عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون (54) أئنّكم لتأتون الرّجال شهوةً من دون النّساء بل أنتم قومٌ تجهلون}.
يقول تعالى ذكره: وأرسلنا لوطًا إلى قومه، إذ قال لهم: يا قوم {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} أنّها فاحشةٌ، لعلمكم بأنّه لم يسبقكم إلى ما تفعلون من ذلك أحدٌ). [جامع البيان: 18/96]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون (54)
قوله تعالى: ولوطًا إذ قال: لقومه
تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ، ثنا وكيعٌ، ثنا الصّلت بن بهرام، عن عبد الرّحمن بن مسعودٍ العبديّ، عن أبي المعتمر أو، عن أبي الجويرية شكّ الصّلت قال: قال عليٌّ على المنبر: سلوا. فقال ابن الكوّاء: تؤتى النّساء في أعجازهنّ: فقال عليٌّ: سفلت سفل اللّه بك. ألم تسمع إلى قوله: أتأتون الفاحشة
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: أتأتون الفاحشة يعني الأدبار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2904]

تفسير قوله تعالى: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أئنّكم لتأتون الرّجال شهوةً} يقول: أئنّكم لتأتون الرّجال شهوةً منكم بذلك من دون فروج النّساء الّتي أباحها اللّه لكم بالنّكاح.
وقوله: {بل أنتم قومٌ تجهلون} يقول: ما ذلك منكم إلاّ أنّكم قومٌ سفهاء جهلةٌ بعظم حقّ اللّه عليكم، فخالفتم لذلك أمره، وعصيتم رسوله). [جامع البيان: 18/96]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أإنكم لتأتون الرّجال شهوةً من دون النّساء بل أنتم قوم تجهلون
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن المصفّى، ثنا عبد الملك بن محمّدٍ الصّنعانيّ، عن الأوزاعيّ، عن واصلٍ، عن مجاهدٍ قال: إنّما تعلّم قوم لوطٍ اللّوطيّة من قبل نسائهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2904]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أنه تلا إنهم أناس يتطهرون فقال عابوهم والله بغير عيب أي إنهم يتطهرون من أعمال السوء). [تفسير عبد الرزاق: 2/83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فما كان جواب قومه إلاّ أن قالوا أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهّرون}.
يقول تعالى ذكره: فلم يكن لقوم لوطٍ جوّابٌ له إذ نهاهم عمّا أمره اللّه بنهيهم عنه من إتيان الرّجال، إلاّ قيل بعضهم لبعضٍ: {أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم، إنّهم أناسٌ يتطهّرون} عمّا نفعله نحن من إتيان الذّكران في أدبارهم.
- كما حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: سمعت الحسن بن عمارة، يذكر عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {أناسٌ يتطهّرون} قال: من إتيان الرّجال والنّساء في أدبارهنّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إنّهم أناسٌ يتطهّرون} قال: من أدبار الرّجال وأدبار النّساء، استهزاءً بهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: {يتطهّرون} من أدبار الرّجال والنّساء، استهزاءً بهم يقولون ذلك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، أنّه تلا: {إنّهم أناسٌ يتطهّرون} قال: عابوهم بغير عيبٍ: أي إنّهم يتطهّرون من أعمال السّوء). [جامع البيان: 18/96-97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: أخرجوا آل لوطٍ
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهّرون قال: يتحرّجون.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول في قول اللّه: إنّهم أناسٌ يتطهّرون قال: من أعمالهم الخبيثة الّتي كانوا يعملون: إتيانهم الرّجال). [تفسير القرآن العظيم: 9/2904-2905]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنهم أناس يتطهرون من أدبار النساء والرجال استهزاء بهم). [تفسير مجاهد: 474]

تفسير قوله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأنجيناه وأهله إلاّ امرأته قدّرناها من الغابرين (57) وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين}.
يقول تعالى ذكره: فأنجينا لوطًا وأهله سوى امرأته من عذابنا حين أحللناه بهم، ثمّ {قدّرناها} يقول: فإنّ امرأته قدّرناها: جعلناها بتقديرنا {من الغابرين} من الباقين). [جامع البيان: 18/97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فأنجيناه وأهله إلّا امرأته قدّرناها من الغابرين (57)
قوله تعالى: فأنجيناه وأهله إلا امرأته
- حدّثنا أبي ثنا محمّد بن كثيرٍ أنبأ سليمان بن كثيرٍ يعني أخاه أنبأ حصينٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا ولج رسل اللّه على لوطٍ ظنّ لوطٌ أنّهم ضيفانٌ. قال: فأخرج بناته بالطّريق وجعل ضيفانه بينه وبين بناته قال: وجاءه قومه يهرعون إليه قال هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم إلى قوله: ركنٍ شديدٍ قال: فالتفت إليه جبريل فقال: لا تخف إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك قال: فلمّا دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميًا يركب بعضهم بعضًا، حتّى خرجوا إلى الّذين بالباب فقالوا: جئناكم من عند أسحر النّاس، طمست أبصارنا. قال: فانطلقوا يركب بعضهم بعضًا، حتّى دخلوا المدينة، فكان في جوف اللّيل. فرفعت حتّى إنّهم ليسمعون صوت الطّير في جوّ السّماء، ثمّ قلبت عليهم فمن أصابته الائتفاكة أهلكته، قال: ومن خرج معها اتّبعه حجرٌ حيث كان فقتله.
قوله تعالى: قدّرناها من الغابرين
يعني: الباقين في عذاب الله قد، ومر إسناده). [تفسير القرآن العظيم: 9/2905]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وأمطرنا عليهم مطرًا} وهو إمطار اللّه عليهم من السّماء حجارةً من سجّيلٍ. {فساء مطر المنذرين} يقول: فساء ذلك المطر مطر القوم الّذين أنذرهم اللّه عقابه على معصيتهم إيّاه، وخوّفهم بأسه بإرسال الرّسول إليهم بذلك). [جامع البيان: 18/97]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وأمطرنا عليهم مطرًا
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ، عن وهب بن منبّهٍ قال: فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتّى بلغ أسفل الأرض ثمّ حمل قراهم فقلبها عليهم، ونزلت حجارةٌ من السّماء فتبعث من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا، فأهلكهم اللّه كلّهم، ونجّي لوطٌ وأهله إلا امرأته). [تفسير القرآن العظيم: 9/2905]


رد مع اقتباس