عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 10:57 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}


تفسير قوله تعالى: {المص (1)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): ({المص}
قلت: أرأيت ما يأتي بعد حروف الهجاء مرفوعا؛ مثل قوله: {المص كتابٌ أنزل إليك} ومثل قوله: {الم تنزيل الكتاب}، وقوله: {الر كتابٌ أحكمت آياته} وأشباه ذلك بم رفعت الكتاب في هؤلاء الأحرف؟
قلت: رفعته بحروف الهجاء إلى قبله؛ كأنك قلت: الألف واللام والميم والصاد من حروف المقطّع كتابٌ أنزل إليك مجموعا. فإن قلت: كأنك قد جعلت الألف واللام والميم والصاد يؤدّين عن جميع حروف المعجم، وهو ثلاثة أحرف أو أربعة؟ قلت: نعم، كما أنك تقول: ا ب ت ث ثمانية وعشرون حرفا، فتكتفي بأربعة أحرف من ثمانية وعشرين. فإن قلت: إن ألف ب ت ث قد صارت كالاسم لحروف الهجاء؛ كما تقول: قرأت الحمد، فصارت اسما لفاتحة الكتاب. قلت: إن الذي تقول ليقع في الوهم، ولكنك قد تقول: ابني في ا ب ت ث، ولو قلت في حاط لجاز ولعلمت بأنه يريد: ابني في الحروف المقطّعة. فلما اكتفى بغير أوّلها علمنا أن أوّلها ليس لها باسم وإن كن أوّلها آثر في الذكر من سائرها. فإن قلت: فكيف جاءت حروف (المص)، (كهيعص) مختلفة ثم أنزلا منزل باتاثا وهنّ متواليات؟ قلت: إذا ذكرن متواليات دللن على أ ب ت ث
بعينها مقطّعة، وإذا لم يأتين متواليات دللن على الكلام المتصل لا على المقطّع. أنشدني الحارثيّ:
تعلمت باجاد وآل مرامرٍ ....... وسوّدت أثوابي ولست بكاتب
وأنشدني بعض بني أسد:
لّما رأيت أمرها في حطّي ....... وفنكت في كذب ولط
أخذت منها بقرونٍ شمط ....... ولم يزل ضربي لها ومعطي

* حتى على الرأس دم يغطي * .......
فاكتفى بحطى من أبي جاد، ولو قال قائل: الصبي في هوّز أو كلمن، لكفى ذلك من أبى جاد.
وقد قال الكسائي: رفعت {كتابٌ أنزل إليك} وأشباهه من المرفوع بعد الهجاء بإضمار (هذا) أو (ذلك) وهو وجه. وكأنه إذا أضمر (هذا) أو (ذلك) أضمر لحروف الهجاء ما يرفعها قبلها؛ لأنها لا تكون إلا ولها موضع.
قال: أفرأيت ما جاء منها ليس بعده ما يرافعه؛ مثل قوله: حم. عسق، ويس، وق، وص، مما يقلّ أو يكثر، ما موضعه إذ لم يكن بعده مرافع؟ قلت:
قبله ضمير يرفعه، بمنزلة قول الله تبارك وتعالى: {براءة من اللّه ورسوله} المعنى والله أعلم: هذه براءة من الله. وكذلك {سورة أنزلناها} وكذلك كل حرف مرفوع مع القول ما ترى معه ما يرفعه فقبله اسم مضمر يرفعه؛ مثل قوله: {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا} المعنى والله أعلم: لا تقولوا هم ثلاثة، يعني الآلهة. وكذلك قوله: {سيقولون ثلاثة رابعهم} المعنى والله أعلم: سيقولون هم ثلاثة.
وقد قيل في {كهيعص}: إنه مفسّر لأسماء الله. فقيل: الكاف من كريم، والهاء من هاد، والعين والياء من عليم، والصاد من صدوق. فإن يك كذلك (فالذكر) مرفوع بضمير لا بـ (كهيعص). وقد قيل في {طه} إنه: يا رجل، فإن يك كذلك فليس يحتاج إلى مرافع؛ لأن المنادى يرفع بالنداء؛ وكذلك {يس} جاء فيها يا إنسان، وبعضهم: يا رجل، والتفسير فيها كالتفسير في طه). [معاني القرآن: 1/ 369-371]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({آلمص}: ساكن لأنه جرى مجرى سائر فواتح السور اللواتي جرين مجرى حروف التّهجّي، وموضعه ومعناه على تفسير سائر ابتداء السور). [مجاز القرآن: 1/ 210]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {المص}
قد فسرنا هذه الحروف في أول سورة البقرة، إلا أنا أعدنا ههنا شيئا من تفسيرها لشي في إعرابها، والذي اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس أن (المص) معناه: أنا اللّه أعلم وأفصّل. وقال بعض النحويين موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: {المص * كتاب..}، كتاب مرتفع بـ(المص)، وكأن معناه المص حروف كتاب أنزل إليك، وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أبدا ذكر الكتاب؛ فقوله: {الم اللّه لا إله إلا هو} يدل على أن (الم) لا مرافع لها على قوله، وكذلك: {يس * والقرآن الحكيم}، وكذلك: {حم عسق * كذلك يوحى إليك}، وقوله: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه}.. فهذه الأشياء تدل على أن الأمر على غير ما ذكر، ولو كان كذلك أيضا لما كان (الم) مكررا، ولا (حم) مكررا.
وقد أجمع النحويون على أن قوله عزّ وجلّ {كتاب أنزل إليك} مرفوع بغير هذه الحروف، المعنى هذا كتاب أنزل إليك، وهو مجمع معهم على أن ما قالوه جائز فيجب اتباعهم من قوله وقولهم، ويجب على قائل هذا القول التثبيت على مخالفتهم، ولو كان كما يصف لكان مضمرا اسمين فكان المعنى (الم) بعض حروف كتاب أنزل إليك، فيكون قد أضمر المضاف وما أضيف إليه، وهذا ليس بجائز.
فإن قال قائل قد يقول ألف. با. تا. ثا. ثمانية وعشرون حرفا، وإنما ذكرت أربعة فمن أين جاز ذلك، قيل قد صار اسم هذه ألف. با. تا. ثا، كما أنك تقول: الحمد سبع آيات فالحمد اسم لجملة السورة، وليس اسم الكتاب (الم)، ولا اسم القرآن (طسم). وهذا فرق بين.
وهذه الحروف كما وصفنا حروف هجاء مبنية على الوقف، وهي في موضع جمل، والجملة إذا كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى كهيعص، معنى الكاف كاف، ومعنى الهاء هاد، ومعنى الياء والعين من عليم ومعنى الصاد من صدوق، وكان معنى " الم " أنا أعلم، فإنما موضعها كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك: أنا اللّه أعلم، ولا لقولك؛ هو هاد، وهو كاف، إنما يرتفع بعض هذا ببعض.
والجملة لا موضع لها). [معاني القرآن: 2/ 313-314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قوله جل وعز: {المص}
قال أبو جعفر قد بين معنى فواتح السور في أول سورة البقرة فمن قال معنى آلم أنا الله أعلم قال معنى آلمص أنا الله أفصل
وهذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير). [معاني القرآن: 3/ 7]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن تفسير {المص} أنا الله الملك الصادق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 83]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({المص}: أنا الله أعلم وأفصل). [العمدة في غريب القرآن: 133]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا يكن في صدرك حرجٌ مّنه...}
يقول: لا يضيق صدرك بالقرآن بأن يكذبوك، وكما قال الله تبارك وتعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا}. وقد قيل: {فلا يكن في صدرك حرج}: شك.
{لتنذر به} مؤخر، ومعناه: المص كتاب أنزل إليك لتنذر به فلا يكن في صدرك حرج منه.
{وذكرى للمؤمنين} في موضع نصب ورفع. إن شئت رفعتها على الردّ على الكتاب؛ كأنك قلت: كتاب حقّ وذكرى للمؤمنين؛ والنصب يراد به: لتنذر وتذّكر به المؤمنين). [معاني القرآن: 1/ 371]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({كتابٌ أنزل إليك} رفع من موضعين؛ أحدهما: أنزل إليك كتاب، والآخر: على الاستئناف.
{فلا يكن} ساكن لأنه نهىٌ.
{في صدرك حرجٌ منه} أي ضيق.
{بياتاً}: أي ليلا؛ بيّتهم بياتاً وهم نيام). [مجاز القرآن: 1/ 210]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {كتابٌ أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ مّنه لتنذر به وذكرى للمؤمنين}
قال {كتابٌ أنزل إليك} على الابتداء.
وقال: {فلا يكن في صدرك حرجٌ مّنه} على النهي كما قال: {ولا تعد عيناك عنهم} أي: "الحرج فلا يكن في صدرك"، و"عيناك فلا تعدوا عنهم"). [معاني القرآن: 2/ 1]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فلا يكن في صدرك حرجٌ منه} أي شك. وأصل الحرج: الضيق، والشاك في الأمر يضيق صدرا، لأنه لا يعلم حقيقته. فسمي الشك حرجا). [تفسير غريب القرآن: 165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الحرج: أصله الضيق. ومن الضيق: الشك، كقول الله تعالى: {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ}، أي شك، لأنّ الشّاكّ في الشيء يضيق صدرا به). [تأويل مشكل القرآن: 484]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين}
فمعنى الحرج الضيق. وفيه وجهان:
أحدهما: أن يكون لا يضق صدرك بالإبلاغ ولا تخافن، لأنه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: رب إني أخاف أن يثلغوا رأسي فيجعلوه كالخبزة، فأعلم الله عزّ وجلّ أنّه في أمان منهم، فقال: {واللّه يعصمك من النّاس}، وقال: {فلا يكن في صدرك حرج منه}.
أي فلا - يضيقن صدرك من تأدية ما أرسلت به.
وقيل أيضا: فلا تشكن فيه.
وكلا التفسيرين له وجه، فأما تأويل فلا تشكنّ، وتأويل {فلا تكونن من الممترين}، وتأويل: (فإن كنت في شكّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك) فإن ما خوطب به - صلى الله عليه وسلم - فهو خطاب لأمته، فكأنه بمنزله " فلا تشكوا ولا ترتابوا ".
وقوله: {لتنذر به} معناه التقديم، والمعنى واللّه أعلم - كتاب أنزل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين، فلا يكن في صدرك حرج منه.
{وذكرى} يصلح أن يكون في موضع رفع ونصب وجرّ فأمّا النصب فعلى قولك: أنزل لتنذر به وذكرى للمؤمنين، أي ولتذكر به ذكرى، لأن في الإنذار معنى التذكير.
ويجوز أن يكون وهو ذكرى للمؤمنين كقولك وهو ذكر للمؤمنين.
فأما الجر فعلى معنى لتنذر، لأن معنى {لتنذر} لأن تنذر فهو في موضع جر. المعنى للإنذار والذكرى. فأما ذكرى فمصدر فيه ألف التأنيث، بمنزلة دعوت دعوى، وبمنزلة رجعته رجعى. واتقيت تقوى، إلا أنه اسم في موضع المصدر). [معاني القرآن: 2/ 315-316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {كتاب أنزل إليك}
المعنى هذا كتاب أنزل إليك). [معاني القرآن: 3/ 7]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {فلا يكن في صدرك حرج منه}
قال مجاهد وقتادة: "الحرج": الشك. والمعنى على هذا القول: فلا تشكوا فيه لأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته.
والحرج في اللغة: الضيق،
- فيجوز أن يكون سمي ضيق لأن الشاك لا يعرف حقيقة الشيء فصدره يضيق به،
- ويجوز أن يكون المعنى فلا يكن في صدرك ضيق من أن تبلغه لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إني أخاف أن يثلغوا رأسي»،
وفي الكلام تقديم وتأخير المعنى كتاب أنزل إليك لتنذر به وذكرى للمؤمنين فلا يكن في صدرك حرج منه). [معاني القرآن: 3/ 7-8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ} أي شك، وأصله الضيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 83]

تفسير قوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {اتّبعوا ما أنزل إليكم...}
وإنما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم وحده لأن ما أنذر به فقد أنذرت به أمته؛ كما قال: {يأيها النبي إذا طلقتم النساء} فخاطبه، ثم جعل الفعل للجميع، وأنت قد تقول للرجل: ويحك أما تتقون الله، تذهب إليه وإلى أهل بيته أو عشيرته. وقد يكون قوله: (اتبعوا) محكيا من قوله (لتنذر به) لأن الإنذار قول، فكأنه قيل له: لتقول لهم اتبعوا؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظّ الأنثيين} لأن الوصية قول.
ومثله: {يأيها النبي لم تحرّم ما أحلّ الله لك}. ثم قال: {قد فرض الله لكم} فجمع). [معاني القرآن: 1/ 372]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أوهم قائلون}: أي نهاراً إذا قالوا). [مجاز القرآن: 1/ 210]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {قليلا ما تذكرون} بالتاء.
مجاهد {يذكرون} بالياء.
أصحاب عبد الله {تذكرون} خفيفة ما كان بالتاء، ويقولون {لعلهم يذكرون} فيثقلون ما كان بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 560]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكّرون}
أي اتبعوا القرآن، وما أتي به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنه مما أنزل عليه لقوله جلّ وعزّ: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
{ولا تتبعوا من دونه أولياء}
أي لا تتولّوا من عدل عن دين الحق، ومن ارتضى مذهبا من المذاهب، فالمؤمن وليّ المؤمن {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}.
وقوله عزّ وجلّ: {قليلا ما تذكرون}
ما زائدة مؤكدة، المعنى قليلا تذكرون، وفي تذكرون وجهان في القراءة: قليلا ما تذّكرون - بالتشديد - في الذال، والمعنى: قليلا ما تتذكرون، إلا أن التاء تدغم في الذال لقرب مكان هذه من مكان هذه.
ومن قرأ (تذكّرون) فالأصل - أيضا - تتذكرون، إلّا أنّه حذف إحدى التاءين، وهي التاء الثانية لأنهما زائدتان، إلا أن الأولى تدل على معنى الاستقبال فلا يجوز حذفها، والثانية إنما دخلت على معنى فعلت الشيء على تمهّل، نحو تفهّمت وتعلّمت، أي أحدثت الشيء على مهل، وتدخل على معنى إظهار الشيء والحقيقة غيره، كقولك تقيّست أي أظهرت أني قيسيّ.
فإنما المحذوف من تتفعلون الثانية، لأن الباقي في الكلمة من تشديد العين من تفعل يدل على معنى الكلمة، ولو حذفت تاء " استقبال " لبطل معنى الاستقبال). [معاني القرآن: 2/ 316-317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم}
قيل هو القرآن والسنة لقوله جل وعز: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
ثم قال جل وعز: {ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}
أي لا تتخذوا من عدل عن دين الحق وليا وكل من رضي مذهبا فأهل ذلك المذهب أولياؤه.
وروي عن مالك بن دينار رحمه الله أنه قرأ (ولا تبتغوا من دونه أولياء) أي لا تطلبوا). [معاني القرآن: 3/ 8-9]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وكم مّن قريةٍ أهلكناها فجاءها...}
يقال: إنما أتاها البأس من قبل الإهلاك، فكيف تقدم الهلاك؟ قلت: لأن الهلاك والبأس يقعان معا؛ كما تقول: أعطيتني فأحسنت، فلم يكن الإحسان بعد الإعطاء ولا قبله: إنما وقعا معا، فاستجيز ذلك. وإن شئت كان المعنى: وكم من قرية أهلكناها فكان مجيء البأس قبل الإهلاك، فأضمرت كان. وإنما جاز ذلك على شبيه بهذا المعنى، ولا يكون في الشروط التي خلفتها بمقدّم معروف أن يقدم المؤخر أو يؤخر المقدم؛ مثل قولك: ضربته فبكى، وأعطيته فاستغنى، إلا أن تدع الحروف في مواضعها.
وقوله: {أهلكناها فجاءها} قد يكونان خبرا بالواو: أهلكناها وجاءها البأس بياتا). [معاني القرآن: 1/ 372-373]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أو هم قائلون...}
ردّ الفعل إلى أهل القرية وقد قال في أولها {أهلكناها} ولم يقل: أهلكناهم فجاءهم، ولو قيل، كان صوابا. ولم يقل: قائلة، ولو قيل لكان صوابا.
وقوله: {أو هم قائلون} واو مضمرة. المعنى أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو وهم قائلون، فاستثقلوا نسقا على نسق، ولو قيل لكان جائزا؛ كما تقول في الكلام: أتيتني واليا، أو وأنا معزول، وإن قلت: أو أنا معزول، فأنت مضمر للواو). [معاني القرآن: 1/ 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أوهم قائلون}: من القائلة). [غريب القرآن وتفسيره: 144]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فجاءها بأسنا} يعني العذاب. {بياتاً} ليلا. {أو هم قائلون} من القائلة نصف النهار). [تفسير غريب القرآن: 165]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون}
المعنى وكم من أهل قرية أهلكناهم، إلا أن أهل حذف لأن في الكلام دليلا عليه.
وقوله: {فجاءها بأسنا بياتا} محمول على لفظ القرية، ولو قيل فجاءهم لكان صوابا.
وقوله: {أو هم قائلون}
قال بعض النحويين: المعنى: وهم قائلون، والواو فيما ذكر محذوفة وهذا لا يحتاج إلى ضمير الواو، ولو قلت: جاءني زيد راجلا أو وهو فارس، أو جاءني زيد هو فارس لم تحتج إلى واو، لأن الذكر قد عاد إلى الأول.
ومعنى {بياتا}: ليلا، يقال بات بياتا حسنا، وبيتة حسنة، والمصدر في الإصابات بيتا. والبيت بيت الشعر وكذلك بيت المدر، وإنما أصل تسميته من أنه يصلح للمبيت، ويقال لفلان بيتة وليلة وبيت ليلة، أي ما يكفيه من القوت في ليلة.
ومعنى {أو هم قائلون}
أي أو جاءهم بأسنا نهارا في وقت القائلة، يقال قلت من القائلة، فالمعنى: إنهم جاءهم بأسنا غفلة، وهم غير متوقعين له، إما ليلا وهم نائمون.
أو نهارا وهم قائلون كأنهم غافلون.
و{أو} ههنا دخلت على جهة تصرف الشيء ووقوعه، إما مرة كذا، وإما مرة كذا، فهي في الخبر ههنا بمنزلة أو في الإباحة، تقول جالس زيدا أو عمرا، أي كل واحد منهما أهل أن يجالس، واو ههنا أحسن من الواو، لأن الواو تتضمن اجتماع الشيئين، لو قلت: ضربت القوم قياما وقعودا، لأوجبت الواو أنك ضريتهم وهم على هاتين الحالتين، وإذا قلت: ضربتهم قياما أو ضربتهم قعودا، ولم تكن شاكا، فإنما المعنى أنك ضربتهم مرة على هذه الحال، ومرة على هذه الحال.
وموضع "كم" رفع بالابتداء وخبرها أهلكناها، وهو أحسن من أن تكون في موضع نصب، لأن قولك زيد ضربته أجود من زيدا ضربته. -
والنصب جيد عربي أيضا مثله قوله جلّ وعزّ: {إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر}). [معاني القرآن: 2/ 317-318]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون}
المعنى: فجاءهم العذاب على غفلة بالليل وهم نائمون أو نصف النهار وهم قائلون
ومعنى {أو} ههنا التصرف مرة كذا ومرة كذا وهي بمنزلة أو التي تكون للإباحة في الأمر). [معاني القرآن: 3/ 9]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (قوله عز وجل: {بَيَاتاً} أي: ليلاً.
{أو هم قائلون} أي: نصف النهار، وقت النوم). [ياقوتة الصراط: 227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَائِلُونَ}: من القائلة). [العمدة في غريب القرآن: 133]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فما كان دعواهم...}
"الدعوى" في موضع نصب لكان. ومرفوع كان قوله: {إلاّ أن قالوا} فأن في موضع رفع. وهو الوجه في أكثر القرآن: أن تكون أن إذا كان معها فعل، أن تجعل مرفوعة والفعل منصوبا؛ مثل قوله: {فكان عاقبتهما أنهما في النار} و{ما كان حجتهم إلا أن قالوا}. ولو جعلت الدعوى مرفوعة (وأن) في موضع نصب كان صوابا؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {ليس البرّ أن تولوا} وهي في إحدى القراءتين: ليس البر بأن تولوا). [معاني القرآن: 1/ 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فما كان دعواهم} أي قولهم وتداعيهم). [تفسير غريب القرآن: 165]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلّا أن قالوا إنّا كنّا ظالمين}
المعنى - واللّه أعلم - أنهم لم يحصلوا مما كانوا ينتحلونه من المذهب والدّين ويدعونه إلاّ على اعتراف بأنهم كانوا ظالمين، والدعوى اسم لما يدّعيه، والدعوى يصلح أن تكون في معنى الدعاء لو قلت: اللهم أشركنا في صالح دعاء المسلمين ودعوى المسلمين جاز، حكى سيبويه ذلك وأنشد:
ولّت ودعواها كثير صخبه.
وموضع "أن" الأحسن أن يكون رفعا، وأن تكون الدعوى في موضع نصب، كما قال جل ثناؤه: {ما كان حجتهم إلا أن قالوا} ويجوز أن يكون في موضع نصب، ويكون الدعوى في موضع رفع إلا أن الدعوى إذا كانت في موضع رفع فالأكثر في اللفظ "فما كانت دعواهم كذا وكذا إلا أن" لأنّ الدعوى مؤنثة في اللفظ، ويجوز كان دعواه باطلا وباطلة). [معاني القرآن: 2/ 318-319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا}
الدعوى ههنا بمنزلة الدعاء والدعوى تكون بمنزلة الادعاء وتكون بمنزلة الدعاء وأجاز النحويون اللهم أشركنا في صالح دعوى من دعاك
والمعنى أنهم لم يحصلوا عند الهلاك إلا على الإقرار بأنهم كانوا ظالمين). [معاني القرآن: 3/ 10]

تفسير قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ( {فلنسألنّ الّذين أرسل إليهم ولنسألنّ المرسلين}
وقال{فلنسألنّ الّذين أرسل إليهم} يقول لنسألنّ القوم الذين بعث إليهم وأنذروا {ولنسألنّ المرسلين}). [معاني القرآن: 2/ 1]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين}
وهذا سؤال توبيخ وتقرير.
فأما قوله تعالى: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} فمعناه أنه لا يسأل سؤال استعلام والله أعلم). [معاني القرآن: 3/ 10]

تفسير قوله تعالى: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}

قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فلنقصّنّ عليهم بعلمٍ وما كنّا غائبين}
{فلنقصّنّ} أدخل النون واللام لأن قوله: {فلنسألنّ}، {ولنسألنّ المرسلين} على القسم). [معاني القرآن: 2/ 1]

تفسير قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {والوزن يومئذٍ الحقّ...}
وإن شئت رفعت الوزن بالحقّ، وهو وجه الكلام. وإن شئت رفعت الوزن بيومئذ، كأنك قلت: الوزن في يوم القيامة حقّاً، فتنصب الحقّ وإن كانت فيه ألف ولام؛ كما قال: {فالحقّ والحقّ أقول}الأولى منصوبة بغير أقول. والثانية بأقول.
وقوله: {فمن ثقلت موازينه فأولئك} ولم يقل (فذلك) فيوحّد لتوحيد من، ولو وحّد لكان صوابا. و(من) تذهب بها إلى الواحد وإلى الجمع. وهو كثير). [معاني القرآن: 1/ 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {والوزن يومئذ الحقّ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}
اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة، وجاء في بعض التفسير أنه ميزان له كفّتان، وأن الميزان أنزل إلى الدنيا ليتعامل الناس بالعدل وتوزن به الأعمال، وقال بعضهم: الميزان العدل، وذهب إلى قولك هذا في وزن هذا، وإن لم يكن مما يوزن، وتأويله أنه قد قام في النفس مساويا لغيره كما يقوم الوزن في مرآة العين.
وقال بعضهم: الميزان الكتاب الذي فيه أعمال الخلق، وهذا كله في باب اللغة - والاحتجاج سائغ، إلا أن الأولى من هذا أن يتبع ما جاء بالأسانيد الصحاح. فإن جاء في الخبر أنه ميزان له كفّتان، من حيث ينقل أهل الثقة، فينبغي أن يقبل ذلك.
وقد روي عن جرير عن الضحاك أن الميزان العدل، والله أعلم بحقيقة ذلك، إلا أن جملة أعمال العباد موزونة على غاية العدل والحق.
وهو قوله: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}.
وقد فسرنا المفلح فيما تقدم). [معاني القرآن: 2/ 319-320]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون}
قال عبيد بن عمير: يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن جناح بعوضة.
قال عمرو بن دينار: إن الميزان له كفتان). [معاني القرآن: 3/ 11]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {بما كانوا بآياتنا يظلمون} أي يجحدون. والظلم يتصرف على وجوه قد ذكرناها في «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: الجحد، قال الله تعالى: {وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} أي: جحدوا بأنّها من الله تعالى.
وقال: {بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} أي: يجحدون). [تأويل مشكل القرآن: 468]


رد مع اقتباس