عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 13 رمضان 1438هـ/7-06-2017م, 10:39 AM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ):
الحمد لله المستحمد إلى خلقه بلطيف صنعه، البر بعباده، العاطف عليهم بفضله، موئل المؤمنين ومولاهم، وكهف الآيبين به وملجئهم، الذي أمر بالدعاء، وجعله وسيلة الرجاء، فكل من خلقه يفزع في حاجته إليه، ويعول عند الحوادث والكوارث عليه، سبحانه، من لطيف لم تخف عليه مضمرات القلوب، فيفصح له عنها بنطق بيان، ولم تستتر دونه مضمنات الغيوب، فيعبر له عنها بحركة لسان، لكنه أنطق الألسن بذكره، لتستمر على وله العبودية وتظهر به شواهد أعلام الربوبية، أحمده حمد الشاكرين، وأومن به إثمان العارفين، وأسأله أن يصلي على نبيه محمد، شاهد الصدق لدين الحق، دليل العباد إلى سبيل الرشاد، وعلى آله الطيبين وأصحابه المنتخبين وأن يسلم عليه وعليهم تسليمًا، وبعد:
فإنكم سألتم – إخواني، أكرمكم الله – عن الدعاء، وما معناه؟ وفائدته؟ وما محله في الدين؟ وموضعه من العبادة؟ وما حكمه في باب الاعتقاد؟ وما الذي يجب أن ينوي الداعي بدعائه؟ وما يصح أن يدعا به من الكلام مما لا يصح منه؟ إلى سائر ما يتصل به من علومه وأحكامه، ويستعمل فيه من سننه، وآدابه، وطلبتم إلى ذلك: أن أفسر لكم ما يشكل من ألفاظ الأدعية لمأثورة، - عن النبي صلى الله عليه وسلم التي جمعها إمام أهل الحديث، محمد بن إسحاق بن خزيمة – رحمه الله – ورضي عنه إذ كان أولى ما يدعا به، ويستعمل منه ما صحت به الرواية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبت عنه بالأسانيد الصحيحة؛ فإن الغلط يعرض كثيرًا في الأدعية التي يختارها الناس؛ لاختلاف معارفهم، وتباين
مذاهبهم في الاعتقاد، والانتحال.
وباب الدعاء مَطِيَّةٌ مَظِنَّةٌ للخطر، وما تحت قدم الداعي دَحْضٌ؛ فليحذر فيه الزلل، وليسلُكَ منه الجَدَد* الذي يؤمن معه العِثَار، وما التوفيق إلا بالله [عز وجل].
وقد فعلت – أكرمكم الله – من ذلك ما تيسر لي، وبلغه علمي، وتوخيت فيه الإيجاز، والاختصار، نفعنا الله وإياكم بمنه وكرمه). [شأن الدعاء: 1-2]


* الجَدَد: هو الطريق الواضح.

رد مع اقتباس