الموضوع: لا
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:42 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"لا"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ("لا" لها أربعة مواضع: تكون جحدا، وعطفا، ونهيا، وحشوا، وصلة.
فالجحد: "لا" رجل في الدّار.
والعطف: بمنزلة "لم"، وذلك أنّ "لم" إنّما تقع على الأفعال المضارعة، فكل ما جاز دخول "لم" عليه حسن دخول "لا" عليه، فتقول أمّر بعبد الله "لا" بزيد، ولو قلت مررت بعبد الله "لا" بزيد لم يجز؛ لأنّك إنّما تنفي بها في المستقبل "لا" في الماضي، وذلك أن الماضي يوجب وجود الفعل؛ لأنّه قد كان، و"لا" ينفى وجوده، و"لا" يكون النّفي مع الوجود في حال.
قال البصريون "لا" تعطف بنفسها و"بالواو" معها، وإنّما كان ذلك فيها دون أخواتها؛ لأن "لا" قد تكون للنّفي في قولك: "لا" رجل عندك فلم تخلص في باب النسق فلذلك قويت "بالواو"، فإنّما تنفي إذا كان قبلها مضارع ،كقولك: أظن عبد الله قائما "لا" زيدا جالسا جيد، ولو قلت ظننت عبد الله قائما "لا" زيدا جالسا لم يجز؛ لأنّك "لا" تقول "لا" ظننت زيدا.
وأما كونها صلة فقولك: ما رأيت زيدا و"لا" عمرا، وإنّما تريد زيدا وعمرا، ونحو قوله:
(ما كان يرضى رسول الله فعلهم ... والطّيّبان أبو بكر ولا عمر)
وقول آخر:
(إذا أسرجوها لم يكد لا ينالها ... من القوم إلّا الشيظم المتطاول)
والنّهي: قولك: "لا" تركب وما أشبه ذلك). [حروف المعاني والصفات: 31 - 32]
"لا"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): (
"لا" نفي للمستقبل والحال، وقبيح دخولها على الماضي؛ لئلّا تشبه الدّعاء، ألا ترى أنّك لو قلت: "لا" قام زيد جرت كأنّك دعوت عليه.
وتزاد مع اليمين وتطرح، كقوله تعالى: {لا أقسم بيوم القيامة}.
وقد تدخل على الماضي بمعنى "لم"، كقوله تعالى: {فلا صدّق ولا صلّى}، معناه: "لم" يصدق و"لم" يصل.
وقال الشّاعر:
(إن تغفر اللّهمّ تغفر جماً ... وأي عبد لك لا ألما) ).
[حروف المعاني والصفات: 8]


رد مع اقتباس