عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:14 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقالوا مجنونٌ وازدجر...}.
زجر بالشتم، وازدجر افتعل من زجرت، وإذا كان الحرف أوله زايٌ صارت تاء الافتعال فيه دالاً؛ من ذلك: زجر، وازدجر، ومزدجرٌ، ومن ذلك: المزدلف ويزداد هي من الفعل يفتعل فقس عليه ما ورد). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وازدجر " افتعل من زجر). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وازدجر} أي زجر. وهو: «افتعل» من ذلك). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {كذّبت قبلهم قوم نوح فكذّبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر}
أي كذبت قوم نوح نوحا قبل قومك يا محمد.
{وقالوا مجنون وازدجر} وقالوا هو مجنون كما قال قومك يا محمد لك - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين.
{وازدجر}، زجر بالشتم.
وقد بيّنّا ما في مزدجر في انقلاب التاء دالا وأصل هذا وازتجر). [معاني القرآن: 5/86-87]

تفسير قوله تعالى: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فدعا ربّه أنّي مغلوب فانتصر}
والقراءة (أنّي) بفتح الألف وقرأ عيسى بن عمر النحوي (إنّي) – بكسر الألف - وفسر سيبويه (إنّي) بالكسر فقال على إرادة القول على معنى فدعا ربّه فقال إنّي مغلوب.
قال: ومثله: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى}.
المعنى، قالوا ما نعبدهم إلا لقربونا.
ومن فتح - وهو الوجه - فالمعنى دعا ربّه بأنّي مغلوب). [معاني القرآن: 5/87]

تفسير قوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بماءٍ منهمرٍ} أي كثير سريع الانصباب. ومنه يقال: همر الرجل، إذا أكثر من الكلام وأسرع). [تفسير غريب القرآن: 431]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر}
المعنى فأجبنا دعاءه فنصرناه، وبيّن النصر الذي نصر به فقال: {ففتحنا أبواب السّماء بماء منهمر}.
ينصبّ انصبابا شديدا). [معاني القرآن: 5/87]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (منهمر) أي: منصب). [ياقوتة الصراط: 494]

تفسير قوله تعالى: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر...}.
أراد الماءين: ماء الأرض، وماء السماء، ولا يجوز التقاءٌ إلاّ لاسمين، فما زاد، وإنّما جاز في الماء، لأن الماء يكون جمعاً وواحداً.
وقوله: {على أمرٍ قد قدر} قدر في أمّ الكتاب.
ويقال: قد قدر أن الماءين كان مقدارهما واحداً. ويقال: قد قدر لما أراد الله من تعذيبهم). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فالتقى الماء على أمرٍ قد قدر} مجازه: الماء الذي خرج من الأرض وما سال من السماء). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فالتقى الماء} أي التقي ماء الأرض وماء السماء). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر}
هذا أكثر القراءة (عيونا) بالضم.
وقد رويت (عيونا) - بكسر العين - وهي رديئة في العربية.
وقوله عزّ وجلّ: {فالتقى الماء على أمر قد قدر}.
يعني ماء السماء والأرض ولم يقل فالتقى الماءان، ولو كان ذلك لكان جائزا، إلا أن الماء اسم يجمع ماء الأرض وماء السماء.
ومعنى {على أمر قد قدر} أي قد قدر في اللوح المحفوظ.
وقيل قد قدر أي كان قدر ماء السماء كقدر ماء الأرض). [معاني القرآن: 5/87]

تفسير قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وحملناه...}.
حملنا نوحاً على ذات ألواحٍ يعني: السفينة، {ودسرٍ...} مسامير السفينة، وشرطها التي تشد بها). [معاني القرآن: 3/106]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألواحٍ ودسرٍ " الدسر المسامير والخزر واحدها دسار، يقال هات لي دساراً). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ودسر}: واحدها دسير ودسار وهي المسامير). [غريب القرآن وتفسيره: 358]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و(الدسر): المسامير، واحدها: «دسار». وهي أيضا: الشّرط التي تشدّ بها السفينة). [تفسير غريب القرآن: 432]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وحملناه على ذات ألواح ودسر}
المعنى على سفينة ذات ألواح.
والدّسر اسم المسامير والشّرط التي تشدّ بها الألواح، وكل شيء نحو السّمر أو إدخال شيء في شيء بقوّة وشدة قهر فهو دسر، يقال: دسرت المسمار أدسره وأدسره.
والدّسر: واحدها دسار، نحو حمار، وحمر). [معاني القرآن: 5/87-88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الدُسُر): المسامير واحدها دسار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 249]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دُسُرٍ}: مسامير). [العمدة في غريب القرآن: 289]

تفسير قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جزاء لّمن كان كفر...} أي: جحد.
يقول: فعلنا به وبهم ما فعلنا جزاء لما صنع بنوحٍ وأصحابه، فقال: لمن يريد القوم، وفيه معنى ما. ألا ترى أنّك تقول: غرّقوا لنوحٍ ولما صنع بنوح، والمعنى واحد). [معاني القرآن: 3/106-107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تجري بأعيننا} أي بمرأى منا وحفظ، {جزاءً لمن كان كفر} يعني: نوحا -عليه السّلام- ومن حمله معه من المؤمنين.
و«كفر»: جحد ما جاء به). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر}
أي فعلنا ذلك جزاء لنوح وأصحابه، أي - نجيناه ومن آمن معه، وأغرقنا من كذّب به جزاء لما صنع به.
وقوله: {تجري بأعيننا} أي تجري بمرأى منا وحفظ). [معاني القرآن: 5/88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({كُفِر}: أي جحد فلم يؤمن به يعني نوحا "صلى الله عليه وسلم"). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد تّركناها آيةً...}.
يقول: أبقيناها من بعد نوح آيةً.
وقوله: {فهل من مّدّكرٍ...} المعنى: مذتكرٍ، وإذا قلت: مفتعلٌ فيما أوّله ذالٌ صارت الذال وتاء الافتعال دالاً مشدّدة وبعض بني أسدٍ يقولون: مذّكرٌ، فيغلبون الذّال فتصير ذالاً مشددةً...
- وحدثني الكسائي -[وكان والله ما علمته إلاّ صدوقا]- عن إسرائيل والقرزميّ عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال: قلنا لعبد الله: فهلم من مذّكرٍ، أو مدّكرٍ، فقال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه: (مدّكرٌ) بالدال). [معاني القرآن: 3/107]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" مدّكرٍ " مذتكر فلما أدغم التاء في الذال تحولت الذال دالاً). [مجاز القرآن: 2/240]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فهل من مدّكرٍ} أي معتبر ومتعظ. وأصله «مفتعل» من الذكر: «مذتكر». فأدغمت الذال في التاء، ثم قلبتا دالا مشدّدة). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما تكرار {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} فإنه عدّد في هذه السورة نعماءه، وأذكر عباده آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلفه، ثم أتبع ذكر كل خلّة وصفها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين، ليفهّمهم النّعم ويقرّرهم بها.
وهذا كقولك للرجل أجل أحسنت إليه دهرك وتابعت عنده الأيادي، وهو في ذلك ينكرك ويكفرك: ألم أبوّئك منزلا وأنت طريد؟ أفتنكر هذا؟ وألم أحملك وأنت راجل؟ ألم أحج بك وأنت صرورة؟ أفتنكر هذا؟.
ومثل ذلك تكرار {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} في سورة (اقتربت الساعة) أي: هل من معتبر ومتّعظ؟). [تأويل مشكل القرآن: 239-240](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عز وجلّ: {ولقد تركناها آية فهل من مدّكر}
أي تركنا هذه الفعلة وأمر سفينة نوح، آية أي علامة ليعتبر بها.
(فهل من مدّكر) القراءة بالدال غير المعجمة، وأصله مذتكر بالذال والتاء، ولكن التاء أبدل منها الدال، والذال من موضع التاء، وهي أشبه بالدال من التاء فأدغمت الذال في الدال، فهذا هو الوجه، أعني القراءة بالدال - غير معجمة - وقد قال بعض العرب (مذّكر) بالذال معجمة، فأدغم الثاني في الأول وهذا ليس بالوجه إنما الوجه إدغام الأول في الثاني). [معاني القرآن: 5/88]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فكيف كان عذابي ونذر...}.
النذر ها هنا مصدرٌ معناه: فكيف كان إنذاري، ومثله {عذراً أو نذراً} يخفّفان ويثقلان كما قال {إلى شيء نّكرٍ} فثقّل في "اقتربت" وخفف في سورة النساء القصرى فقيل "نكراً"). [معاني القرآن: 3/107]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فكيف كان عذابي ونذر} جمع نذير. و«نذير» بمعنى الإنذار، أي فكيف كان عذابي وإنذاري. ومثله: «النّكير» بمعنى الإنكار). [تفسير غريب القرآن: 432]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر...}.
يقول: هوّناه ولولا ذلك ما أطاق العباد أن يتكلموا بكلام الله.
ويقال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر}: للحفظ، فليس من كتاب يحفظ ظاهراً غيره). [معاني القرآن: 3/107-108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر} أي سهلناه للتلاوة.
ولو لا ذلك: ما أطلق العباد أن يلفظوا به، ولا أن يستمعوا [له] ). [تفسير غريب القرآن: 432]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر}
المعنى سهّلنا، وقيل: إنّ كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل إنما
يتلوها أهلها نظرا، ولا يكادون يحفظون كتبهم من أولها إلى آخرها كما يحفظ القرآن). [معاني القرآن: 5/88]

رد مع اقتباس