الحمل على اللفظ ثم على المعنى ثم على اللفظ ثم على المعنى
جاء ذلك في قوله تعالى:
1- {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا}
[5: 60].
في [النهر:3/517]: « {من} موصولة عاد الضمير على لفظه في قوله: {لعنه الله}، {عليه} وأعاد الضمير على معنى {من} في قوله: {وجعل منهم القردة} ثم عاد على لفظ {من} في قوله: {وعبد الطاغوت} فأفرد الضمير».
وأقول: ثم راعى المعنى في قوله: {أولئك شر}.
2- {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} [43: 36-39].
أعاد أولاً اللفظ ثم على المعنى {وإنهم} ثم أفرد على اللفظ {جاءنا}، {قال}. والضمير في {ليصدونهم} عائد على {شيطانا}.
الآية نظير قوله: {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} [65: 11].
[البحر:8/16].
وفي [الجمل:4/84]: « راعى اللفظ في ثلاثة: {يعش}، {له}، {فهو له}.
ثم راعى المعنى في ثلاثة: {ليصدونهم}، {ويحسبون}، {أنهم}.
ثم راعى اللفظ في موضعين: {جاءنا}، {قال} أضف إليه: {بيني}.
ثم راعى المعنى في ثلاثة: {ولن ينفعكم}، {إذ ظلمتم}، {أنكم}، {مشتركون}».
روعى اللفظ وحده في مواضع كثيرة جدًا في القرآن نشير إليها