عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (59) إلى الآية (67) ]

{وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}


قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)}
قوله تعالى: {وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {وأن اعبدوني} [61].
قرأ حمزة وعاصم وأبو عمرو بكسر النون لالتقاء الساكنين.
وقرأ الباقون بالضم، وإنما ضموا كراهية أن يخرجوا من كسر إلى ضم، ولم يختلف القراء في إثبات الياء في: {وأن أعبدوني هذا} وصلاً ووقفًا؛ لأنه ثابت في المصحف. والصراط المستقيم: هو الدين المستقيم، والطريق الواضح والمنهاج البين. قال الشاعر هو جري-:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/236]
أمير المؤمنين على صراط = إذا اعوج الموارد مستقيم
وسئل ابن مسعود عن الصراط المستقيم فقال: يا ابن أخي أدن مني، تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينة جواد، [و] عن يساره جواد عليها رجال يدعون من مر بهم: هلم إلى الطريق، فمن اخذ معهم وردوا به النار، ومن لزم الطريق الأعظم والمنهاج الواضح ورد به الجنة، هو كتاب الله.
وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه: اليمين والشمال مضلة، والطريق عليها منهج كتاب الله، ومنها منفذ السنة وإليها مصير العاقبة. هوا اختيار المبرد فيما أجاز لي أبو العباس ابن رزين الكاتب عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/237]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: وأن اعبدوني [يس/ 61] بكسر النون، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي: وأن اعبدوني بضم النون. وكلهم قرأ بالياء وكذلك هي في كلّ المصاحف.
قال أبو علي: الضّم والكسر حسنان، وقد مضى القول في ذلك، وأمّا إثبات الياء، فإنّ الإثبات والحذف مذهبان، فإذا ثبت الياء في الخط أخذ به دون الآخر). [الحجة للقراء السبعة: 6/44]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (جبلًّا كثيرًا.. (62)
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي الحضرمي (جبلًّا) بضمتين -
وقرأ أبو عمرو وابن عامر (جبلًّا) بضم الجيم وتسكين الباء.
وقرأ نافع وعاصم بكسر الجيم والباء وتشديد اللام (جبلًّا).
قال أبو منصور: من قرأ (جبلًّا) أو (جبلًّا) فالمعنى واحد.
روى أبو عبيد عن أصحابه: الجبل: الناس الكثيرة، والجبل قريب في المعنى من الجبل.
وأخبر المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: الجبل، والجبلّ، والجبلة، والجبيل: الناس الأكثر.
ولم يقرأ أحدٌ (جبلًّا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/310]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {ولقد أضل منكم جبلا كثيرًا} [62].
قرأ أبو عمرو وابن عامر: {جبلا} بضم الجيم وإسكان الباء، قال أبو ذؤيب:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/237]
منايا يقربن الحتوف لأهلها = جهازًا ويستمتعن بالأنس الجبل
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بضم الباء والجيم مخففًا.
وقرأ عاصم ونافع: {جبلا} بكسر الجيم، والباء، واللام مشددة كقوله: {والجبلة الأولين} أي: كخلقهم وطبعهم.
وقرأ عيسى بن عمر {جبلا} بضمتين، وتشديدين ومعناها كلها واحد، والجبل الخلق والخليقة، تقول العرب: قد عرفت نجر فلان ونجاره ونحاسه، ونحاسه، ونجيحه، وعريكته، وحريكته، وسليقته، وتوزه، وتوسه، ونفسه، ونقيلته، وطائه، وطابه، وحبله، وحبلته، وجبلته، وجبلته، وخبلته، وحله بمعنى واحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/238]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التّخفيف والتّثقيل من قوله عزّ وجلّ: جبلا كثيرا [يس/ 62] فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: جبلا مضمومة الجيم، والباء، مخففة اللام، وقرأ أبو عمرو وابن عامر: جبلا بضم الجيم وتسكين الباء، وقرأ نافع وعاصم جبلا بكسر الجيم، والباء، مشدّدة اللّام.
[الحجة للقراء السبعة: 6/44]
قال أبو عبيدة: أضل منكم جبلا كثيرا مثقل وبعضهم لا يثقل، ويضمّ الحرف الأول، ويسكن الثاني، ومنهم من يضمّ الأول والثاني.
ولا يثقل، قال: ومعناهنّ: الخلق والجماعة. وقال التّوّزي: يقال جبلا وجبلا وجبلا وجبلا وجبلا. وحكى غير التوزي: جبلا، وقال هو جمع جبلّة). [الحجة للقراء السبعة: 6/45]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعبد الله بن عبيد بن عمير وابن أبي إسحاق والزهري والأعرج وحفص بن حميد: [جُبُلًّا]، بضم الجيم والباء، واللام مشددة.
وقرأ: [جِبْلًا]، مكسورة الجيم، ساكنة الباء الأشهب العقيلي.
قال أبو الفتح: قد تقدم ذكر هذا الحرف بما فيه). [المحتسب: 2/216]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولقد أضلّ منكم جبلا كثيرا} 62
قرأ نافع وعاصم {جبلا كثيرا} وبكسر الجيم والباء والتّشديد
[حجة القراءات: 601]
وحجتهما إجماع الجميع على قوله تعالى {والجبلة الأوّلين}
وقرأ أبو عمرو وابن عامر {جبلا} بضم الجيم وسكون الباء استثقلا اجتماع الضمتين فأسكنا الباء طلبا للتّخفيف
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ جبلا بضمّتين وهو الأصل وذلك أنه جمع جبيلا وجبيل معدول عن مجبول مثل قتيل من مقتول وصريع من مصروع ثمّ جمع الجبيل جبلا كما يجمع السّبيل سبلا والطّريق طرقا قالوا ولا ضرورة تدعو إلى إسكان حرف مستحقّ للتحريك). [حجة القراءات: 602]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {جبلًا} قرأ نافع وعاصم بكسر الجيم والباء، وتشديد اللام، وقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وإسكان الباء مخففًا، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم ضموا الباء.
20- وحجة من قرأ بكسر الجيم والتشديد أنه جعله جمع «جبلة» وهي الخلق، جعله جمعًا بينه وبين واحده الهاء.
21- وحجة من قرأ بضمتين أنه جعله جمع «جبيل»، وهو الخلق أيضًا، كرغيف ورغف، وكذلك الحجة لمن أسكن الباء وضم الجيم، إلا أنه أسكن تخفيفًا، وأصل التاء الضم كرسول ورسل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/219]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {جُبْلًا} [آية/ 62] بضم الجيم وسكون الباء:
قرأها أبو عمرو وابن عامر.
[الموضح: 1077]
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي {جُبُلًا} بضم الجيم والباء، وتخفيف اللام.
وقرأ نافع وعاصم {جِبِلًّا} بكسر الجيم والباء وتشديد اللام.
وروى ح- عن يعقوب {جُبُلًّا} بضم الجيم والباء مع تشديد اللام، وأنكره بعضهم.
وروى يس- و-ان- عن يعقوب بضم الباء مع تخفيف اللام كابن كثيرٍ.
والوجه أنها لغاتٌ: الجُبُلُ والجُبْلُ والجُبُلُّ والجِبِلُّ، ومعنى جميعها: الخَلْقُ، يقال: جَبَلَه الله إذا خلقه، فهو مجبولٌ، والمراد أضل منكم جماعةً من الناس). [الموضح: 1078]

قوله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63)}
قوله تعالى: {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}
قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة -رواه عبد الرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن جده: [نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَلِتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَلِتَشْهَدَ أَرْجُلُهُمْ].
قال أبو الفتح: الكلام محمول على محذوف، أي: نختم على أفواههم وَلِتُكَلِّمُنَا أيديهم ولتشهَدَ أرجلُهم بما كانوا يكسبون ما نختم على أفواههم، كقولك: أحسنت إليك ولشكرك ما أحسنت إليك، وأنلتك سؤالك ولمسألتك ما أنلتك سؤلك، كما قال:
أَحْبَبْتُها وَلِحَيْنِي كانَ حُبِّيها ... هَلْ أنتَ يا سعْدُ يومًا مَا مُلاقِيها؟
ومن ذهب إلى زيادة الواو نحو قول الله سبحانه: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} جاز أن يذهب إلى مثل ذلك في هذا الموضع، فكأنه اليوم نختم على أفواههم لِتُكَلِّمُنَا أيديهم. فأما الواو في قوله تعالى : [ولِتَشْهَدَ] فعطف على ما قبلها، وهو [لِتُكَلِّمَنَا]، وعلى أن زيادة الواو لا يعرفها البصريون، وإنما هو للكوفيين خاصة). [المحتسب: 2/216]

قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66)}
قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لمسخناهم على مكانتهم (67)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (على مكاناتهم).
ووحّد الباقون.
[معاني القراءات وعللها: 2/310]
قال الأزهري: القراءة الفاشية (على مكانتهم)، والمكانة والمكان بمعنى
واحد، والمكانات: جمع المكانة). [معاني القراءات وعللها: 2/311]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {لمسخناهم على مكانتهم} [67].
قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {مكانتهم} جماعًا.
وقرأ الباقون: {مكانتهم} بالتوحيد. وقد ذكرت علته في (هود) وإنما أعدت لأن محمدًا حدثني عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: تقول العرب: مسخه الله قردًا، ونسخه قردًا بمعنى، وهذا الحرف نادر. فالمسخ بالفتح المصدر، والمسخ بالكسر الاسم مثل الذبح مصدر ذبحت ذبحًا، والذبح المذبوح، قال الله تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} فأما كلام بلغ، وبلغ فمعناهما واحد، وهو البليغ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/240]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر: لمسخناهم على مكاناتهم [يس/ 67] جمعا جماعة، وحدّثني موسى بن إسحاق قال حدّثنا هارون بن حاتم قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى عن شيبان عن عاصم مكانتهم واحدة، المفضل مثله. حفص عن عاصم واحدة أيضا، وكذلك قرأ الباقون على التوحيد أيضا مكانتهم.
من أفرد فلأنّه مصدر، والمصادر تفرد في موضع الجمع لأنّه يراد
[الحجة للقراء السبعة: 6/46]
به الكثرة، كما يراد ذلك في سائر أسماء الأجناس، ومن جمع فلأنّهم قد جمعوا من المصادر شيئا نحو: الحلوم، والألباب). [الحجة للقراء السبعة: 6/47]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم}
قرأ أبو بكر (على مكاناتهم) جماعة وقرأ الباقون {مكانتهم} واحدة
من أفرد فلإنه مصدر والمصادر تفرد في موضع الجمع لأنّه يراد به الكثير كما يراد في سائر أسماء الأجناس ومن جمع فلأنهم قد جمعوا
[حجة القراءات: 602]
من المصادر أيضا قالوا الحلوم والألباب). [حجة القراءات: 603]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {عَلَى مَكَانَاتِهِمْ} [آية/ 67] على الجمع:
رواها ياش- عن عاصم.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {مَكَانَتِهِمْ} على الوحدة.
وقد تقدّم الكلام في ذلك في سورة الأنعام وغيرها). [الموضح: 1078]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس