عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 01:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة محمد

[ من الآية (12) إلى الآية (15) ]
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12) وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (14) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ (12)}
قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَكَائِنْ} [آية/ 13] بالمد قبل الهمز، في وزن كاعن:-
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {وَكَأَيِّنْ} في وزن (كَعَيِّنْ).
وقد سبق الكلام عليه في سورة آل عمران). [الموضح: 1182]



قوله تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ (14)}
قوله تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من ماءٍ غير آسنٍ)
قرأ ابن كثير وحده (غير أسنٍ) بألف مقصورة.
وقرأ الباقون (من ماءٍ غير آسنٍ) على (فاعل)
[معاني القراءات وعللها: 2/385]
قال أبو منصور: أسن الماء يأسن فهو آسن، إذا تغير ريحه هذا الأكثر.
ومن العرب من يقول: أسن الماء يأسن أسنًا فهو آسن حكاه أبو زيد عن العرب.
أما الذي ينزل في البئر التي طال عهد المستقين بها فدير برأسه.
فلا يقال فيه إلا: أسن يأسن فهو أسن. لا غير، بقصر الألف.
قال زهير:
يميد في الرّمح ميد المائح الأسن). [معاني القراءات وعللها: 2/386]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {من ماء غير ءاسن} [15].
قرأ ابن كثير وحده: {من ماء غير أسن} مقصورة كقولك: هرم فهو هرم، وعرج فهو عرج، وأسن فهو أسن: إذ تغير الماء يأسن ويأسن أسونًا.
وقرأ الباقون: {ءاسن} بالمد على فاعل فالهمزة الأولي فاء الفعل. والألف الثانية مزيدة، فالمدة من أجل ذلك مثل أجن الماء يأجن أجونًا فهو آجن، ومعناهما واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/323]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: من ماء غير أسن [محمد/ 15] مقصور على وزن فعل، وفي كتابهم مفتوحة الألف لم يذكروا مدّا ولا غيره.
[الحجة للقراء السبعة: 6/190]
قال أبو زيد: يقال: أسن الماء يأسن أسنا إذا تغير، وأسن الرجل يأسن أسنا، إذا غشي عليه من ريح خبيثة، وربّما مات منها. وأنشد:
التارك القرن مصفرّا أنامله يميل في الرمح ميل المائح الأسن وقال أبو عبيدة: الأسن: المتغيّر الريح.
حجّة ابن كثير في قراءته: أسن على فعل أنّ اسم الفاعل من فعل يفعل على فعل وقد ثبت ذلك مع كثرته وفشوّه ممّا حكاه أبو زيد.
ومن حجّته: أنّهم زعموا أنّه كما كان في المصحف أو بعض المصاحف من ماء غير يسن بالياء. وهذا إنّما هو على تخفيف الهمزة، وهو في المنفصل نظير: مير، وذيب في المتصل.
وقال أبو الحسن: أسن لغة، وفعل إنّما هي للحال التي يكون عليها.
فأمّا من قال: غير أاسن على فاعل، فإنّما يريد أن ذلك لا يصير إليه فيما يستقبل، فهو من باب: بعيرك صائد غدا). [الحجة للقراء السبعة: 6/191]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ علي وابن عباس رضي الله عنهما: [أَمْثَالُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ].
قال أبو الفتح: هذه القراءة دليل على أن القرءة العامة التي هي {مثل}، بالتوحيد - بلفظ الواحد ومعنى الكثرة؛ وذلك لما فيه من معنى المصدرية؛ ولهذا جاز مررت برجل مثل رجلين وبرجلين مثل رجال، وبامرأة مثل رجل، وبرجل مثل امرأة. ألا ترى أنك تستفيد في أثناء ذلك معنى التشبيه والتمثيل؟
ومثل ومثل بمعنى واحد، كشبه وشبه، وبدل وبدل.
فإن قيل: فإنه لم يأت عنهم ضربت له مثلا، كما يقال: ضربت له مثلا.
قيل: المعنى الواحد، وإن لم يأت الاستعمال به، كما أتى الآخر في هذا المعنى. ألا ترى أنك لا تضرب مثلا إلا بين الشيئين اللذين كل واحد منهما مثل صاحبه، ولو خالفه فيما ضربته فيه لم تضربه مثلا؟). [المحتسب: 2/270]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({مثل الجنّة الّتي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن} 15
قرأ ابن كثير {من ماء غير آسن} مقصورا على وزن فعل قال أبو زيد تقول أسن الماء يأسن أسنا فهو أسن كقولك هرم الرجل فهو هرم وعرج فهو عرج ومرض يمرض فهو مرض وكذلك أسن فهو أسن إذا تغيّرت رائحته فأعلم الله أن أنهار الجنّة لا تتغيّر رائحة مائها
وقرأ الباقون {من ماء غير آسن} بالمدّ على فاعل فالهمزة الأولى فاء الفعل والألف بعدها مزيدة فالمد من اجل ذلك تقول أسن الماء يأسن فهو آسن مثل أجن الماء يأجن ويأجن إذا تغير وهو آجن وذهب فهو ذاهب وضرب فهو ضارب قال الأخفش أسن لغة وفعل إنّما هو للحال الّتي تكون عليها فأما من قال {غير آسن} على فاعل فإنّما يريد ذلك لا يصير إليه فيما يستقبل). [حجة القراءات: 667]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {غير آسن} قرأه ابن كثير بالقصر، على وزن «فعل»، وقرأ الباقون بالمد على وزن «فاعل»، وورش أطول فيه مدًا من غيره على أصله المتقدم.
وحجة من قصر أنه جعله اسم فاعل على «فعل»؛ لأنه غير متعد إلى مفعول كحذر، وهو قليل، وحكى أبو زيد وغيره «أسن الماء يأسن إذا تغير، وأسن الرجل يأسن إذا غشي عليه من ريح خبيثة» فأسن بالقصر للحال، فالمعنى: غير متغير في حال جريه، وحكي أن في بعض المصاحف «غير يسن» بالياء أبدلت من الهمزة المفتوحة لانكسار ما قبلها، فهذا يدل على القصر فيه.
4- وحجة من مده أنه بنى اسم الفاعل على «فاعل»، وهو الأكثر في «فعل يفعل» نحو: جهل يجهل: فهو جاهل، وعلم يعلم فهو عالم، فهذا بناء لما يستقبل، فالمعنى: من ماء لا يتغير على كثرة المكث، وقد يكون للحال مثل الأول، والاختيار المد لكثرة «فاعل» في باب «فعل يفعل»، ولأن الجماعة عليه، وقد تقدمت العلة في تمكين ورش للمد في حرف المد واللين إذا أتى بعده همزة، وقد ذكرنا «عسيتم، وها أنتم، وكأين» وشبهه، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/277]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {غَيْرِ آَسِنٍ} [آية/ 15] بقصر الألف مثل عسن:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه من أسن بكسر السين يأسن بفتحها، كفعل يفعل، والفاعل أسن كحذر من حذر يحذر.
وقرأ الباقون {آَسِنٍ} بالمد، على وزن فاعل.
والوجه أنه اسم الفاعل من أسن بفتح السين يأسن بكسرها، وهو آسن كضارب، وهما لغتان أسن بالفتح وأسن بالكسر). [الموضح: 1182]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس