قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (وقد مر فى مسألة أحزاب المصحف بيان ماهية التحزيب , وأنه تقسيم القرآن إلى طوائف متقاربة ومقادير متماثلة , وأن تحديد تلك الطوائف والمقادير التى يصدق على كل واحد منها لفظة " حزب " تختلف بين السلف والخلف , وأن معنى الحزب فى المصحف هو ما اصطلح عليه نساخ المصاحف الستين الأمر الذى يعنى أنهم قد قسموا المصحف الكامل إلى ستين حزبا , بمعنى أن فى كل جزء من أجزاء المصحف الثلاثين حزبين اثنين على ما مر تفصيله . وقد مر أيضا فى مسألة أحزاب المصحف الخلاف فى حكم التعبير بالحزب عن الطائفة من القراآن فليطلب هناك , وقد مر أيضا فى مسائل أتساع المصحف وأثمانه وأجزائه وأسباعه وأسداسه طرف من كلام أهل العلم فى مشروعية ذلك كله , وماهية الرموز المتبعة فى هذا الباب وكراهة بعضهم تقسيم المصحف إلى وحدات منفصلة , وكون ذلك تفريقا للقرآن بعد أن جمعه الله , وأن دعوى التسهيل فى التجزئة والتقسيم لا تكفى مسوغا لتفريق المصحف ... والله اعلم بالصواب) . {248}