عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا أن اعبدوا اللّه فإذا هم فريقان يختصمون (45) قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون}.
يقول تعالى ذكره: ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا بأن اعبدوا اللّه وحده لا شريك له، ولا تجعلوا معه إلهًا غيره. {فإذا هم فريقان يختصمون} يقول: فلمّا أتاهم صالحٌ داعيًا لهم إلى اللّه صار قومه من ثمود فيما دعاهم إليه فريقين يختصمون، ففريقٌ مصدّقٌ صالحًا مؤمنٌ به، وفريقٌ مكذّبٌ به كافرٌ بما جاء به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {فريقان يختصمون} قال: مؤمنٌ وكافرٌ، قولهم صالحٌ مرسلٌ، وقولهم صالحٌ ليس بمرسلٍ، ويعني بقوله {يختصمون} يختلفون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمنٌ، وكافرٌ). [جامع البيان: 18/85-86]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا أن اعبدوا اللّه فإذا هم فريقان يختصمون (45)
قوله تعالى: ولقد أرسلنا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن إسرائيل، عن السّدّيّ عن أبي صالحٍ أرسل: بعث.
قوله: إلى ثمود أخاهم صالحًا
قد تقدّم تفسيره.
قوله تعالى: أن اعبدوا اللّه
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق قال: فيما حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: قوله: اعبدوا اللّه أي: وحّدوا ربّكم.
قوله تعالى: فإذا هم فريقان يختصمون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فريقان يختصمون: مؤمن، وكافر، قوله: صالحا مرسلٌ من ربّه، وقوله ليس بمرسلٍ.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: فإذا هم فريقان يختصمون فإذا القوم بين مصدّقٍ ومكذّبٍ: مصدّقٌ بالحقّ ونازلٌ عنده ومكذّبٌ بالحقّ وتاركه، في ذلك كانت خصومة القوم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2898]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فريقان يختصمون قال يقول مؤمن وكافر قال بعضهم صالح مرسل من ربه وقال بعضهم ليس بمرسل). [تفسير مجاهد: 474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه، وقولهم ليس بمرسل، وفي قوله {لم تستعجلون بالسيئة} قال: العذاب {قبل الحسنة} قال: الرحمة، وفي قوله {قالوا اطيرنا بك} قال: تشاءمنا، وفي قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح، وفي قوله {تقاسموا بالله} قال: تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين). [الدر المنثور: 11/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة} يقول تعالى ذكره: قال صالحٌ لقومه: يا قوم لأيّ شيءٍ تستعجلون بعذاب اللّه قبل الرّحمة.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة} قال: السّيّئة: العذاب، قبل الحسنة: قبل الرّحمة.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {قال يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة} قال بالعذاب {قبل الحسنة}، قال: العافية.
وقوله: {لولا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون} يقول: هلاّ تتوبون إلى اللّه من كفركم، فيغفر لكم ربّكم عظيم جرمكم، يصفح لكم عن عقوبته إيّاكم على ما قد أتيتم من عظيم الخطيئة.
وقوله: {لعلّكم ترحمون} يقول: ليرحمكم ربّكم باستغفاركم إيّاه من كفركم). [جامع البيان: 18/86-87]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: تستعجلون بالسّيّئة السيئة: العذاب، وقوله: قبل الحسنة: قبل الرّحمة.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، أنبأ حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد الحسنة قال: العافية.
قوله: لولا تستغفرون اللّه
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا القاسم بن خليفة، عن عمرو بن محمّدٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ لولا تستغفرون اللّه قال: فهلا تستغفرون اللّه؟.
قوله تعالى: لعلّكم ترحمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ حدّثني عبد اللّه ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قول اللّه: لعلّكم ترحمون: كي ترحموا ولا تعذّبوا). [تفسير القرآن العظيم: 9/2898-2899]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة قال السيئة العذاب والحسنة الرحمة). [تفسير مجاهد: 474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه، وقولهم ليس بمرسل، وفي قوله {لم تستعجلون بالسيئة} قال: العذاب {قبل الحسنة} قال: الرحمة، وفي قوله {قالوا اطيرنا بك} قال: تشاءمنا، وفي قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح، وفي قوله {تقاسموا بالله} قال: تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين). [الدر المنثور: 11/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى طائركم عند الله قال علم عملكم عند الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/82-83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك، قال طائركم عند اللّه، بل أنتم قومٌ تفتنون}.
يقول تعالى ذكره: قالت ثمود لرسولها صالحٍ {اطّيّرنا بك وبمن معك} أي تشاءمنا بك وبمن معك من أتباعنا، وزجرنا الطّير بأنّا سيصيبنا بك وبهم المكاره والمصائب. فأجابهم صالحٌ فقال لهم {طائركم عند اللّه} أي ما زجرتم من الطّير لما يصيبكم من المكاره عند اللّه علمه، لا يدري أيّ ذلك كائنٌ، أما تظنّون من المصائب أو المكاره، أم ما لا ترجونه من العافية والرّجاء والمحابّ؟.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قال طائركم عند اللّه} يقول: مصائبكم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، قوله: {طائركم عند اللّه} علمكم عند اللّه.
وقوله: {بل أنتم قومٌ تفتنون} يقول: بل أنتم قومٌ تختبرون، يختبركم ربّكم إذ أرسلني إليكم، أتطيعونه فتعملون بما أمركم به، فيجزيكم الجزيل من ثوابه، أم تعصونه فتعملون بخلافه، فيحلّ بكم عقابه). [جامع البيان: 18/87-88]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا اطّيّرنا بك وبمن معك قال طائركم عند اللّه بل أنتم قومٌ تفتنون (47)
قوله تعالى: قالوا اطّيرنا بك وبمن معك
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: اطّيرنا بك وبمن معك قالوا: ما أصابنا من شرٍّ فإنّما هو من قبلك ومن قبل من معك.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو حذيفة، ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يطّيّروا قال: يتشاءموا.
قوله تعالى: قال طائركم عند اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: طائركم عند اللّه مصائبكم عند اللّه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة طائركم أي: عملكم عند اللّه.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: طائركم عند اللّه أي: علم عملكم، عن اللّه.
قوله تعالى: بل أنتم قومٌ تفتنون
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: بل أنتم قومٌ تفتنون أي: تبتلون بطاعة اللّه ومعصيته). [تفسير القرآن العظيم: 9/2899]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه، وقولهم ليس بمرسل، وفي قوله {لم تستعجلون بالسيئة} قال: العذاب {قبل الحسنة} قال: الرحمة، وفي قوله {قالوا اطيرنا بك} قال: تشاءمنا، وفي قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح، وفي قوله {تقاسموا بالله} قال: تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين). [الدر المنثور: 11/386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {طائركم} قال: مصائبكم). [الدر المنثور: 11/387]

تفسير قوله تعالى: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا قال تقاسموا بالله أن يبيتوا صالحا ثم يفتكوا به ثم ليقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا فذلك مكرهم فبينا هم معانيق إلى صالح يعني يسرعون سلط الله عليهم صخرة فقتلتهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/83]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا يحيى بن ربيعة الصنعاني قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول في قوله تعالى وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال كانوا يقرضون الدراهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/83]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون (48) قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون}.
يقول تعالى ذكره: وكان في مدينة قوم صالحٍ، وهي حجر ثمود تسعة أنفسٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وكان إفسادهم في الأرض كفرهم باللّه ومعصيتهم إيّاه، وإنّما خصّ اللّه جلّ ثناؤه هؤلاء التّسعة الرّهط بالخبر عنهم أنّهم كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وإن كان أهل الكفر كلّهم في الأرض مفسدين؛ لأنّ هؤلاء التّسعة هم الّذين سعوا - فيما بلغنا - في عقر النّاقة، وتعاونوا عليه، وتحالفوا على قتل صالحٍ من بين قومم ثمود. وقد ذكرنا قصصهم وأخبارهم فيما مضى من كتابنا هذا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تسعة رهطٍ} قال: من قوم صالحٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون} هم الّذين عقروا النّاقة، وقالوا حين عقروها: نبيّت صالحًا وأهله فنقتلهم، ثمّ نقول لأولياء صالحٍ: ما شهدنا من هذا شيئًا، وما لنا به علمٌ، فدمّرهم اللّه أجمعين). [جامع البيان: 18/88-89]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون (48)
قوله تعالى: وكان في المدينة تسعة رهطٍ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: تسعة رهطٍ: من قوم صالحٍ.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ حدّثني أبي حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: وكان في المدينة تسعة رهطٍ: وهم الّذين عقروا النّاقة.
- ذكر، عن يوسف بن هارون بن حاتمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ عن أبي مالكٍ، عن ابن عبّاسٍ: وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال: كان أساميهم رعميٌّ ورعيمٌ وهريمٌ وداد وصواب ورئاب ومسطعٌ وقدّار بن سالفٍ عاقر النّاقة.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن أبي بكرٍ بن مقدّمٍ، ثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ قال: سمعت مالك بن دينارٍ يقول: وتلا هذه الآية: وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال: فكم اليوم في كلّ قبيلةٍ من الّذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: فلمّا قال: لهم صالحٌ ذلك، قال: التّسعة الّذين عقروا النّاقة: هلمّ فلنقتل صالحًا فإن كان صادقًا عجّلناه قبلنا، وإن كان كاذبًا كنّا قد ألحقناه بناقته. فأتوه ليلا ليبيّتوه في أهله، فدمغتهم الملائكة بالحجارة، فلمّا أبطئوا على أصحابهم أتوا منزل صالحٍ فوجدوهم متشدّخين قد رضخوا، بالحجارة فقالوا لصالحٍ: أنت قتلتهم، ثمّ همّوا به، فقامت عشيرته دونه ولبسوا السّلاح، وقالوا لهم: واللّه لا تقتلونه أبدًا وقد وعدكم أنّ العذاب نازلٌ بكم في ثلاثٍ، فإن كان صادقًا لم تزيدوا ربّكم غضبًا، وإن كان كاذبًا فأنتم من وراء ما تريدون انصرفوا عنهم ليلتهم تلك والنّفر الّذين رضختهم الملائكة بالحجارة التّسعة الّذين ذكر اللّه عزّ وجلّ في القرآن، يقول اللّه وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
قوله تعالى: يفسدون في الأرض ولا يصلحون
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ يحيى بن ربيعة الصّنعانيّ قال: سمعت عطاءً: وكان في المدينة تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ولا يصلحون قال: كانوا يقرضون الدّراهم.
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنبأ ابن وهبٍ أخبرني مالكٌ، عن يحيى بن سعيدٍ أنّه سمع سعيد بن المسيّب: يقول الذّهب والورق من الفساد في الأرض.
- حدّثنا أبي، ثنا شهاب بن عبّادٍ، ثنا عطّافٌ، عن ابن حرملة أو أبي حرملة، عن سعيد بن المسيّب قال: قطع الدّنانير والدّراهم يعني المثاقيل الّتي أجازها المسلمون بينهم وعرفوها من الفساد). [تفسير القرآن العظيم: 9/2900-2901]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه، وقولهم ليس بمرسل، وفي قوله {لم تستعجلون بالسيئة} قال: العذاب {قبل الحسنة} قال: الرحمة، وفي قوله {قالوا اطيرنا بك} قال: تشاءمنا، وفي قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح، وفي قوله {تقاسموا بالله} قال: تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين). [الدر المنثور: 11/386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: كان أسماؤهم زعمي وزعيم وهرميوهريم وداب وهواب ورياب وسيطع وقدار بن سالف عاقر الناقة). [الدر المنثور: 11/387-388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: وهم الذين عقروا الناقة وقالوا حين عقروها تبيتن صالحا وأهله فنقتلهم ثم نقول لاولياء صالح ما شهدنا من هذا شيئا ومالنا به علم فدمرهم الله أجمعين). [الدر المنثور: 11/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن عطاء بن أبي رياح {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} قال: كانوا يقرضون الدراهم، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/388]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله} يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء التّسعة الرّهط الّذين يفسدون في أرض حجر ثمود، ولا يصلحون، تقاسموا باللّه: تحالفوا باللّه أيّها القوم، ليحلف بعضكم لبعضٍ: لنبيّتنّ صالحًا وأهله، فلنقتلنّه، ثمّ لنقولنّ لوليّه: ما شهدنا مهلك أهله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {تقاسموا باللّه} قال: تحالفوا على إهلاكه، فلم يصلوا إليه حتّى هلكوا وقومهم أجمعون.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
ويتوجّه قوله {تقاسموا باللّه} إلى وجهين: أحدهما النّصب على وجه الخبر، كأنّه قيل: قالوا متقاسمين. وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: ولا يصلحون تقاسموا باللّه، وليس فيها قالوا، فذلك من قراءته يدلّ على وجه النّصب في تقاسموا على ما وصفت.
والوجه الآخر: الجزم، كأنّهم قال بعضهم لبعضٍ: اقسموا باللّه، فعلى هذا الوجه الثّاني تصلح قراءة {لنبيّتنّه} بالياء والنّون، لأنّ القائل لهم تقاسموا وإن كان هو الآمر فهو فيمن أقسم، كما يقال في الكلام: انهضوا بنا نمض إلى فلانٍ، وانهضوا تمضوا إليه. وعلى الوجه الأوّل الّذي هو وجه النّصب القراءة فيه بالنّون أفصح، لأنّ معناه: قالوا متقاسمين لنبيّتنّه، وقد تجوز الياء على هذا الوجه كما يقال في الكلام: قالوا لنكرمنّ أباك، وليكرمنّ أباك، وبالنّون قرأ ذلك قرّاء المدينة، وعامّة قرّاء البصرة وبعض الكوفيّين. وأمّا الأغلب على قرّاء أهل الكوفة، فقراءته بالياء، وضمّ التّاء جميعًا. وأمّا بعض المكّيّين، فقرأه بالياء.
وأعجب القراءات في ذلك إليّ النّون، لأنّ ذلك أفصح الكلام على الوجهين اللّذين بيّنت من النّصب والجزم، وإن كان كلّ ذلك صحيحًا غير فاسدٍ لما وصفت، وأكرهها إليّ القراءة بها الياء، لقلّة قارئ ذلك كذلك.
وقوله: {لنبيّتنّه} قال: ليبيّتنّ صالحًا ثمّ يفتكوا به.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: قال التّسعة الّذين عقروا النّاقة: هلمّ فلنقتل صالحًا، فإن كان صادقًا، يعني فيما وعدهم من العذاب بعد الثّلاث، عجّلناه قبله، وإن كان كاذبًا نكون قد ألحقناه بناقته. فأتوه ليلاً ليبيّتوه في أهله، فدمغتهم الملائكة بالحجارة؛ فلمّا أبطئوا على أصحابهم أتوا منزل صالحٍ، فوجدوهم مشدًّخين قد رضخوا بالحجارة.
وقوله: {وإنّا لصادقون} نقول لوليّه: وإنّا لصادقون، أنّا ما شهدنا مهلك أهله). [جامع البيان: 18/90-92]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون (49)
قوله تعالى: قالوا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: قالوا قال: تسعةٌ من قوم صالحٍ.
قوله تعالى: تقاسموا باللّه
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: تقاسموا باللّه: تحالفوا على هلاكه، فلم يصلّوا إليه حتّى هلكوا وقومهم أجمعين.
قوله تعالى: لنبيّتنّه وأهله
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق ثتل معمرٌ، عن قتادة في قوله: تقاسموا باللّه: أن يبيّتوا صالحًا ثمّ يفتكوا به ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله قال: وافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه وذكر لنا أنّهم بينما هم معانيق إلى صالحٍ ليفتكوا به إذ بعث اللّه عليهم صخرة فأهمدتهم.
قوله تعالى: لنقولنّ لوليّه
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ثمّ لنقولنّ لوليّه يعني رهط صالحٍ ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون
قوله تعالى: ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ: حدّثني أبي، حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون هم الّذين عقروا النّاقة، وقالوا حين عقروها نبيّت صالحًا وأهله فنقتلهم ثمّ نقول لأولياء صالحٍ ما شهدنا من هذا شيئًا وما لنا به علمٌ، فدمّرهم اللّه أجمعين). [تفسير القرآن العظيم: 9/2901-2902]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تقاسموا بالله قال تحالفوا على هلاكهم فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعون). [تفسير مجاهد: 474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: مؤمن وكافر قولهم صالح مرسل من ربه، وقولهم ليس بمرسل، وفي قوله {لم تستعجلون بالسيئة} قال: العذاب {قبل الحسنة} قال: الرحمة، وفي قوله {قالوا اطيرنا بك} قال: تشاءمنا، وفي قوله {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح، وفي قوله {تقاسموا بالله} قال: تحالفوا على هلاكه فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين). [الدر المنثور: 11/386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون (50) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين}.
يقول تعالى ذكره: وغدر هؤلاء التّسعة الرّهط الّذين يفسدون في الأرض بصالحٍ بمسيرهم إليه ليلاً ليقتلوه وأهله، وصالحٌ لا يشعر بذلك، {ومكرنا مكرًا} يقول: فأخذناهم بعقوبتنا إيّاهم، وتعجيلنا العذاب لهم {وهم لا يشعرون} بمكرنا.
وقد بيّنّا فيما مضى معنى: مكر اللّه بمن مكر به، وما وجه ذلك، وأنّه أخذه من أخذه منهم على غرّةٍ، أو استدراجه منهم من استدرج على كفره به ومعصيته إيّاه، ثمّ إحلاله العقوبة به على غرّةٍ وغفلةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطيّة، عن رجلٍ، عن عليٍّ، قال: المكر غدرٌ، والغدر كفرٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا} قال: احتالوا لأمرهم، واحتال اللّه لهم، مكروا بصالحٍ مكرًا، ومكرنا بهم مكرًا {وهم لا يشعرون} بمكرنا، وشعرنا بمكرهم، قالوا: زعم صالحٌ أنّه يفرغ منّا إلى ثلاثٍ فنحن نفرغ منه وأهله قبل ذلك، وكان له مسجدٌ في الحجر في شعبٍ يصلّي فيه، فخرجوا إلى كهفٍ وقالوا: إذا جاء يصلّي قتلناه، ثمّ رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله، ففرغنا منهم، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى: {قالوا تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون} فبعث اللّه صخرةً من الهضب حيالهم، فخشوا أن تشدخهم، فبادروا الغار، فطبقت الصّخرة عليهم فم ذلك الغار، فلا يدري قومهم أين هم؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم؟ فعذّب اللّه تبارك وتعالى هؤلاء ها هنا، وهؤلاء هنا، وأنجى اللّه صالحًا ومن معه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا} قال: فسلّط اللّه عليهم صخرةً فقتلتهم). [جامع البيان: 18/92-94]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون (50)
قوله تعالى: ومكروا مكرًا
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قول الله: ومكروا مكرًا فبينما هم معانيق إلى صالحٍ، يعني يسرعون إليه سلّط اللّه عزّ وجلّ صخرةً فقتلتهم.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قال: اللّه: ومكروا مكرًا: قال: مكرهم الّذي أرادوا بصالحٍ وقوله: ومكرنا مكرًا قال: مكر اللّه الّذي مكر بهم أن رماهم بصخرةٍ فأهمدتهم.
قوله تعالى: وهم لا يشعرون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون فمكرنا وشعرنا بمكرهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2902]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم} يقول تعالى ذكره: فانظر يا محمّد بعين قلبك إلى عاقبة غدر ثمود بنبيّهم صالحٍ، كيف كانت؟ وما الّذي أورثها اعتداؤهم وطغيانهم وتكذيبهم؟ فإنّ ذلك سنّتنا فيمن كذّب رسلنا، وطغى علينا من سائر الخلق، فحذّر قومك من قريشٍ أن ينالهم بتكذيبهم إيّاك ما نال ثمود بتكذيبهم صالحًا من المثلات.
