عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 09:46 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا داود وسليمان علمًا، وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد آتينا داود وسليمان علمًا} وذلك علم كلام الطّير والدّوابّ، وغير ذلك ممّا خصّهم اللّه بعلمه. {وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين} يقول جلّ ثناؤه: وقال داود وسليمان: الحمد للّه الّذي فضّلنا بما خصّنا به من العلم الّذي آتاناه دون سائر خلقه من بني آدم في زماننا هذا على كثيرٍ من عباده المؤمنين به في دهرنا هذا). [جامع البيان: 18/24]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولقد آتينا داوود وسليمان علمًا وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين (15)
قوله تعالى: ولقد آتينا داود وسليمان
- حدّثنا أبي ثنا ابن نفيلٍ، ثنا عتّاب، عن خصيفٍ، عن زياد بن أبي مريم قوله: آتينا قال: أعطينا.
قوله تعالى: علمًا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: داود وسليمان علمًا قال فهمًا.
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، حدّثني سعيدٌ، عن قتادة قوله: ولقد آتينا داود وسليمان علمًا كان داود أعطي ثلاثًا، سخّرت له الجبال يسّرت معه، وألين له الحديد، وعلّم منطق الطّير، علّم موسى نبيّ اللّه عليه السّلام، منطق الطّير، وسخّرت له الجنّ وكان ذلك ممّا ورث عنه لم تسخّر له الجبال، ولم يلن له الحديد.
قوله تعالى: وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ الآية
- ذكر، عن إبراهيم بن هشام بن يحيى أخبرني، أبي، عن جدّي قال: كتب عمر بن عبد العزيز أنّ اللّه عزّ وجلّ، لم ينعم على عبدٍ نعمةً، فحمد اللّه عليها إلا كان حمده أفضل من نعمةٍ لو كنت لا تعرف ذلك إلا في كتاب الله المنزل، قال الله جلا وعلا: ولقد آتينا داود وسليمان علمًا وقالا الحمد للّه الّذي فضّلنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين وأيّ نعمةٍ أفضل ممّا أوتى داود وسليمان). [تفسير القرآن العظيم: 9/2853-2854]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان داود أعطي ثلاثا: سخرت له الجبال يسبحن معه والين له الحديد وعلم منطق الطير، وأعطي سليمان: منطق الطير وسخرت له الجن وكان ذلك مما ورث عنه، ولم تسخر له الجبال ولم يلن له الحديد). [الدر المنثور: 11/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب: إن الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها إلا كان حمده أفضل من نعمته، ان كنت لا تعرف، ذلك في كتاب الله المنزل قال الله عز وجل {ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين} وأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان). [الدر المنثور: 11/339-340]

تفسير قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى منطق الطير قال النملة من الطير). [تفسير عبد الرزاق: 2/79]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وورث سليمان داود، وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير، وأوتينا من كلّ شيءٍ، إنّ هذا لهو الفضل المبين}.
يقول تعالى ذكره: {وورث سليمان} أباه داود العلم الّذي كان اللّه آتاه في حياته، والملك الّذي كان خصّه به على سائر قومه، فجعله له بعد أبيه داود دون سائر ولد أبيه. {وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير} يقول: وقال سليمان لقومه: {يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير}، يعني فهمنا كلامها؛ وجعل ذلك من الطّير كمنطق الرّجل من بني آدم إذ فهمه عنها.
- وقد حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ: {وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير} قال: بلغنا أنّ سليمان كان عسكره مائة فرسخٍ: خمسةٌ وعشرون منها للإنسٍ، وخمسةٌ وعشرون للجنّ، وخمسةٌ وعشرون للوحش، وخمسةٌ وعشرون للطّير، وكان له ألف بيتٍ من قوارير على الخشب؛ فيها ثلاث مائة صريحةٍ، وسبع مائة سريّةٍ، فأمر الرّيح العاصف فرفعته، وأمر الرّخاء فسيّرته؛ فأوحى اللّه إليه وهو يسير بين السّماء والأرض: إنّي قد زدت أنّه لا يتكلّم أحدٌ من الخلائق بشيءٍ إلاّ جاءت الرّيح فأخبرتك به.
وقوله: {وأوتينا من كلّ شيءٍ} يقول: وأعطينا ووهب لنا من كلّ شيءٍ من الخيرات. {إنّ هذا لهو الفضل المبين} يقول: إنّ هذا الّذي أوتينا من الخيرات لهو الفضل على جميع أهل دهرنا المبين، يقول: الّذي يبين لمن تأمّله وتدبّره أنّه فضلٌ أعطيناه على من سوانا من النّاس). [جامع البيان: 18/24-25]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وورث سليمان داوود وقال يا أيّها النّاس علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ إنّ هذا لهو الفضل المبين (16)
قوله تعالى: وورث سليمان داود
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطا، عن سعيدٍ، عن قتادة في قوله: وورث سليمان داود ورث نبوّته وملكه.
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان، عن قتادة قوله: وورث سليمان داود قال: ورّثه نبوّته وملكه، وعلمه.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ في قوله: وورث سليمان داود قال: ورثه أن سخّر له الشّياطين والرّياح إلى ممّا ورث ممّا أعطي أبوه.
قوله تعالى: وقال يا أيّها النّاس
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن محمّد أبو عمير بن النّحّاس، ثنا ضمرة، عن الأوزاعيّ قال: النّاس عندنا أهل العلم.
قوله تعالى: علّمنا منطق الطّير
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنا عبد الرّزّاق ، أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: علّمنا منطق الطّير قال: النّملة من الطّير.
قوله تعالى: وأوتينا من كلّ شيءٍ إنّ هذا لهو الفضل المبين
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وأوتينا من كلّ شيءٍ قال: أوتوا من كلّ شيءٍ كان في بلادهم.
- حدّثنا أبو عتبة الحمصيّ، ثنا محمّد بن يوسف الفريابيّ، عن سفيان الثّوريّ، عن علقمة وعطاءٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدّرداء قال: كان داود يقضي بين البهائم يومان وبين النّاس يومًا، فجاءت بقرةٌ فوضعت قرنها في حلقة الباب ثمّ تنغّمت كما تنغّم الوالدة على ولدها، وقالت: كنت شابّةً كانوا ينتجوني ويستعملوني ثمّ أن كبرت فأرادوا أن يذبحوني ثمّ قال: داود، أحسنوا إليها ولا تذبحوها ثمّ قرأ: علّمنا منطق الطّير وأوتينا من كلّ شيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2854-2855]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وورث سليمان داود} قال: ورثه نبوته وملكه وعلمه). [الدر المنثور: 11/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي قال: الناس عندنا: أهل العلم). [الدر المنثور: 11/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأمّا قوله تعالى: {علمنا منطق الطير}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال: كنت عند عمر بن الخطاب فدخل علينا كعب الحبر فقال: يا أمير المؤمنين إلا أخبرك بأغرب شيء قرأت في كتب الأنبياء: إن هامة جاءت إلى سليمان فقالت: السلام عليك يا نبي الله فقال: وعليك السلام يا هام أخبرني كيف لا تأكلين الزرع فقالت: يا نبي الله لأن آدم عصى ربه في سببه لذلك لا آكله قال: فكيف لا تشربين الماء قالت: يا نبي الله لأن أغرق بالماء قوم نوح من أجل ذلك تركت شربه قال: فكيف تركت العمران وأسكنت الخراب قالت: لأن الخراب ميراث الله وأنا أسكن في ميراث الله وقد ذكر الله ذلك في كتابه فقال {وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} القصص الآية 58 إلى قوله {وكنا نحن الوارثين} ). [الدر المنثور: 11/340-341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وأحمد في الزهد، وابن أبي حاتم عن أبي الصديق الناجي قال: خرج سليمان بن داود يستسقي بالناس فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم انا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فاما أن تسقينا واما ان تهلكنا فقال سليمان للناس: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم). [الدر المنثور: 11/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال: كان داود يقضي بين البهائم يوما وبين الناس يوما فجاءت بقرة فوضعت قرنها في حلقة الباب ثم تنغمت كما تنغم الوالدة على ولدها وقالت: كنت شابة كانوا ينتجوني ويستعملوني ثم اني كبرت فأرادوا أن يذبحوني فقال داود: أحسنوا إليها ولا تذبحوها ثم قرأ {علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء} ). [الدر المنثور: 11/341-342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال: أعطي سليمان ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك سليمان سبعمائة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والإنس والدواب والطير والسباع وأعطي كل شيء ومنطق كل شيء وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة، حتى إذا أراد الله أن يقبضه إليه أوحى إليه: إن استودع علم الله وحكمته أخاه، وولد داود كانوا أربعمائة وثمانين رجلا أنبياء بلا رسالة، قال الذهبي: هذا باطل). [الدر المنثور: 11/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال: بلغنا ان سليمان كان عسكره مائة فرسخ: خمسة وعشرون منها للأنس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب، فيها ثلثمائة صريحة وسبعمائة سرية وأمر الريح العاصف فرفعته فأمر الريح فسارت به، فأوحى الله إليه: اني زدتك في ملكك ان لا يتكلم أحد بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك). [الدر المنثور: 11/342]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر عن وهب بن منبه قال: مر سليمان بن داود وهو في ملكه قد حملته الريح على رجل حراث من بني إسرائيل فلما رآه قال - سبحان الله - لقد أوتي آل داود ملكا، فحملتها الريح فوضعتها في أذنه فقال: ائتوني بالرجل فأتي به فقال: ماذا قلت فأخبره فقال سليمان: اني خشيت عليك الفتنة، لثواب سبحان الله عند الله يوم القيامة أعظم مما أوتي آل داود فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي قال: وكان سليمان رجلا أبيض جسيما أشقر غزاء لا يسمع بملك إلا أتاه فقاتله فدوخه يأمر الشياطين فيجعلون له دارا من قوارير فيحمل ما يريد من آلة الحرب فيها ثم يأمر العاصف فتحمله من الأرض ثم يأمر الرخاء فتقدمه حيث شاء). [الدر المنثور: 11/342-343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن كثير قال: قال سليمان بن داود لبني اسرائيل: ألا أريكم بعض ملكي اليوم قالوا: بلى يا نبيى الله قال: يا ريح ارفعينا، فرفعتهم الريح فجعلتهم بين السماء والأرض ثم قال: يا طير أظلينا، فاظلتهم الطير بأجنحتها لا يرون الشمس، قال: يا بني إسرائيل أي ملك ترون قالوا: نرى ملكا عظيما قال: قول لا اله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، خير من ملكي هذا ومن الدنيا وما فيها، يا بني إسرائيل من خشي الله في السر والعلانية وقصد في الغنى والفقر وعدل في الغضب والرضا وذكر الله على كل حال فقد أعطي مثل ما أعطيت). [الدر المنثور: 11/343-344]

تفسير قوله تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فهم يوزعون قال يرد أولهم على آخرهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/79]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن يوزعون أن يتقدموه). [تفسير عبد الرزاق: 2/79]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، وأبي رزينٍ {فهم يوزعون} قالا: يحبس أوّلهم على آخرهم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 287]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون}.

يقول تعالى ذكره: وجمع لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير في مسيرٍ لهم فهم يوزعون.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله {فهم يوزعون} فقال بعضهم: معنى ذلك: فهم يحبس أوّلهم على آخرهم حتّى يجتمعوا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: جعل على كلّ صنفٍ وزعةٌ، يردّ أولاها على أخراها؛ لئلاّ يتقدّموا في المسير، كما تصنع الملوك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون} قال: يردّ أوّلهم على آخرهم.
وقال آخرون: معنى ذلك فهم يساقون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون} قال: يوزعون: يساقون.
وقال آخرون: بل معناه: فهم يتقدّمون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، قال: قال الحسن: {يوزعون} يتقدّمون.
قال أبو جعفرٍ: وأولى هذه الأقوال بالصّواب قول من قال معناه: يردّ أوّلهم على آخرهم؛ وذلك أنّ الوازع في كلام العرب هو الكافّ، يقال منه: وزع فلانٌ فلانًا عن الظّلم: إذا كفّه عنه، كما قال الشّاعر:
ألم يزع الهوى إذ لم يؤات؟ = بلى وسلوت عن طلب الفتاة
وقول الآخر:
على حين عاتبت المشيب على الصّبا = وقلت ألمّا تصح والشّيب وازع
وإنّما قيل للّذين يدفعون النّاس عن الولاة والأمراء وزعةٌ: لكفّهم إيّاهم عنهم). [جامع البيان: 18/25-27]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير فهم يوزعون (17)
قوله تعالى: وحشر لسليمان جنوده من الجنّ والإنس والطّير
- حدّثنا أبي ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سنانٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: كان يوضع لسليمان ثلاثمائة ألف كرسيٍّ، فيجلس مؤمنو الإنس ممّا يليه ومؤمنو الجنّ من ورائهم، ثمّ يأمر الطّير فتظلّه، ثمّ يأمر الرّيح فتحمله قال سفيان فيمرّون على السّنبلة فلا يحرّكونها.
- ذكر أبى ثنا القاسم بن الحارث المروزيّ، أنبأ عبدان، عن أبي حمزة، عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ سليمان كان يضع سريره، ثمّ يضع الكرسيّ، عن يمينه وشماله فيأذن للإنس، ثمّ يأذن للجنّ فيكونون خلف الإنس، ثمّ يأذن للشّياطين فيكونون خلف الجنّ، ثمّ يرسل إلى الرّيح فتأتيه فتحملهم وتظلّه الطّير فوقه وهو على سريره وكراسيه يسير بهم غدوة الرّاكب، إلى أن يشتهي المنزل شهرًا، ثمّ تروح بهم مثل ذلك.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه قال: ورث ليمان الملك وأحدث اللّه إليه النّبوّة، وسأله أن يهب له ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده ففعل- تبارك وتعالى: فسخّر له الإنس والجنّ والطّير والرّيح، فكان إذا خرج من بيته إلى مجلسه وكان فيما يزعمون أبيض وسيمًا، وضيئًا كثير الشّعر، يلبس البياض من الثّياب عكفت عليه الطّير، وقام عليه الإنس والجنّ حتّى يجلس على سريره، وكان امرأً غزّاءً قلّ ما يقعد، عن الغزو، ولا يسمع بملكٍ في ناحيةٍ من الأرض إلا أتاه حتّى يذلّه، كان فيما يزعمون إذا أراد الغزو، أمر بعسكره فضرب له من خشبٍ، ثمّ نصب على الخشب ثمّ حمل عليه النّاس والدّوابّ وآبة الحرب كلّها، حتّى إذا حمل معه ما يريد أمر العاصف من الرّيح فدخلت تحت ذلك الخشب فاحتملته حتى إذا أثقلت به أمرت الرخاء فقذفت به شهرًا في روحته، وشهرًا في غدوته إلى حيث أراد اللّه.
يقول اللّه عزّ وجلّ: فسخّرنا له الرّيح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب أي حيث أراد قال ولسليمان الرّيح غدوّها شهر ورواحها شهر قال: فذكر أنّ منزلًا بناحية دجلة مكتوبٌ فيها كتابٌ كتب بعض صحابة سليمان- عليه السّلام إمّا من الجنّ وإمّا من الإنس، نحن نزلناه وما بنيناه ومبنيًّا وجدناه غدونا من إصطخرٍ، قفلناه ونحن رائحون منه إن شاء اللّه، فبائتون الشّام، وكان فيما بلغني لتمرّ بعسكره الرّيح الرّخاء تهوي به إلى ما أراد، وأنّها لتمرّ بالزّرعة فما تحرّكها فكذلك كان نبيّ اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم-.
قوله تعالى: فهم يوزعون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهدٍ فهم يوزعون قال: يحبس أوّلهم على آخرهم.
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطا، عن سعيدٍ، عن قتادة فهم يوزعون قال: لكلّ صنفٍ وزعةٌ يردّ أوّليهم على أخراهم.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، قال: وقال الحسن: يوزعون أي يتقدّموه.
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، حدّثني سعيد بن بشرٍ، عن قتادة فهم يوزعون قال: لكلّ صنفٍ منهم وزعةٌ ساقةٌ تردّ أوّليهم على أخراهم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن موسى أنبأ ابن أبي زائدة، عن ابن جريح، عن مجاهدٍ فهم يوزعون قال: جعل على كلّ صنفٍ وزعةٌ يردّون أوّليها على آخريها لئلا يتقدّموا في المسير كما تفعل الملوك اليوم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2855-2857]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون.
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير، كان يوضع لسليمان عليه السلام ثلثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمنوا الإنس مما يليه ومؤمنوا الجن من ورائهم ثم يأمر الطير فتظله ثم يأمر الريح فتحمله فيمرون على السنبلة فلا يحركونها). [الدر المنثور: 11/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فهم يوزعون} قال: يدفعون). [الدر المنثور: 11/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {فهم يوزعون} قال: جعل على كل صنف منهم وزعة ترد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما تصنع الملوك). [الدر المنثور: 11/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والطستي في مسائله عن ابن عباس، ان نافع بن الازرق سأله عن قوله {فهم يوزعون} قال: يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أو ما سمعت قول الشاعر:
وزعت رعيلها باقب نهد * إذا ما القوم شدوا بعد خمس). [الدر المنثور: 11/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد وأبي رزين في قوله {فهم يوزعون} قال: يحبس أولهم على آخرهم). [الدر المنثور: 11/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {فهم يوزعون} قال: يرد أولهم على آخرهم). [الدر المنثور: 11/345]

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): ([الثوري] عن الأعمش عن رجلٍ يقال له الحكم عن نوفٍ الشّامّيّ في قوله: {قالت نملة يا أيها النمل} قال: كانت النّملة مثل الذيب من العظم [الآية: 18]). [تفسير الثوري: 232]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حتّى إذا أتوا على واد النّمل قالت نملةٌ يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {حتّى إذا أتوا على واد النّمل} حتّى إذا أتى سليمان وجنوده على وادي النّمل {قالت نملةٌ يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنّكم سليمان وجنوده} يقول: لا يكسرنّكم ويقتلنّكم سليمان وجنوده {وهم لا يشعرون} يقول: وهم لا يعلمون أنّهم يحطمونكم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، ويحيى، قالا حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ يقال له الحكم، عن عوفٍ، في قوله: {قالت نملةٌ يا أيّها النّمل} قال: كان نمل سليمان بن داود مثل الذّباب). [جامع البيان: 18/27-28]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (حتّى إذا أتوا على واد النّمل قالت نملةٌ يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون (18)
قوله تعالى: حتّى إذا أتوا على واد النّمل
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: حتّى إذا أتوا على واد النّمل قال: ذكر لنا أنّه وادٍ بأرض الشّام.
قوله تعالى: قالت نملةٌ إلى قوله: وهم لا يشعرون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أحمد بن بشيرٍ، أنبأ شيخٌ من ثقيفٍ، عن الشّعبيّ قال: النّملة الّتي فقه سليمان كلامها كانت ذات جناحين.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أحمد بن بشيرٍ، عن أبى روقٍ، عن الشّعبيّ مثله.
- حدّثنا أبي، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ضمرة، عن العلاء بن هارون، عن الشّعبيّ قال: النّملة من الطّير ولولا ذلك لم يعرف سليمان ما تقول ذلك.
- حدّثنا أبي، ثنا عمرو بن عونٍ، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن الحكم ابن الوليد، عن نوفٍ الحميريّ قال: كان نمل سليمان مثل أمثال الذّياب.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن بشّارٍ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ مسعرٌ، عن زيدٍ العمّيّ، عن أبي الصّدّيق النّاجيّ قال: خرج سليمان بن داود يستسقي فإذا هو بنملةٍ مستلقيةٍ على ظهرها رافعةٍ قوائمها إلى السّماء وهي تقول: اللّهمّ أنا خلقٌ من خلقك لا غنى بنا، عن سقياك، وإلّا تسقنا تهلكنا، فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، قال سفيان، لو أنّ سليمان بن داود لم يقبله بالّذي ينبغي لساخت به الأرض خمسمائة قامةٍ حين قالت النّملة: يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم قال: فتبسّم ضاحكًا من قولها: وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والدي). [تفسير القرآن العظيم: 9/2857-2858]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {حتى إذا أتوا على وادي النمل} قال: ذكر لنا أنه واد بأرض الشام). [الدر المنثور: 11/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال: النملة التي فقه سليمان كلامها كانت من الطير ذات جناحين ولولا ذلك لم يعرف سليمان ما تقول). [الدر المنثور: 11/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: النمل من الطير). [الدر المنثور: 11/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن نوف قال: كان النمل في زمن سليمان بن داود أمثال الذباب، وفي لفظ مثل الذباب). [الدر المنثور: 11/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحكم قال: كان النمل في زمان سليمان أمثال الذباب). [الدر المنثور: 11/345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن وهب ابن منبه قال: أمر الله الريح قال لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء في الأرض بينهم إلا حملته فوضعته في أذن سليمان فبذلك سمع كلام النملة). [الدر المنثور: 11/346]

تفسير قوله تعالى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({أوزعني} [النمل: 19] : «اجعلني»). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله أوزعني اجعلني وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ مثله وقال أبو عبيدة في قوله أوزعني أي سدّدني إليه وقال في موضعٍ آخر أي ألهمني وبالثّاني جزم الفرّاء). [فتح الباري: 8/505]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 73 النّمل {عسى أن يكون ردف لكم} قال اقترب لكم
وبه في قوله 88 النّمل {وترى الجبال تحسبها جامدة} يقول قائمة
وبه في قوله 19 النّمل {أوزعني} قال اجعلني). [تغليق التعليق: 4/276]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (أوزعني اجعلني
أشار به إلى قوله تعالى: {وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ} (النّمل: 19)
الآية، فسر قوله: (أوزعني) . بقوله: (اجعلني) وكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وفي (تفسير النّسفيّ) : أوزعني: إجعلني أزع شكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والدي، وآلفه وارتبطه لا ينقلب عني حتّى لا أزال شاكراً لك). [عمدة القاري: 19/103-104]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أوزعني}) في قوله: {ربّ أوزعني} [النمل: 19] أي (اجعلني) أزع شكر نعمتك عندي). [إرشاد الساري: 7/281]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فتبسّم ضاحكًا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين}.
يقول تعالى ذكره: فتبسّم سليمان ضاحكًا من قول النّملة الّتي قالت ما قالت، وقال: {ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ} يعني بقوله {أوزعني} ألهمني.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك} يقول: اجعلني.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ} قال: في كلام العرب، تقول: أوزع فلانٌ بفلانٍ، يقول: حرّض عليه. وقال ابن زيدٍ: {أوزعني} ألهمني وحرّضني على أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ.
وقوله: {وأن أعمل صالحًا ترضاه} يقول: وأوزعني أن أعمل بطاعتك وما ترضاه، {وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين} يقول: وأدخلني برحمتك مع عبادك الصّالحين، الّذين اخترتهم لرسالتك وانتخبتهم لوحيك، يقول: أدخلني من الجنّة مداخلهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين} قال: مع عبادك الصّالحين الأنبياء والمؤمنين). [جامع البيان: 18/28-29]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فتبسّم ضاحكًا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين (19)
قوله تعالى: فتبسّم ضاحكًا من قولها
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن الحكم بن عطيّة قال: سألت محمّد بن سيرين، عن التّبسّم في الصّلاة فقال ما أراه إلا ضحكًا، ثمّ قرأ فتبسّم ضاحكًا من قولها
قوله تعالى: وقال ربّ أوزعني أن أشكر إلى صالحا ترضاه
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: أوزعني فقال اجعلني.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة ربّ أوزعني أن أشكر ألهمني أن أشكر نعمتك، وروي عن السّدّيّ مثله.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم قوله: ربّ أوزعني أن أشكر قال: في كلام العرب، أوزع فلانًا بفلانٍ، يقول: حرّضه قال ابن زيدٍ: أوزعني ألهمني وحرّضني على أن أشكر نعمتك.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن عمر قال: قال سفيان لو أنّ ابن آدم داود لم يقبله بالّذي ينبغي لساخت به الأرض خمسمائة قامةٍ حين قالت النّملة: يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم قال: فتبسّم ضاحكًا من قولها وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك الّتي أنعمت عليّ الآية فقال له رجلٌ حرّاثٌ من الحرّاثين: لأنا بقدرتي أشكر لك منك، قال: فخرّ، عن فرسه ساجدًا، وقال لولا أن يكون، قال ابن عمر: ثمّ تكلّم سفيان بكلمةٍ لم أفهمها. لقلت: انزع منّي ما أعطيتني، قال: وكان يشغله ذكر اللّه، عن أن يتكلّم.
قوله تعالى: وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيدٍ يقول: وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين قال: مع الصّالحين مع الأنبياء والمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 9/2858-2859]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن سيرين أنه سئل عن التبسم في الصلاة فقرأ هذه الآية {فتبسم ضاحكا من قولها} وقال: لا أعلم التبسم إلا ضحكا). [الدر المنثور: 11/346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أوزعني} قال: ألهمني). [الدر المنثور: 11/346-347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} قال: مع الأنبياء والمؤمنين). [الدر المنثور: 11/344]


رد مع اقتباس