الموضوع: أسماء لا تثبت
عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 18 شوال 1438هـ/12-07-2017م, 05:11 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

الشديد

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (الشديد
الشديد في صفات الله عز وجل على ضربين: أحدهما: أن يراد بالشديد القوي لأنه قد يقال للقوي من الآدميين شديد، وكأنه في صفات الآدميين يذهب به إلى معنى شدة البدن وصلابته وجلده، وذلك في صفات الله عز وجل غير سائغ بل يكون الشديد في صفاته بمعنى القوي حسب. والشديد: خلاف الضعيف.
والآخر: أن يراد بالشديد في صفاته عز وجل: إنه شديد العقاب، فيرجع المعنى في ذلك في الحقيقة إلى أن عذابه شديد كما قال: {إن عذابي لشديد} ألا ترى أنا إذا قلنا: «زيد كثير العيال» أن المعنى إنما هو وصف عياله بالكثرة، وكذلك إذا قلنا: «زيد كثير المال» فإنما وصفنا ماله بالكثرة، وإن كان الخبر قد جرى عليه لفظًا، وكذلك إذا قلنا: «زيد شديد العقاب» فإنما وصفنا عقابه بالشدة، فكذلك مجراه في قولنا: «الله شديد العقاب» «وشديد العذاب».
والشديد في غير هذا يقع في صفات الآدميين بمعنى: البخيل، يقال: «فلان شديد» أي: بخيل ممسك، وكذلك فسروا قوله: {وإنه لحب الخير لشديد} أي: إنه لحب المال لبخيل، أي: هو من أجل حب المال بخيل.
ويقال: «شددت الحبل وغيره أشده شدًا» بضم الشين في المستقبل، وشددت على القوم في الحرب أشد شدًا كذلك أيضًا.
وأخبرني أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري قال: أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي قال: يقال: «شد الرجل في الحرب يشد» بكسر الشين «وشد الشيء يشده» بضم الشين، قال أبو بكر وأنشدنا أبو العباس عن سلمة عن الفراء:
أشد على الكتيبة لا أبالي = افيها كان حتفي أم سواها
والشدة: اشتداد الأمر، والشدة: الجدب والمحل، ويقال: «اشتد الأمر اشتدادًا»، «وتشدد فلان في الأمر تشددًا»، «وشاددت فلانًا مشادة».
وقالوا في قوله: {بلغ أشده واستوى} هو منتهى شبابه وكماله واستقراره فلا يكون فيه زيادة قبل أن يأخذ في النقصان.
واختلفوا في تحديد وقت بلوغ الأشد فقال قوم: هو بلوغ ثلاثين سنة وقيل هو ثمان وثلاثون سنة، وقال قوم: الأشد: جمع واحده شد مثل «قد» و«أقد» وهو الجلد وقيل واحده شدة. قيل شدة وأشد مثل نعمة وأنعم. وقيل: واحده شد مثل فلس وأفلس وقيل: هو جمع لا واحد له). [اشتقاق أسماء الله: 192-193]


رد مع اقتباس