عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 09:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{إنّ اللّه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل إنّ اللّه نعمّا يعظكم به إنّ اللّه كان سميعا بصيرا}
هذا أمر عامّ للنبي - صلى الله عليه وسلم - وجميع أمّته.
ويروى في التفسير: أن العباس عمّ النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل له السقاية والسّدانة وهي الحجبة،
وهو أن يجعل له مع السقاية فتح البيت وإغلاقه، فنازعه شيبة بن عثمان فقال: يا رسول الله اردد علي ما أخذت منّي، يعني: مفتاح الكعبة، فرده - صلى الله عليه وسلم - على شيبة.
وقوله: {إنّ اللّه نعمّا يعظكم به} هذه على أوجه{نعمّا}:

1- بكسر النون والعين وإدغام الميم في الميم.
2- وإن شئت فتحت النون.

3- وإن شئت أسكنت العين فقلت نعمّا، إلا أن الأحسن عندي الإدغام مع كسر العين فأمّا من قرأ نعم ما بإسكان العين والميم، فهو شيء ينكره البصريون، ويزعمون أن اجتماع السّاكنين أعني العين والميم غير جائز، والذي قالوا بيّن، وذلك إنّه غير ممكن في اللفظ، إنما يحتال فيه بمشقة في اللفظ). [معاني القرآن: 2/66-67]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} قيل عن ابن عباس: هذا عام.

وروي عن شريح أنه قال لأحد خصمين: أعطه حقه فإن الله عز وجل يقول: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}،ثم قال شريح {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} فإنما هذا في الربا خاصة.
وقيل إنه نزلت {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} لما أخذت مفاتح البيت من شيبة بن عثمان وقال ابن زيد: هم الولاة واستحسن هذا القول أن يكون خطابا لولاة أمور الناس أمروا بأداء الأمانة إلى من ولوا أمره فيهم وحقوقهم وما ائتمنوا عليه من أمورهم وبالعدل منهم فأوصوا بالرعية، ثم أوصى الرعية بالطاعة فقال جل وعز بعده: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} إلا أن ابن عباس قال: وأولوا الأمر منكم وأولوا الفقه والدين.
وقال مجاهد: أصحاب محمد.
وقال أبو هريرة: هم الأمراء، وهذا من أحسنها إلا أنه في ما وافق الحق كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن أمر بمعصية فلا طاعة). [معاني القرآن: 2/119-121]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأولي الأمر منكم} أي: ذوي الأمر، والدليل على ذلك أن واحدها (ذو).

{فإن تنازعتم في شيء} أي: اختلفتم.
{فردّوه إلى الله} أي: حكمه إلى الله فالله أعلم). [مجاز القرآن: 1/130]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({وأولي الأمر منكم} يعني: الأمراء الذين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يبعث بهم على الجيوش، فردّوه إلى اللّه بأن تردوه إلى كتابه العزيز ولو ردّوه إلى الرّسول بأن تردوه إلى سنته.

{ذلك خيرٌ وأحسن تأويلًا} أي: وأحسن عاقبة).
[تفسير غريب القرآن: 130]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله:
{يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} أي: أطيعوا أولي الأمر منكم، فأمر الله عزّ وجلّ بطاعته، فيما فرض، وطاعة رسوله وتصديقه فيما أدى عن اللّه.
وأولو الأمر منهم: هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعهم من أهل العلم، وقيل إنهم هم الأمراء، والأمراء إذا كانوا أولي علم ودين آخذين بما يقوله أهل العلم، فطاعتهم فريضة.

وجملة أولي الأمر من المسلمين من يقول بشأنهم في أمر دينهم وجميع ما أدى إلى صلاح له.
ويقال: أديت الشيء تأدية، والأداء اسم ممدود وأدوت الرجل آدو له أدوا إذا ختلته.
قال الشاعر:
أدوت له لأختله...فهيهات الفتى حذرا
وأدي اللبن أديّا إذا حمض.
وقوله:
{فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول} معنى {تنازعتم}: اختلفتم وتجادلتم وقال كل فريق: القول قولي.
واشتقاق المنازعة أن كل واحد منهما ينزع الحجة.
وفي هذه الآية أمر مؤكد يدل على أن القصد للاختلاف كفر، وأنّ الإيمان اتباع الإجماع والسّنة.
ولا يخلو قوله عزّ وجلّ:
{فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر} من أحد أمرين:

1- إمّا أن تردّوا ما اختلفتم فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله.
2- أو تقولوا إن لم تعلموه: اللّه ورسوله أعلم.
{ذلك خير وأحسن تأويلا} أي: إنّ ردّكم ما اختلفتم فيه إلى ما أتى من عند اللّه وترككم التحارب خير، وأحسن تأويلا لكم، أي: أحسن عاقبة لكم.

وجائز أن يكون: أحسن تأويلا، أي: أحسن من تأولكم أنتم دون ردكم إياه إلى الكتاب والسنة.
وتأويلا: منصوب على التمييز).
[معاني القرآن: 2/67-68]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز:
{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قال جابر بن عبد الله: {أولو الأمر} أولوا الفقه والعلم، وقال بهذا القول من التابعين الحسن ومجاهد وعطاء.
وقال أبو هريرة: يعني به أمراء السرايا، وقال بهذا القول السدي ويقويه أن أبا هريرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني))
وقال عكرمة: {أولوا الأمر} أبو بكر وعمر.
وهذه الأقوال كلها ترجع إلى شيء واحد لأن أمراء السرايا من العلماء لأنه كان لا يولي إلا من يعلم وكذلك أبو بكر وعمر من العلماء). [معاني القرآن: 2/122-123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال جل وعز: {فإن تنارعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} اشتقاق المنازعة: أن كل واحد من الخصمين ينتزع الحجة لنفسه).
[معاني القرآن: 2/123]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وفي قوله جل وعز:
{فردوه إلى الله والرسول} قولان:
أحدهما: قاله مجاهد وقتادة: فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله، وكذلك قال عمرو بن ميمون فردوه إلى كتاب الله ورسوله فإذا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فردوه إلى سنته.
والقول الآخر: فقولوا الله ورسوله أعلم وهذا تغليظ في الاختلاف لقوله: {إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} قال قتادة: {وأحسن تأويلا} وأحسن عاقبة .

وهذا أحسن في اللغة ويكون من آل إلى كذا.

ويجوز أن يكون المعنى: وأحسن من تأويلكم). [معاني القرآن: 2/123-125]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({وأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} يعني: الأمراء الذين كان يبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجيوش {فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ} إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم).
[تفسير المشكل من غريب القرآن: 62]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({أَحْسَنُ تَأْوِيلاً}: عاقبة).
[العمدة في غريب القرآن: 113]


رد مع اقتباس