عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:05 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شريك، عن سالم، عن سعيدٍ، في قول الله سبحانه وتعالى: {أولي الأيدي والأبصار} [سورة ص: 45]: قال: الأيدي: القوة في العمل، والأبصار: بصرهم ما هم فيه من دينهم،
وقوله تعالى: {وسيدًا وحصورًا} [سورة آل عمران: 39]، قال: السيد: المطيع ربه ولا يعصيه، والحصور: الذي لا يأتي النساء). [الزهد لابن المبارك: 2/691]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله أولي الأيدي والأبصار قال أولي القوة في العبادة). [تفسير عبد الرزاق: 2/168]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {الأبصار} [ص: 45] : «البصر في أمر اللّه»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الأبصار البصر في أمر اللّه وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله أولي الأيدي والأبصار قال أولي القوّة في العبادة والفقه في الدّين ومن طريق منصورٍ عن مجاهدٍ قال الأبصار العقول تنبيهٌ الأبصار وردت في هذه السّورة عقب الأيدي لا عقب الأيد لكن في قراءة بن مسعود أولى الأيدي والأبصار من غير ياءٍ فلعلّ البخاريّ فسّره على هذه القراءة). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 45 ص {أولي الأيدي والأبصار} قال {الأبصار} الفقه في الدّين). [تغليق التعليق: 4/296] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ الأيد القوّة في العبادة: الأبصار التبصر في أمر الله تعالى
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار} (ص: 45) وفسّر: (الأيد) بالقوّة في العبادة وفسّر الأبصار بالتبصر في أمر الله، وهذا أسنده الطّبريّ عن محمّد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عبّاس به). [عمدة القاري: 19/139]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري ({الأيد}) بالرفع في قوله تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيد والأبصار} [ص: 45] هو (القوة في العبادة) والعامة على ثبوت الياء في الأيدي جمع يد وهي إما الجارحة وكنّي بها عن الأعمال لأن أكثر الأعمال إنما تزاول باليد أو المراد النعمة وقرئ لأيد بغير ياء اجتزاء عنها بالكسرة). [إرشاد الساري: 7/316] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (الأبصار) هو (البصر في أمر الله) قاله ابن عباس أيضًا). [إرشاد الساري: 7/316]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الأيد) أي: في قوله: أولى الأيدي والأبصار هي القوّة في العبادة على ثبوت الياء بعد الدال وحذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة). [حاشية السندي على البخاري: 3/67] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت: 295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {أولي الأيدي والأبصار} قال: القوّة في العبادة، والبصر في أمر اللّه عزّ وجلّ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار (45) إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار (46) وإنّهم عندنا لمن المصطفين الأخيار}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {عبادنا} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {واذكر عبادنا} على الجماع غير ابن كثيرٍ، فإنّه ذكر عنه أنّه قرأه: (واذكر عبدنا) على التّوحيد، كأنّه يوجّه الكلام إلى أنّ إسحاق ويعقوب من ذرّيّة إبراهيم، وأنّهما ذكرا من بعده.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، سمع ابن عبّاسٍ، يقرأ: (واذكر عبدنا إبراهيم) قال: إنّما ذكر إبراهيم، ثمّ ذكر ولده بعده.
والصّواب عنده من القراءة في ذلك: قراءة من قرأه على الجماع، على أنّ إبراهيم وإسحاق ويعقوب بيانٌ عن العباد وترجمةٌ عنهم، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقوله: {أولي الأيدي والأبصار} ويعني بالأيدي: القوّة، يقول: أهل القوّة على عبادة اللّه وطاعته ويعني بالأبصار: أنّهم أهل إبصار القلوب، يعني به: أولي العقول للحقّ.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم في ذلك نحوًا ممّا قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولي الأيدي} يقول: أولي القوّة والعبادة، والأبصار يقول: الفقه في الدّين.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولي الأيدي والأبصار} قال: فضّلوا بالقوّة والعبادة.
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، أنّه قال في هذه الآية {أولي الأيدي} قال: القوّة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {أولي الأيدي} قال: القوّة في أمر اللّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عمرٍو، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {أولي الأيدي} قال: الأيدي: القوّة في أمر اللّه {والأبصار} العقول.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولي الأيدي والأبصار} قال: القوّة في طاعة اللّه {والأبصار} قال: البصر في الحقّ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولي الأيدي والأبصار} يقول: أعطوا قوّةً في العبادة، وبصرًا في الدّين.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {أولي الأيدي والأبصار} قال: الأيدي: القوّة في طاعة اللّه، والأبصار: البصر بعقولهم في دينهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أولي الأيدي والأبصار} قال: الأيدي: القوّة، والأبصار: العقول.
فإن قال لنا قائلٌ: وما الأيدي من القوّة، والأيدي إنّما هي جمع يدٍ، واليد جارحةٌ، وما العقول من الأبصار، وإنّما الأبصار جمع بصرٍ؟
قيل: إنّ ذلك مثلٌ، وذلك أنّ باليد البطش، وبالبطش تعرف قوّة القويّ، فلذلك قيل للقويّ: ذو يدٍ؛ وأمّا البصر، فإنّه عني به بصر القلب، وبه تنال معرفة الأشياء، فلذلك قيل للرّجل العالم بالشّيء: بصيرٌ به وقد يمكن أن يكون عني بقوله: {أولي الأيدي} أولي الأيدي عند اللّه بالأعمال الصّالحة، فجعل اللّه أعمالهم الصّالحة الّتي عملوها في الدّنيا أيديًا لهم عند اللّه تمثيلاً لها باليد، تكون عند الرّجل الآخر.
وقد ذكر عن عبد اللّه أنّه كان يقرؤه: (أولي الأيد) بغير ياءٍ، وقد يحتمل أن يكون ذلك من التّأييد، وأن يكون بمعنى الأيدي، ولكنّه أسقط منه الياء، كما قيل: {يوم يناد المناد} بحذف الياء). [جامع البيان: 20/113-116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 45 - 48.
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {واذكر عبادنا إبراهيم} ويقول: إنما ذكر إبراهيم ثم ذكر بعده ولده). [الدر المنثور: 12/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {واذكر عبادنا} على الجمع إبراهيم وإسحاق ويعقوب). [الدر المنثور: 12/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أولي الأيدي} قال: القوة في العبادة {والأبصار} قال: البصر في أمر الله). [الدر المنثور: 12/608]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه {أولي الأيدي والأبصار} قال: أما اليد فهو القوة في العمل وأما الأبصار فالبصر ما هم فيه من أمر دينهم). [الدر المنثور: 12/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أولي الأيدي} قال: القوة في أمر الله {والأبصار} قال: العقل). [الدر المنثور: 12/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {أولي الأيدي والأبصار} قال: أولي القوة في العبادة ونصرا في الدين). [الدر المنثور: 12/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (أولي الأيدي) قال: النعمة). [الدر المنثور: 12/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: (أولي الأيدي والأبصار) قال: أولي الأيدي على الناس بالمعروف). [الدر المنثور: 12/609]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار قال تدعون إلى الآخرة وإلى طاعة الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/168]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت: 295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {إنا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدار} قال] : أخلصوا بذلك وتكفّروا بدار يوم القيامة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ} يقول تعالى ذكره: إنّا خصصناهم بخاصّةٍ: ذكرى الدّار.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بخالصةٍ ذكرى الدّار} فقرأته عامّة قرّاء المدينة: (بخالصة ذكرى الدّار) بإضافة خالصةٍ إلى ذكرى الدّار، بمعنى: أنّهم أخلصوا بخالصة الذّكرى، و(الذّكرى) إذا قرئ كذلك غير الخالصة، كما المتكبّر إذا قرئ: على كلّ قلب متكبّرٍ بإضافة القلب إلى المتكبّر، هو الّذي له القلب وليس بالقلب وقرأ ذلك عامّة قرّاء العراق: {بخالصةٍ ذكرى الدّار} بتنوين قوله: {خالصةٍ} وردّ ذكرى عليها، على أنّ الدّار هي الخالصة، فردّوا الذّكرى وهي معرفةٌ على خالصةٍ، وهي نكرةٌ، كما قيل: لشرّ مآبٍ جهنّم، فردّ جهنّم وهي معرفةٌ على المآب وهي نكرةٌ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقد اختلف أهل التّأويل، في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: إنّا أخلصناهم بخالصةٍ هي ذكرى الدّار: أي أنّهم كانوا يذكّرون النّاس الدّار الآخرة، ويدعونهم إلى طاعة اللّه، والعمل للدّار الآخرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار} قال: بهذه أخلصهم اللّه، كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى اللّه.
وقال آخرون: معنى ذلك أنّه أخلصهم بعملهم للآخرة وذكرهم لها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار} قال: بذكر الآخرة فليس لهم هم غيرها.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار} قال: بذكرهم الدّار الآخرة، وعملهم للآخرة.
وقال آخرون: معنى ذلك: إنّا أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة؛ وهذا التّأويل على قراءة من قرأه بالإضافة وأمّا القولان الأوّلان فعلى تأويل قراءة من قرأه بالتّنوين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار} قال: بأفضل ما في الآخرة أخلصناهم به، وأعطيناهم إيّاه؛ قال: والدّار: الجنّة، وقرأ: {تلك الدّار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون علوًّا في الأرض}، قال: الجنّة وقرأ: {ولنعم دار المتّقين} قال: هذا كلّه الجنّة، وقال: أخلصناهم بخير الآخرة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: خالصةً عقبى الدّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ {بخالصةٍ ذكرى الدّار} قال: عقبى الدّار.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: بخالصةٍ أهل الدّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، قال: حدّثني ابن أبي نجيحٍ، أنّه سمع مجاهدًا، يقول: {بخالصةٍ ذكرى الدّار} هم أهل الدّار؛ وذو الدّار، كقولك: ذو الكلاع، وذو يزن.
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من البصريّين يتأوّل ذلك على القراءة بالتّنوين {بخالصةٍ} عمل في ذكر الآخرة.
وأولى الأقوال بالصّواب في ذلك على قراءة من قرأه بالتّنوين أن يقال: معناه: إنّا أخلصناهم بخالصةٍ هي ذكرى الدّار الآخرة، فعملوا لها في الدّنيا، فأطاعوا اللّه وراقبوه؛ وقد يدخل في وصفهم بذلك أن يكون من صفتهم أيضًا الدّعاء إلى اللّه وإلى الدّار الآخرة، لأنّ ذلك من طاعة اللّه والعمل للدّار الآخرة، غير أنّ معنى الكلمة ما ذكرت.
وأمّا على قراءة من قرأه بالإضافة، فأن يقال: معناه: إنّا أخلصناهم بخالصة ما ذكر في الدّار الآخرة؛ فلمّا لم تذكر في أضيفت الذّكرى إلى الدّار كما قد بيّنّا قبل في معنى قوله: {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير} وقوله: {بسؤال نعجتك إلى نعاجه} ). [جامع البيان: 20/116-119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} قال: أخلصوا بذكر دار الآخرة أن يعملوا لها). [الدر المنثور: 12/609]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار). قال: أخلصوا بذلك وبذكرهم دار يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد: (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) قال: بذكر الآخرة وليس لهم هم ولا ذكر غيرها). [الدر المنثور: 12/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} قال: لهذه أخلصهم الله تعالى كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله تعالى). [الدر المنثور: 12/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} قال: بفضل أهل الجنة). [الدر المنثور: 12/610]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير {ذكرى الدار} قال: عقبى الدار). [الدر المنثور: 12/610]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن زيد بن أسلم عن عبد اللّه بن عبيد بن عميرٍ عن أبيه قال: قال موسى صلّى اللّه عليه وسلّم: يا ربّ بما أثنيت على إبراهيم وإسحاق ويعقوب بأي شيء أعطيتهم ذلك؟ قال: إنّ إبراهيم لم يعدل فيّ شيئًا إلّا اختارني عليه وإن إسحاق جاد لي بنفسه فهو بغيرها أجود وأمّا يعقوب فلم أبتله ببلاءٍ إلّا زاد فيّ حسن ظن [الآية: 47]). [تفسير الثوري: 260]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} يقول: وإنّ هؤلاء الّذين ذكرنا عندنا لمن الّذين اصطفيناهم لذكرى الآخرة الأخيار، الّذين اخترناهم لطاعتنا ورسالتنا إلى خلقنا). [جامع البيان: 20/120]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكلٌّ من الأخيار (48) هذا ذكرٌ وإنّ للمتّقين لحسن مآبٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: واذكر يا محمّد إسماعيل واليسع وذا الكفل، وما أبلوا في طاعة اللّه، فتأسّ بهم، واسلك منهاجهم في الصّبر على ما نالك في اللّه، والنّفاذ لبلاغ رسالته وقد بيّنّا قبل من أخبار إسماعيل واليسع وذا الكفل فيما مضى من كتابنا هذا ما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
والكفل في كلام العرب: الحظّ والجدّ). [جامع البيان: 20/120]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذا الكفل قال كان ذو الكفل رجلا صالحا ولم يكن نبيا وكان تكفل لنبي أن يكفيه قومه ويقضي بينهم بالعدل فلذلك سمي ذا الكفل). [تفسير مجاهد: 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ واليسع خفيفة، وعن الأعمش أنه قرأ اليسع مشددة). [الدر المنثور: 12/610]


رد مع اقتباس