بجانب الغربيّ إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشّاهدين (44)
قوله تعالى: وما كنت بجانب الغربيّ
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: وما كنت بجانبٍ الغربيّ يقول: ما كنت بجانب غربيّ البلد إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشّاهدين
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: بجانب الغربيّ قال: يعني جبلا قريبًا كان). [تفسير القرآن العظيم: 9/2982]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين * ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما كنت بجانب الغربي} قال: جانب غربي الجبل). [الدر المنثور: 11/471]

تفسير قوله تعالى: (وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولكنّا أنشأنا قرونًا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويًا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنّا كنّا مرسلين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {ولكنّا أنشأنا قرونًا} ولكنّا خلقنا أممًا فأحدثناها من بعد ذلك {فتطاول عليهم العمر}.
وقوله: {وما كنت ثاويًا في أهل مدين} يقول: وما كنت مقيمًا في أهل مدين، يقال: ثويت بالمكان أثوي به ثواءً، قال أعشى ثعلبة:
أثوى وقصّر ليله ليزوّدا = فمضى وأخلف من قتيلة موعدا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما كنت ثاويًا في أهل مدين} قال: الثّاوي: المقيم. {تتلو عليهم آياتنا} يقول: تقرأ عليهم كتابنا، {ولكنّا كنّا مرسلين} يقول: لم تشهد شيئًا من ذلك يا محمّد، ولكنّا كنّا نحن نفعل ذلك ونرسل الرّسل). [جامع البيان: 18/260-261]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ولكنّا أنشأنا
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ أنشأنا خلقنا.
قوله تعالى: قرونًا فتطاول عليهم العمر
[الوجه الأول]
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ الحمصيّ، ثنا سلامة بن جوّاسٍ، ثنا محمّد بن القاسم الطّائيّ أنّ عبد اللّه بسرٍ قال: قلت: يا رسول اللّه، كم القرن؟ قال: مائة سنةٍ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي محمّدٍ، عن زرارة بن أوفى قال: القرن: عشرون ومائة سنةٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو الجماهر محمّد بن عثمان، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة قال: القرن سبعون سنةً.
- حدّثنا أبي ثنا أبو بشرٍ إسماعيل بن مسلمة بن قعنبٍ، ثنا أبو عبيدة النّاجيّ، عن الحسن، قال: القرن: ستّون سنةً.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفصٌ، عن الحجّاج، عن الحكم، عن إبراهيم قال: القرن أربعون سنةً.
- حدّثنا أبي ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا محمّد بن عقبة الرفاعي، ثنا مالك ابن دينارٍ قال: سألت الحسن، عن القرن، فقال: عشرون سنة.
قوله تعالى: وما كنت ثاويًا في أهل مدين
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: وما كنت ثاويًا قال: الثّاوي: المقيم.
قوله تعالى: تتلوا عليهم آياتنا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: آياتنا يعني: القرآن.
قوله تعالى: ولكنّا كنّا مرسلين
- حدّثنا محمّد بن عوفيٍّ الحمصيّ، ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قلت: يا رسول اللّه، كم الأنبياء؟
قال: مائة ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا، الرّسل من ذلك ثلاثمائةٍ وخمسة عشر جمًّا غفيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 9/2982-2983]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {وما كنت ثاويا} قال: الثاوي المقيم). [الدر المنثور: 11/471]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي مدرك عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير رفع الحديث في قوله تعالى وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال نودوا يا أمة محمد أجبتكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني قال فذلك قوله وما كنت بجانب الطور إذ نادينا). [تفسير عبد الرزاق: 2/91]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} قال: يا محمّد قد أعطيتكم قبل أن تدعوني وأجبتكم من قبل أن تسألوني [الآية: 46]). [تفسير الثوري: 233]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عليّ بن حجرٍ، أخبرنا عيسى وهو ابن يونس، عن حمزة الزّيّات، عن الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} [القصص: 46]، قال: " نودي: أن يا أمّة محمّدٍ، أعطيتكم قبل أن تسألوني، وأجبتكم قبل أن تدعوني "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/209]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا ولكن رحمةً من ربّك لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يتذكّرون}.
يقول تعالى ذكره: وما كنت يا محمّد بجانب الجبل إذ نادينا موسى بأن {سأكتبها للّذين يتّقون ويؤتون الزّكاة والّذين هم بآياتنا يؤمنون. الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ} الآية.
- كما حدّثنا عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة، في قول اللّه: {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} قال: نادى يا أمّة محمّدٍ، أعطيتكم قبل أن تسألوني، وأجبتكم قبل أن تدعوني.
- حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} قال: نودوا: يا أمّة محمّدٍ، أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم قبل أن تدعوني.
- حدّثني ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حرملة بن قيسٍ النّخعيّ، قال: سمعت هذا الحديث من أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ، عن أبي هريرة، {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمّة محمّدٍ، أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم قبل أن تدعوني.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا معتمرٌ، عن سليمان، وسفيان، عن سليمان، وحجّاجٌ، عن حمزة الزّيّات، عن الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة بن عمرٍو، عن أبي هريرة، في قوله: {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمّة محمّدٍ، أعطيتكم قبل أن تسألوني، واستجبت لكم قبل أن تدعوني، قال: وهو قوله حين قال موسى {واكتب لنا في هذه الدّنيا حسنةً وفي الآخرة}. الآية.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، مثل ذلك.
وقوله: {ولكن رحمةً من ربّك} يقول تعالى ذكره: لم تشهد شيئًا من ذلك يا محمّد فتعلمه، ولكنّا عرّفناكه، وأنزلنا إليك، فاقتصصنا ذلك كلّه عليك في كتابنا، وابتعثناك بما أنزلنا إليك من ذلك رسولاً إلى من ابتعثناك إليه من الخلق رحمةً منّا لك ولهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولكن رحمةً من ربّك} ما قصصنا عليك {لتنذر قومًا} الآية.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {ولكن رحمةً من ربّك} قال: كان رحمةً من ربّك النّبوّة.
وقوله: {لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك} يقول تعالى ذكره: ولكن أرسلناك بهذا الكتاب وهذا الدّين لتنذر قومًا لم يأتهم من قبلك نذيرٌ، وهم العرب الّذين بعث إليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، بعثه اللّه إليهم رحمةً لينذرهم بأسه على عبادتهم الأصنام، وإشراكهم به الأوثان والأنداد.
وقوله: {لعلّهم يتذكّرون} يقول: ليتذكّروا خطأ ما هم عليه مقيمون من كفرهم بربّهم، فينيبوا إلى الإقرار للّه بالوحدانيّة، وإفراده بالعبادة دون كلّ ما سواه من الآلهة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، {ولكن رحمةً من ربّك} قال: الّذي أنزلنا عليك من القرآن {لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك} ). [جامع البيان: 18/261-264]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا ولكن رحمةً من ربّك لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يتذكّرون (46)
قوله تعالى: وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن صالح بن سعيدٍ، عن مقاتل بن حيّان وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا قال: ما كنت يا محمّد، بجانب الطّور.
قوله تعالى: إذ نادينا
[الوجه الأول]
- حدّثنا جعفر بن النّضر أبو الفضل الواسطيّ، ثنا أبو قطنٍ، عن حمزة الزّيّات، عن الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة في قوله: وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا قال: نودي يا أمّة محمّدٍ، استجبت لكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو يحيى الرّازيّ، عن صالح بن سعيدٍ، عن مقاتل بن حيّان وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا أمّتك وهم في أصلاب آبائهم أن يؤمنوا بك إذا بعثت.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا أي إذ نادينا موسى صلّى اللّه عليه وسلّم وفي قوله: ولكن رحمةً من ربّك أي ما قصصنا عليك لتنذر قومًا ما أتاهم من نذيرٍ من قبلك لعلّهم يتذكّرون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2983-2984]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو الوليد الفقيه، ثنا الحسن بن سفيان الشّيبانيّ، ثنا عقبة بن مكرمٍ الضّبّيّ، ثنا أبو قطنٍ عمرو بن الهيثم بن قطن بن كعبٍ، ثنا حمزة الزّيّات، عن سليمان الأعمش، عن عليّ بن مدركٍ، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، {وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا} [القصص: 46] قال: «نودوا يا أمّة محمّدٍ استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/443]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون.
أخرج الفريابي والنسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمة محمد أعطيتكم قبل أن تسألوني واستجبت لكم قبل أن تدعوني، وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا). [الدر المنثور: 11/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ان رب العزة نادى يا أمة محمد ان رحمتي سبقت غضبي ثم أنزلت هذه الآية في سورة موسى وفرعون {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} ). [الدر المنثور: 11/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل وأيو نصر السجزي في الابانة والديلمي عن عمرو بن عبسة قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن قوله: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك} ما كان النداء وما كانت الرحمة قال كتاب كتبه الله قبل أن يخلق خلقه بالفي عام ثم وضعه على عرشه ثم نادى: يا أمة محمد سبقت رحمتي غضبي أعيتكم قبل أن تسألوني وغفرت لكم قبل أن تستغفروني فمن لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبدي ورسولي صادقا أدخلته الجنة.
وأخرج الحلي في الديباج عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا، مثله). [الدر المنثور: 11/472-473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته قبل أن يسألني، وذلك في قوله {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: نودوا يا أمة محمد ما دعوتمونا إلا استجبنا لكم ولا سألتمونا إلا أعطيناكم). [الدر المنثور: 11/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لما قرب الله موسى إلى طور سينا نجينا قال: أي رب هل أحد أكرم عليك مني قربتني نجيا وكلمتني تكليما قال: نعم، محمد أكرم علي منك، قال: فان كان محمد أكرم عليك مني فهل أمة محمد أكرم من بني اسرائيل فلقت لهم البحر وأنجيتهم من فرعون وعمله وأطعمتهم المن والسلوى، قال: نعم، أمة محمد أكرم علي من بني اسرائيل، قال: الهي أرنيهم قال: انك لن تراهم وان شئت أسمعتك صوتهم، قال: نعم، الهي فنادى ربنا: أمة محمد أجيبوا ربكم فاجابوا وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم إلى يوم القيامة، فقالوا: لبيك، أنت ربنا حقا ونحن عبيدك حقا قال: صدقتم وأنا ربكم وأنتم عبيدي حقا قد غفرت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني فمن لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أراد أن يمن عليه بما أعطاه وبما أعطى امته فقال: يا محمد {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} ). [الدر المنثور: 11/473-474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو نصر السجزي في الابانة عن مقاتل {وما كنت بجانب الطور} يقول: وما كنت أنت يا محمد بجانب الطور اذ نادينا أمتك وهم في أصلاب آبائهم ان يؤمنوا بك اذا بعثت). [الدر المنثور: 11/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} قال: اذ نادينا موسى {ولكن رحمة من ربك} أي مما قصصنا عليك). [الدر المنثور: 11/474-475]


رد مع اقتباس