وقوله: {أنّا دمّرناهم وقومهم أجمعين} يقول: إنّا دمّرنا التّسعة الرّهط الّذين يفسدون في الأرض من قوم صالحٍ وقومهم من ثمود أجمعين، فلم نبق منهم أحدًا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله (إنّا)، فقرأ بكسرها عامّة قرّاء الحجاز والبصرة على الابتداء، وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: {أنّا دمّرناهم}، بفتح الألف. وإذا فتحت كان في {أنّا} وجهان من الإعراب: أحدهما الرّفع على ردّها على العاقبة على الإتباع لها، والآخر النّصب على الرّدّ على موضع {كيف}، لأنّها في موضع نصبٍ إن شئت، وإنّ شئت على تكرير {كان} عليها على وجهٍ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم؟ كان عاقبة مكرهم تدميرنا إيّاهم.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 18/94-95]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم قال: شرٌّ واللّه، عاقبة مكرهم أن دمّرهم اللّه وقومهم أجمعين، ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2902]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فإذا هم فريقان يختصمون} قال: إن القوم بين مصدق ومكذب، مصدق بالحق ونازل عنده ومكذب بالحق تاركه، في ذلك كانت خصومة القوم {قالوا اطيرنا بك} قال: قالوا: ما أصبنا من شر فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك {قال طائركم عند الله} يقول: علم أعمالكم عند الله {بل أنتم قوم تفتنون} قال: تبتلون بطاعة الله ومعصيته: {وكان في المدينة تسعة رهط} قال: من قوم صالح {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله} قال: توافقوا على أن يأخذوه ليلا فيقتلوه قال: ذكر لنا أنهم بينما هم معانيق إلى صالح - يعني مسرعين - ليقتلوه بعث الله عليهم صخرة فأخمدتهم {ثم لنقولن لوليه} يعنون رهط صالح {ومكروا مكرا} قال: مكرهم الذي مكروا بصالح {ومكرنا مكرا} قال: مكر الله الذي مكر بهم: رماهم بصخرة فأهمدتهم {فانظر كيف كان} مكرهم قال: شر والله {كان عاقبة مكرهم} أن دمرهم الله وقومهم أجمعين ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 11/386-387] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون (52) وأنجينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {فتلك بيوتهم خاويةً} فتلك مساكنهم خاويةٌ خاليةٌ منهم، ليس فيها منهم أحدٌ، قد أهلكهم اللّه فأبادهم. {بما ظلموا} يقول تعالى ذكره: بظلمهم أنفسهم بشركهم باللّه، وتكذيبهم رسولهم. {إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون} يقول تعالى ذكره: إنّ في فعلنا بثمود ما قصصنا عليك يا محمّد من القصّة لعظةً لمن يعلم فعلنا بهم ما فعلنا من قومك الّذين يكذّبونك فيما جئتهم به من عند ربّك وعبرةً). [جامع البيان: 18/95]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون (52)
قوله تعالى: فتلك بيوتهم خاويةً
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: فتلك بيوتهم قال: فتلك منازلهم.
قوله تعالى: خاويةٌ
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ ثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك خاويةً قال: خواؤها خرابها.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: خاويةً قال: والخاوية سقوط أعلاها على أسافلها، وبه في قوله: بما ظلموا يقول بما كفروا.
قوله تعالى: إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يعلمون
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا أبو أسامة، حدّثني سفيان، عن سماكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: إنّ في ذلك لآيةً قال: علامةً). [تفسير القرآن العظيم: 9/2903]

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وأنجينا الّذين آمنوا} يقول: وأنجينا من نقمتنا وعذابنا الّذي أحللناه بثمود رسولنا صالحًا والمؤمنين به. {وكانوا يتّقون} يقول: وكانوا يتّقون بإيمانهم، وبتصديقهم صالحًا الّذي حلّ بقومهم من ثمود ما حلّ بهم من عذاب اللّه، فكذلك ننجّيك يا محمّد تبّاعك، عند إحلالنا عقوبتنا بمشركي قومك من بين أظهرهم.
وذكر أنّ صالحًا لمّا أحلّ اللّه بقومه ما أحلّ، خرج هو والمؤمنون به إلى الشّام، فنزل رملة فلسطين). [جامع البيان: 18/95]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وأنجينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ، قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه وأنجينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون قالوا: زعم صالحٌ أنّه يفرغ منّا إلى ثلاثٍ، فنحن نفرغ منه وأهله قبل ثلاثٍ. وكان مسجدٌ له في الحجر في شعبٍ ثمّ يصلّي فيه، فخرجوا إلى كهفٍ فقالوا: إذا جاء يصلّي قتلناه ثمّ رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله، ففرغنا منهم، فقرأ قول اللّه عزّ وجلّ تقاسموا باللّه لنبيّتنّه وأهله ثمّ لنقولنّ لوليّه ما شهدنا الآية كلّها قال: فبعث اللّه صخرًا من الهضب حيالهم تلك فخشوا أن يشتدخهم، فبادروا الغار، فطفقت الصّخرة عليهم في ذلك الغار، فلا يدري قومهم أين هم، ولا يدرون ما فعل بقومهم. فعذّب اللّه هؤلاء هاهنا وهؤلاء هاهنا، وأنجى اللّه صالحًا ومن معه وقرأ: فتلك بيوتهم خاويةً بما ظلموا وقرأ: وأنجينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون.
قوله تعالى: وكانوا يتقون
- حدّثنا موسى بن عبد الرّحمن المسروقيّ، ثنا الحفريّ أبو داود، عن سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: يتقون قال:... ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2903-2904]


رد مع اقتباس