عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:59 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الروم
[ من الآية (8) إلى الآية (16) ]

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}


قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) }
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (روى الواقدي عن سليمان عن أبي جعفر: [وَآثَارُوا الْأَرْضَ]، ممدودة. قال ابن مجاهد: ليس هذا بشيء.
قال أبو الفتح ظاهره لعمري منكر إلا أن له وجها ما، وليس لحنا مقطوعا به؛ وذلك أنه أراد وأثاروا الأرض، أي: شققوها للغرس والزراعة، وهو أفعلوا من قول الله سبحانه: {لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ}، إلا أنه أشبع فتحة الهمزة؛ فأنشأ عنها ألفا، فصارت [آثاروا] وقد ذكرنا ذلك وشواهده في نحو قول ابن هرمة:
فأنْتَ مِنَ الغَوائِلِ حِينَ تُرْمَى ... ومِنْ ذَمَّ الرجال بِمُنْتَزاحِ
يريد: بمنتزح، منفعل من النازح؛ فأشبع فتحة الزاي، فأنشأ عنها ألفا. وهذا لعمري مما تختص به ضرورة الشعر لا تخيُّر القرآن). [المحتسب: 2/163]

قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ثمّ كان عاقبة الّذين (10)
قرأ ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو ويعقوب: (عاقبة الّذين) بالرفع.
وقرأ الباقون بالنصب.
قال أبو منصور: من نصب (عاقبة الّذين) جعل (السّوأى) اسم (كان)، وجعل (عاقبة) الخبر.
ومن رفع (عاقبة) جعل (السّوأى) الخبر، و(عاقبة) الاسم.
المعنى: ثم كان عاقبة الكافرين النّار). [معاني القراءات وعللها: 2/263]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى} [10].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر [{عاقبة}] بالنصب جعلوها خبر «كان» واسم «كان» {السوأى}. والسوأى: العذاب ها هنا و{أن كذبوا} في موضع نصب. والتقدير: ثم كان عاقبتهم العذاب لكذبهم، لأن كذبوا بآيات الله.
وقرأ الباقون: {عاقبة} بالرفع جعلوها اسم «كان» والخبر {السوأى}، والخبر والاسم ها هنا معرفتان. وإذا اجتمع اسمان نظرت فإن كان أحدهما معرفة والآخر نكرة جعلت النكرة الخبر، والمعرفة الاسم. وإذا كانا معرفتين كنت بالخيار أيهما شئت جعلته خبرًا، وأيهما شئت جعلته اسمًا، و{السوأى} اسم على (فعلى) مثل قصوى.
وأبو عمرو يقرأها بين بين.
وحمزة والكسائي يميلان.
والباقون يفخمون، قال أفنون التغلبي شاهدًا لأبي عمرو- والأفنون
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/193]
15- في اللغة: الحية، والعجوز-:
أني جزوا عامرًا سوأي لفعلهم = أم كيف يجزونني السوأي من الحسن
أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به = رئمان آلف إذا ماضن باللبن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/194]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: (ثم كان عاقبة الذين) [الروم/ 10] في الرفع والنصب.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (ثمّ كان عاقبة الّذين) رفعا، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: ثم كان عاقبة الذين نصبا، وروى الكسائي وحسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (عاقبة) رفعا.
قال أبو علي: قوله سبحانه: (ثم كان عاقبة الذين أسائوا السوأى أن كذبوا) [الروم/ 10] من نصب عاقبة جعله خبر كان ونصبه متقدما، كما قال: وكان حقا علينا نصر المؤمنين [الروم/ 47]، فأمّا اسمها على هذه القراءة، فيجوز أن يكون أحد شيئين: أحدهما:
[الحجة للقراء السبعة: 5/442]
السوأى التقدير: ثم كان السّوأى عاقبة الذين أسائوا، ويكون في قوله: أن كذبوا مفعولا له، تقديره: ثمّ كان السّوأى عاقبة الذين أسائوا لأن كذّبوا، ولا يجوز أن تكون أن كذبوا متعلقا بقوله:
أساؤوا على هذا، لأنك تفصل بين الصلة والموصول، ألا ترى أنّ:
أساؤوا في صلة الذين، والسوأى الخبر، فلو جعلت أن كذبوا في صلة أساؤوا لفصلت بين الصلة والموصول بخبر كان. والشيء الآخر الذي يجوز أن يكون اسم كان إذا نصبت العاقبة أن كذّبوا، المعنى: ثم كان التكذيب عاقبة الذين أسائوا، ويكون السوأى على هذا مصدرا لأساءوا، لأنّ فعلى من أبنية المصادر، كالرّجعى، والشورى، والبشرى، وكذلك تكون السوأى مصدرا.
وممّا يدلّ أنّ السوء والسوأى بمعنى ما أنشده أبو عمر:
أنّى جزوا عامرا سوءا بفعلهم... أم كيف يجزونني السّوأى من الحسن
ومن رفع العاقبة فقال: (ثم كان عاقبة الذين أسائوا) جاز أن يكون الخبر شيئين: السوأى وأن كذبوا، كما جاز فيمن نصب العاقبة أن يكون كلّ واحد منهما الاسم، ومعنى الذين أسائوا: الذين أشركوا. التقدير: ثم كان عاقبة المسيء التكذيب بآيات الله، أي لم يظفر من شركه وكفره بشيء إلّا بالتّكذيب، بآيات الله، فإذا جعلت «أن كذّبوا» نفس الخبر، جعلت السوأى في موضع نصب، بأنّه
[الحجة للقراء السبعة: 5/443]
مصدر، وقد يجوز أن تكون السوأى صفة لموصوف محذوف كأنّه: الخلّة السوأى، أو الخلال السّوأى). [الحجة للقراء السبعة: 5/444]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ كان عاقبة الّذين أساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون}
قرأ أهل الشّام والكوفة {ثمّ كان عاقبة الّذين} بالنّصب جعلوها خبر {كان} واسم كان السوأى أي النّار وأن كذبوا في موضع نصب والتّقدير ثمّ كان عاقبتهم النّار لأن كذبوا بآيات الله
وقرأ أهل الحجاز والبصرة عاقبة بالرّفع جعلوها اسم كان والخبر السوأى والخبر والاسم ها هنا معرفتان وإذا اجتمع اسمان نظرت فإن كان أحدهما معرفة والآخر نكرة جعلت النكرة الخبر والمعرفة الاسم وإن كانا معرفتين كنت بالخيار أيهما شئت جعلته خبرا وأيهما شئت جعلته اسما). [حجة القراءات: 556]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {ثم كان عاقبة الذين} قرأه الكوفيون وابن عامر «عاقبة» بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع.
وحجة من قرأ بالنصب أنه جعل «عاقبة» خبر «كان» مقدمًا على اسمها، واسمها «السوأى»، تقديره: ثم كانت السوأى عاقبة الذين، و«السوأى» جهنم أعاذنا الله منها، أي: ثم كان دخول جهنم عاقبة الذين كفروا من أجل أن كذبوا، فذكر الفعل لتذكير الدخول الذي هو اسم كان على الحقيقة، ويجوز أن يكون اسم كان أن «كذبوا» ويكون «السوأى» مصدرًا كالرجعى والبشرى، ويكون التقدير: ثم كان التكذيب عاقبة الذين أساءوا إساءة، فيذكر الفعل لتذكير التكذيب الذي هو اسم كان.
2- وحجة من رفع «عاقبة» وهو الاختيار، أنه جعل «العاقبة» اسم كان، والخبر «السوأى» و«أن كذبوا» والتقدير إذا جعلت «السوأى» الخبر، ثم كان مصير المسيئين السوأى من أجل أن كذبوا، أي: كان مصيرهم دخول جهنم، وذكر الفعل حملًا على المعنى؛ لأن العاقبة والمصير سواء في المعنى، وأيضًا فإن تأنيث «العاقبة» غير حقيقي؛ لأنه مصدر، وأيضًا فإن «العاقبة» لما كانت في المعنى هي دخول جهنم، لأن الخبر هو الاسم في المعنى حمل التذكير على تذكير الدخول كالأول، فإن جعلت «أن كذبوا» هو الخبر حملت تذكير الفعل على تذكير التكذيب؛ لأنه هو اسم كان في المعنى، إذ اسمها هو خبرها في المعنى كالابتداء والخبر، فإذا جعلت «أن كذبوا» هو الخبر كان التقدير: ثم كان مصير الذين أساءوا إساءة للتكذيب لما جاء به محمد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/182]
عليه السلام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/183]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ} [آية/ 10] بالرفع:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن {عَاقِبَةُ} اسم كان، فهي رفع لذلك.
وخبر كان يجوز أن يكون قوله {السُّوأَى} فيكون موضعه نصبًا، {أَنْ كَذَّبُوا} بدلًا منه.
ويجوز أيضًا أن يكون الخبز {أَنْ كَذَّبُوا}، وقوله {السُّوأَى} صفة للاسم، فموضعه رفع؛ لكونه صفة لعاقبة، كأنه قال: ثم كان العاقبة السيئة تكذبيهم آيات الله.
و {السُّوأَى} في الوجه الأول يجوز أن يكون صفة لمحذوف، والتقدير: الخصلة السوأى، ويجوز أن يكون مصدرًا كالبشرى كأنه قال: ثم كان عاقبة الذين أساءوا الخصلة السيئة أو الإساءة، ومعنى {الَّذِينَ أَسَاءُوا}: الذين أشركوا.
[الموضح: 1002]
وقرأ ابن عامر والكوفيون {عَاقِبَةَ} بالنصب.
والوجه أن قول {السُّوأَى} اسم كان، و{أَنْ كَذَّبُوا} بدله، وقوله {عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا} خبر كان تقدم على الاسم.
ويجوز أن يكون {أَنْ كَذَّبُوا} اسم كان، و{عَاقِبَةَ} خبره، و{السُّوأَى} صفة العاقبة، موضعها نصب.
ويجوز أن يكون قوله {أَنْ كَذَّبُوا} على حذف اللام، والتقدير: لأن كذبوا، ويصح حملُه على هذا الوجه في القراءتين جميعًا). [الموضح: 1003]

قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يبدأ الخلق ثمّ يعيده ثمّ إليه يرجعون (11)
قرأ أبو عمرو، ويحيى عن أبي بكر عن عاصم (ثمّ إليه ترجعون) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
وروي عن عيّاش عن أبي عمرو بالتاء، وروى الأعشى عن أبي بكرٍ بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فللغيبة، ومن قرأ بالتاء فللخطاب). [معاني القراءات وعللها: 2/263]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ثم إليه ترجعون} [11].
قرأ أبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر بالياء. أي: يردون.
وقرأ الباقون: {ترجعون} أي: تردون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/194]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله جلّ وعزّ: ثم إليه ترجعون فقرأ أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر: (ثم إليه يرجعون) بالياء [الروم/ 11] وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي، وحفص عن عاصم ترجعون بالتاء.
عباس عن أبي عمرو: ترجعون بالتاء.
[قال أبو علي]: حجّة الياء أن المتقدّم ذكره غيبة يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه يرجعون [الروم/ 11]
[الحجة للقراء السبعة: 5/444]
والخلق هم المخلوقون في المعنى، وجاء قوله يعيده على لفظ الخلق، وقوله: (يرجعون) على المعنى، ولم يرجع على لفظ الواحد كما كان يعيده كذلك. ووجه التاء أنّه صار الكلام من الغيبة إلى الخطاب، ونظيره: الحمد لله [الفاتحة/ 1]، إياك نعبد [الفاتحة/ 4] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/445]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الله يبدأ الخلق ثمّ يعيده ثمّ إليه ترجعون}
قرأ أبو عمرو وأبو بكر {ثمّ إليه يرجعون} بالياء وحجتهما أن المتقدّم ذكره غيبة (يبدأ الخلق ثمّ يعيده ثمّ إليه يرجعون) فقرب من ذكر {الخلق} فجعلا الكلام خبرا عنهم إذ كان متّصلا بذكرهم والخلق هم المخلوقون في المعنى وجاء في قوله {ثمّ يعيده} على لفظ
[حجة القراءات: 556]
الخلق وقوله {يرجعون} على المعنى وإن لم يرجع على لفظ الواحد كما كان {يعيده}
وقرأ الباقون {ترجعون} بالتّاء وحجتهم ذلك أن الكلام في ابتدائه قد يكون خبرا ثمّ يصرف عنه إلى خطاب كقوله تعالى {الحمد لله رب العالمين} ثمّ قال {إياك نعبد} صار الكلام من الغيبة إلى الخطاب). [حجة القراءات: 557]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ثم إليه ترجعون} قرأه أبو بكر وأبو عمرو بالياء، وبالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
وحجة من قرأ بالياء أنه حمله على لفظ الغيبة المتقدم في قوله: {يبدؤ الخلق ثم يعيده ثم إليه يرجعون} أي: يُرجع الخلق، والخلق هم المخلوقون كلهم، لكن وحَّد في قوله «يعيده» ردًا على توحيد لفظ الخلق، ثم جمع في قوله «يرجعون» ردًا على معنى الخلق.
4- وحجة من قرأ بالتاء أنه رده إلى الخطاب بعد الغيبة، وهو كثير في القرآن، وقد مضت له نظائر بعللها، والتاء الاختيار، لأن عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/183]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آية/ 11] بالياء:
قرأها أبو عمر وعاصم ياش- ويعقوب ح-.
والوجه أنه على وفق ما قبله، وهو قوله {الله يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}، فالخلق هم المخلوقون، لفظه واحدٌ، ومعناه جمعٌ، فأجري الضمير في قوله {يُعِيدُهُ} على لفظ الخلق فوحد، وفي قوله {يُرْجَعُونَ} على معناه، فجمع.
وقرأ الباقون {تُرْجَعُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب، على ما سبق نظيره). [الموضح: 1003]

قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)}
قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)}
قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الْآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس