عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (15) إلى الآية (18)]
{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}


قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)}
قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أومن ينشّأ في الحلية (18)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (ينشّأ في الحلية) بضم الياء، وفتح النون، والتشديد.
وقرأ الباقون (أومن ينشأ في الحلية) بفتح الياء وسكون النون والتخفيف.
[معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو منصور: من قرأ (ينشّأ في الحلية) فمعناه: يربّى ويرشّح في الحليّ والزينة ومن قرأ (ينشأ) فمعناه: يشبّ ويترشح.
والمعنى: أن الكفار كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، تعالى الله عما افتروا فقرعهم اللّه ووبّخهم بهذا الكلام، وقال: أجعلتم البنات اللائي يربين في الزينة والحلية لينفقن عند خطابهن بنات اللّه، وأنتم تستأثرون بالبنين، ويسودّ وجهكم إذا ولد لكم الإناث). [معاني القراءات وعللها: 2/362]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {أو من ينشؤا في الحلية} [18].
قرأ حمزرة والكسائي وحفص عن عاصم: {ينشؤا} بالتشديد جعلوا «من» في موضع مفعول؛ لأن الله تعالى قال: {إنا أنشأنهن إنشاء} فأنشأت ونشأت بمعنى: إذا ربيت، يقال: قد نشأ فلان، ونشأه غيره، ويقال: غلام ناشيء: إذا أدرك، ويقال: قد أشهد الغلام: إذا احتلم، وبلغ أشده، وقيل: احتلم، وقيل بلغ ثماني عشرة سنة، وقيل خمسًا وثلاثين سنة، وبلغ الغلام السعي: إذا احتلم. قيل: {فلما بلغ معه السعي} قال: كان ابن ثلاث عشرة، ويقال: قد اخضر إزاره: إذا احتلم، وذلك أن ابن عمر أتي بغلام قد سرق، فقال: إن كان قد اخضر إزاره فاقطعوه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو عبد الله: إنما كني بنبات شعر عانته، كما تقول العرب: فلان عفيف الإزار: إذا كان صائنًا لفرجه، ويقال: أنبت: إذا احتلم، وقيل في قوله تعالى: {ثم أنشأنه خلقا ءاخر} قال: هو نبات شعرته وإبطه.
وقرأ الباقون: {أو من ينشؤا} جعلوا الفعل لهم؛ لأن الله أنشأهم فنشئوا، ويقال للجواري الملاح: النشأ، قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب = لقلت بنفسي النشأ الصغار
وقرأ عبد الله بن مسعود: {ولا ينشؤا [إلا] في الحلية} وذلك أن الله تعالى احتج عليهم ووبخهم حين جعلوا له من عباده جزءًا أي: نصيبًا. وقيل: جزءًا أي: بنتًا. قال الله: كيف رضيتم لله تعالى ما لا ترضون لأنفسكم وأحدكم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا. ويقال: أجزأت المرأة إذا ولدت بنتًا، وأنشدوا:
إن أجزأت حرة يومًا فلا عجب = قد تجزئ الحرة المذكار أحيانًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/294]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء والتّشديد وفتحها والتخفيف من قوله عزّ وجلّ: أومن ينشأ في الحلية [الزخرف/ 18].
فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: ينشأ برفع الياء والتشديد.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: ينشأ بفتح الياء والتخفيف.
يقال: نشأت السّحابة، ونشأ الغلام، فإذا نقل بالهمزة هذا الفعل تعدّى إلى مفعول، وعامّته بالهمزة، كقوله: وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12] ثم أنشأنا خلقا آخر [المؤمنون/ 14] وأنشأنا بعدها قوما [الأنبياء/ 11] وهو الذي أنشأ جنات معروشات [الأنعام/ 141] والأكثر في هذه الأفعال التي تتعدّى إذا أريد تعديته أن ينقل بالهمزة، وبتضعيف العين نحو: فرح، وفرحته، وأفرحته، وغرم وغرّمته وأغرمته، وقد جاء منه شيء بتضعيف العين دون الهمزة، وذلك قولك: لقيت خيرا، ولقانيه زيد، ولا تقول: ألقانيه زيد، إنّما تقول: لقّانيه، وعلى هذا قوله: ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان/ 75] ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] ولم نعلم من هذا المعنى: ألقيته عمرا، إنّما يقال: لقيته عمرا، فأمّا قولهم: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فليس بمنقول من لقي بعض متاعك على بعضه، ولو كان منه وجب أن يزيد النقل مفعولا، وفي النقل بالهمزة لم يزد مفعولا،
[الحجة للقراء السبعة: 6/139]
إنّما تعدى إلى المفعول الثاني بالحرف في قولك: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فألقيت بمنزلة أسقطت، وليس بمنقول من لقي بالدّلالة التي ذكرنا، فيجوز أن يكون نشأ من ذلك، لأنّا لم نعلم منشّئ، كما جاء: بلغ وأبلغ، ونجّى وأنجى، فإذا كان كذلك، فالأوجه إنّما هو: أو من ينشأ في الحلية فيكون أفعل من أفعلت.
ومن قال، ينشأ فهو في القياس مثل فرّح وأفرح، وغرّم وأغرم، وإن عزّ وجود ذلك في الاستعمال وموضع «من» نصب على تقدير: اتخذوا له من ينشأ في الحلية، على وجه التقريع لهم بما افتروه كما قال: أم له البنات ولكم البنون [الطور/ 39] فنسبوا إلى القديم سبحانه ما يكرهونه، ومن لا يكاد يقوم بحجّته أو يستوفيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/140]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} 18
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {أو من ينشأ في الحلية} بالتّشديد على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون {ينشأ} بفتح الياء والتّخفيف من قرأ بالتّشديد جعله في موضع مفعول لأن الله تعالى قال {إنّا أنشأناهنّ إنشاء} وأنشأت ونشأت بمعنى ربيت تقول نشأ فلان ونشأه غيره تقول العرب نشأ فلان ولده في النّعيم أي نبته فيه فقوله {أو من ينشأ} أي يربي
والأكثر من الأفعال الّتي لا تتعدى إذا أريد تعديها أن ينقل بالهمزة وبتضعيف العين تقول فرح فلان وفرحته وأفرحته تقول نشأت السحابة وأنشاها الله
[حجة القراءات: 646]
ومن قرأ بالتّخفيف فإنّه جعل الفعل لهم لأن الله أنشأهم فنشؤوا والقرأتان تداخلان كقوله {يدخلون} و{يدخلون} لأنّه إذا أنشئ في الحلية نشأ فيها ومعلوم أنه لا ينشأ فيها حتّى ينشأ). [حجة القراءات: 647]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {أومن ينشأ في الحلية} قرأ حفص وحمزة والكسائي بضم الياء، وفتح النون، والتشديد في الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء، وإسكان النون، مخففًا.
وحجة من خفف أنه بناه على الثلاثي من قولهم: «نشأ الغلام ونشأت الجارية ونشأت السحابة» فهو فعل لا يتعدى، ومعنى «ينشأ» يربى.
4- وحجة من شدد أنه بناه الرباعي بتضعيف العين على نشأ ينشئ،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
مثل قتل يقتل، وهو يتعدى في الأصل، لكنه عداه إلى المضمر الذي قام مقام الفاعل، معناه: أومن يربى في الحلية، أي: في الحلي، يعني النساء، جعلوهن أولاد الله، تعالى الله عن ذلك، فالمعنى: أجعلتم من يربى في الحلي، وهو لا يبين في الخصام بنات الله، لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهو قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءًا} «15» وهو قوله: {ويجعلون لله ما يكرهون} «النحل 62»، كانوا يكرهون البنات لأنفسهم، والتخفيف أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/256]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [آية/ 18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين.
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ص-.
والوجه أنه مضارع نشأ بالتضعيف، وهو متعدي نشأ بالتخفيف، يقال نشأ الغلام ونشأه الله بالتشديد وأنشأه الله بالألف أيضًا، والأكثر في هذه الأفعال التي لا تتعدى إذا أريد تعديتها أن تعدى بالتضعيف وبالهمزة أيضًا، نحو فرح وفرحته وأفرحته وغرم وغرمته وأغرمته.
وقرأ الباقون {يَنْشَؤُا} بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين.
والوجه أنه مضارع نشأ الغلام إذا نبت وتربى، وهو لازم، وفاعله مضمر يعود إلى {مَنْ} كما أن مفعول ما لم يسم فاعله في القراءة الأولى مضمر، والتقدير: ينشأ هو). [الموضح: 1146]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس