عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما لاعبين (16) لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين (17) بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل ممّا تصفون (18) وله من في السّماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون (20) }
يخبر تعالى أنه خلق السموات والأرض بالحقّ، أي: بالعدل والقسط، {ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا ويجزي الّذين أحسنوا بالحسنى} [النّجم:31]، وأنّه لم يخلق ذلك عبثًا ولا لعبًا، كما قال: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص:27]). [تفسير ابن كثير: 5/ 335]

تفسير قوله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا إن كنّا فاعلين} قال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه من لدنّا} يعني: من عندنا، يقول: وما خلقنا جنّةً ولا نارًا، ولا موتًا، ولا بعثًا، ولا حسابًا.
وقال الحسن، وقتادة، وغيرهما: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا} اللهو: المرأة بلسان أهل اليمن.
وقال إبراهيم النّخعي: {لو أردنا أن نتّخذ لهوًا لاتّخذناه} من الحور العين.
وقال عكرمة والسّدّيّ: المراد باللّهو هاهنا: الولد.
وهذا والّذي قبله متلازمان، وهو كقوله تعالى: {لو أراد اللّه أن يتّخذ ولدًا لاصطفى ممّا يخلق ما يشاء سبحانه} [الزّمر:4]، فنزّه نفسه عن اتّخاذ الولد مطلقًا، لا سيّما عمّا يقولون من الإفك والباطل، من اتّخاذ عيسى، أو العزير أو الملائكة، {سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوًّا كبيرًا} [الإسراء:43].
وقوله: {إن كنّا فاعلين} قال قتادة، والسّدّيّ، وإبراهيم النّخعيّ، ومغيرة بن مقسم، أي: ما كنّا فاعلين.
وقال مجاهدٌ: كلّ شيءٍ في القرآن "إن" فهو إنكارٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 335-336]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل نقذف بالحقّ على الباطل} أي: نبيّن الحقّ فيدحض الباطل؛ ولهذا قال: {فيدمغه فإذا هو زاهقٌ} أي: ذاهبٌ مضمحلٌّ، {ولكم الويل} أي: أيها القاتلون: للّه ولدٌ، {ممّا تصفون} أي: تقولون وتفترون). [تفسير ابن كثير: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن عبوديّة الملائكة له، ودأبهم في طاعته ليلًا ونهارًا، فقال: {وله من في السّماوات والأرض ومن عنده} يعني: الملائكة، {لا يستكبرون عن عبادته} أي: لا يستنكفون عنها، كما قال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا للّه ولا الملائكة المقرّبون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعًا} [النّساء:172].
وقوله: {ولا يستحسرون} أي: لا يتعبون ولا يملّون). [تفسير ابن كثير: 5/ 336]

تفسير قوله تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} فهم دائبون في العمل ليلًا ونهارًا، مطيعون قصدًا وعملًا قادرون عليه، كما قال تعالى: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التّحريم:6].
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن أبي دلامة البغداديّ، أنبأنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، عن حكيم بن حزام قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أصحابه، إذ قال لهم: "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيءٍ. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي لأسمع أطيط السّماء، وما تلام أن تئطّ، وما فيها موضع شبر إلّا وعليه ملكٌ ساجدٌ أو قائمٌ". غريبٌ ولم يخرجوه.
ثمّ رواه ابن أبي حاتمٍ من طريق يزيد بن زريع، عن سعيدٍ، عن قتادة مرسلًا.
وقال أبو إسحاق، عن حسّان بن مخارقٍ، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ قال: جلست إلى كعب الأحبار وأنا غلامٌ، فقلت له: أرأيت قول اللّه [للملائكة] {يسبّحون اللّيل والنّهار لا يفترون} أما يشغلهم عن التّسبيح الكلام والرّسالة والعمل؟. فقال: فمن هذا الغلام؟ فقالوا: من بني عبد المطّلب، قال: فقبّل رأسي، ثمّ قال لي: يا بنيّ، إنّه جعل لهم التّسبيح، كما جعل لكم النّفس، أليس تتكلّم وأنت تتنفّس وتمشي وأنت تتنفّس؟).[تفسير ابن كثير: 5/ 336-337]

رد مع اقتباس