عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 09:02 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الروم
[ من الآية (17) إلى الآية (25) ]

{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25)}


قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عكرمة [حِينًا تُمْسُونَ].
قال أبو الفتح: أراد: حينًا تمسون فيه، فحذف "فيه" تخفيفا. هذا مذهب صاحب الكتاب في نحوه، وهو قوله سبحانه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا}،
[المحتسب: 2/163]
أي لا تجزي فيه ثم حذف "فيه" معتبطا لحرف الجر والضمير لدلالة الفعل عليهما.
وقال أبو الحسن: حذف "في" فبقي "تجزيه"؛ لأنه أوصل إليه الفعل، ثم حذف الضمير من بعد، ففيه حذفان متتاليان شيئا على شيء، وهذا أرفق، والنفس به أبسأ من أن يُعْتَبَطَ الحرفان معا في وقت واحد.
وقرأ أيضا: [وَحِينًا تُصْبِحُونَ]، والطريق واحد). [المحتسب: 2/164]


قوله تعالى: {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)}
قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وكذلك تخرجون} [19]
قرأ حمزة والكسائي: {تخرجون} بفتح التاء. جعلا الفعل لهم؛ لأن الله تعالى إذا أخرجهم خرجوا هم، كما تقول: مات زيد. وإن كان الله أماته، ودخل زيد الجنة، وإن كان الله أدخله، لأن الفعل به فاعل إما بمطاوعة أو حركة.
وقرأ الباقون: {تخرجون} بضم التاء، وفتح الراء على ما لم يسم فاعله، وحجة الأولين قوله تعالى: {يوم يخرجون من الأجداث سراعا} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/195]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي: (وكذلك تخرجون) [الروم/ 19] بفتح التاء وقرأ الباقون: وكذلك تخرجون بضم التاء.
[قال أبو علي] حجّة تخرجون: يخرجون من الأجداث [القمر/ 7، المعارج/ 43]. وقوله تعالى: إلى ربهم ينسلون [يس/ 51].
وحجّة تخرجون: من بعثنا من مرقدنا هذا [يس/ 51] وقوله: كذلك نخرج الموتى [الأعراف/ 57] وقوله: وإليه تقلبون [العنكبوت/ 21] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/445]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون}
قرأ حمزة والكسائيّ {وكذلك تخرجون} بفتح التّاء وضم الرّاء جعلا الفعل لهم لأن الله تعالى إذا أخرجهم خرجوا هم كما تقول مات زيد وإن كان الله أماته ودخل زيد الجنّة وإن كان عمله أدخله لأن المفعول به فاعل وحجتهما قوله {يخرجون من الأجداث} وقوله {إلى ربهم ينسلون}
وقرأ الباقون {تخرجون} بالرّفع وحجتهم قوله {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا} وقوله تعالى {نخرج الموتى} ). [حجة القراءات: 557]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَكَذَلِكَ تَخْرُجُونَ} [آية/ 19] بفتح التاء وضم الراء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن المراد تخرجون من قبوركم بإخراج الله تعالى إياكم منها، دليله
[الموضح: 1003]
قوله {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ}.
وقرأ الباقون {تُخْرَجُونَ} بضم التاء وفتح الراء.
وكلهم قرأ {إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} بفتح التاء.
والوجه في {تُخْرَجُونَ} بضم التاء ظاهر، وذلك أن الله تعالى يخرجهم من القبور فهم يخرجون منها، كما قال تعالى {كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى} ). [الموضح: 1004]

قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20)}
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)}
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لآياتٍ للعالمين (22)
قرأ حفص وحده: (للعالمين) بكسر اللام، وقال: هذه الآيات لأهل العلم خاصة.
وفتح الباقون اللام.
قال أبو منصور: من قرأ (للعالمين) فهم الإنس والجن، جمع عالم.
ومن قرأ (للعالمين) فهو جمع العالم خص أهل العلم بها.
والقراءة بفتح اللام لتتابع القراء عليه). [معاني القراءات وعللها: 2/264]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للعالمين} [22].
قرأ عاصم في رواية حفص: {للعالمين} بكسر اللام جمع عالم، لأن العالم بالشيء يكون أحسن اعتبارًا من الجاهل كما قال تعالى: {وما يعقلها إلا العالمون}.
وقرأ الباقون: {لآيات للعالمين} بفتح اللام، والعالم: هو كل ما خلق الله من الإنس والجن وبهيمة وحيوان وطائر وجامد.
فإن قيل لك: فإذا كان العالم [كما] قد فسرت فكيف تكون العبرة من الجماد والطائر والبهيمة؟
فالجواب في ذلك: أن اللفظ، وإن كان عامًا. فإنه يراد به الخاص، والتقدير: لآيات للعالمين العقلاء، كما قال تعالى: {وهو فضلكم على
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/194]
العالمين} أي: عالمي زمانهم من النساء، والرجال. ولم يرد الله تعالى أي: فضلتكم على الجماد. وإن كان الله تعالى قد فضل الإنسان على كل ما خلق. على أن القرآن عمران العالم، الملائكة والإنس والجن.
وحدثنا أبو العباس بن عقدة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن نوح، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسين بن محمد قال: حدثنا أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس في قوله: {الحمد لله رب العالمين} قال الجن والإنس). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/195]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: لآيات للعالمين [الروم/ 22] مكسورة اللام جمع عالم، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بفتح اللام.
[قال أبو علي]: خصّ العالمين على رواية حفص، وإن كانت الآية لكافّة الناس عالمهم وجاهلهم، لأنّ العالم لمّا تدبّر، فاستدلّ بما شاهد على ما لم يستدل عليه غيره، صار كأنّه ليس بآية لغير العالم، لذهابه عنها وتركه الاعتبار بها. ومن قال: (للعالمين) فلأنّ ذلك في الحقيقة دلالة وموضع اعتبار، وإن ترك تاركون [لغفلتهم ولجهلهم] التدبّر لها والاستدلال منها). [الحجة للقراء السبعة: 5/444]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن في ذلك لآيات للعالمين}
قرأ حفص {لآيات للعالمين} بكسر اللّام أي للعلماء وهو
[حجة القراءات: 557]
جمع عالم لأن العالم بالشّيء يكون أحسن اعتقادا من الجاهل كما قال تعالى {وما يعقلها إلّا العالمون} وحجته ما تقدم وما تأخّر فأما ما تقدم فقوله {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} وأما ما تأخّر فقوله {لآيات لقوم يعقلون} وإن كانت الآية لكافة النّاس عالمهم وجاهلهم لأن العالم لما تدبر واستدلّ بما شاهد على ما لم يستدلّ عليه غيره صار ليس كغير العالم لذهابه عنها وتركه الاعتبار بها
وقرأ الباقون {لآيات للعالمين} بفتح اللّام أي للنّاس أجمعين من الجنّ والإنس). [حجة القراءات: 558]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {لآياتٍ للعالمين} قرأ حفص بكسر اللام الثانية وقرأ الباقون بفتحهما.
وحجة من كسر أنه جعله جمع «عالم» وهو ذو العلم، خص بالآيات العلماء؛ لأنهم أهل النظر والاستنباط والاعتبار دون الجاهلين الذين هم في غفلة وسهو عن تدبر الآيات والتفكر فيها، دليله قوله تعالى: {وما يعقلها إلا العالمون} «العنكبوت 43» فأخبر أن الذين يعقلون الأمثال والآيات هم العالمون دون الجاهلين، ولو عقلها الجميع لم يكن لعالم فضل على الجاهل.
6- وحجة من فتح اللام أنه جعله جمع عالم، كما قال «رب العالمين» والعالم هو جميع المخلوقات في كل أوان، فذلك أعمُ في جميع الخلق، إذ الآيات والدلالات على توحيد الله يشهدها العالم والجاهل، فهي آية للجميع، وحجة على كل الخلق، ليست بحجة على العالم دون الجاهل، فكان
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/183]
العموم أولى بذلك، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، ولأنه أعم وأدخل في الحجة على جميع الخلق، ومن كسر اللام فإنه يجب على قوله أن لا تكون الآيات حجة إلا على ذوي العلم دون غيرهم، فالفتح أولى به، لأنه حجة الله جل ذكره، لازمة لكل الخلق). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/184]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ} [آية/ 22] بكسر اللام:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه جمع عالمٍ بكسر اللام، وإنما خصهم بالذكر وإن كانت الآيات للعالم والجاهل جميعًا؛ لأن العالم هو الذي يتدبر ويستدل فهو المنتفع بها دون الجاهل، فكأنها ليست للجاهل لإعراضه عنها وتركه الاستدلال بها.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {لِلْعَالَمِينَ} بفتح اللام.
وهم جميع الخلق، فالآيات عامة لجميع الإنس والجن؛ لأنها موضع استدلال واعتبار، وإن ذهل عنها ذاهلٌ وترك الاستدلال بها جاهلٌ، فالآيات لا تخرج عن كونها مما يستدل به). [الموضح: 1004]

قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)}
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)}
قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (25)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس