عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 10:46 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}

تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة} وهذا أمر لم يقع، والمعنى في "نادى": ينادي؛ فصار هذا كقولك: ذهب زيد وقام عمرو، وأنت تريد يذهب فيما يستقبل؛ وقد جاء في الدعاء كثيرًا في مثل قولك: جزاك الله خيرًا؛ أي ليجزك فيما تستقبل.
ومثله قول الله عز وجل {يحسب أن ماله أخلده} أي يخلده.
وقال الحطيئة:
شهد الخطيئة حين يلقى ربه = أن الوليد أحق بالعذر
يريد يشهد حين يلقى ربه؛ وقد ابان عنها، وهي مثل {ونادى أصحاب النار}.
وقال الآخر أنشدناه من رواه:
وإني لآتيكم تشكر ما مضى من الأمر واستيجاب ما كان في غد
يريد: ما يكون في غد.
قال: وحكى لنا الثقة في التفسير {يا أبانا منع منا الكيل} قال: يريد يمنع منا الكيل فيما نستقبل.
وقوله {فأرسل معنا أخانا نكتل} يدل على ذلك، أنه قبل ذهابهم.
[معاني القرآن لقطرب: 607]
وإذا دخل حرف معناه فيما يستقبل حسنت فعل، وهو يريد يفعل فيما يستقبل، وذلك قولك إن فعل فعلت، ولو قام لقمت يريد أن يفعل؛ فكان الحرف دليلاً على معناه؛ فحسن ذلك.
وقد تجيء يفعل والمعنى فيها فعل؛ وذلك مثل قول الله عز وجل {واتبعوا ما تتلوا الشياطين} المعنى ما تلت؛ وكذلك قوله عز وجل {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل} المعنى فلم قتلتم، لقوله {من قبل}؛ فأخبر عن من مضى.
ومثل ذلك قول الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني = فمضيت عنه وقلت لا يعنيني
فجاء بيفعل وفعل لما مضى، على مثل ما ذكرنا من هذه الآيات). [معاني القرآن لقطرب: 608]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أو مما رزقكم الله}؛ قال: يعني الخبز والطعام، قال أبو عبد الله: فلم يصرح الله - عز وجل - بذكر الخبز والطعام، لقلته عنده، وصرح بذكر الماء، لأنه شرفه، لأن كل شيء خلقه - من الحيوان والفاكهة وغير ذلك - حياته بالماء، وهو قوله - جل وعز: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ} ). [ياقوتة الصراط: 229-230]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاليوم ننساهم} مجازه: نؤخرهم ونتركهم، {كما نسوا لقاء يومهم هذا}أي كما تركوا أمر ربهم وجحدوا يوم القيامة). [مجاز القرآن: 1/ 215]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون} فـ"ما" هذه الثانية معطوفة على الكاف في {كما} في موضع خفض، وليست بحرف النفي؛ ولو كان ذلك لانتقض المعنى؛ لأنهم جاحدون بالآيات). [معاني القرآن لقطرب: 608]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاليوم ننساهم} أي نتركهم). [تفسير غريب القرآن: 168]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين اتّخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرّتهم الحياة الدّنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون (51)}
{فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}؛
أي نتركهم في عذابهم كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا.
ومعنى: {وما كانوا بآياتنا يجحدون}
و " كجحدهم " و " ما " نسق على " كما، في موضع جر). [معاني القرآن: 2/ 341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}
قال مجاهد أي نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
والمعنى فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل لقاء يومهم هذا {وما كانوا بآياتنا يجحدون أي بجحودهم لآياتنا}). [معاني القرآن: 3/ 41]


رد مع اقتباس