عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 10:49 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة آل عمران
[من الآية (77) إلى الآية (80) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)}

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بما كنتم تعلّمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79)
[معاني القراءات وعللها: 1/263]
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب: (تعلمون) بفتح التاء خفيفا.
وقرأ الباقون: (تعلّمون) بضم التاء وتشديد اللام، ومعناه: بتعليمكم الكتاب ودرسكم و(ما) معناها المصدر في القراءتين). [معاني القراءات وعللها: 1/264]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (44- وقوله تعالى: {بما كنتم تعلمون} [79].
قرأ ابن عامر وأهل الكوفة مشددًا، وقرأ الباقون مخففًا، وحجتهم {تدرسون} [79] ولم يقل تدرِّسون، ومن شدَّدَ قال: هذا أبلغ في المدح؛ لأنهم لا يعلمون إلا وقد علموا هم، ولا يكون العالم عالمًا حتى يعمل بعلمه، فأحد عمله تعليمه غيره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/117]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء واللام والتخفيف وضمّها والتشديد في قوله [جلّ وعزّ]: تعلمون الكتاب [آل عمران/ 79].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: تعلمون بإسكان العين ونصب اللام.
[الحجة للقراء السبعة: 3/58]
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: تعلمون مثقّلا.
قال أبو علي: قال سيبويه: علّمت: أدّبت، وأعلمت: آذنت، والباء في قوله: بما كنتم. متعلقة بقوله: كونوا من قوله: ولكن كونوا ربانيين بما كنتم [آل عمران/ 79] ومثل ذلك قول طفيل:
نزائع مقذوفا على سرواتها... بما لم تخالسها الغزاة وتركب
وقول الأعشى:
..................... قالت بما قد أراه بصيرا
فأمّا (ما) في كلتا القراءتين فهي التي مع الفعل بتأويل المصدر مثل أن الناصبة للفعل في أنّها مع الفعل كذلك، والتقدير:
بكونكم تعلمون، ولا عائد من الصلة إلى الموصول، يدلك على ذلك أنه لا يخلو الذكر إن عاد من أن يكون من قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 3/59]
كنتم أو من تعلمون فلا يجوز أن يعود من قوله: كنتم، لأنّ قوله تعلمون في موضع نصب.
ألا ترى أنّ التقدير: بكونكم عالمين للكتاب؟ وإذا كان في موضع نصب لم يجز أن يقدر في الكلام راجع إلى الموصول لاستيفائه المفعول الذي يقتضيه ظاهرا، ولا يجوز أن يعود من تعلمون، لأنّ قوله تعلمون قد استوفى أيضا المفعول الذي يقتضيه وهو قوله: الكتاب فإذا كان كذلك علمت أنّه لا راجع في الصلة إلى الموصول، ومثل ذلك قوله: ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون [البقرة/ 10] ومثله قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون [الأعراف/ 51] التقدير:
كنسيانهم لقاء يومهم هذا، وككونهم بآياتنا جاحدين.
فأمّا قوله: تعلمون: فهو من العلم الذي يراد به المعرفة فيتعدى إلى مفعول واحد، كقوله تعالى: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت [البقرة/ 65] والله يعلم المفسد من المصلح [البقرة/ 220]. فإذا ضعّفت العين تعدى إلى مفعولين، كما أنّك لو نقلت بالهمزة كان كذلك، فالمفعول الثاني من قوله: في قراءة من قرأ: تعلمون الكتاب محذوف. التقدير:
بما كنتم تعلّمون الناس الكتاب، أو: غيركم الكتاب، ونحو هذا، وحذف [هنا] لأنّ المفعول به قد يحذف من الكلام كثيرا،
[الحجة للقراء السبعة: 3/60]
ومثل ذلك قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها [البقرة/ 31] فهذا منقول من: علم آدم الأسماء، وعلّمه الله الأسماء. وحجّة من قال: (بما كنتم تعلمون)، أبا عمرو قال فيما زعموا: يصدّقها: تدرسون، ولم يقل: تدرّسون، ومن حجّتها أنّ العالم الدارس قد يدرك بعلمه ودرسه مما يكون داعيا إلى التمسك بعلمه، والعمل به ما يدركه العالم المعلّم في تعليمه، ألا ترى أنّه يتكرر عليه في درسه ما يتكرر في تعليمه مما ينبّه ويبصّر من اللطائف التي يثيرها النظر في حال الدرس؟. [قال أبو زيد كلاما معناه: لا يكون الدرس درسا حتى تقرأه على غيرك].
وحجة من قال: تعلّمون، أن التعليم أبلغ في هذا الموضع، لأنّه إذا علّم الناس فلم يعمل بعلمه، ولم يتمسك بدينه كان مع استحقاق الذّم بترك عمله بعلمه داخلا في جملة من وبّخ بقوله:
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم [البقرة/ 44]، ومن حجّتهم: أن الذي يعلّم لا يكون إلّا عالما بما يعلّم. فإذا علّم كان عالما، فيعلّم في هذا الموضع، أبلغ لأنّ المعلّم عالم، والعالم لا يدلّ على علّم). [الحجة للقراء السبعة: 3/61]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي حيوة: [تُدْرِسُون] بضم التاء ساكنة الدال مكسورة الراء.
[المحتسب: 1/163]
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون هذا منقولًا من درس هو وأَدرس غيره؛ كقولك: قرأ وأَقرأَ غيره. وأكثر كلام العرب درس ودرَّس غيره، وعليه جاء المصدر على التدريس). [المحتسب: 1/164]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما} 79 و80
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {بما كنتم تعلمون الكتاب} بالتّخفيف أي يعلمكم الكتاب
قال أبو عمرو وحجتهما قوله {وبما كنتم تدرسون} ولم يقل تدرسون
وقرأ الباقون {بما كنتم تعلمون} بالتّشديد من قولك علمت زيدا الكتاب أعلمه تعليما والمعنى تعلمون النّاس الكتاب وحجتهم أن تعلمون أبلغ في المدح من تعلمون لأن المعلم لا يكون معلما حتّى يكون عالما بما يعلمه النّاس قبل تعليمه وربما كان عالما ليس بمعلم
[حجة القراءات: 167]
وقد روي عن مجاهد أنه قال ما علموه حتّى علموه
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {ولا يأمركم} بالنّصب وحجتهم أنّها نسق على قوله {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس} ولا أن يأمركم
وقرأ الباقون {ولا يأمركم} بالرّفع على وجه الابتداء من الله بالخبر عن النّبي صلى الله عليه أنه لا يأمركم ايها النّاس أن تتّخذوا من الملائكة والنبيين أربابًا). [حجة القراءات: 168] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (53- قوله: {تعلمون الكتاب} قرأه الكوفيون وابن عامر بضم التاء، وكسر اللام مشددا من التعليم، وقرأ الباقون بفتح التاء واللام مفتوحة مخففًا من العلم.
54- وحجة من شدد أن التعليم إنما هو من العلم، لأن كل معلم عالم بما يعلم، وليس كل عالم بشيء معلمًا، فالتشديد يدل على العلم والتعليم والتخفيف إنما يدل على العلم فقط، فالتعليم أبلغ وأمدح.
55- وحجة من خفف أن حمله على ما بعده، من قوله: {تدرسون} مخففًا، ولم يقل «تدرّسون» وكل من درس عَلِم، وليس كل من درَس عَلَّم، فحملُ الفعلين على معنى واحد أليق، وأحسن في المطابقة والمجانسة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/351]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} [آية/ 79]:-
بالتخفيف من العلم، قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن ما بعده {وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ولم يقل تدرسون بالتشديد، والمعنى يعلمكم الكتاب ويدرسكم فهو أليق بما بعده، ثم إن العالم الدارس قد يؤخذ بعلمه ويقتدي به في درسه فيحصل من انتشار العلم بدرسه وتكراره ما يحصل بتعليمه، فتكون هذه القراءة قريبةً في المعنى من القراءة الأخرى.
[الموضح: 376]
وقرأ الباقون {تُعَلّمُونَ} بالتشديد وضم التاء، من التعليم.
وذلك لأن التعليم أبلغ في المعنى؛ لأن المعلم لا يعلم غيره إلا وهو عالم بما يعلمه، فمعنى القراءة الأولى حاصل ههنا مع زيادةٍ، ثم إن ما قبله يدل عليه، وهو قوله تعالى {كُونُوا ربّانيينَ} والرباني في قول علي وابن عباس: العالم الذي يؤخذ عنه العلم). [الموضح: 377]

قوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يأمركم... (80)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي: (ولا يأمركم) رفعًا، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الباقون: (ولا يأمركم) نصبًا.
[معاني القراءات وعللها: 1/264]
قال أبو منصور: من قرأ (ولا يأمركم) بالرفع فهو استئناف.
ومن قرأ (ولا يأمركم) عطفه على قوله: (ما كان لبشرٍ أن يؤتيه اللّه الكتاب والحكم والنّبوّة ثمّ يقول للنّاس... ولا أن يأمركم).
فحذف (أن) وهو ينويها، والنصب اختيار أحمد بن يحيى). [معاني القراءات وعللها: 1/265]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (42- وقوله تعالى: {ولا يأمركم} [80].
قرأ عاصم وحمزة وابن عامر: {يأمركم} بالنصب نسقًا على قوله تعالى: {أن يؤتيه الله} [89].
وقرأ الباقون بالرفع جعلوه استئنافًا.
وحجتهم قراءة ابن مسعود: {ولن يأمركم} فلما سقط «لن» ارتفع ما بعدها، غير أن أبا عمرو كان يحب أن يختلس الحركة. وقد بينا علة ذلك في ما سلف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/116]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الرّاء وفتحها من قوله تعالى: ولا يأمركم [آل عمران/ 80].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي، ولا يأمركم رفعا، وكان أبو عمرو يختلس حركة الراء تخفيفا.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة: ولا يأمركم نصبا). [الحجة للقراء السبعة: 3/58]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ولم يختلفوا في رفع الراء من قوله: أيأمركم بالكفر [آل عمران/ 80] إلّا اختلاس أبي عمرو.
[الحجة للقراء السبعة: 3/57]
قال أبو علي: قال سيبويه: قال تعالى: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس [آل عمران/ 79] ثم قال: ولا يأمركم فجاءت منقطعة من الأول، لأنّه أراد: ولا يأمركم الله. قال: وقد نصبها بعضهم على قوله: ما كان لبشر... أن يأمركم أن تتخذوا.
ومما يقوي الرفع أنّه في حرف ابن مسعود زعموا: ولن يأمركم فهذا يدل على الانقطاع من الأول. وممّا يقوّي النصب أنّه قد جاء في السّير فيما ذكر عن بعض شيوخنا أنّ اليهود قالوا:
للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: أتريد يا محمد أن نتخذك ربّا؟ فقال الله تعالى: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله... ولا يأمركم). [الحجة للقراء السبعة: 3/58]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما} 79 و80
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {بما كنتم تعلمون الكتاب} بالتّخفيف أي يعلمكم الكتاب
قال أبو عمرو وحجتهما قوله {وبما كنتم تدرسون} ولم يقل تدرسون
وقرأ الباقون {بما كنتم تعلمون} بالتّشديد من قولك علمت زيدا الكتاب أعلمه تعليما والمعنى تعلمون النّاس الكتاب وحجتهم أن تعلمون أبلغ في المدح من تعلمون لأن المعلم لا يكون معلما حتّى يكون عالما بما يعلمه النّاس قبل تعليمه وربما كان عالما ليس بمعلم
[حجة القراءات: 167]
وقد روي عن مجاهد أنه قال ما علموه حتّى علموه
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {ولا يأمركم} بالنّصب وحجتهم أنّها نسق على قوله {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس} ولا أن يأمركم
وقرأ الباقون {ولا يأمركم} بالرّفع على وجه الابتداء من الله بالخبر عن النّبي صلى الله عليه أنه لا يأمركم ايها النّاس أن تتّخذوا من الملائكة والنبيين أربابًا). [حجة القراءات: 168] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (50 – قوله: {ولا يأمركم} قرأه عاصم وحمزة وابن عامر بالنصب، ورفع الباقون.
51- وحجة من نصبه أنه عطفه على {أن يؤتيه} «79» ففي {يأمركم} ضمير «بشر» المتقدم الذكر، والمراد به النبي عليه السلام.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/350]
وذلك أن اليهود قالت للنبي: أتريد يا محمد أن نتخذك ربا، فأنزل الله جل ذكره: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون الله. ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا}.
52- وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، ففيه ضمير اسم الله جل ذكره، والمعنى: أنه ابتدأ الكلام فقال: ولا يأمركم الله أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا، ردًا لقولهم للنبي: أتريد أن نتخذك ربًا، ويقوي الرفع على القطع أن في حرف عبد الله: «ولن يأمركم» فهذا يدل على الاستئناف، والضمير أيضًا لله جل ذكره في {أمركم} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/351]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {ولا يَأْمُرَكُمْ} [آية/ 80]:-
بالنصب، قرأها ابن عامر وعاصم وحمزة ويعقوب.
وذلك لأنه معطوف على ما قبله، وهو {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أنْ لِبَشَرٍ أنْ يُؤْتيهُ الله الكِتَابَ} ثم يقول كأنه قال: ولا أن يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا، ويؤيد ذلك ما جاء في الأثر أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد أتريد أن نتخذك ربًا؟ فأنزل الله تعالى {ما كان لبشر} الآية.
[الموضح: 377]
وقرأ الباقون {يأْمُرُكُم} بالرفع، على الاستئناف والانقطاع مما قبله، والمراد: ولا يأمركم). [الموضح: 378]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس