عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:45 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] وهم عيسى وعزيرٌ، والملائكة. وقال مجاهدٌ: {أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] عيسى، وعزيرٌ، والملائكة.
وقال قتادة: إنّ اليهود قالت: ألستم تزعمون أنّ عزيرًا في الجنّة، وأنّ عيسى في الجنّة، وقد عبدا من دون اللّه؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] فعيسى وعزيرٌ ممّن سبقت لهم الحسنى وهي الجنّة.
وما عبدوا من الحجارة، والخشب، ومن الجنّ، وعبادة بعضهم بعضًا، فهم وما عبدوا حصب جهنّم.
- قال يحيى: حدّثني أبي وبحر بن كنيزٍ السّقّاء وخالد ودرست، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «الشّمس والقمر ثوران عقيران في النّار».
قال درست ثمّ قال يزيد الرّقاشيّ: ألستم تقرءون: {إنّكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنّم} [الأنبياء: 98] قال يحيى: أظنّهما يمثّلان لمن عبدهما في النّار، يوبّخون بذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/346]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين سبقت لهم منّا الحسنى} [الأنبياء: 101] يعني الجنّة.
{أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101] قد فسّرناه قبل هذا الموضع في أمر عيسى وعزيرٍ والملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 1/348]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يسمعون حسيسها} [الأنبياء: 102] يعني صوتها في تفسير الحسن.
وقال ابن عبّاسٍ: حسيسها: مسّها.
قال: ولا صوتًا، وإنّها تلتظي على أهلها.
قوله: {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون} [الأنبياء: 102] قال يحيى: يعني إنّ أهل الجنّة يكون الطّعام في في أحدهم فيخطر على قلبه طعامٌ آخر، فيتحوّل في فيه ذلك الطّعام الّذي اشتهى.
وهو قوله عزّ وجلّ: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وأنتم فيها خالدون} [الزخرف: 71] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/348]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {لا يسمعون حسيسها} أي صوتها والحسيس والحس والواحد،

قال عبيد بن الأبرص:
فاشتال وارتاع من حسيسها=وفعله يفعل المذؤوب
فاشتال يعني الثعلب رفع ذتبه). [مجاز القرآن: 2/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حسيسها}: الحس والحسيس وهو الصوت الخفي). [غريب القرآن وتفسيره: 257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الحَسِيسُ): الصوت الخفي). [العمدة في غريب القرآن: 208]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [الأنبياء: 103] قال الحسن: النّفخة الآخرة.
قال سفيان الثّوريّ: بلغني أنّه إذا أخرج من النّار من أخرج فلم يبق فيها إلا أهل الخلود، فعند ذلك يقول أهل النّار: {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون} [المؤمنون: 107] فيقول اللّه تبارك وتعالى: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] فإذا قال ذلك أطبقت
[تفسير القرآن العظيم: 1/348]
عليهم فلم يخرج منها أحدٌ.
فذلك الفزع الأكبر.
قوله: {وتتلقّاهم الملائكة} [الأنبياء: 103] قال الحسن: تلقاهم بالبشارة حين يخرجون من قبورهم وتقول: {هذا يومكم الّذي كنتم توعدون} [الأنبياء: 103] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/349]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {وتتلقّاهم الملائكة هذا يومكم} مجازه مجاز المختصر المضمر فيه " ويقولون: هذا يومكم ").
[مجاز القرآن: 2/43]


تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يوم نطوي السّماء كطيّ السّجلّ للكتب} [الأنبياء: 104] سعيدٌ، عن قتادة قال: كطيّ الصّحيفة فيها الكتاب.
معمر بن عيسى أنّ الحسن قال: إنّ السّماء إنّما تطوى من أعلاها كما يطوي الكتاب الصّحيفة من أعلاها إذا كتب.
قوله: {كما بدأنا أوّل خلقٍ نعيده} [الأنبياء: 104] عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدًا قال: حفاةً، عراةً، غرلا، غلفًا.
وفي تفسير الكلبيّ: إذا أراد اللّه تبارك وتعالى أن يبعث الموتى عاد النّاس كلّهم نطفًا، ثمّ علقًا، ثمّ مضغًا، ثمّ عظامًا، ثمّ لحمًا، ثمّ ينفخ فيه الرّوح.
فكذلك كان بدؤهم.
- قال يحيى: وبلغني عن ابن مسعودٍ قال: ينزّل اللّه تبارك وتعالى مطرًا منيًّا كمنيّ الرّجال فتنبت به جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء، كما تنبت الأرض من الثّرى.
قال: ثمّ قرأ عبد اللّه بن مسعودٍ: {واللّه الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلدٍ ميّتٍ فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النّشور} [فاطر: 9] يعني البعث.
قوله: {وعدًا علينا} [الأنبياء: 104] يعني: كائنًا، البعث.
{إنّا كنّا فاعلين} [الأنبياء: 104] أي نحن فاعلون). [تفسير القرآن العظيم: 1/349]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {يوم نطوي السّماء...}

بالنون والتاء (تطوى) ولو قيل (يطوي) كما قيل (نطوي) بالنون جاز.
واجتمعت القراء على (السّجلّ) بالتثقيل.
وأكثرهم يقول (للكتاب) وأصحاب عبد الله (للكتب) والسّجلّ: الصّحيفة. فانقطع الكلام عند الكتب، ثم استأنف فقال {كما بدأنا أوّل خلقٍ نّعيده} فالكاف للخلق ،
كأنك قلت: نعيد الخلق كما بدأنهم (أوّل مرّة).
وقوله: {وعداً علينا} كقولك حقّاً علينا). [معاني القرآن: 2/213]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( السّجلّ: الصحيفة). [تفسير غريب القرآن: 288]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):(وأما قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، فإن للعرب في معنى (الأبد) ألفاظا يستعملونها في كلامهم، يقولون: لا أفعل ذلك ما اختلف الليل والنهار، وما طمى البحر، أي ارتفع، وما أقام الجبل، وما دامت السموات والأرض، في أشباه لهذا كثيرة،
يريدون لا أفعله أبدا، لأن هذه المعاني عندهم لا تتغير عن أحوالها أبدا، فخاطبهم الله بما يستعملونه فقال: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ} أي مقدار دوامهما،
وذلك مدة العالم. وللسماء وللأرض وقت يتغيّران فيه عن هيئتهما، يقول الله تعالى:{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ}،
ويقول:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}.
أراد أنهم خالدون فيها مدة العالم، سوى ما شاء الله أن يزيدهم من الخلود على مدة العالم. ثم قال: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} أي غير مقطوع.
و(إلّا) في هذا الموضع بمعنى (سوى) ومثله من الكلام: لأسكننّ في هذه الدار حولا إلا ما شئت. تريد سوى ما شئت أن أزيد على الحول. هذا وجه.
وفيه قول آخر، وهو: أن يجعل دوام السماء والأرض بمعنى الأبد، على ما تعرف العرب وتستعمل، وإن كانتا قد تتغيّران، وتستثنى المشيئة من دوامهما؛
لأن أهل الجنة وأهل النار قد كانوا في وقت من أوقات دوام السماء والأرض في الدنيا لا في الجنة، فكأنه قال: خالدين في الجنة وخالدين في النار دوام السماء والأرض،
إلا ما شاء ربك من تعميرهم في الدنيا قبل ذلك.
وفيه وجه ثالث: وهو أن يكون الاستثناء من الخلود مكث أهل الذنوب من المسلمين في النار حتى تلحقهم رحمة الله، وشفاعة رسوله، فيخرجوا منها إلى الجنة.
فكأنه قال سبحانه: خالدين في النار ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج المذنبين من المسلمين إلى الجنة،
وخالدين في الجنة ما دامت السموات والأرض، إلا ما شاء ربك من إدخال المذنبين النار مدة من المدد، ثم يصيرون إلى الجنة). [تأويل مشكل القرآن: 76-77] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم نطوي السّماء كطيّ السّجلّ للكتب كما بدأنا أوّل خلق نعيده وعدا علينا إنّا كنّا فاعلين}
وللكتاب، ويقرأ السّجل بتخفيف اللام، فمن خفف أسكن الجيم.
وجاء في التفسير أن السّجل الصحيفة التي فيها الكتاب.
وقيل إن السّجل ملك وقيل إن السّجل بلغة الجيش الرجل.
وعن أبي الجوزاء أن السّجل كاتب كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتمام الكلام (للكتب).
وقوله: {كما بدأنا أوّل خلق نعيده}.
مستأنف، المعنى نبعث الخلق كما بدأناهم، أي قدرتنا على الإعادة كقدرتنا على الابتداء، ويجوز {يوم تطوى السّماء كطي السجل}
ويجوز يوم يطوي السماء كطيّ السّجل، ولم يقرأ (يطوي).
وقرئت نطوي وتطوى بالنون والتاء.
وقوله: {وعدا علينا}.
(وعدا) منصوب على المصدر، لأن قوله (نعيده) بمعنى وعدنا هذا وعدا
وقوله: {إنّا كنّا فاعلين} أي قادرين على فعل ما تشاء). [معاني القرآن: 3/407-406]

رد مع اقتباس