عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:04 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة البقرة

[من الآية (30) إلى الآية (32) ]

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيسْفِكُ) بضم الفاء أبو حيوة، وابن أبي عبلة، والزَّعْفَرَانِيّ في اختياره، وبضم الياء وفتحَ السين وكسر الفاء مشدد ابْن مِقْسَمٍ وطَلْحَة في رواية الفياض، والإنطاكي عن أبي جعفر والهمداني الياء بكسر الفاء من سفك يسفك، وهو الاختيار لاتفاق الجماعة، ولأنه أشهر اللغتين، وكذلك (لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ)، وما يشبهه). [الكامل في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى: إِنِّي أَعْلَمُ فِي بَابِ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ مُجْمَلًا وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهَا - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - آخِرَ السُّورَةِ مُفَصَّلًا). [النشر في القراءات العشر: 2/210]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني جاعل} [30] هو مما أجمعوا على إسكانه، وجملة ما في القرآن منه على ما ذكروا خمسمائة وست وستون ياءً). [غيث النفع: 364]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أعلم} [30 33] معًا قرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالسكون، وحيث سكنت الياء جرت مع همزة القطع مجرى المنفصل، فكلهم يجري فيه على أصله، وهذه أول ياء ذكرت في القرآن من ياءات الإضافة المختلف فيها، وجملتها مئتان واثنتا عشرة ياء.
زاد الداني اثنتين وهما {ءاتان الله} [36] بالنمل و{فبشر عباد الذين} بالزمر، وزاد غيره اثنتين أيضًا وهما {ألا تتبعن} [93] بطه و{يردن الرحمن} [23] بيس، وجعل هذه من الزوائد أيضًا، لحذفها في الرسم كجملة ياءات الزوائد.
وياءات الإضافة ثابتة، ويفرق به بينهما.
وبفرق آخر وهو أن ياءات الإضافة زائدة على الكلمة، فلا تكون لامًا أبدًا، فهي كهاء الضمير وكافه.
وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، فتجيء لامًا من الكلمة نحو {يسر} [الفجر} و{يوم يأت} [هود: 105] و{الداع} [186] و{المناد} [ق: 41].
وفرق آخر ياءات الإضافة الخلف جار فيها بين الفتح والإسكان، وياءات الزوائد الخلاف جار فيها بين الحذف والإثبات). [غيث النفع: 365]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذ قال ربك للملكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، وسبح بحمدك وقد لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}
{قال ربك (30)}
- قرأ أبو عمرو بإدغام اللام في الراء بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بإظهار اللام.
{خليفة}
- قراءة الجمهور بالفاء (خليفة).
- وقرأ زيد بن علي وأبو البرهسم (خليقة) بالقاف.
- وقرأ الكسائي في الوقف بإمالة هاء التأنيث وما قبلها، وهي قراءة حمزة
بخلاف عنه.
{ويسفك}
- قرأ الجمهور (سيرك) بكسر الفاء وضم الكاف.
- وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وابن قطيب وشعيب بن أبي حمزة وطلحة بن مصرف (يسفك) بضم الفاء.
- وقرأ طلحة بن مصرف (ويسفكه) من: أسفك.
- وقرأ طلحة بن مصرف أيضا وأبو حيوة وابن مقسم (ويسفك) من سفك، شدد الفاء، والتشديد لتكثير الفعل وتكريره.
- وقرأ ابن هرمز وأسيد والأعرج (ويسفك) بنصب الكاف بواو الصرف.
[معجم القراءات: 1/73]
- وقرئ (ويسفك) بضم الياء وفتح الفاء على ما لم يسم فاعله.
{ونحن نسبح}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{لك قال}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{إني أعلم}
- فتح الياء من «إني» نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي.
- وسكنها الباقون.
{أعلم ما}
- قراءة الإدغام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 1/74]

قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هؤلاء} وقالون وأوقية ويعقوب يمدون (ها)، دون (أولاء) زيد بهمزة ومدة، {هؤلاء إن} بهمزة واحدة، أبو عمرو، والبزي، يزيد وورش، والقواس، ويعقوب وسهل يهمزون الأولى، ونافع وابن فليح
[الغاية في القراءات العشر: 174]
الثانية، وكذلك جميع المتفقين، وإسماعيل لين (الثانية) في المفتوحتين ويهمزون الأولي إذا اختلفتا). [الغاية في القراءات العشر: 175]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({هؤلاء إن كنتم} [31] ذكر في الهمزتين من كلمتين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 451]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر "أنبوني" [الآية: 31] بإسقاط الهمزة وضم ما قبل الواو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ" "هَؤُلاءِ إِن" [الآية: 31] بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية قالون والبزي وافقهما ابن محيصن من المبهج "ولورش" ثلاثة أوجه: أحدها: طريق الأصبهاني عنه تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين وهو مروي عن الأزرق أيضا، ثانيها: إبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي: ياء ساكنة من طريق
[إتحاف فضلاء البشر: 1/384]
الجمهور عن الأزرق، ثالثها: ياء مكسورة للأزرق أيضا، ولقنبل ثلاثة أوجه: أحدها: إسقاط الأولى وتحقيق الثانية من طريق ابن شنبوذ، وثانيها: تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين، ثالثها: إبدال الثانية ياء ساكنة كورش من طريق الأزرق، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية وافقهما اليزيدي وابن محيصن من المفردة، وقرأ أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالياء، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزتين، وافقهم الحسن والأعمش، ولا يخفى كما تقدم أن لقالون قصرها من هؤلاء مع المد والقصر في أولاء ثم مدها مع المد في أولاء، وأما مدها مع قصر أولاء فيضعف لما تقدم أن سبب الاتصال ولو مغيرا أقوى من سبب الانفصال لإجماع من رأى قصر المنفصل على جواز مد المتصل وأن تغير سببه دون العكس، وفي ها لأبي عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب القصر في ها لانفصاله، والمد والقصر في أولاء لتغيره بالإسقاط فهما وجهان، والثالث مدهما معا، ولا يجوز لهما مد الأول وقصر الثاني قولا واحدا؛ لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر متصلا أو مفصلا فإن قدر مد مع مد الأول وقصر مع قصره، وإن قدر متصلا مد مطلقا، وتجري الثلاثة فيما لو تأخر المنفصل عن المتصل المتغير كقوله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ} فإذا مددت "السَّمَاءِ إِن" فلك في المنفصل وهو "بِإِذْنِهِ إِن" المد والقصر وإذا قصرت "السَّمَاءَ أَن" "تعين القصر في المنفصل بعد لما ذكر، وهو ظاهر ولم ينبهوا عليه لظهوره، وإذا وقف حمزة على هؤلاء فله تخفيف الأولى وتسهيلها بين بين مع المد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/385]
والقصر لكونه متوسطا بغيره، وفي الثانية لإبدال ألفا مع المد والقصر والتوسط والروم مع المد والقصر، فهذه خمسة عشر حاصلة من ضرب ثلاثة الأولى في خمسة الثانية، لكن يمتنع وجهان في وجه التسهيل بين بين كما نبه من عليه في النشر وهما: مد الأول وقصر الثاني وعكسه لتصادم المذهبين، وحكى في الأولى الإبدال واو للرسم مع المد والقصر فيكون الحاصل من خمسة الأولى في خمسة الثانية خمسة وعشرين ونظمها ابن أم قاسم، ولا يصح منها ما تقدم، وأما هشام فيسهل المتطرفة بخلفه فله أوجهها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/386]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعلم ءادم} إلى {صادقين} لورش في {ءام} و{أنبئوني} الثلاثة على قاعدته). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وحكم المد في {الأسماء} و{الملائكة} و{بأسماء هؤلاء} واضح، وكذا حكم ميم {عرضهم} و{كنتم} ووقف {صادقين} ). [غيث النفع: 365]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وأما همزتا {هؤلاء} و{إن} فقرأ قالون والبزي بتسهيل الأولى بين الهمزة والياء مع المد والقصر، وتحقيق الثانية، وورش وقنبل بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية،
[غيث النفع: 365]
ولهما أيضًا إبدالها ياء ساكنة، واختص ورش بزيادة وجه ثالث، وهو إبدالها ياءً مكسورة خالصة، والبري بإسقاط الأولى، مع القصر والمد، والباقون بتحقيقهما.
تنبيه:
وكل ما يذكر من تخفيف إحدى الهمزتين المجتمعتين من كلمتين إنما هو حالة الوصل، وأما إن وقفت على الأولى وابتدأت الثانية فلا تخفيف لجميع القراء، بل تحقق التي وقفت عليها والتي ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا وأردت قراءة هذه الآية من {وعلم ءادم} إلى {صادقين} وبعض الناس يقف على {الملائكة} وليس بموضع وقف، إلا في ضرورة، فيأتي فيها واحد وثمانون وجهًا، وكلها صحيحة، ولا تركيب فيها، وأما لو عددنا الضعيف وتركيب الأوجه الآتية على رواية ورش لكان أكثر من هذا.
بيانها: أن لقالون ثمانية عشر وجهًا، بيانها أن له في (ها) التنبيه القصر مع مد (أولاء) وقصره استصحابًا للأصل، واعتدادًا بعارض التسهيل، والمد مع مد (أولاء) فقط، وقصرها مع مد (ها) التنبيه ضعيف لأن سبب المتصل ولو تغير أقوى من المنفصل، ولذا
[غيث النفع: 366]
أجمعوا عليه دونه، فهذه ثلاثة، تضرب في وجهي الصلة وعدمها، بستة، تضرب في ثلاثة {صادقين} بثمانية عشر.
ولورش سبعة وعشرون وجهًا، بيانها أنك تضرب ثلاثة باب {ءامنوا} في ثلاثة همزة {إن} تسعة، تضربها في ثلاثة {صادقين} سبعة وعشرون.
وللبزي ستة، بيانها أن له القصر في (ها) مع المد والقصر في (أولاء) اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
ولقنبل ستة، بيانها أن له قصر (ها) ومد (أولاء) مع تسهيل همزة {إن} وإبدالها ياء ساكنة، اثنان، تضربهما في ثلاثة {صادقين} ستة.
وللبصري تسعة، بيانها أن له في (ها) القصر مع قصر (أولاء) اعتدادًا بالعارض، ومده عملاً بالأصل، والمد مع مد (أولاء) ثلاثة، تضربها في ثلاثة {صادقين} تسعة، ولا يجوز قصر (أولاء) مع مد (ها) التنبيه لأنه لا يخلو من أن يقدر متصلاً أو منفصلاً، فإن قدر منفصلاً فهو و(ها) من باب واحد، يمدان معًا، ويقصران معًا، وإن قدر متصلاً وهو مذهب سيبويه والداني فلا يجوز فيه القصر، ولو قصرت (ها) فكيف مع مده، وحينئذ لا وجه لمد (ها) المتفق على انفصاله، وقصر (أولاء) المختلف في اتصاله.
وللشامي ثلاثة {صادقين} فقط لأن قراءته في الآية لم تختلف، وعاصم مثله، وعلي كذلك، ولحمزة ستة أوجه، ثلاثة {صادقين} على السكت وعدمه.
وصفة قراءتها أن تبدأ بقالون فتسكن له الميم، وتقصر المنفصل وهو (ها) وتم (أولاء) مع تسهيل همزه، مع الطويل في وقف {صادقين} ثم تعيد {هؤلاء إن} كما قرأته أولاً، أو هو وما قبله مع التوسط والقصر في {صادقين}.
[غيث النفع: 367]
وإن شئت فاختصر واقتصر على إعادة {صادقين} ثم تأتي بقصرها مع قصر (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم تمدها مع أوجه {صادقين} فهذه تسعة، ولا يدخل معه أحد، لتخلف ورش وحمزة في {الأسمآء} والمكي في {عرضهم} والباقون في {هؤلاء}.
ثم تعطف البصري بقصر (ها) و(أولاء) وإسقاط همزته، مع أوجه {صادقين} ثم بقصر (ها) ومد (أولاء) مع أوجه {صادقين} ثم بمدها مع أوجه {صادقين} وإنما قدمنا لقالون المد، وللبصري القصر، لأن في قراءة قالون أثر السبب موجود، بخلاف قراءة الإسقاط، فتنبه لهذه الدقيقة، فقل من رأيته يتفطن لها.
ثم تعطف الشامي مع مد (ها) و(أولاء) وتحقيق همزته مع أوجه {صادقين} ويندرج معه عاصم وعلي لاتحاد قراءتهم، ومدهم على المرتبتين، وتفريعنا عليه، ولا يخفى عليك التفريع على أربع مراتب، فلا نطيل به.
ثم تأتي لقالون بضم ميم الجمع، ويتفرع عليه ما يتفرع على إسكانها، وينرج البزي معه، ثم تعطف قنبلاً بقصر (ها) ومد (أولاء) وتسهيل همزة {إن} مع أوجه {صادقين} ثم مع إبدال همزة {إن} ياءً ساكنة، مع أوجه {صادقين}.
ثم تأتي بورش بنقل {الأسماء} ومده طويلاً، وقصر {أنبئوني} ومد {هؤلاء} وإبدال همزة {إن} ياء ساكنة، فلاقت سكون النون فدخلت في باب المد اللازم غير المدغم، كفواتح السور، مع ثلاثة {صادقين} ثم تعطفه بتسهيل همزة (إن} مع ثلاثة {صادقين} ثم بإبدالها ياء مكسورة خالصة، مع الثلاثة.
[غيث النفع: 368]
ثم تأتي بخلف بالسكت على لام التعريف في {الأسماء} مع مده طويلاً كورش مع تحقيق الهمزتين، وثلاثة {صادقين} واندرج مع خلاد في وجه السكت، ثم تعطفه بعدم السكت مع الثلاثة، ثم بورش مع توسط {ءادم} و{أنبئوني} مع ثلاثة {إن} ومع كل واحد ثلاثة {صادقين} ثم بالطويل مع ثلاثة همزة {إن} و{صادقين} مع تقديم البدل، كما تقدم.
فإن قلت: لم قدمت البدل على التسهيل، مع أنه غير مذكور في التيسير، وعبر عنه بقيل حيث قال: وقد قيل محض المد عنها تبدلا وجرى عمل الناس على تقديم التسهيل عليه؟
قلت: مع كونه لم يذكره في التيسير، وعبر عنه بقيل، هو رواية جمهور المصريين عن الأزرق، بل نسبه بعضهم لعامتهم، وهو مذهب جمهور المغاربة الآخذين عنهم، وقطع به غير واحد منهم، كابن سفيان والمهدوي وصاحب التجريد، وقال مكي وابن شريح إنه الأحسن.
التسهيل مذهب القليل عن الأزرق، فتبين بهذا قوته على التسهيل، فلهذا قدمته، والداني وإن لم يذكره في التيسير فقد ذكره في جامع البيان وغيره وقال: (إنه الذي رواه المصريون عن الأزرق أداء) ولعل الشاطبي إنما عبر عنه بقيل ليشير إلى أنه من
[غيث النفع: 369]
زيادته على التيسير، وأنه غير قياس، كما ذكره الداني في جامعه، وأما عمل الناس فإنهم مقلدون للشاطبي وقد علم ما فيه، والله أعلم.
وأما الخمسة وعشرون وجهًا التي في الوقف على {صادقين} لحمزة وما هو الصحيح منها والضعيف، فستأتي إن شاء الله في موضع يصح فيه الوقف عليه). [غيث النفع: 370] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31)}
{وعلم آدم}
- قرأ الحسن واليماني ويزيد البربري (وعلم آدم) مبنية للمفعول.
- وقراءة الجماعة على البناء للفاعل (وعلم آدم).
{آدم}
- قرأ ورش في الهمز من (آدم) بالمد والقصر والتوسط حيث جاء.
{الأسماء}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ألفا من جنس ما قبلها، ويجوز حذفها وإثباتها مع المد.
[معجم القراءات: 1/74]
{ثم عرضهم}
- قرأ أبي (ثم عرضها).
- وقرأ عبد الله بن مسعود ثم عرضهن، والضمير عائد على الأسماء.
- وقراءة الجماعة (ثم عرضهم).
{أنبئوني}
- قرأ الأعمش وأبو جعفر بحذف الهمزة وضم الباء وقفا ووصلا (أنبئوني).
وذكرها الصغاني قراءة للأعرج والزهري.
- وفيه لحمزة وقفة ثلاثة أوجه:
1- حذف الهمزة مع ضم الباء كقراءة أبي جعفر السابقة.
2- تسهيل الهمزة بين بين.
٣- إبدالها ياء خالصة.
وللأزرق فيها ثلاثة البدل.
{هؤلاء}
- إذا وقف حمزة على (هؤلاء) فهو يخفف الأولى، ويسهلها بين بين مع المد والقصر لكونه متوسطا بغيره.
- وقالون قصر الهمزة من (هؤلاء)، وله المد والقصر في (أولاء)، وله مدها مع المد في (أولاء) أيضًا.
- ولأبي عمرو ورویس القصر في (ها) لانفصاله، والمد والقصر في (أولاء).
[معجم القراءات: 1/75]
- ولهما مهما معا.
{هؤلاء إن}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف والحسن والأعمش بتحقيق الهمزتين (هؤلاء إن).
- وقرأ قالون والبزي وابن محيصن بتسهيل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء، وتحقيق الثانية.
- وقرأ بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين ورش والأزرق وقنبل وأبو جعفر وابن مجاهد.
- وقرأ الأزرق وورش وقنبل بتحقيق الأولى وإبدال الثانية حرف مد من جنس ما قبلها أي ياء ساكنة (هؤلاء ين).
- وقرأ الأزرق بتحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء مكسورة (هؤلاء ين).
- وقرأ قنبل وابن شنبوذ ورويس وأبو عمرو واليزيدي وابن محيصن بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية. (هؤلا إن).
- وقرأ بتحقيق الأولى وحذف الثانية أبو عمرو وقالون وأحمد بن صالح (هؤلاءن).
- وقرأ ابن كثير ونافع بسكون الأولى وتحقيق الثانية (هؤلاء إن).
- وقرأ بهمز الأولى وإخفاء الثانية نافع وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب والقواس). [معجم القراءات: 1/76]

قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس