قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وللّه على النّاس حجّ البيت... (97)
قرأ حفص وحمزة والكسائي: (حجّ البيت) بكسر الحاء وفتح الباقون الحاء.
[معاني القراءات وعللها: 1/268]
قال أبو منصور: من قرأ (حجّ البيت) فهو مصدر حججت حجًّا.
وقال بعضهم: (الحج) بكسر الحاء: عمل السنة، و(الحج): المصدر.
وقال أحمد بن يحيى: هما لغتان: حججت حجا وحجا.
قال: ونحن نذهب إلى أن اللغتين إذا شهرتا جمع بينهما، وهذا من ذاك، وأيهما قرئ به فهو صواب.
وأحب الكسائي أن لا يخرج من اللغتين جميعا.
قال: والحج مكسورة لغة أهل نجد، والفتح لغة أهل العالية.
قال: واختار بعض أصحابنا الفتح في كل القرآن.
وقال: ليس بين الحرف الذي في آل عمران وبين غيره في كل القرآن فرق، فإما أن يجعل كله على لغة هؤلاء أو على لغة أولئك). [معاني القراءات وعللها: 1/269]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (46- وقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت} [97].
قرأ حمزة والكسائي وحفص، عن عاصم (حج البيت) بالكسر.
والباقون بالفتح. فمن فتح جعله مصدرًا لحججت، أحج حجًا والحج: القصد، والحج بالكسر الاسم، والاختيار الفتح؛ لاجتماع الجميع على الذي في (البقرة) أنها مفتوحة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/117]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في نصب الحاء وكسرها من قوله جلّ وعزّ: حج البيت [آل عمران/ 97].
[الحجة للقراء السبعة: 3/70]
فقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: حج البيت بكسر الحاء.
وقرأ الباقون: (حج البيت) بفتح الحاء قال أبو علي: قال سيبويه: حجّ حجّا، مثل: ذكر ذكرا، فحجّ على هذا مصدر، فهذا حجة لمن كسر الحاء. وقال أبو زيد:
قال المفضّل: أنشدني أبو الغول هذا البيت لبعض أهل اليمن:
لا همّ إن كنت قبلت حجّتج... فلا يزال شاحج يأتيك بج
قال أبو علي فقوله: حجّتي مصدر حججت، حجّة.
قال أبو زيد: الحجج: السنون، واحدتها حجّة.
قال أبو علي: يدلّ على ذلك قوله عزّ وجلّ: على أن تأجرني ثماني حجج [القصص/ 27].
[الحجة للقراء السبعة: 3/71]
وقال أبو زيد: والحجّة، من حجّ البيت: الواحدة.
وقال سيبويه: قالوا: غزاة، فأرادوا عمل وجه واحد، كما قالوا: حجّة يريد: عمل سنة، ولم يجيئوا بها على الأصل، ولكنّه اسم له:
فقوله: لم يجيئوا به على الأصل، أي: على الفتح الذي هو للدّفعة من الفعل، ولكن كسروه فجعلوه اسما لذا المعنى كما أنّ غزاة كذلك، ولم تجىء فيه الغزوة وكان القياس [أن تجيء].
قال أبو زيد: ويقال: حجّ، وأنشد:
أصوات حج من عمان غادي قال: يريد أصوات حجّاج، وأنشد أبو زيد:
وإن رأيت الحجج الرّواددا... قواصرا للعمر أو مواددا
[الحجة للقراء السبعة: 3/72]
فالحجج اسم السنين كما قدّمه. وقولهم: حجّ في الحجّاج يجوز أن يكون تسمية بالمصدر على قول من كسر فيكون كزور وعدل، ويجوز أن يكون اسما صيغ للجمع كقوم
ورهط). [الحجة للقراء السبعة: 3/73]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وللّه على النّاس حج البيت}
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {حج البيت} بكسر الحاء وقرأ الباقون بالفتح وهما لغتان الفتح لأهل الحجاز وبني أسد والكسر لغة أهل نجد وقيل إن الفتح مصدر والكسر اسم). [حجة القراءات: 170]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (64- قوله: {حج البيت} قرأ حفص وحمزة والكسائي بكسر الحاء وقرأ الباقون بالفتح، وهما مصدران لـ حجَّ يحُجُ، حكى سيبويه، حجَّ حِجا بالكسر كـ: ذكر ذِكرا، ويقال: حج حَجا، والفتح أصل المصدر، وقيل:
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/353]
الفتح المصدر، والكسر الاسم، قال أبو زيد: الحجة السنة، والحج السنون، قال الله: {ثماني حجج} «القصص 27» وقيل: هما لغتان بمعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/354]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {حِجّ البَيْتِ} [آية/ 97]:-
بكسر الحاء، قرأها حمزة والكسائي وعاصم –ص-، وقرأ الباقون «حَجّ» بالفتح. وهما لغتان: الحج كالرد والحج كالذكر، وكلاهما مصدر، وقيل: إن الكسر فيه لغة أهل نجدٍ، والفتح لغة أهل العالية). [الموضح: 380]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين