عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (1) إلى الآية (8)]
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


قوله تعالى: {حم (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: قد ذكرت ألفاظ السبعة في (حم) وإنما أعدت ذكره لأني سمعت ابن مجاهد يقول: قرأ ابن أبي إسحق: {حم والكتاب المبين} بالكسر جعله قسمًا.
وقرأ عيسى بن عمر: {حم}، وقد ذكرت علته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}

قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [آية/ 4] بكسر الألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الهمزة تقارب الهاء في المخرج، فكسرت الهمزة للياء التي وقعت قبلها، كما كسرت الهاء لذلك في قولك: عليه وفيه، وقد تكسر للكسرة التي قبلها أيضًا كما تكسر الهاء لذلك في قولك: به، وقد تقدم ذكر ذلك في سورة النساء.
وقرأ الباقون {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} بضم الألف.
وهو الأصل، وإنما لم تكسر؛ لأن الهمزة ليست كالهاء في الخفاء، وإنما أشبهتها من جهة المخرج لا من جهة الخفاء، ولأجل الخفاء وجب أن تكسر الهاء للياء أو الكسرة، والهمزة لا تناسب الهاء من هذه الجهة). [الموضح: 1145]

قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين (5)
قرأ نافع - وحمزة والكسائي (إن كنتم) بكسر الألف، وقرأ الباقون بالنصب (أن كنتم).
قال أبو منصور: من قرأ بالنصب فمعناه: أفنضرب عنكم ذكر العذاب، والعذاب بأن أسرفتم. أو: لأن أسرفتم.
ومن قرأ (إن) فعلى معنى الاستقبال، على معنى: إن تكونوا مسرفين أي: نضرب عنكم العذاب وذكره، جعل (إن) مجازاة). [معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال ابن عباس: قال لي العباس: قال لي: المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين: ناولني كنار من حصباء قال: فكأن البغلة فهمت ما أراد فانحضجت أي: انبسطت فتناول هو صلى الله عليه ما أراد ثم رمى في وجوه الكفار، وقال: شاهت الوجوه، أي: قبحت «حم لا ينصرون» قال: فانهزم الناس، وكانوا ثلاثين ألفًا، قال على رضي الله عنه في المعمعة قبل الهزيمة: وقد بقينا سبعة نفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حزننا الأمر فقلت: تقدم رسول الله أمامنا فما هو أن تكلم بكلامه، ورمي حتى أعطوا الأكتاف، والأقفاء، فأنزل الله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} قال المبرد: وما رميت بقوتك يا محمد إذ رميت يا محمد ولكن بقوة الله رميت. وقال ثعلب: وما قذفت الرعب في قلوبهم يا محمد ولكن الله قذف في قلوبهم الرعب حتى انهزموا.
وقال غيرها: لما رمي رسول الله صلى الله عليه الكف من الحصباء صار في عين كل واحد من الكفرة غشاوة وظلمة، وظلوا يمسحون التراب عن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]
وجوههم، قال الله تعالى: {وما رميت إذ رميت} أي: لم تكن لتوصل التراب إلى عيون ثلاثين ألفًا ولكن في ذلك اليوم على ابن أبي طالب رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} [5].
قرأ نافع وحمزة والكسائي: {إن كنتم قومًا} بكسر الهمزة جعلوه مستأنفًا شرطًا.
وقرأ الباقون: {أن كنتم} جعلوه فعلا ماضيًا أراد: إذ كنتم، كما قال: {أن جاءه الأعمي} أي: إذ جاءه الأعمى. وكذلك: أسبك أن حرمتني، فموضع «أن» نصب عند البصريين، جر عند الكوفيين؛ لأن التقدير: الذكر صفحًا لأن كنتم وبأن كنتم قومًا مسرفين، والمسرف: الذي ينفق في معصية ولا إسراف في طاعة الله. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا إسراف في المأكول والمشروب».
وقرأ الناس كلهم: {الذكر صفحًا} بفتح الصاد إلا سميط بن عمير وشبيل بن عزرة فإنهما قرآ {صفحًا} بضم الصاد، وهما لغتان: الصفح،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
والصفح، وضربته بصفح السيف وصفحه أي: بعرضه، وضربته بالسيف مصفحًا، وشبيل بن عزرة هذا هو القارئ: {واذكر بعد أمه} وهذا الذي روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه، قال: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن أصبت من عطره، وإلا أصبت من رائحته....» حدثنا أبو بكر ابن الأشعث، قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا شبيل بن عزرة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عزّ وجلّ: صفحا أن كنتم [الزخرف/ 5] فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: صفحا أن كنتم نصبا.
وقرأ حمزة ونافع والكسائي: إن كنتم* كسرا.
من قال: أن كنتم فالمعنى: لأن كنتم، فأمّا صفحا فانتصابه من باب: صنع الله [النمل/ 88] لأنّ قوله: أفنضرب عنكم الذكر [الزخرف/ 5] يدلّ على: أنصفح عنكم صفحا؟ وكأن قولهم:
صفحت عنه أي: أعرضت، وولّيته صفحة العنق، والمعنى: أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم، لأن كنتم قوما مسرفين؟ وهذا يقرب من قوله: أيحسب الإنسان أن يترك سدى [القيامة/ 36] والكسر على أنه جزاء استغني عن جوابه بما تقدّمه مثل: أنت ظالم إن فعلت، كأنّه: إن كنتم قوما مسرفين نضرب). [الحجة للقراء السبعة: 6/138]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {أن كنتم قوما مسرفين} بكسر الألف وقرأ الباقون بالفتح المعنى أفنضرب عنكم الذّكر أن كنتم فكأنهم ذهبوا إلى أنه فعل قد مضى كقول القائل أحبك أن جئتني بمعنى أحبك إذ كنت قد جئتني فأما {صفحا} فانتصابه من باب {صنع الله} لأن قوله {أفنضرب عنكم الذّكر}
[حجة القراءات: 644]
يدل على أنا نصفح عنكم صفحا وكأن قولهم صفحت عنه أي أعرضت عنه والأصل في ذلك أنّك توليه صفحة عنقك المعنى أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم لأن كنتم قوما مسرفين وهذا يقرب من قوله {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال الزّجاج أفنضرب عنكم ذكر العذاب والعقوبة لأن كنتم قوما مسرفين وقيل الذّكر ها هنا العذاب
ومن كسرها فعلى معنى الاستقبال على معنى إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذّكر المراد والله أعلم من الكلام استقبال فعلهم فأراد جلّ وعز تعريفهم أنهم غير متروكين من الإنذار والإعذار إليهم قال الفراء ومثله {شنآن قوم أن صدوكم} و{أن صدوكم} ). [حجة القراءات: 645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {صفحًا إن كنتم} قرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر «أن» وفتح الباقون.
وحجة من فتح أنه جعله أمرًا قد كان وانقضى، ففتح على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل أن كنتم ولأن كنتم.
2- وحجة من كسر أنه جعله أمرًا منتظرًا لم يقع وجعل «إن» للشرط، والشرط أمر لم يقع، وجواب الشرط ما قبله من جملة الكلام، فـ «إن» في هذا نظيره قوله: {أن صدوكم عن المسجد الحرام} «المائدة 2» وقد مضى شرحها بأشبع من هذا، فهذه مثلها في علتها، وقد تقدم ذكر «حم، وأم الكتاب، ومهدا، وتخرجون، وجزءًا، ولما، ويأيه الساحر، وولد» كل حرف مع نظيره بحجته، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {إِنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [آية/ 5] بكسر الألف:-
قرأها نافع وحمزة والكسائي.
والوجه أن {إِنْ} للشرط، والكلام شرط، وجوابه مستغنى عنه بما تقدمه،
[الموضح: 1145]
والتقدير: إن كنتم قومًا مسرفين نضرب عنكم الذكر صفحًا، فحذف الذي هو جواب؛ لدلالة ما تقدم عليه، كما تقول: أنا أكرمك إن جئتني، والمعنى: إن جئتني أكرمتك، فحذف أكرمتك لدلالة: أنا أكرمك، عليه.
وقرأ الباقون {أَنْ كُنْتُمْ} بفتح الألف.
والوجه أنه على تقدير اللام، والمراد: لأن كنتم، وموضع {أَنْ} مع ما بعده، نصب، على أنه مفعول له، أي أفنضرب عنكم الذكر صفحًا تعليلاً بإسرافكم). [الموضح: 1146]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6)}
قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7)}
قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس