عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 جمادى الأولى 1434هـ/31-03-2013م, 02:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّدًا وسبّحوا بحمد ربّهم} [السجدة: 15] في سجودهم.
{وهم لا يستكبرون} [السجدة: 15]، يعني: لا يتكبّرون عن عبادة اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/689]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها خرّوا سجّداً...}
كان المنافقون إذا نودي بالصلاة أتوها, فإن خفوا عن أعين المسلمين تركوها، فأنزل الله. {إنّما يؤمن بآياتنا الّذين إذا ذكّروا بها} , إذا نودوا إلى الصّلاة أتوها , فركعوا , وسجدوا غير مستكبرين.).[معاني القرآن: 2/331]

تفسير قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16]
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] لذكر اللّه تبارك وتعالى، يعني: الصّلاة.
- المعلّى، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: كانوا يتناومون إذا أمسوا من قبل أن تفترض صلاة العشاء، فلمّا فرضت جعلوا لا ينامون حتّى يصلّوا، فشقّ ذلك عليهم فنزلت: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] حتّى أتمّ الآية.
- الخليل بن مرّة، عن أبان بن أبي عيّاشٍ قال: جاءت امرأةٌ إلى أنس بن مالكٍ عابدةً، فقالت: إنّما لي من اللّيل هذه النّومة، ما بين المغرب إلى العشاء، وإنّي أوكل من أهلي من يوقظني عند الأذان بالعشاء، فقال أنسٌ: وكّلي من أهلك من لا يدعك تنامين حتّى تصلّيها فإنّ فيها أنزلت: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] وكان القوم قبل أن تفترض عليهم ينامون،
فلمّا فرضت عليهم اجتنبوا مضاجعهم حتّى يصلّوها.
- الحسن، عن الحسن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن النّوم قبل العشاء والحديث بعدها.
وسمعت سعيدًا يذكر عن قتادة، عن الحسن أنّه قال: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] قال: هو قيام اللّيل.
- قال: وسمعت حمّاد بن سلمة يذكر عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشبٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أوصى معاذ بن جبلٍ بأشياء، فقال في آخر ذلك: والقيام من اللّيل ثمّ تلا هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16].
- وأخبرنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: كانوا يتيقّظون ما بين
[تفسير القرآن العظيم: 2/690]
المغرب والعشاء يصلّون ما بينهما.
قال: {يدعون ربّهم خوفًا وطمعًا} [السجدة: 16] خوفًا من عذابه.
تفسير السّدّيّ: {وطمعًا} [السجدة: 16] في رحمته، يعني: الجنّة.
{وممّا رزقناهم ينفقون} [السجدة: 16] الزّكاة المفروضة). [تفسير القرآن العظيم: 2/691]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع...}
يقال: هو النوم قبل العشاء., كانوا لا يضعون جنوبهم بين المغرب والعشاء حتى يصلّوها, ويقال: إنهم كانوا في ليلهم كلّه {تتجافى}: تقلق {جنوبهم عن المضاجع} عن النوم في الليل كلّه {خوفاً وطمعاً} ). [معاني القرآن: 2/331]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({تتجافى جنوبهم عن المضاجع }: مجازه: ترتفع عنها وتنحى لأنهم يصلون بالليل، قال الزفيان من بني عوافة:

وصاحبي ذات هبابٍ دمشق= كأنها غبّ الكلال زورق
أذلّ برءاً الثافرين دوسق= شوارها قتودها والنمرق
وبرةٌ فيها زمامٌ معلق= كأن ثنيين شجاعٌ مطرق
وابن ملاطٍ متجافٍ أدفق

برءاً: متعوج على خلقه الطير زين، وثافر الزور مقدمه , ومؤخره، وبيت دوسق ليس بعظيم , لا صغيرٍ وسطٌ، متجافٍ: أي: منتحى عن كركرتها.). [مجاز القرآن: 2/132-133]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({تتجافى جنوبهم}: ترتفع). [غريب القرآن وتفسيره: 300]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {تتجافى جنوبهم}: أي: ترتفع). [تفسير غريب القرآن: 346]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا وطمعا وممّا رزقناهم ينفقون (16)}
معنى : {تتجافى}: ترتفع , وتفارق المضاجع، ومعنى : {خوفا وطمعا}: خوفا من عذاب اللّه , وطمعا في رحمة اللّه.
وانتصاب {خوفا وطمعا}لأنه مفعول له، كما تقول: فعلت ذلك حذار الشرّ , أي : لحذار الشرّ , وحقيقته أنه في موضع المصدر؛ لأن {يدعون ربّهم}في هذا الموضع يدل على أنهم يخافون عذابه , ويرجون رحمته، فهو في تأويل : يخافون خوفا , ويطمعون طمعا.
وقوله: {وممّا رزقناهم ينفقون}:أي : ينفقون في طاعة اللّه، وقد اختلف في تفسيرها، وأكثر ما جاء في التفسير : أنهم كانوا يصلون في الليل وقت صلاة العتمة المكتوبة , لا ينامون عنها، وقيل : التطوع بين الصلاتين: صلاة المغرب , والعشاء الآخرة.). [معاني القرآن: 4/206-207]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا}
روى قتادة , عن أنس قال : (يتيقظون بين العشاء , والعتمة , فيصلون).
وقال عطاء : (لا ينامون قبل العشاء حتى يصلوها).
وقال الحسن , ومجاهد : (يصلون في جوف الليل) , وكذلك قال مالك , والأوزاعي , وهذا القول أشبهها , لجهتين :-
إحداهما : أن أبا وائل روى , عن معاذ بن جبل قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :(( ألا أدلك على أعمال الخير : الصوم جنة , والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار , وصلاة الرجل في جوف الليل , ثم تلا :{تتجافى جنوبهم عن المضاجع } , حتى :{يعملون}.)). والجهة الأخرى أنه جل وعزقال :{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}
حدثنا محمد بن أحمد يعرف بالجريجي , قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن السلمي , قال : حدثنا عمرو بن عبد الوهاب , قال : حدثنا أبو أسامة , عن الأعمش , عن أبي صالح , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ : {من قرات أعين }, فهذه بصلاة الليل أشبه ؛ لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي .
روى أبو سلمة , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( قال ربكم : أعددت لعبادي الصالحين : ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , اقرءوا إن شئتم :{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}.)).). [معاني القرآن: 5/304-306]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}: أي: تترافع عن المضاجع للصلاة.). [ياقوتة الصراط: 407]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَتَجَافَى}: ترتفع.).[العمدة في غريب القرآن: 241]

تفسير قوله تعالى:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة: 17] على قدر أعمالهم.
حدّثني الخليل بن مرّة أنّ اللّه تبارك وتعالى يقول: ادخلوا الجنّة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.
- وحدّثنا عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ اللّه تبارك وتعالى قال: " أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشرٍ، اقرءوا إن شئتم، قال اللّه: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرّة أعينٍ جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة: 17]
- وإنّ في الجنّة شجرةً يسير الرّاكب في ظلّها مائة عامٍ ما يقطعها، اقرءوا إن شئتم، قال اللّه: {وظلٍّ ممدودٍ} [الواقعة: 30] وزاد فيه خداشٌ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ عليه السّلام: ولقاب قوس أحدكم من الجنّة، وموضع سوطه في الجنّة خيرٌ من الدّنيا وما فيها، اقرءوا إن شئتم قال اللّه تبارك وتعالى: {فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلا متاع الغرور} [سورة آل عمران: آية 185].
[تفسير القرآن العظيم: 2/691]
- أبان العطّار، عن أبي طلالٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ العبد ليعطى على باب الجنّة ما يكاد فؤاده يطير لولا أنّ اللّه تبارك وتعالى يبعث إليه ملكًا فيشدّ فؤاده»). [تفسير القرآن العظيم: 2/692]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا أخفي...}
وكلّ ينصب بالياء؛ لأنه فعل ماض؛ كما تقول: أهلك الظالمون. وقرأها حمزة (مّا أخفي لهم مّن قرّة أعينٍ) بإرسال الياء. وفي قراءة عبد الله {مّا نخفي لهم مّن قرّة أعينٍ} فهذا اعتبار وقوّة لحمزة. وكلٌّ صواب, وإذا قلت : {أخفي لهم}, وجعلت (ما) في مذهب (أي) كانت (ما) رفعاً بما لم تسمّ فاعله.
ومن قرأ : {أخفي لهم} بإرسال الياء وجعل (ما) في مذهب (أيّ) كانت نصباً في {أخفي} , و{نخفي} , ومن جعلها بمنزلة الشيء أوقع عليها (تعلم) , فكانت نصباً في كلّ الوجوه. وقد قرئت : {قرّات أعين} : ذكرت عن أبي هريرة.). [معاني القرآن: 2/332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17)}
دليل على أنها الصلاة في جوف الليل؛ لأنه عمل يستسرّ الإنسان به , فجعل لفظ ما يجازى به (أخفي).
ويقرأ بإسكان الياء، ويكون المعنى : ما أخفي أنا لهم. إخبار عن اللّه.
وإذا قرئت: {أخفي لهم من قرّة أعين} بفتح الياء , فعلى تأويل الفعل الماضي، ويكون اسم ما لم يسم فاعله ما في أخفي من ذكر " ما ". وقرأ الناس كلهم :{من قرّة أعين} إلا أبا هريرة , فإنه قرأ : {من قرّات أعين} .
ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم :{جزاء بما كانوا يعملون}
" جزاء " أيضا منصوب مفعول له, وقرئت: {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم}, أي: ما أخفى اللّه لهم.). [معاني القرآن: 4/207-208]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) قال :( { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين}
حدثنا محمد بن أحمد يعرف بالجريجي , قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن السلمي , قال: حدثنا عمرو بن عبد الوهاب, قال: حدثنا أبو أسامة , عن الأعمش , عن أبي صالح , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ: {من قرات أعين} , فهذه بصلاة الليل , أشبه لأنهم جوزوا على ما أخفوا بما خفي.
روى أبو سلمة , عن أبي هريرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال ربكم : (( أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر , اقرءوا إن شئتم : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}. )). ). [معاني القرآن: 5/305-306] (م)

تفسير قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا} [السجدة: 18]، يعني: كمن كان مشركًا.
{لا يستوون} [السجدة: 18] وهو على الاستفهام). [تفسير القرآن العظيم: 2/692]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لاّ يستوون}
ولم يقل: يستويان؛ لأنها عامّ، وإذا كان الاثنان غير مصمود لهما , ذهبا مذهب الجمع , تقول في الكلام: ما جعل الله المسلم كالكافر فلا تسوّينّ بينهم، وبينهما. وكلّ صواب.). [معاني القرآن: 2/332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون (18)}
جاء في التفسير : أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام, وعقبة بن أبي معيط.
فالمؤمن: عليّ رضي اللّه عنه، والفاسق : عقبة ابن أبي معيط، فشهد الله لعليّ بالإيمان , وإنه في الجنة بقوله: {أمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم جنّات المأوى}.
وقال: {لا يستوون}, ولو كان قال: لا يتسويان , لكان جائزا.
ولكن {من}: لفظها لفظ الواحد، وهي تدل على الواحد وعلى الجماعة , فجاء {لا يستوون}, على معنى : لا يستوي المؤمنون, والكافرون, ويجوز أن يكون {لا يستوون}للاثنين، لأن معنى الاثنين جماعة.). [معاني القرآن: 4/208]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا}
روى أبو عمرو بن العلاء , عن مجاهد , عن ابن عباس قال: (نزلت في رجلين من قريش) , إلى تمام الآيات الثلاث .
وقال ابن أبي ليلى : نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه , ورجل من قريش .
وقيل : نزلت في علي عليه السلام , والوليد بن عقبة بن أبي معيط , فشهد الله جل وعز لعلي بن أبي طالب بالإيمان , وأنه في الجنة.). [معاني القرآن: 5/306-307]

تفسير قوله تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {أمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم جنّات المأوى} [السجدة: 19] يعني أنّه يأوي إليها أهل الجنّة، وجنّة المأوى اسمٌ من أسماء الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/692]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (فقال جل وعز: {أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى}
وجاء على الجمع ؛ لأن الاثنين جماعة , ويكون لجميع المؤمنين , وإن كان سبب النزول مخصوصا لإبهام «من».). [معاني القرآن: 5/307]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأمّا الّذين فسقوا} [السجدة: 20]، يعني: أشركوا.
{فمأواهم النّار كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} [السجدة: 20] أنّهم إذا كانوا في أسفلها رفعتهم بلهبها، حتّى إذا كانوا في أعلاها رجوا أن يخرجوا منها، فضربوا بمقامع من حديدٍ، فهووا إلى أسفلها.
{وقيل لهم ذوقوا عذاب النّار الّذي كنتم به تكذّبون} [السجدة: 20]، يعني: العذاب الّذي كنتم تكذّبون به في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/692]

تفسير قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى} [السجدة: 21] سفيان، عن إسماعيل السّدّيّ، عن مسروقٍ، عن ابن مسعودٍ قال: هو يوم بدرٍ.
الحسن بن دينارٍ، عن الحسن، قال: العذاب الأدنى بالسّيف يوم بدرٍ.
المعلّى، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، قال: عذاب الدّنيا وعذاب القبر دون
[تفسير القرآن العظيم: 2/692]
العذاب الأكبر جهنّم، والأكبر الأشدّ.
وقال السّدّيّ: يعني بالعذاب الأدنى: العذاب الأقرب، وهو الجوع في الدّنيا.
{دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21]، يعني: النّار في الآخرة، كقوله في والنّجم: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النجم: 9]، يعني: أقرب.
{لعلّهم} لعلّ من يبقى منهم.
{يرجعون} عن الشّرك إلى الإيمان، فعذّبهم بالسّيف يوم بدرٍ، ومن بعدهم على من شاء الإيمان). [تفسير القرآن العظيم: 2/693]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى...}...
- حدثني شريك بن عبد الله , عن منصور , عن إبراهيم , أو عن مجاهد - شكّ الفراء - في قوله: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى} , قال: (مصائب تصيبهم في الدنيا دون عذاب الله يوم القيامة)). [معاني القرآن: 2/332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون (21)} الأدنى : ما يصيبهم في الدنيا، وقد اختلف في تفسيرها.
فقيل: ما يصيبهم من الجدب والخوف، ويكون دليل هذا القول قوله:{ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات}
وقيل " العذاب الأدنى " ههنا : السّباء , والقتل، وجملته أن كل ما يعذّب به في الدنيا , فهو العذاب الأدنى، والعذاب الأكبر : عذاب الآخرة.). [معاني القرآن: 4/208]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}
روى أبو الضحى , عن مسروق , عن عبد الله بن مسعود : {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى }, قال: يوم بدر.
{لعلهم يرجون}: لعل من بقي منهم يتوب.
وروى إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن أبي الأحوص , وأبي عبيدة , عن عبد الله :{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى}, قال: (سنون أصابت قوما قبلكم).
وروى عكرمة , عن ابن عباس :{ولنذيقنهم من العذاب الأدنى }, قال: (الحدود).
وقال علقمة , والحسن , وأبو العالية , والضحاك, قالوا : (المصيبات في الدنيا) .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: (القتل , والجوع لقريش في الدنيا دون العذاب الأكبر يوم القيامة في الآخرة) .
وروى أبو يحيى , عن مجاهد قال : (العذاب الأدنى : عذاب القبر , وعذاب الدنيا).
وروى الأعمش, عن مجاهد قال: (المصيبات) , وهذه الأقوال ليست بمتناقضة , وهي ترجع إلى أن معنى : الأدنى: ما كان قبل يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/309]

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن أظلم ممّن ذكّر بآيات ربّه ثمّ أعرض عنها} [السجدة: 22] لم يؤمن بها.
{إنّا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22] والمجرمين هاهنا المشركين). [تفسير القرآن العظيم: 2/693]


رد مع اقتباس