عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 01:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة التوبة
[ الآيتين (23) ، (24) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23)}

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وعشيرتكم... (24).
روى أبو بكر عن عاصم (وعشيراتكم) وفي المجادلة (أو عشيراتهم) على الجميع فيهما، هذه رواية الأعشى عن أبي بكر.
وفي رواية يحيى (وعشيراتكم) بالألف على الجميع في هذه وحدها.
وقرأ الباقون (وعشيرتكم)، (أو عشيرتهم) موحدتين.
قال أبو منصور: العشيرة: اسم جامع لأهل البيت من قرب أو بعد.
وقال أبو العباس: عشيرة الرجل: أهل بيته الأدنون، سمّوا عشيرة لمعاشرة بعضهم بعضًا، والقراءة بالتوحيد.
قال أبو منصور: ولما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين (214).
أنذر النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم الأدنى والأبعد، - فيما حدثنا السعدي قال: حدثنا ابن عفان قال حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين).
أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفا فصعد عليه، ثم نادى:
[معاني القراءات وعللها: 1/449]
يا صباحاه، فاجتمع إليه الناس بين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله: يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟ قالوا: نعم.
قال: فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ.
فقال أبو لهب: تبًّا لكم سائر اليوم، أما جمعتنا إلا لهذا.
فأنزل الله تبارك وتعالى: (تبّت يدا أبي لهبٍ)، وقد تبّ.
قال أبو منصور: فأنذر بني فهر وبني لؤي كما أنذر الأقربين، ومن قرأ (أو عشيراتكم) فهو جائز في العربية، ويجمع العشيرة: عشائر أيضًا، والجمع بالتاء قليل). [معاني القراءات وعللها: 1/450]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله [جلّ وعز]: وعشيرتكم [التوبة/ 24].
فقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: وعشيراتكم على الجمع. وقرأ الباقون: وعشيرتكم واحدة، وقال حفص عن عاصم: واحدة.
قال أبو علي: وجه الجمع: أن كل واحد من المخاطبين له عشيرة، فإذا جمعت قال: عشيراتكم من حيث كان المراد بهم الجمع.
وقول من أفرد: أن العشيرة واقعة على الجمع، فاستغني بذلك فيها عن جمعها، ويقوّي ترك الجمع بالتاء أن أبا الحسن قال: لا تكاد العرب تجمع عشيرة عشيرات، إنّما يجمعونها على: عشائر). [الحجة للقراء السبعة: 4/180]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وأزواجكم وعشيرتكم}
قرأ أبو بكر (وعشيراتكم) بالألف وقرأ الباقون {وعشيرتكم} بغير ألف كما تقول قرابتكم وقراباتكم). [حجة القراءات: 316]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {وعشيرتكم} قرأه أبو بكر بالجمع، لأن لكل واحد من المخاطبين عشيرة، فجمع لكثرة عشائرهم، وقرأه الباقون بالتوحيد، لأن العشيرة واقعة على الجمع، فاستغنى بذلك لفخته، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، وقد حكى الأخفش أن العرب لا تجمع عشيرة إلا على عشائر، ولا تُجمع
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/500]
بالألف والتاء سماعًا، والقياس لا يمنع من جمعها بألف وتاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/501]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَعَشِيرَاتُكُمْ} [آية/ 24] بالجمع:
قرأها عاصم- ياش-.
والوجه أن كل واحد من المخاطبين له عشيرة، فجاء بها على الجمع.
وقرأ الباقون {وَعَشِيرَتُكُمْ} بغير ألف على التوحيد؛ لأن العشيرة واقعة
[الموضح: 589]
على الجمع، فاستغنى بها عن جمعها، ويقوي هذه القراءة أن أبا الحسن قال: لا تكاد العرب تجمع العشيرة على العشيرات إنما تجمعها على العشائر، وسميت العشيرة عشيرة لمعاشرة بعضهم بعضًا، وهم أهل بيت الرجل الأدنون). [الموضح: 590]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس