عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:15 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (78) إلى الآية (82) ]

{قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}

قوله تعالى: {قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)}

قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) }

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي سعيد الخدري: [وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ].
أحدهما: أن يكون اسم "كان" ضمير الغلام، أي: فَكَانَ هُوَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ، والجملة بعده خبر كان.
والآخر: أن يكون اسم "كان" مضمرا فيها، وهو ضمير الشأن والحديث، أي: فكان الحديث أو الشأن أَبَوَاهُ مُؤْمِنَانِ، والجملة بعده خبر لـ "كان" على ما مضى، إلا أنه في هذا الوجه الثاني لا ضمير عائدا على اسم "كان"؛ لأن ضمير الأمر والشأن لا يحتاج من الجملة التي هي بعده خبر عنه إلى ضمير عائد عليه منها، من حيث كان هو الجملة في المعنى. وقد مضى ذلك آنفا، ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلُّ مولودٍ يُولُدُ علَى الفطرةِ حتَّى يكونَ أبواهُ هُمَا اللَّذانِ يُهَوِّدَانِه ويُنَصِّرانِه».
إن شئت كان ضمير المولود في "كان" اسما لها، وأبواه ابتداء، "هما" فصل لا موضع لها من الإعراب، و"اللذان" خبر "لكان"، والعائد على اسم "كان" الضمير في "أبواه"؛ لأنه أقرب إليه مما بعده.
وإن شئت جعلت اسم "كان" على ما كان عليه، وجعلت "أبواه" ابتداء، والجملة بعدهما خبرا عنها، وهي مركبة من مبتدأ وخبر: فالمبتدأ "هما"، وخبرهما "اللذان"، و"هما" وخبره خبر عن "أبواه"، و"أبواه" وما بعدهما خبر "كان".
وإن شئت كان في "كان" ضمير الشأن والحديث، وما بعدها خبر عنه.
[المحتسب: 2/33]
وإن شئت رفعت "أبواه" لأنهما اسم "كان" وجعلت ما بعدهما الخبر على ما مضى من كون "هما" فصلا إن شئت، ومبتدأ إن شئت، ويجوز فيه هما اللذين). [المحتسب: 2/34]

قوله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن يبدلهما ربّهما (81) ونظائرها.
قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم ويعقوب بالتخفيف في الأربعة الأحرف، وهي قوله في الكهف: (أن يبدلهما)، وفي النور: (وليبدلنّهم).
[معاني القراءات وعللها: 2/118]
وفي التحريم: (أن ييدله)، وفي (ن): (أن يبدلنا خيرًا).
وقرأ نافع وأبو عمرو أربعهن بفتح الباء وتشديد الدال.
وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي التي في النور: (وليبدّلنّهم) مشددة والباقي بالتخفيف.
وروى أبو عمرو عن أبي العباس أنه قال: التبديل: تغيير الصورة إلى صورة غيرها، والجوهرة بعينها، والإبدال: تنحية الجوهرة واستئناف جوهرة أخرى، واحتج بقول أبي النجم:
عزل الأمير للأمير المبدل
ألا تراه نحى جسمًا وجعل مكانه جسمًا آخر.
وقال المبرد: هذا حسن، غير أن العرب تجعل بدّلت بمعنى: أبدلت، واحتج بقوله جلّ وعزّ: (فأولئك يبدّل اللّه سيّئاتهم حسناتٍ).
ألا تراه قد أزال السيئات وجعل مكانها حسنات!
قال: وأمّا ما شرط أحمد بن يحيى فهو معنى قوله: (كلّما نضجت جلودهم بدّلناهم جلودًا غيرها)،
قال: فهذه هي الجوهرة، وتبديلها: تغيير صورتها إلى غيرها؛ لأنها كانت ناعمة فاسودت بالعذاب، فردت إلى صورة جلودهم الأول لما نضجت تلك الصورة، فالجوهرة واحدة، والصورة مختلفة.
[معاني القراءات وعللها: 2/119]
وعلى كلام المبرد بدّلت بمعنى واحد، ويفترقان في حالةٍ أخري، والله أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/120]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأقرب رحمًا (81)
قرأ ابن عامر والحضرمي (رحما) بضم الحاء، وقرأ الباقون (رحما) بسكون الحاء، وروى على بن نصر وعباس عن أبي عمرو الوجهين: التخفيف، والتثقيل.
وأنشد أبو عمرو:
ومن ضريبته التّقوى ويعصمه... من سيّئ العثرات اللّه والرّحم). [معاني القراءات وعللها: 2/120]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (29- وقوله تعالى: {فأردنا أن يبدلهما} [81].
قرأ ابن كثير وعاصم بتخفيف كل ما في القرآن.
وقرأ أبو عمرو ونافع بتشديد كل ما في القرآن، وهما لغتان: يُبدلُ ويبدِّلُ مثل ينزلُ وينزِّلُ. قال أبو عمرو: وإنما اخترت التثقيل، لأن شاهده في القرآن، وهو قوله: {وإذا بدلنا ءاية} ولم يقل: أبدلنا، وقال: {لا تبديل
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/409]
لكلمات الله} ولم يقل: لا إبدال والعرب تقول: بدل يبدل تبديلا وبدالا، فهو مبدل. وقال غيره من النحويين: أبدلت الشيء: إذا أزلت الأول وجعلت الثاني في مكانه كقول أ[ي النجم:
* عزل الأمير للأمير المبدل *
وبدلت الشيء من الشيء: إذا غيرت حاله وعينه، والأصل باق كقولك: بدلت قميصي جبة، واحتجوا بقوله تعالى: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها} فالجلد الثاني هو الأول، ولو كان غير الأول لم يلزمه العذاب إذا لم يُباشر المعصية، وهذا واضح جدًا.
وقرأ الباقون بتخفيف كل ذلك إلا قوله في (النور) {وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} فيحتمل أن يكونوا أتواب المعنيين كليهما، وهو الاختيار عندي أنهم شددوا هذا الحرف خاصة إرادة تكرير الفعل، لأن الله تعالى بدلهم الأمن من الخوف مرة بعد مرة، وأمنًا على أمنٍ فالتشديد دلالة على تكرير الفعل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/410]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (30- وقوله تعالى: {وأقرب رحما} [81].
قرأ ابن عامر وحده {رُحُمًا} بضمتين، وكذا عباس ونصر عن أبي عمرو.
وقرأ الباقون {رُحْمًا} خفيفًا، وهو الأكثر في كلامهم مثل العُمْرِ والعُمُرِ والرُّعْبُ الرُّعُبِ.
قال أبو عبد الله رضي الله عنه: وفيها لغة ثالثة: {أقرب رحمًا} كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/410]
تقول: أطال الله عُمْرَكَ وعُمُرَكَ وعَمْرَكَ ومعناهن كلهن: وأقرب رحمة وعطفًا وقُربى وقرابةً، وقال الشاعر شاهدًا لمن خفف:
* ولم يعوج رحم ما يعوجا *
وقال آخر:
* يا منزل الرحم على إدريس *). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/411]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتشديد من قوله جل وعزّ: أن يبدلهما [الكهف/ 81].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر: أن يبدلهما [الكهف/ 81] (وليبدلنهم) [النور/ 55] وأن يبدله أزواجا خيرا منكن [التحريم/ 5] وأن يبدلنا خيرا منها [ن/ 32] خفافا جمع.
وقرأ نافع وأبو عمرو في الكهف والتحريم ونون والنور مشدّدا كلّه.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي في الكهف والتحريم ونون مخففا، وفي النور: وليبدلنهم مشدّدة. وروى حفص عن عاصم أنّه خفف في الكهف والتحريم ونون، وشدّد في النور.
قال: بدّل وأبدل يتقاربان في المعنى، كما أن نزّل وأنزل كذلك، إلا أن بدّل ينبغي أن يكون أرجح لما جاء في التنزيل من قوله: لا تبديل لكلمات الله [يونس/ 64] ولم يجيء منه الإبدال كما جاء
[الحجة للقراء السبعة: 5/164]
التبديل في مواضع من القرآن، وقد جاء: وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج [النساء/ 20] فهذا يكون بمعنى الإبدال كما أن قوله:
فلم يستجبه عند ذاك مجيب بمعنى: فلم يجبه، فكما جاءت يستجبه بمنزلة يجبه، كذلك الاستبدال يمكن أن يكون بمعنى الإبدال، فأما من قال: إن بدّل غير أبدل، لأن قولك: تبدل، هو أن تذهب بالشيء وتجيء بغيره، كقوله:
عزل الأمير للأمير المبدل وقد يقال: يبدّل في الشيء، وقد يكون قائما وغير قائم، كقوله: وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا [النور/ 55] فالخوف ليس بقائم في حال الأمن، ومن قال: وإذا بدلنا آية مكان آية [النحل/ 101] فقد تكون الآية المبدلة قائمة التلاوة كقوله: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر [البقرة/ 234] والذين يتوفون منهم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج [البقرة/ 240]. وربما رفع المبدل من التلاوة. وقال: وبدلناهم بجنتيهم جنتين [سبأ/ 16] فالجنتان قائمتان، وقال: فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم [البقرة/ 59] فالقولان جميعا قائمان، فليس ينفصل بدّل من أبدل في هذا النحو بشيء). [الحجة للقراء السبعة: 5/165]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التخفيف والتثقيل من قوله عز وجل: رحما [81].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وحمزة والكسائي: (رحما) ساكنة الحاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/165]
وقرأ ابن عامر: رحما مثقلة الحاء، وروي عن أبي عمرو: (رحما ورحما). عباس عن أبي عمرو أنه قال: أيتهما شئت فاقرأ.
قال: وأنا أقرأ بالضم (رحما). علي بن نصر، عن أبي عمرو: وأقرب رحما و (رحما) بتسكين الحاء وتحريكها.
أبو عبيدة: الرّحم والرّحم، وهو الرحمة، وأنشد العجاج:
ولم تعوّج رحم من تعوّجا
وأنشد غيره لرؤبة:
يا منزل الرّحم على إدريس... ومنزل اللعن على إبليس
قال أبو عبيدة: وأقرب رحما: عطفا). [الحجة للقراء السبعة: 5/166]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما} 81
قرأ نافع وأبو عمرو {فأردنا أن يبدلهما} بالتّشديد في جميع القرآن وقرأ الباقون بالتّخفيف وهما لغتان تقول بدل وأبدل مثل نزل وأنزل
وحجّة التّشديد قوله {وإذا بدلنا آية} وقال {لا تبديل لكلمات الله} ولم يقل لا إبدال
وحجّة التّخفيف قوله {وإن أردتم استبدال زوج} فهذا قد يكون بمعنى الإبدال كما أن قوله
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
بمعنى لم يجبه
قرأ ابن عامر {وأقرب رحما} بضم الحاء وحجته قول الشّاعر:
وكيف بظلم جارية ... ومنها اللين والرحم
وقرأ الباقون {رحما} وهما لغتان مثل الرعب والرعب). [حجة القراءات: 427]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (51- قوله: {يبدلهما} قرأه نافع وأبو عمرو بالتشديد، ومثله في التحريم وفي نون والقلم، وخفف ذلك كله الباقون، وهما لغتان بمعنى: بدّل وأبدل، مثل: نجّا وأنجى، ونزّل وأنزل، وأكثر ما جاء هذا في القرآن بالتشديد إجماع، نحو قوله: {بدلوا نعمة الله} «إبراهيم 28» وقوله: {لا تبديل لكلمات الله} «يونس 20» فقد يكون بمعنى «الإبدال» فيكون مصدر «أدبل»، وقد قيل: إن «بدل» بالتشديد هو الذهاب بالشيء والإتيان بغيره، والإتيان بالشيء وبقاء غيره، كالذي وقع في النسخ، و«أبدل» يأتي للإتيان بالشيء وبقاء المبدل منه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/72]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (52- قوله: {وأقرب رحما} قرأ ابن عامر بضم الخاء، وأسكن الباقون، وهما لغتان بمعنى، كالسحُت والسحْت، وحكى أبو عبيدة فيه لغة ثالثة «الرحْم» بفتح الراء وإسكان الحاء، وهو كله بمعنى الرحمة والتعطف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/72]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (35- {أَنْ يُبْدِّلَهُمَا} [آية/ 81] بالتشديد:
[الموضح: 794]
قرأها نافع وأبو عمرو، وكذلك في النور {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ}، وفي التحريم {أَنْ يُبَدِّلَهُ}، وفي القلم {أَنْ يُبَدِّلَنَا}.
وقرأ الباقون {يُبْدِلَهُمَا} بالتخفيف، وكذلك في الجميع، إلا أن ابن عامر وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم قرءوا في النور وحده بالتشديد، وفي الباقي بالتخفيف.
والوجه أن بَدَّل مثل أبدل، وكلاهما قد جاء في القرآن، والتبديل فيه أكثر من الإبدال.
وقال أبو العباس ثعلب: التبديل تغيير الصورة إلى صورةٍ غيرها، والجوهرة باقية بعينها، والإبدال تنحية الجوهرة واستئناف جوهرة أخرى.
هذا كلامه، واحتج بقول أبي النجم:
85- عزل الأمير بالأمير المبدل
قال: ألا ترى أن نحي شخصًا وجعل شخصًا آخر مكانه.
واستدل أيضًا بقوله تعالى {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا}؛ لأنها تغيرت بالعذاب، فرُدّت إلى صورة جلودهم الأولى لما نضجت تلك الصورة، فالجوهرة واحدةٌ والصورة مختلفةٌ). [الموضح: 795]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (36- {وَأَقْرَبَ رُحُمًا} [آية/ 81] بضم الحاء:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
وقرأ الباقون {رُحْمًا} بسكون الحاء.
والوجه أن رحُمًا رحْمًا واحدٌ، فالمضموم عينه أصلٌ، والمسكن مخفف منه، كالشغُل والشغْل، وقد مضى مثله، والرُحْمُ: الرحمة كالكثر والكثرة). [الموضح: 796]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس