عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (65) إلى الآية (72) ]
{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) }

قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)}
{لَا يَعْلَمُ مَنْ}
- إدغام الميم في الميم وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{أَيَّانَ}
- قراءة الجماعة (أيان) بفتح الهمزة.
- وقرأ السلمي (إيان) بكسرها.
قال أبو حيان: (وهي لغة قبيلته بني سليم).
وتقدم مثل هذه القراءة في سورة الأعراف الآية/187، والآية/21 من سورة النحل). [معجم القراءات: 6/544]

قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {بل ادارك علمهمْ} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (بل أدْرك) خَفِيفَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي (بل اِدَّرَكَ) بِالْألف ممدودة
وروى الْمفضل عَن عَاصِم (بل أدْرك) مثل أَبي عَمْرو
وروى الْأَعْشَى عَن أَبي بكر عَن عَاصِم (بل اِدَّرَكَ) على وزن افتعل). [السبعة في القراءات: 485]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (بل أدرك) قطع مكي، بصري، ويزيد (بل أدرك) مشدد موصول الشموني). [الغاية في القراءات العشر: 349]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (بل أدرك) [66]: قطع: مكي، ويزيد، وبصري غير أيوب، والمفضل طريق جبلة، وأبو بشر. بغير ألف بعد الدال حمصي، والشموني). [المنتهى: 2/883]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (بل أدرك) بقطع الألف وإسكان الدال من غير ألف
[التبصرة: 293]
بعد الدال والابتداء بالفتح، وقرأ الباقون بوصل الألف وتشديد الدال وفتحها وبألف بعدها والابتداء بالكسر). [التبصرة: 294]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {بل أدرك علمهم} (66): بقطع الألف، وإسكان الدال، من غير ألف، على وزن: (أفعل).
والباقون: بوصل الألف، وتشديد الدال، وألف بعدها). [التيسير في القراءات السبع: 396]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب: (بل أدرك علمهم) بقطع الالف وإسكان الدّال من غير ألف والباقون بوصل الألف وتشديد الدّال وألف بعدها). [تحبير التيسير: 494]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {بَلِ ادَّارَكَ} مقطوع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/720]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (941 - وَشَدِّدْ وَصِلْ وَامْدُدْ بَلِ أدَّارَكَ الَّذِي = ذَكاَ .... .... .... .... ). [الشاطبية: 75]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([941] وشدد وصل وامدد بل أدارك (ا)لذي = (ذ)كا قبله يذكرون (لـ)ـه (حـ)ـلا
إدارك، أصله: (تدارك)، وأدغمت التاء في الدال، ودخلت ألف الوصل للابتداء. ومعناه: تتابع.
وأدرك: بلغ وانتهى). [فتح الوصيد: 2/1162]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [941] وشدد وصل وامدد بل أدارك الذي = ذكا قبله يذكرون له حلا
ب: (ذكا) من (ذكت النار) إذا التهبت وأضاءت.
ح: (بل ادارك): مفعول الأفعال الثلاث أعمل الفعل الثالث فيه، بدليل أنه لم يضمره في الفعلين الأخيرين، (الذي ذكا): صفة (بل ادارك)، يذكرون مبتدأ، (له حلا): خبره، (قبله): ظرف (يذكرون).
ص: قرأ: نافع والكوفيون وابن عامر: {بل ادارك علمهم} [66] بتشديد الدال، وجعل الهمزة همزة وصل، والمد بعد الدال علىوزن(اثاقل)، والأصل: (تدراك)، أدغمت التاء في الدال، فيلزم همزة الوصل لسكون الأول، وكسر اللام من {بل} لالتقاء الساكنين، بمعني: (تکامل) و(تتابع)، ولم يقيد الكسر لوضوحه، والباقون: (بل أدرك علمهم) بقطع الهمزة وتخفيف الدال وإسكانها، وترك المد على وزن (أكرم)، بمعنى: بلغ وانتهى، والاستفهام بمعنى الإنكار، أي: هل أدرك علمهم في الآخرة شيئًا، ولم يقيد سكون الدال تسامحًا.
[كنز المعاني: 2/507]
وقرأ هشام وأبو عمرو: {قليلًا ما يذكرون} [62] الواقع قبل: (بل أدرك) [66] بالغيبة، لأن قبله: {بل أكثرهم لا يعلمون}.
والباقون بالخطاب، لأن قبله: {ويجعلكم خلفاء الأرض} [62] ). [كنز المعاني: 2/508] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (941- وَشَدِّدْ وَصِلْ وَامْدُدْ بَلِ ادَّارَكَ "ا"لَّذِي،.. "ذَ"كا قَبْلَهُ يَذَّكَّرُونَ "لَـ"ـهُ "حُـ"ـلا
أي: شدد الدال وصل الهمزة؛ أي: اجعلها همزة وصل وامدد بعد الدال ثم لفظ بالقراءة التي قيدها فالقراءة الأخرى بقطع الهمزة وقد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/62]
سبق أن همزة القطع في الماضي لا تكون إلا مفتوحة وبتخفيف الدال وهو هنا سكونها، ولا يلزم من التخفيف السكون ولكن لظهوره تسامح بعدم ذكره وبترك المد فيبقى أدرك مثل أدغم ولو أنه لفظ بالقراءتين كان أسهل فيقول: وبل أدرك اجعله بل ادَّارك الذي، ومعنى أدرك بلغ وانتهى وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وقراءة الباقين أصلها: تدارك؛ أي: تتابع فأدغمت التاء في الدال فاحتيج إلى همزة الوصل؛ لأن الأول صار ساكنا، ومثله: "اثاقلتم"، "اطيرنا بك"، وحكم همزة الوصل كسرها في الابتداء بها وحذفها في الوصل فتكسر اللام من بل؛ لالتقاء الساكنين ولام بل ساكنة في قراءة أدرك إذ لم يلقها ساكن، وفي هذه الكلمة أيضا عشر قراءات غير هاتين القراءتين ذكرها أبو القاسم الزمخشري في تفسيره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/63]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (941 - وشدّد وصل وامدد بل ادّارك الّذي = ذكا .... .... .... ....
قرأ نافع وابن عامر والكوفيون بَلِ ادَّارَكَ بتشديد الدال وفتحه وإثبات ألف بعده وجعل الهمزة قبله همزة وصل، فإذا ابتدئ بهذه الكلمة كسرت همزة الوصل وعلم فتح الدال من قوله (وامدد)؛ لأن المد لا يكون ما قبله إلا مفتوحا وعلى هذه القراءة يلزم كسر لام بَلِ تخلصا من التقاء الساكنين، فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو بتخفيف الدال ساكنة، وقطع الهمزة مفتوحة قبله وصلا وابتداء، ويلزم على هذه القراءة سكون لام بل وكان على الناظم أن يقيد الدال في هذه القراءة بالسكون؛ إذ لا يلزم من تخفيفها سكونها). [الوافي في شرح الشاطبية: 336]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (175- .... .... .... .... .... = .... أَدْرَكْ أَلاَ .... .... ). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: أدرك ألا أي قرأ مرموز (ألف) ألا وهو أبو جعفر.
{بل أدرك} فعل ماض يعني بلغ وانتهى وعلم ليعقوب كذلك ولخلف{بل أدارك} [66] بهمزة وألف بعد الدال المشددة). [شرح الدرة المضيئة: 192]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: بَلِ ادَّارَكَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً، وَإِسْكَانِ الدَّالِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَفْتُوحَةً وَأَلِفٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان وأبو جعفر {بل ادارك} [66] بهمزة قطع مفتوحة وإسكان الدال من غير ألف، والباقون بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 628]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (834- .... .... .... ادّارك في = أدرك أين كنز .... .... ). [طيبة النشر: 90]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: («ادّارك» في أدرك) أي قرأ نافع والكوفيون بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها، والباقون بهمزة قطع مفتوحة وإسكان الدال من غير ألف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 291]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (أين) نافع، و(كنز) الكوفيون، وابن عامر: بل ادّرك [النمل: 66] بوصل الهمزة وفتح الدال وتشديدها وألف بعدها على [أن] أصله: تدارك: تتابع، أدغمت التاء [في الدال؛ لاتحاد المخرج، فاجتلبت همزة الوصل لسكون التاء]، فانتقل من: «تفاعل» إلى: اتفاعل، أي: اجتمع علمهم هنا على البعث.
[والباقون] بقطع الهمزة وتخفيف الدال وإسكانها بلا ألف، على أنه مزيد الرباعي، وهمزته قطع كأخرج، أي: بلغ علمهم إليه، وعليه صريح الرسم، واكتفى في القراءتين بلفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "بل أدرك" [الآية: 66] فنافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بوصل الهمزة وتشديد الدال وألف بعدها، والأصل تدارك بمعنى تتابع فأريد إدغام التاء في الدال فأبدلت دالا وسكنت فتعذر الابتداء بها، فاجتلبت همزة الوصل فصارا أدارك، فانتقل من تفاعل إلى افتاعل، وافقهم الأعمش، والباقون بهمزة واحدة مقطوعة، وسكون الدال مخففة بلا ألف بوزن أفعل قيل: هو بمعنى تفاعل فتتحد القراءتان، وقيل أدرك بمعنى بلغ وانتهى وفني من أدركت الثمرة لانتهاء غايتها التي عندها تعدم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/333]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن أأدرك بهمزة ثم ألف بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/333]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بل أدارك} [66] قرأ المكي والبصري بإسكان لام {بل} و{أدرك} بهمزة قطع مفتوحة، وإسكان الدال، وحذف الألف بعدها، والباقون بكسر اللام، وهمزة وصل، وتشديد الدال مفتوحة، بعدها ألف). [غيث النفع: 954]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)}
{بَلِ ادَّارَكَ}
- قرأ نافع وابن عامر وابن المنذر وابن عمرو عن يحيى كلهم والأعشى وأبو بكر عن عاصم وكذا حفص عنه، وحمزة والكسائي وخلف والأعمش والبرجمي وحماد ويحيى بن وثاب ومحمد بن غالب والحسن وشيبة وابن محيصن (بل ادارك)، وأصله (تدارك) فأدغمت التاء في الدال واجتلبت همزة الوصل.
قال الزجاج: (والقراءة الجيدة ادارك) على معنى تدارك، بإدغام التاء في الدال، فتصير دالًا ساكنة، فلا يبتدأ بها، فتأتي بألف الوصل، لتصل إلى التكلم بها، وإذا وقفت على (بل) وابتدأت قلت: ادارك، فإذا وصلت كسرت اللام في (بل) لسكونها وسكون الدال).
- وقرأ سليمان بن يسار وأخوه عطاء بن يسار وعطاء بن السائب والشموني عن أبي بكر (بل ادرك) بنقل حركة الهمزة إلى اللام، وشد الدال بناءً على أن وزنه افتعل، فأدغم الدال وهي فاء الكلمة في التاء، بعد قلبها دالًا فصار قلب الثاني للأول، والهمزة المحذوفة المنقول حركتها إلى اللام هي همزة الاستفهام أدخلت على ألف الوصل فانحذفت ألف الوصل، ثم انحذفت هي وألقيت حركتها على لام (بل).
[معجم القراءات: 6/545]
- وقرأ سليمان بن يسار وعطاء بن يسار وعطاء بن السائب وورش في رواية (بل ادرك) بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام والدال خفيفة.
- وقرأ أبو رجاء والحسن والأعرج وشيبة وطلحة وتوبة العنبري وابن عباس وعاصم والأعمش، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وكذا رواية محمد بن حبيب الشموني ومحمد بن عبد الله القلا (بل ادرك) بكسر اللام، ووصل الألف، وشد الدال، ولا ألف بعدها.
وزاد القرطبي أنها قراءة الأعمش وعطاء بن يسار وسليمان بن يسار وكذا عند ابن خالويه.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ومجاهد وحميد والحسن وأبو حيوة وابن عباس ورويت عن أبي بكر وعاصم وكذا جبلة عن المفضل عن عاصم وسهل (بل أدرك) على وزن (أفعل)، بهمزة واحدة مقطوعة، وسكون الدال مخففة بلا ألف، وقيل: هو بمعنى تفاعل.
وقال الخليل: (والإدراك فناء الشيء، أدرك هذا الشيء أي فني،
[معجم القراءات: 6/546]
وقوله عز وجل عن الحسن: ... أي جهلوا علم الآخرة، أي لا علم عندهم في أمرها، وأدرك علمي فيه مثله...).
- وقرأ عبد الله في رواية وابن عباس في رواية وابن أبي حمزة وغيره عنه والحسن وقتادة وابن محيصن وأبو رجاء (بل آدرك) بمدة بعد همزة الاستفهام، وأصله (أأدرك) فقلبت الثانية ألفًا تخفيفًا كراهة الجمع بين همزتين.
وأنكر أبو عمرو بن العلاء هذه الرواية ووجهها.
وقال أبو حاتم: (لا يجوز الاستفهام بعد بل؛ لأن بل إيجاب، والاستفهام في هذا الموضع إنكار بمعنى لم يكن...، وقد أجاز بعض المتأخرين الاستفهام بعد بل، وشبهه بقول القائل: (أخبزًا أكلت بل أماءً شربت)، على ترك الكلام الأول والأخذ في الثاني).
وجاءت قراءة ابن محيصن عند القرطبي بضبط مختلف، وهو (بل أآدرك) كذا! ومثله عند ابن خالويه.
- وعنه أنه قرأ (بل أدرك) على لفظ الاستفهام.
- وقرأ ابن عباس (آأدرك علمهم) يستفهم ولا يشدد، كذا جاء الضبط في التاج واللسان.
وجاءت هذه القراءة في المراجع الأخرى غير معزوة إلى أحد
[معجم القراءات: 6/547]
وبتشديد الدال (آأدرك).
- وذكر أبو حيان أن ابن عباس قرأ (إدارك) بهمزة داخلة على (ادارك) فيسقط همزة الوصل المجتلبة لأجل الإدغام والنطق بالساكن. والقراءة عند ابن عطية (بل آدارك).
- وقرأ ابن مسعود (بل أأدرك) بهمزة الاستفهام وهمزة (أفعل).
ووردت القراءات عن ابن عباس بــ(بلى) بدلًا من (بل)، ولكن اختلفت في المراجع صورة الفعل معه واضطرب النقل، وبيان ذلك كما يلي:
1- (بلى أدرك) ابن عباس.
2- (بلى أدارك) ابن عباس.
وذكره الزجاج على الجواز، وليس على أنه قراءة.
3- (بلى أدارك) ابن عباس يستفهم ويشدد، وهو عند الفراء وجه جيد، وذكر هذا النحاس، ثم قال: (وإسناده إسناد صحيح هو من حديث شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس).
وهذه القراءة عند ابن قتيبة أشد إيضاحًا للمعنى.
وقال الطبري: (فأما القراءة التي ذكرت عن ابن عباس فإنها وإن كانت صحيحة المعنى والإعراب فخلاف لما عليه مصاحف المسلمين،
[معجم القراءات: 6/548]
وذلك أن في (بلى) زيادة ياء في قراءته ليست في المصاحف، وهي مع ذلك قراءة لا نعلمها قرأ بها أحد من قراء (الأمصار).
4- (بلى أأدرك) ابن عباس.
5- (بلى آدرك) ابن عباس، ممدودًا.
وهاتان القراءتان صورتهما في الحقيقة واحدة ولكن رسمهما جاء مختلفًا في المراجع.
6- (بلى أأدرك).
ولم يذكروا لهذه الصورة قارئًا، وأحسب أنها قراءة ابن عباس، فلم يقرأ أحد (بلى) عوضًا عن (بل) غيره.
- وقرأ مجاهد (أم أدرك). قال العكبري: (ويقرأ أم مكان بل، وهو على الاستفهام).
- وعن أبي بن كعب قراءتان:
1- (بل تدارك) ذكر هذا عنه هارون القارئ.
2- (أم تدارك).
وهذه القراءة الثانية ذكرها ابن خالويه أيضًا قراءة لمجاهد.
[معجم القراءات: 6/549]
هذا ما ورد في هاتين الكلمتين في هذه الآية، وأغلب هذه القراءات فيها اضطراب في الضبط، فالقارئ واحد، ولكنك تجد ضبطًا مختلفًا من مرجع إلى آخر، وقد بذلت ما استطعت لنقلها على الصورة التي ترى، فإن خرمت منها شيئًا أو كررت النقل فاعذر، ثم إن العلماء ذكروا أنها اثنتا عشرة قراءة ولكن العدد هما زاد عن ذلك كما ترى). [معجم القراءات: 6/550]

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - قَوْله {أئذا كُنَّا تُرَابا وآباؤنا أئنا} 67
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو (أيذا كُنَّا تُرَابا وءاباؤنا أَيّنَا لمخرجون) مهموزا غير أَن ابْن كثير لَا يمد وَأَبُو عمر ويمد كَانَ يأتي بِأَلف بعد الْهمزَة ثمَّ يَاء آيذا
وَكَانَ ابْن كثير لَا يأتي بِأَلف يَقُول (أيذا ... أَيّنَا)
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة (أءذا كُنَّا تُرَابا ... أئنا) بهمزتين
وَقَرَأَ نَافِع (إِذا كُنَّا) مَكْسُورَة الْألف على الْخَبَر {أَيّنَا} ممدودة
وَقَرَأَ ابْن عَامر والكسائي (أءذا كُنَّا تُرَابا) بهمزتين إننا بنونين وَكسر الْألف من غير اسْتِفْهَام). [السبعة في القراءات: 485]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إذا كُنّا، أَئِنَّا) مؤخر الاستفهام مدني (أإذا) بهمزتين، (آإنا) بنونين
شامي. وعليّ،- وسهل، بهمزة ولا يجمع يعقوب بين استفهاميين إلا ههنا ولا نافع إلا في الصافات [ولا ابن عامر إلا في الواقعة ولا عليُّ إلا في العنكبوت والصافات]، (ولا يتقدمه) يزيد إلا في الواقعة، وأول الصافات، ولا ابن عامر، إلا ههنا والصافات، والنازعات، ولا يؤخره نافع إلا ههنا ويؤخرونه وابن كثير، وحفص في العنكبوت). [الغاية في القراءات العشر: 350 - 351]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (إذا) [67]: خبر، (أئنا) [67]: مستفهم: مدني، وقاسم. (إننا) [67]: بنونين دمشقي، وعلي، وسهل. الباقون مستفهم فيهما.
ويمد أبو عمرو، ومدني غير ورش. بالقصر مكي، وورش، ويعقوب
[المنتهى: 2/883]
غير روح، وافق ابن عتبة على قصر (أئذا) الباقون بهمزتين، ويدخل أبو زيد، وهشام بينهما مدة). [المنتهى: 2/884]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {إذا كنا ترابا} (67): بهمزة واحدة مكسورة، على الخبر.
[التيسير في القراءات السبع: 396]
والباقون: على الاستفهام.
وهم على مذاهبهم فيه، وقد ذكر في الرعد (5) ). [التيسير في القراءات السبع: 397]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، والكسائي: {إننا لمخرجون} (67): بنونين، على الخبر.
والباقون: بواحدة، على الاستفهام.
وهم على مذاهبهم، وقد ذكر). [التيسير في القراءات السبع: 397]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع [وأبو جعفر] (إذا كنّا ترابا) بهمزة مكسورة على الخبر، والباقون على الاستفهام وهم على أصول مذاهبهم فيه وقد ذكر في الرّعد.
ابن عامر والكسائيّ: (إننا لمخرجون) بنونين على الخبر، والباقون بواحدة على الاستفهام وهم على أصول مذاهبهم وقد ذكر). [تحبير التيسير: 494]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([67]- {أَإِذَا} خبر: نافع.
[67]- {أَإِنَّا} بنونين: ابن عامر والكسائي). [الإقناع: 2/720]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الِاخْتِلَافُ فِي أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا، وَأَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ فِي بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أءذا كنا ... أئنا لمخرجون} [67] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 628]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أئذا كنا، أئنا لمخرجون" بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني نافع، وأبو جعفر وسهل الثانية، مع المد قالون وأبو جعفر، ومع القصر ورش، وقرأ ابن عامر والكسائي بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني مع زيادة نون فيه، وكل على أصله، لكن أكثر الطرق عن هشام على المد، وأجرى الخلاف له فيه كغيره الهذلي وغيره، وهو القياس كما في النشر، والباقون بالاستفهام فيهما، فابن كثير ورويس بالتسهيل والقصر وأبو عمرو بالتسهيل والمد وعاصم وحمزة وروح وخلف بالتحقيق والقصر فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/333]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إذا كنا ترابا وءابآؤنآ أاينا} [67] قرأ نافع {إذا} بهمزة واحدة، على الخبر، و{أاينا} بهمزتين الأولى مفتوحة، والثانية مكسورة، على الاستفهام، ولا يخفى أن قالون يدخل ألفًا بين الهمزتين، وورش لا يدخل.
والشامي وعلي عكس نافع، فيستفهمان في الأول، مع الإدخال لهشام، ويخبران في الثاني، ويزيدان نونًا، فيقرآن بهمزة مكسورة، بعدها نون مفتوحة مشددة، بعدها نون مفتوحة مخففة.
والباقون بالاستفهام في {أءذا} و{أينا} ولا تخفى قواعدهم، فالمكي يسهل الثانية من غير إدخال، والبصري يسهلها مع الإدخال، وعاصم وحمزة يحققان من غير إدخال). [غيث النفع: 955]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)}
{أَإِذَا - أَئِنَّا}
- تقدمت القراءة فيه مفصلة في الآية/5 من سورة الرعد، ومع ذلك فقد ذكرت بعض المراجع القراءات فيهما في هذه الآية هنا، وأثبتها في الحاشية.
وتقدمت في الإسراء/98، 99 وفي سورة المؤمنين/82.
وسوف أحيل دائمًا في المواضع المتبقية على الموضع الأول في سورة الرعد إن شاء الله تعالى). [معجم القراءات: 6/550]

قوله تعالى: {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)}
قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)}
قوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)}

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - قَوْله {فِي ضيق} 70
قَرَأَ ابْن كثير {فِي ضيق} بِكَسْر الضَّاد
وروى خلف عَن المسيبي عَن نَافِع مثله
وروى أَبُو عبيد عَن إِسْمَاعِيل عَنهُ {فِي ضيق} وَهُوَ غلط
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فِي ضيق} بِالْفَتْح). [السبعة في القراءات: 485 - 486]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {في ضيق} (70): بكسر الضاد.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 397]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الرّيح وبشرا وفي ضيق) قد ذكر). [تحبير التيسير: 494] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ فِي ضَيْقٍ لَابْنِ كَثِيرٍ فِي النَّحْلِ). [النشر في القراءات العشر: 2/339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({في ضيقٍ} [70] ذكر في النحل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 628]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم ضيق [70] لابن كثير). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/493]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "ضيق" [الآية: 70] بكسر الضاد ابن كثير ومر بالنحل). [إتحاف فضلاء البشر: 2/334]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضيق} [70] قرأ المكي بكسر الضاد، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 955]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)}
{عَلَيْهِمْ}
- تقدمت القراءة فيه بضم الهاء عن يعقوب وغيره مرارًا، وانظر الآية/16 من سورة الرعد إن شئت، أو الآية/7 من سورة الفاتحة.
[معجم القراءات: 6/550]
{ضَيْقٍ}
- قراءة الجماعة (ضيق) بفتح الضاد، وهو مخفف من (ضيق).
- وقرأ ابن كثير وخلف عن المسيبي عن نافع وهي رواية أبي عبيد عن إسماعيل عن نافع، وابن محيصن (ضيق) بكسر الضاد، وهو مصدر.
وذكر ابن مجاهد أن الرواية عن نافع بالكسر غلط، وذكر في موضع سابق أنها وهم.
وتقدمت هذه القراءة في الآية/127 من سورة النحل.
وكررت بعض المراجع الحديث فيه هنا مرة أخرى، وذكرت فيما تقدم الخلاف في الرواية عن نافع). [معجم القراءات: 6/551]

قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)}
{مَتَى}
- تقدمت الإمالة فيه في مواضع وانظر الآية/214 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 6/551]

قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)}
{عَسَى}
- تقدمت الإمالة فيه وانظر الآية/162 من سورة آل عمران، والآية/67 من سورة النساء.
[معجم القراءات: 6/551]
{رَدِفَ}
- قرأ ابن هرمز (ردف) بفتح الدال.
- وقراءة الجماعة بكسرها (ردف).
وهما لغتان، والكسر عند المتقدمين أفصح.
- وقرأ ابن عباس (أزف لكم) ). [معجم القراءات: 6/552]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس